القاهرة ـ «القدس العربي»: في أول أيام العمل بعد انتهاء إجازة عيد الأضحى، ساهمت الحكومة في تعزيز مشاعر الغضب بين ملايين المدخنين، حيث أعلنت رفع أسعار السجائر، وهو القرار الذي تلجأ إليه كلما تفاقمت الأزمة الاقتصادية، غير أن العديد من الكتاب يؤكدون على أن ضوءًا في الأفق يولد بعد سنوات من المعاناة، التي أثرت على حياة الأغلبية الساحقة من المواطنين، بعد أن قرر الرئيس السيسي مواجهة أصل الداء، الذي أهمله المخلوع مبارك طيلة ثلاثة عقود.
مطالب بمقاطعة الاستيراد من روسيا وكرواتيا ومخاوف من تسلل القمح النووي للأسواق
في الصحف المصرية الصادرة أمس الخميس 15 أغسطس/آب، بلغ النفاؤل مداه لدى عدد من الكتاب الموالين للسلطة، وعدد من الذين يقفون على الحياد، بصعود مصر نحو عالم البلدان المزدهرة خلال فترة وجيزة، وهو الأمل الذي يراه المعارضون وهماً.. أولئك الذين لم يبرحوا بعد مرحلة الضيق والشكوى من غير أن ينجحوا في إقناع الأغلبية للسير في ركابهم, وحفلت الصحف بالعديد من القضايا، ومازال تأثير حفل النجمة العالمية جنيفر لوبيز حاضراً بقوة، للحد الذي أسفر عن مزيد من العراك بين فصيلين من الكتاب، أحدهما يندد بالحفل، وآخر يندد به وينذر من شاهدوه بعواقب الأمور، ما لم يغيروا من حياتهم.
ومن تقارير أمس قرار رئيس الجمهورية بالموافقة على اتفاقية نقل الأشخاص المحكوم عليهم جنائياً بعقوبات سالبة للحرية، بغرض تنفيذ الأحكام الصادرة ضدهم، بين حكومتي جمهورية مصر العربية والمملكة المغربية، واهتمت الصحف بقرار الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، بتعديل القرار الجمهوري باعتبار مشروع إنشاء المرحلتين الثالثة والرابعة من الخط الثالث لمترو الأنفاق من أعمال المنفعة العامة، بإضافة بعض المسطحات اللازمة، لتنفيذ مشروع إنشاء المرحلة الثالثة من الخط الثالث لمترو الأنفاق، في نطاق محافظتي القاهرة والجيزة. واهتمت الأغلبية على نحو خاص بتصريح الدكتور أحمد عبد العال رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للأرصاد الجوية، بأن مصر بعيدة تماما عن مسار الغبار الإشعاعي الناتج عن الانفجار النووي، الذي حدث في مدينة سفرودفنسك الروسية. وأوضح عبد العال، أن مصر خلال فصل الصيف، لا تتعرض لأي كتلة هوائية مقبلة من روسيا، بخلاف فصل الشتاء الذي تتأثر فيه مصر بامتداد المرتفع السيبيري المقبل من هناك أحيانا.
مخاوف مشروعة
السؤال الذي يفرض نفسه الآن ويطرحه محمد أمين في «المصري اليوم»: «ما موقف مصر من القمح الروسي بعد انفجار روسيا النووي.. الأمر خطير، سواء تعرضت مصر لمسار الغبار الإشعاعي أم لا. هيئة الأرصاد الجوية، قالت إن مصر آمنة وبعيدة تمامًا عن مسار الغبار النووي، صحيح ربما تكون مصر بعيدة «جغرافيًا»، لكن القمح الذي تستورده مصر بالتأكيد «شبع» من الغبار نفسه. وأضاف الكاتب: شاركني السؤال الدكتور نادر نور الدين، الخبير العالمي، وقال إن مصر تستورد حوالي 90٪ من القمح من روسيا وأوكرانيا، وتبلغ وارداتنا من هناك حوالي 12 مليون طن قمح، وبالتأكيد قد تعرض القمح لهذا الغبار النووي، وللأسف ليست لدينا تقنيات الكشف الإشعاعي على الواردات.. فهل نوقف الاستيراد مؤقتًا؟ أم ننتظر موقف الدول الأخرى ونحذو حذوها؟ والسؤال في محله بلا شك، سواء طالنا الغبار النووى أم لا، وسواء أكدت هيئة الأرصاد على أن مصر آمنة أم لا. القصة ليست في بُعد مصر عن مسار الغبار، القصة أن القمح نفسه يقع في «قلب الغبار». القصة بالفعل ليست أن مصر لا تتعرض لأي كتلة هوائية مقبلة من روسيا في الصيف.. القصة أن طعام المصريين معظمه «روسي»، ويقدر بمليارات الدولارات! يتابع الكاتب: أصدق الأرصاد الجوية.. لكنها تكلمت في ما يخصها.. فالأمانة العلمية تقتضيها أن تتصدى للقضية.. بيان الأرصاد أصبح مهمًا في السنوات الأخيرة.. وأود أن أرى بيانًا من وزارة التموين، وهيئة السلع التموينية، أو أي هيئة مصرية مسؤولة عن استيراد القمح، هل القمح نفسه آمن؟ هل القمح لم يتعرض للغبار النووي؟ هل من مصلحتنا أن نوقف الاستيراد مؤقتًا؟».
لوبيز لوثت الساحل
تتتاب حمدي رزق حالة من الغضب على مطالب بتسيير قوافل دعوية للقرى السياحية في الساحل الشمالي والعلمين، من أجل حض رواد تلك المناطق على اتباع سبيل الرشاد، بعد أن كشف الحفل الذي قدمته النجمة العالمية جنيفر لوبيز عن مدى التحلل وتردي المنظومة الأخلاقية للكثيرين، ممن يشاركون في مثل تلك الحفلات. وأضاف رزق: زعم باطل أن الساحل الشمالي الحفل الصاخب، يحتاج قافلة دعوية عاجلة تزيل آثار العدوان العاري من كل فضيلة، وزارة الأوقاف تفاعلت وسيّرت قافلة دعوية عاجلة لإعادة رواد الساحل إلى حظيرة الإيمان، ورفع نسبة التقوى على الشواطئ، ولتهدى الفئة العارية، تخيل شباب الساحل الشمالي لا يرتدون سوى القليل من الثياب على اللحم. ويخشى الكاتب أن قافلة واحدة لا تكفي، فقنبلة «جنيفر» النووية رفعت مستوى الإشعاع، مطلوب جسر دعوي يصل بين مركز الدعوة في القاهرة والساحل، قوافل قوافل، قافلة إلى هاسيندا ودبلو وبورتو، وقافلة إلى العلمين وسيدي عبدالرحمن. التقارير الموهومة الواهمة المتوهمة حسب الكاتب، تزعم كذبًا أن القوم في الساحل ضربتهم صاعقة العري، كلهم لابسين شورتات لمِّيع فوق الركبة والنساء يرتدين مايوهات، رغم أنهم قائمون مصلون على الشواطئ، وكثير من القرى السياحية فيها مسجد، وكل جمعة الصلاة على وقتها على الساحل. وزارة الأوقاف باعتبارها مسؤولة عن ضبط البدع والأمور المستحدثة كسياحة الشواطئ، وتنهى عن العري الطاغي، والأزياء الصارخة، والألوان الفاقعة، انطلقت إلى الساحل لا تلوي على شيء، وابتعثت طائفة من شباب الدعاة، على الفرّازة، سيجولون بالإيمان على الشواطئ اللازوردية وقت الشفق».
عنوان للولاء
«رغم كل الضجيج الاحتفالي الذي يحيط بما يسمى «تنقية بطاقات التموين» من غير المستحقين، هناك جوانب مهمة سقطت من حساب هؤلاء المحتفلين، سواء كانوا مسؤولين أو سياسيين، أو حتى إعلاميين كما يرى ذلك أشرف البربري في «الشروق». فمع هذا الضجيج لم يتوقف أحد أمام معايير التنقية التي يتم تشديدها كل مرحلة، من أجل استبعاد أكبر عدد ممكن من المواطنين، بدعوى أنهم غير مستحقين للدعم، مع أن بيانات الحكومة نفسها تؤكد أن أكثر من نصف المصريين باتوا ممن يستحقون ليس فقط الدعم، وإنما الصدقة. فكيف لم يلتفت السادة المسؤولون ومن معهم، إلى أن تحديد سنة صنع السيارة المملوكة للمواطن كمعيار لاستحقاقه الدعم من عدمه، يفتح الباب أمام استبعاد مئات الآلاف ممن يمتلكون سيارة صغيرة موديل 2013 لم يكن يزيد ثمنها عند شرائها عن 70 ألف جنيه، في حين سيحتفظ بالدعم من يمتلك سيارة فارهة موديل 2011 ثمنها مئات الآلاف من الجنيهات. كما أن قيمة فاتورة التليفون المحمول ليست مؤشرا على ثراء المواطن لأنه يمكن أن يستخدم هذا التليفون في إنجاز مهام عمله البسيط. وكذلك اعتبار مجرد سفر عائل الأسرة إلى الخارج، سببا لوقف البطاقة، وهذا أمر غير منطقي، لأن ملايين المصريين الذين يسافرون إلى العمل في الخارج يتركون وراءهم عائلات تحتاج إلى الدعم، لأنهم لا يغرفون من أنهار الأموال المتدفقة في الخارج. ربما كان من الأفضل والأجدى لو استهدفت عملية التنقية شطب أسماء المتوفين أو الأسماء الوهمية، التي أعتقد أنها يمكن أن تصل إلى الملايين. ويؤكد الكاتب أن بطاقة التموين والدعم الذي يحصل عليه المواطن من خلالها أصبحت تمثل واحدة من روابط قليلة متبقية بين المواطن والدولة على أرض الواقع، بعد أن تخلت الدولة عن الكثير من مسؤولياتها».
خطورة أن تكوني منقبة
في مقالها في «المصري اليوم» اعتبرت أمينة خيري أن النقاب بات يمثل خطورة على المجتمع، رافضة بشدة عدم التحقق من المنتقبات في الأماكن العامة وعددت الشواهد التي رأتها في النوادي والمدن، وعلى مداخل المدن وفي البنوك، حيث لا يتم التحقق من أمر النساء اللواتي يرتدين النقاب! قالت أمينة: «بعيدًا عن الغزوات الخيالية والسفسطات الافتراضية، وبعيدًا كذلك عن موقفي ممن ترى في وجهها ووجودها في وسط المجتمع عورة يجب إخفاؤها، أتساءل: كيف لدولة تحارب الإرهاب أن تتسامح وتتصالح وتتضامن وتسكت وتبارك، تواجد أشخاص بيننا مجهولي الملامح؟ وكيف لدولة تجد نفسها ضمن الأعلى في حوادث الطرق، تسمح لمن يغطي وجهه أن يقود سيارة ما يستحيل معه التعرف على ملامحه في حال دهس أحدهم أو ارتكب مخالفة قانونية؟ ولن أخوض في الكم الكبير من الممرضات والمعلمات والموظفات المنتقبات في مؤسساتنا، لكن أقول إن الرد الوحيد المتاح أمامى أجده في الأستاذ ياسر برهامى، العائد إلى الخطابة وخطبه الشهيرة حول النقاب وكيف أنه شعيرة إسلامية وضرورة إنسانية وقاعدة دينية، يجب عدم التخلي عنها».
السيسي رئيس ماهر
أكد القس الدكتور أندريه زكي، في حوار لـ«اليوم السابع»: «أن التغيرات الإيجابية التي تحدث في مصر أثرت إيجابا على صورة مصر لدى أعضاء مجلس الشيوخ في أمريكا، عن هذه الزيارة والكثير من القضايا العالقة في الشارع القبطي أضاف القس، انقسمت زيارتي الأخيرة للولايات المتحدة الأمريكية إلى ثلاثة محاور، الأول هو لقاءات مع أعضاء الكونغرس المهتمين بالشرق الأوسط، مثل أعضاء لجنة حقوق الأقليات، وكذلك لجنة العلاقات الخارجية، وأولى ملاحظاتي هي التقدير الشديد لدور الرئيس السيسي، فقد التقيت بخمسة أعضاء ثقيلي الوزن، وكان من المهم لديّ أن أنقل التطور الذي يحدث في مصر، ولم يكن حوارًا بروتوكوليًا، أو بغرض المجاملة، بل تحدثت عن الإيجابيات والسلبيات، ولاحظت أن نغمة الحديث عن مصر متغيرة، والتقيت بكبيرة مسؤولي لجنة الحريات الدينية، وقلت لأعضاء الكونغرس أو لجنة الحريات الدينية، أولوياتي الأمن ثم التنمية الاقتصادية وثالثًا الديمقراطية وحقوق الإنسان. وحول الأسباب والعوامل التي أدت لهذا التغير في الخطاب الأمريكي، قال القس أندريه زكي: العامل الرئيسي والجوهري هو الدور الذي يقوم به الرئيس السيسي، سواء في ملف الحريات الدينية أو التنمية الاقتصادية، وفي ملف الكنائس، وفي المناخ الأمني المستقر. وأشار أندريه إلى أن هناك تطورا مهما جدا في العلاقات الإسلامية المسيحية في مصر، وفي الإرادة السياسية التي تسعى لتجديد الخطاب الديني، ولنشر المواطنة والقيم التي تتعلق بقيمة الإنسان، وأكد القس على أن المسؤولين أقل من فكر الرئيس، ويتعاملون بعقلية ما قبل 30 يونيو/حزيران، وهناك الكثير من المشاكل. وأكد أندريه على أنه ينبغي أن لا نركز على المشاكل ونقدم صورة سوداء؟ مشدداً على أن العالم كله يشيد بالتطور الذي يحدث في مصر، ولكن هناك من يتاجرون بهذه القضايا ويضايقهم السلام المجتمعي، يريد البعض أن يجمد التاريخ والتقدم في مصر وهذا لن يحدث».
الصحة في خطر
اهتم الدكتور حمدي السيد بوضع عدة مطالب عبر «الوطن» يرى أنه من الضروري أن يلتف خلالها المواطن مع الدولة لتحقيقها ومن أبرزها أن: «توفير الصحة للمواطن المصري أحد الحقوق الأساسية، وأحد الأولويات التي نادى بها رئيس الدولة، وهي مسؤولية مشتركة بين المواطن والدولة. الدولة تقوم بواجب قومي كبير، وهو التخلص من الفيروسات الكبدية، ويشرف على ذلك الرئيس شخصياً. العناية بالغذاء للأطفال ولربات البيوت. الرعاية الكاملة للأطفال من ناحية التطعيمات والنظافة. تخلص البيئة من القمامة وتوفير المياه النظيفة والصرف الصحي وحماية مياه النيل من التلوث. الوقاية من أمراض القلب والدورة الدموية للمخ والأطراف، وذلك بمنع التدخين. كما طالب السيد بالكشف الدوري لاكتشاف الأمراض الخطيرة في بدايتها مثل سرطان الثدي والجهاز الهضمي. الإقلال من الحوادث على الطرق وإنشاء المجلس الأعلى للسلامة على الطرق.. ومن أبرز ما يوصي به نقيب الأطباء الأسبق: الكشف المبكر عن الأمراض وعلاجها، واستمرار العلاج، وعلى رأس هذه الأمراض السكر والضغط، وكلاهما لا يعطي أعراضاً في البداية، وعندما تظهر الأعراض تظهر معها المضاعفات، ويكون التدخل الطبي قد تأخر كثيراً، السكر يصيب 16٪ من السكان وتزداد النسبة مع مظاهر الحضارة الكاذبة، كالإفراط في الأكل، وعدم ممارسة النشاط الرياضي أو الجسماني، والزيادة في الوزن، والتاريخ المرضي في العائلة، ولا يكاد أي عضو في الجسم يسلم من مضاعفات السكر مثل ضيق الشرايين في القلب والمخ والأطراف والتهاب مزمن في شبكية العين وفقدان البصر والفشل الكلوي، فتلك مضاعفات قاتلة ومعجزة وتنتهي معها الحياة في عمر مبكر».
سلام عليهم
نبقى في «الوطن» إذ مازال محمد صلاح البدري يتذكر الحادث الإرهابي الأخير: «ضرب أطباء المعهد مثالاً حياً للإيثار وحب المهنة وتقديسها.. فالشهود العيان يقسمون أن أطباء المعهد انتشروا عقب التفجير مباشرة في الشارع لإسعاف المرضى، بدون حتى أن يستوعبوا سبب الانفجار، وغير مبالين باحتمالية وجود انفجارات أخرى محتملة، أو بالنيران التي لم تكن قد خُمدت بعد، ليفسدوا فرحة كل من أراد مشهداً فوضوياً تتناثر فيه الدماء.. وليصنعوا مشهداً رائعاً للعالم كله بأنفسهم وبعملهم.. الحادث كان سبباً أيضاً في أن تنهمر التبرعات على المعهد الذي لا ينال حقه منها أبداً، فالمعهد مثله مثل كل المستشفيات الجامعية لا يمتلك ما يعلن به عما يقدمه من خدمات للمرضى، أو عما يحتاجه من أجهزة وأدوية ومستلزمات، وتكلفة التشغيل التي يحتاجها كل عام تفوق بأضعاف ما يتوافر له من ميزانية جامعة القاهرة التي يتبعها، مثله مثل معظم المستشفيات الجامعية الحكومية. ويؤكد الكاتب على أن الحادث كان سبباً في أن يتم جمع التبرعات للمعهد بشكل مكثف، وصلت في أيام قليلة إلى أكثر من مئة مليون جنيه.. ما يعبر عن أصالة هذا الشعب، واستعداده للتكافل والتعاون في كل ما ينفع.. وأشاد الكاتب بتحرك الحكومة العاجل، كل التقدير لشفافية وزارة الداخلية في تقريرها، وفي الوصول لمنفذي الحادث بتلك الحرفية التي رأيناها.. ولسرعة وكفاءة وزارة الصحة في تسكين المرضى في مستشفيات قريبة.. ولمجلس الوزراء الذي أصدر قراره السريع بإسناد تجديد المبنى لشركة المقاولون العرب. ويؤكد البدري على أن الحادث الأليم أزهق أرواحاً بريئة.. ولكنه في الوقت نفسه أبرز مشاهد كنا في أشد الاحتياج إليها».
إرهاب خارج التغطية
يرى الباحثون النفسيون الذين اهتم برؤيتهم جلال حمام في «الدستور»، أن الإرهابيين قد يحجمون عن تنفيذ عملياتهم، لو علموا مسبقًا أنها لن تأتي بدعاية كبيرة، تكشف عن حجم الخسائر التي ألحقوها بالدولة، على اعتبار أن الحرب النفسية تعمل عملها فقط في حال أبدى البعض اهتمامًا بما قد وقع. ويستشهد الكاتب بوصف مارغريت ثاتشر، رئيسة الوزراء البريطانية السابقة، هذه الدعاية المجانية بأنها الأوكسجين اللازم للإرهاب، الذي لا يستطيع الاستغناء عنه، لأن تغطية الحدث الإرهابي إعلاميًا، تحقق مكاسب تكتيكية واستراتيجية للقائمين عليه.. إمعانًا في خلق أجواء الفوضى والترويع، وإتاحة المجال أمام انتشار الشائعات المغرضة، التي تثير خوف الرأي العام وتؤلبه ضد السلطات المحلية، بحجة عجزها عن حماية أمنه. ويعمد الإرهابيون إلى التسلح بوسائل الدعاية المختلفة، لتسويق أغراضهم وغاياتهم، وتوظيفها في تضليل الأجهزة الأمنية، واكتساب السيطرة على الرأي العام، عن طريق نشر أخبار العمليات الإرهابية التي يقومون بتنفيذها، على اعتبار أن الحملات الإعلامية التي تغطي هذه العمليات تساعد على تحقيق واستكمال أهداف الإرهابيين، الذين يرون في التغطية الإعلامية لجرائمهم، معيارًا مهمًا لقياس مدى نجاح فعلهم الإرهابي، لدرجة أن البعض اعتبر العمل الإرهابي الذي لا ترافقه تغطية إعلامية، عملًا فاشلًا. ويستشهد حمام بالأداء الإعلامي غير الوطني بالنسبة لحادث تفجير محيط معهد الأورام، مؤكداً أن عملاء الداخل ما زالوا بيننا، وأن الهدف من الحادث لم يكن الإيقاع بمن راح شهيدًا أو مصابًا وحسب، بل الأهم هو إحداث حالة من البلبلة داخل المجتمع، وإطلاق الشائعات والتفسيرات الخاطئة وقد تأخرت البيانات الرسمية في الصدور وحل محلها ما تركه الفراغ المعلوماتي لمواقع التواصل الاجتماعي، تحمل الحكومة ما هي براء منه».
تطوير المستشفيات
من الأهداف المهمة التي يجب أن تتحلى بها المستشفيات، كما يرى بهاء أبوشقة في «الوفد»، أن تكون فيها خطط تحمل المسؤولية والمحاسبة، وخدمة المستهلكين والاندماج والامتياز والجودة ومنح الأولوية للمرضى واحتياجاتهم، والابتكار والتعاون بين جميع أعضاء فريق العمل والشفافية.
والأمر في هذا الشأن يحتاج إلى توفير بيئة العمل لمستشارين رسميين في جميع الوظائف المتعلقة بالرعاية الصحية، بما فيها إدارة المستشفيات التابعة لهيئة التأمين الصحي، والعمل بمثابة بوابة للأعمال، وصلة لإنشاء التعاونيات والشراكات بين الجهات الداخلية والخارجية. واتخاذ المبادرات اللازمة من أجل إقامة الدورات التدريبية، وتأسيس الأعمال وضمان استدامة الموارد المالية ضمن إدارات قطاع المستشفيات والتعاون مع الإدارات المالية الخاصة بالمستشفيات لوضع مؤشرات الأداء الأساسية، وتطوير نماذج فعالية التكلفة. والأداء كمرجع دولي من حيث ممارسات الأعمال والخطط الاستراتيجية، المثلى وتسهيل مشاركة الإدارات العليا مباشرة في إنشاء وتنفيذ المبادرات الهادفة إلى تحسين الجودة وتسهيل عملية تطوير برامج خدمة العملاء في القطاع الصحي، وتطوير برنامج لإدارة المخاطر في القطاع الصحي وتعزيز وتوسيع برامج الاعتماد الدولي عبر القطاع الصحي. ومن الأساسيات أيضاً التي يجب أن تكون في المستشفيات، إدارة المخاطر الناجمة عن عمل المستشفيات، والحرص على سلامة المرضى، ووضع مؤشرات الجودة والأداء. التثقيف حول أفضل الممارسات ومشاركتها مع سائر العاملين في القطاع الصحي، وتوفير التدريب الضروري حول مبادئ ونظريات الجودة. وتعزيز المشاريع القائمة والمولدة للعائدات المالية، وتحقيق الاندماج بين مزودي الخدمات الخارجيين والداخليين، في مختلف المجالات الطبية ومؤشرات الأداء الأساسية وتقديم الأفكار المبتكرة حول كيفية إدارة عمل المستشفيات، والتركيز على تحسين الخدمات ضمن قطاع المستشفيات بهدف توليد العائدات والحرص على الاستعمال».
عوانس ومطلقات
اهتم عماد رحيم في «الأهرام» بالتصدي لظاهرة ارتفاع معدلات الطلاق: «تزايد حالات الطلاق في هذا الشكل، يؤكد أننا نخالف كل الأعراف التي تربينا عليها تمامًا، وظهرت في المجتمع أشياء عجيبة لم نعهدها على الإطلاق، مثل «السنجل ماذر»، وهي فتاة قررت أن تنجب واتخذت في سبيل ذلك طرقًا غير سليمة، وطالبت المجتمع بدعمها، شيء عجيب، أما الأعجب فهو وجود من يدعم هذه الظاهرة حتى لو بنسبة قليلة، المهم هنا تزايد هذه النسبة، وهذا يخالف كل الأعراف، ومن قبلها صحيح الدين، كل ذلك تحت مسمى التحرر! ويسأل الكاتب حول علاقة التحرر بمخالفة صحيح الدين، وكيف لنا أن نقبل بمخالفته تحت أي مبرر، أضف إلى ذلك انتشار أفكار غريبة على مجتمعنا، بدأت تظهر بين شبابنا، أيضًا تحت مسمى الحداثة أو التحرر، لنستورد من الغرب كل آفاته، بعد أن أفاق مؤخرًا وبدأ يعدل من أوضاعه المهترئة، وتيقن من ضرورة وضع الأمور في نصابها، وكأننا موعودون بأن نقلد لمجرد التقليد، حتى لو كان مهينًا. وهنا أقترح حلًا قد يكون غريبًا، ولكنه قد يؤدي إلى تقليل عدد حالات الطلاق في مصر، من خلال إنشاء هيئة، تختص بالزواج؛ بمعنى ضرورة مرور الزوجين عليها، لعمل المقابلات مع المختصين من الاجتماعيين المختصين بالأسرة، يتم من خلالها التأكد من جدية العلاقة، وتوافر الشروط اللازمة لنجاحها، مع عمل التحاليل الطبية اللازمة للتأكيد من عدم وجود عراقيل ما لاستكمال الزواج، ومن ثم إعطاء المشورة النهائية بعد كل هذا التقييم، إما بالنصح بمتابعة إجراءات الزواج، أو العكس، وإعطاء ما يفيد ذلك لهما. فإن تم الزواج مع عدم التوصية به، وقتها تقع المسؤولية الكاملة على عاتق الطرفين، وفي حالة حدوث طلاق بينهما، يتم تغريمهما».
