الدول لا تلعب «الاستغماية»: عن وصول الجيش المصري للصومال!

حجم الخط
0

أنظر كيف يعبثون؟! فلولا «الجزيرة مباشر» ومقابلتها مع وزير الدولة الصومالي للشؤون الخارجية، لظلت البشرية على اعتقادها، أن الجيش المصري وصل الصومال بالفعل، وأنه هناك يقف على خط النار في مواجهة إثيوبيا!
البداية كانت بالإعلان عن أن مصر أرسلت إلى الصومال طائرتين محملتين بالسلاح والقوات التابعة للجيش المصري، والإعلان تم من جانب المنابر الإعلامية التابعة لسلطة الحكم، وقد شاهدت إلى الآن خمسة من الإعلاميين المحسوبين على النظام، وهم يهللون لهذا القرار التاريخي، وأن مصر – بما فعلت – إنما تقوم بدورها التاريخي في المنطقة!
الأمر الذي أمن عليه الخبير العسكري، سمير فرج، الذي يتحدث باسم النظام، باعتباره أحد القيادات العسكرية للجنرال، وقد شهد على عبقريته المبكرة، لأنه اقترح عليه ذات مرة أن يستبدل طعام الجنود في شهر الشتاء العدس بالجبن، لأن المقترح من شأنه أن يبعث الدفء في الأجسام!
والفريق سمير فرج، الذي يظهر في القنوات المختلفة أكثر من المذيعين، أطل علينا عبر «بي بي سي» ليؤكد على هذا المعنى!
الأمر نفسه روجت له الصحافة المملوكة ملكية كاملة للسلطة المصرية، وقرأت لكاتب في جريدة «المصري اليوم» اسمه مصطفى شلش مقالاً جاء عنوانه بالبنط العريض ونصه: «القوات المصرية في الصومال.. هدف في إثيوبيا وأهداف في جنوب البحر الأحمر»!
ولم تكذب اللجان الإلكترونية خبراً، وهي التي تدار بواسطة عناصر في السلطة، واندفعت تشيد بالقرار، وتشيد بشجاعة صاحبه، فأخيراً قرر النظام المصري أن يرد على أبي أحمد وفشل مفاوضات سد النهضة!
وناقشت المنابر الإعلامية الدولية والإقليمية القرار، واندفعت تحاول الإجابة على أسئلة طرحتها؛ فهل يتحول الصومال إلى ساحة حرب بالوكالة؟ وتساءلت «بي بي سي»: هل اقتربت المواجهة مع إثيوبيا؟ أما صحيفة «الشرق الأوسط» السعودية فكان تساؤلها: ماذا تستهدف مصر من حضورها العسكري في الصومال؟

رد فعل إثيوبيا.. هي الحرب

ومن جانبه فإن رئيس الوزراء الإثيوبي ندد بهذا التطور، وأعلن أن بلاده لن تقف مكتوفة الأيدي، واندفعت لجانه الإلكترونية، تنشر فيديوهات للجيش الإثيوبي وهو يستعد للمواجهة، بينما أبي أحمد يشاركهم في تمرين الضغط، وقيل إنها جميعها فيديوهات قديمة، لكن المهم هنا توقيت توظيفها، وبعيداً عنها فإن البيانات الصادرة من الجانب الإثيوبي، هي بيانات حربية، لقوم في مرحلة الاستعداد للمواجهة. وقالت الخارجية لن نقف خاملين، وإن على القوى التي تحاول تأجيج التوتر لتحقيق أهداف قصيرة الأجل أن تتحمل عواقب وخيمة!
في أرض الصومال (أو الصومالاند) كان رد الفعل عنيفاً، إذ أغلقت الإدارة مكتبة مصرية هناك وطردت موظفيها رداً على حضور الجيش المصري للصومال، للوقوف ضد قرار إثيوبيا بإنشاء منطقة عسكرية هناك!
ولأن هناك اتفاقيات عسكرية وتجارية بين الإمارات وإثيوبيا، فقد اندفع المحللون يناقشون الأمر من زاوية؛ هل معنى هذا أن خلافاً دب بين الحليفين المصري والإماراتي؟ وهل يتطور الأمر فتكون المواجهة بين الجيش المصري والإماراتي؟
وإذ سلمت كما سلمت البشرية (جمعاء) بوصول الجيش المصري للصومال، فقد استبعدت الحرب تماماً، فمن وقع اتفاق المبادئ وأعطى إثيوبيا موافقة مصر كتابة بمقتضاها دون قيد أو شرط على بناء سد النهضة، ومن يحافظ على وجود هذه الاتفاقية ويمتنع عن إلغائها عبر البرلمان، لن يذهب للحرب، وفي يده أسلحة أخرى! كما استبعدت تماماً أن يخرجوا في القاهرة على طوع الإمارات!
وبد لي أن ما جرى هو لعبة لصالح أبي أحمد، ليست مقصودة من الجانب المصري، لأنه أخذ كحاكم امتياز الحرب دون أن يحارب، فيجمع الشعب حوله، ويؤكد أنه القادر على مواجهة هذا التحدي، وعدم الحرب سيحسب لصالحه فوقفته منعت القوات المصرية المرابطة في الصومال من أن تبدأ بالعدوان، أو تقصف السد، وعندئذ يتوج أبي أحمد زعيماً لإثيوبيا.. مدى الحياة!