تزييف التاريخ
في التاريخ المصري كثير من المفاهيم لا بد من تصحيحها.. بالذات تلك التي شاعت في فترات الصراع بين الوطنيين ورجال الاحتلال البريطاني، ويعزي عباس الطرابيلي في «الوفد» الأمر إلى أن الواحد منا يبحث عن البطولة ويحلم بها.. وربما بسبب ظلم الحكومات من عشرات ومئات السنين وأيام السخرة والتجريدة والقهر، فإن المواطن يرى أن كل من تعاديه السلطة هو مشروع بطل.. لكل هذه الأسباب وغيرها اختلفت رؤية الناس إلى من يتصدى للسلطة.. ومن هؤلاء مثلاً أدهم الشرقاوي.. الذي شبهه البعض بشخص روبن هود الشجاع، الذي يهاجم ممتلكات الأغنياء ويعيد توزيعها على الفقراء، أو ربما مثل زورو تلك الشخصية الأسطورية الذي يتصدى للبارونات وطبقة الحكام.. لمصلحة الفقراء.. أما أدهم الشرقاوي، فالسجلات والأوراق الرسمية تتحدث عنه بأنه زعيم عصابة يفرض الإتاوات لينفق على أفراد عصابته وعلى نزواته، ولكن الناس تعاملوا معه كأنه بطل يتصدى لجبروت السلطة الإنكليزية والمحلية معاً.. وشاعت عنه الحكايات حتى تحول إلى أسطورة نافست الأساطير الشعبية القديمة الشهيرة مثل، سيرة عنترة بن شداد والظاهر بيبرس وأبوزيد الهلالي.. وأيضاً سيف بن ذي يزن. ومع بدايات ثورة 23 يوليو/تموز 1952 غذت الثورة هذا الاتجاه.. وزادت شعبيتها، بل صعد أحد أفراد عائلته إلى السلطة ليصبح وزيراً في إحدى الوزارات السيادية، وانطلق المطربون الشعبيون يتغنون بأعمال أدهم الشرقاوي.. وأبرز كل ذلك الجهاز الإعلامي لثورة يوليو/تموز وغناها واحد من أشهر المطربين الشعبيين هو محمد رشدي.. وتنغم بها أيضاً العندليب عبدالحليم حافظ. فهل كان ذلك امتداداً لبحث الناس عن بطل شعبي.. حتى إنهم مزجوا بين حكايات أدهم الشرقاوي وما جرى لفلاحي دنشواي، وما جرى لهم أيام اللورد كرومر وبطش الاحتلال البريطاني؟».
داء النخبة
يضع علاء عريبي في «الوفد» يده على أخطاء تقع فيها النخبة التي تتصدر المشهد الإعلامي: «الذي يتأمل جيدًا ما يُكتب وما يُقال في أغلب وسائل الإعلام، يكتشف أننا نعيش حياة بائسة، وأن مصاب هذا الوطن في بعض من يطلق عليهم بالنخبة، مصابنا في الكتّاب والمبدعين وأساتذة الجامعة والمحامين والصحافيين، النخبة من رجال الأعمال والنواب والساسة والفنانين، هذه النخبة للأسف الشديد هي الأداة التي تضرب وتبطش وتزيف بها الحكومة، هي أداتها لتصفية الحسابات، ولتشويه الصورة، وللقضاء على بعض الشخصيات، وأداة في تمرير بعض القرارات والقوانين وبعض السياسات. هذه الأداة المسماة نخبة هي التي تؤدي كل هذا وأكثر بقبح وفجور، مقابل فتات المناصب والأموال، أو لكي يظلوا تحت الضوء، والمؤسف والموجع أيضًا أن النظام كلما احترقت بعض أدواته دفع بأخرى، خاصة في وسائل الإعلام، في الوقت الذي يقف المئات في الطابور يأملون ويتمنون ويترجون، لديهم قدرات فذة ومدهشة وغريبة في الصعود على رقاب أبناء هذا الشعب، يذبح ويشوه ويقتل ويقصي ويبرر ويحلل وينظر تحت شعار الولاء للوطن، المؤلم ليس فيمن باع من الشباب مقابل المناصب أو الأموال، بل فيمن اعتادوا أو أدمنوا البيع، الذين يتوافقون وكل العصور ومع جميع السياسات والأفكار، هذه الفئة من النخبة للأسف الشديد قد خلعت- كما يقال- برقع الحياء، وأصبحوا ينالون ممن يعارض أو يعترض أو ينتقد بشكل مسف وفج، وقد ادخلوا لحياتنا الإعلامية والشعبية سلوكيات شديدة الفجاجة، ومفردات في غاية الإسفاف».
إسفاف افتراضي
يواصل أكرم القصاص في «اليوم السابع» هجومه الحاد على الفوضى المنتشرة في مواقع التواصل الاجتماعي: «الجمهور بشكل عام يحب الموضوعات الساخنة والمثيرة، ويتجاهل الموضوعات الجادة والأفكار العميقة والاستراتيجية، وحتى عندما يناقشها فهو يلجأ للتنكيت والسخرية. وهناك من يعين نفسه مسؤولا عن تحديد الأخلاق والقواعد، لدرجة أن بعض رواد السوشيال ميديا شيروا صور فنانات في الحج وسخروا منها، وعين بعضهم أنفسهم حكاما على إيمان الناس، ووجدت الصور مجالا لتعليقات بعضها صادر من ناس يفترض أنهم عقلاء، لكن يبدو أن التريند أحيانًا يصيب البعض بحمى السير خلف المجموع، بصرف النظر عن صحته أو خطئه. يضيف الكاتب: ومن انضمام العقلاء إلى هذا النوع من النميمة يكشف عن مصدر تدعيم ونشر التفاهة، والدليل أنه خلال الأيام الماضية لو راجعنا القضايا التي احتلت المساحات الأمامية من اهتمام الجمهور، بناء على القراءة والشير نكتشف أن قصة خناقة الفنان وطليقته في الساحل شغلت مساحة اهتمام، لكونها كانت وماتزال تحتوي على عناصر النميمة المثالية، ضرب وطلاق ونفقة بمئات الآلاف. كانت طفيليات السوشيال ميديا مستمرة، وحققت فيديوهات الاعتزال الوهمية غرضها في رفع معدلات المتابعة، بل وجذبت جمهورا لم يكن على علم بها. ويعترف الكاتب أن بعض الجمهور الغاضب يساهم بغضبه وإعادة نشر الصور والفيديوهات التافهة في انتشارها. وهناك ظاهرة واضحة في هذا السياق بعض المستخدمين تستفزهم آراء آخرين في العقائد أو الفن أو المجتمع، وتبدو عنصرية، فيريد الواحد التعبير عن غضبه فيعيد نشر البوست مع تعليق غاضب، والنتيجة مزيد من الانتشار، وهذا جزء من الحيل المبتكرة لزيادة المتابعة والانتشار».
القاهرة تجدد شبابها
تخلو القاهرة كغيرها من العواصم من عدد كبير من سكانها في الأعياد الدينية. وهو الأمر الذي يسعد تمارا الرفاعي في «الشروق»: «تبدو الطرقات أوسع والأشجار أطول، حتى السماء تبدو أكثر زرقة، ومن أراه في الشارع يبدو لي أقل توترا. أختار الطريق الأطول رغم حرارة الجو المرتفعة، فالقاهرة معروفة بدفئها ورطوبتها العالية في شهر أغسطس/آب لكن لا يهمني ذلك، فلا أحد في الشارع وهذه فرصتي حتى أعيد علاقتي بالحي والمدينة. أذكر أنني انتقلت للعيش في القاهرة للمرة الأولى منذ سنوات طويلة في فصل الصيف، لذا يرتبط الموسم الحار في ذهني مع البدايات، فأنا وبحكم عملي أنتقل من بلد إلى بلد، ويحدث التغيير دوما في منتصف فصل الصيف. الصيف إذن يمثل في مكان ما في داخلي البداية، وهي نهاية أيضا، فعلاقتي بالقاهرة تنتهى أيضا في فصل الصيف حين أنتقل منها إلى أماكن أخرى. أظن أنني أتصالح مع القاهرة أثناء الأعياد الدينية حين يهجرها سكانها. في الأعياد تتنفس القاهرة وفي زفيرها الكثير من الشجن، العيد لم يعد كما كان والفرحة بهتت ألوانها. لكنها ما زالت أم الجميع، ها هي تحاول أخذ قسط من الراحة قبل عودة الأبناء وضوضائهم ومشاكلهم. في العيد تلتقى القاهرة بأصدقاء قدماء فيعودون شبابا في لحظة».