حضور الوزير الصومالي

وبينما تقرع طبول الحرب، والإعلام المصري يفخر برئيسه وبقدرة الجيش المصري على مواجهة التعنت الإثيوبي في ملف سد النهضة، وبينما المولد منصوب، والمحللون يدلون بدلوهم، ويقدحون زناد آرائهم والحرب على الأبواب، إذا بالجزيرة مباشر تستضيف علي محمد عمر، وزير الدولة للشؤون الخارجية في الصومال، فينفي وجود قوات مصرية في بلاده، فيعاود مذيع القناة أحمد طه سؤاله، وهو يذكره بالتقارير الصحافية التي أكدت وصول الجيش المصري للصومال، فيؤكد على النفي!
واهتمت المنابر الإعلامية في الخارج بهذه التصريحات الحصرية لقناة الجزيرة مباشر، وأعادت نشرها منسوبة للوزير الصومالي، ولولا ذلك لعاشت البشرية وهي تفكر في مآلات الحرب، ويأتي في مقبل الأيام من يتعرض بالبحث الأكاديمي لوصول الجيش المصري للصومال، وهو أمر يقع في دائرة الاختصاص لمجالات عدة؛ العلاقات الدولية، والدراسات الإفريقية، والدراسات العسكرية!
وقد تبين أننا أمام نسق غير مسبوق من ممارسات الدولة، فلا يجوز للدول أن تلعب «إستغماية»!
أنظر كيف يعبثون؟!

إلهام شاهين والتنمر الفقهي

تتحدث الممثلة إلهام شاهين عن الفن أكثر مما تمارسه، وتتخطى الرقاب في مرحلة بائسة، فانظر إلى عناوين المرحلة السابقة في المجال، ومن نور الشريف، إلى محمود ياسين، لتقف بنفسك على أنها مرحلة الاضمحلال، مع قلة الأعمال، فإن المذكورة تريد أن تثبت أنها لا تزال على قيد الحياة (تكبرني بخمس سنوات كاملة) ومع قلة الثقافة حتى في المجال تعمل على الإثارة ولفت الأنظار، وفي كل مرة تجد من يهتم بما تقول في ظل فتنة منصات التواصل، ومدعي التدين والذود عن مكارم الأخلاق!
ولأنها على مدى ثلاثة عشر عاماً لم تشارك سوى في أعمال تعد على أصابع القدم الواحدة، فيمكن بسهولة الوصول إلى هذا المخرج الذي عملت معه، وظهرت عليه بوادر التدين حديثاً لدرجة أنه يعطل العمل للصلاة مصطحباً معه جموع العمال.. إنه يا إلهي ينظم خلية إخوانية.. فأين الأمن وتحرياته، وهذه مقدمة لأن يتعاون المخرج مع جماعة إرهابية لنشر أهدافها.. فمن يدري؟!
ماذا حدث إذا توقف العمل خمس دقائق بمجموع ثلث ساعة في اليوم، وهل التصوير لا يتوقف أبداً ليكون توقفه في حال صحت الرواية أمراً من شأنه أن يعطل حركة الكون؟! وهي التي اتهمها المخرج جلال الشرقاوي بتعطيل العرض المسرحي، المحدد توقيته، لاستقباله ضيوفاً في المسرح، وهو ما قاله في مقابلة تلفزيونية مع صفاء أبو السعود في برنامجها على قناة «تي آر تي» «ساعة صفا» أو شيء من هذا القبيل!
لقد استدعى عمرو أديب في برنامجه على قناة «سي بي سي» سعد الهلالي الذي انحاز لها ووصفها بالفنانة المحترمة، فقد كان الرسول يجمع الصلاة في غير سفر أو مطر، وقال إنها تعرضت للتنمر الفقهي. وصار الموضوع حديثاً لقنوات أخرى؛ «دي إم سي» حيث الشيخ خالد الجندي، وسعاد صالح في قناة «صدى البلد»!
إلهام شاهين تريد أن تبدو مستنيرة، على قواعد السلطة المعادية للتدين والمتحفظة عليه، حتى تمنحها المزيد من الأعمال، بعد أن احتكرت الإنتاج الدرامي، وأزمتها هي أزمة القاضية السابقة تهاني الجبالي، وقد أخبرتها مبكراً أن نجاح الانقلاب على الرئيس محمد مرسي لا يعني عودتها للعمل القضائي، ولم تصدق، فلم يعيدوها، مع أنها استبعدت بدستور الإخوان، ووقف العمل به يلزم وقف ما أنتجه من آثار!
وظلت تتعامل على أنها شريكة في الانقلاب، إلى أن تعرضت لإهانة في مطار القاهرة بإجبارها على خلع نعليها للتفتيش، فهاجت وماجت وفي الأخير رضخت، ولعلها ماتت بحسرتها من هذا الموقف المذل!
فكل من تهاني الجبالي والهام شاهين ضمن حسابات آخرين.. عندما استوعبت الأولى الرسالة ماتت.. فمتى تستوعبها شاهين؟!

أرض ـ جو

ليست لإسرائيل حاجة لإطلاق فضائية ناطقة بلغة الضاد لمخاطبة العرب.. فتوجد قناة «العربية وأخواتها»!
لماذا لا يصدقون في إذاعة القرآن الكريم أن مختار جمعة لم يعد وزيراً للأوقاف؟!

صحافي من مصر

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية