“الذباب الإلكتروني الإماراتي”.. لماذا يستهدف المغرب؟

حجم الخط
14

الرباط- مهند أبو جحيشة:

بينما دول العالم منشغلة بمكافحة فيروس كورونا، شن “الذباب الإلكتروني الإماراتي”، وفق إعلامي وباحث مغربيان، هجمات منظمة على الحكومة المغربية، ورئيسها سعد الدين العثماني (إسلامي)، متهما إياها بالفشل في مواجهة الوباء.
فخلال الأيام القليلة الماضية، تجاوزت الهجمات والشائعات المستهدفين الاعتياديين لهما، وهما قطر وتركيا، لتصل إلى المغرب، باتهام حكومة العثماني بعدم توفير احتياجات المواطنين في ظل الوباء، بل واعتبار أن المملكة مقبلة على “مجاعة”.
وأثارت تلك الهجمات، بما تحمله من شائعات، سخطا شديدا لدى الأوساط المغربية، وأطلق مغاربة وسماً (هاشتاغ) على وسائل التواصل الاجتماعي بعنوان “شكرا العثماني”، تصدر قائمة الوسوم في المملكة، دفاعا عن أداء الحكومة في مواجهة الوباء.
وسجل المغرب 6281 حالة إصابة بـ”كورونا”، بينها 188 وفاة، و2811 حالة شفاء، بينما سجلت الإمارات 18 ألفاً و878 إصابة، توفي منهم 201، وتعافى 5 آلاف و381.

** أزمة غير معلنة
تلك الهجمات الإلكترونية تأتي وسط أنباء مستمرة عن اندلاع أزمة غير معلنة بين الرباط وأبوظبي.
وبدأت بوادر هذه الأزمة مطلع العام الماضي، عقب إعلان المغرب على لسان وزير خارجيتها ناصر أبوريطة، في لقاء مع قناة “الجزيرة” لأول مرة رسميا أن الرباط انسحبت من التحالف السعودي الإماراتي في اليمن.
ويدعم هذا التحالف منذ عام 2015، القوات الموالية للحكومة اليمنية ضد مسلحي جماعة “الحوثي”، المسيطرة على محافظات بينها العاصمة صنعاء منذ 2014، بدعم من إيران التي تصارع الرياض على النفوذ في دول عربية عديدة.
وطفت على السطح أخبار تداولتها مواقع مغربية تفيد بسحب الرباط سفيرها وقنصليْها في الإمارات؛ بسبب عدم تعيين سفير إماراتي بالرباط بعد عام من شغور المنصب.
وحسب تلك المواقع، فإن “الرباط قامت أيضا بإفراغ سفارتها (في أبوظبي) من جميع المستشارين والقائم بالأعمال؛ مما قلل من تمثيلها الدبلوماسي بشكل كبير”.

** صراع غير مسبوق
ويرى عبد الصمد بنعباد، إعلامي وباحث مغربي في التواصل السياسي، أن هجمات “الذباب الإلكتروني الإماراتي” على المغرب تعكس “مستويات غير مسبوقة من الصراع بين البلدين”.
ويضيف “بنعباد” أن هذا الصراع يرجع إلى الاستقلالية العلنية التي يتبناها المغرب عن القرار السعودي الإماراتي.
ويذكر أن المغرب هي “الدولة الوحيدة التي انسحبت من تحالف اليمن، وأعلنت ذلك، وهو ما لم يرق للإمارات”.
فيما يعتبر عبد الفتاح البلعمشي، رئيس المركز المغربي للدبلوماسية الموازية وحوار الحضارات، أن الهجمات الأخيرة على المغرب تقف خلفها جهات معينة في الإمارات (لم يسمها) لا يروقها موقف الرباط من الأزمة الخليجية.
وقطعت كل من السعودية والإمارات ومصر والبحرين، في 5 يونيو/ حزيران 2017، علاقاتها مع قطر، ثم فرضت عليها “إجراءات عقابية”؛ بزعم دعمها للإرهاب، وهو ما تنفيه الدوحة، وتتهم الدول الأربعة بالسعي إلى فرض الوصاية على قرارها الوطني.
ويقول البلعمشي: “لا يمكن اعتبار هذا الهجوم “موقف رسمي للإمارات، لكن سكوت هذه الدولة على التمادي في تلك الإساءات يثير نوعا من الشكوك حول إمكانية أن يكون موجها من الدولة”.
ويستطرد: “يجب على الدولة الإماراتية رفض هذه التصرفات؛ لأنها تسيء لها وللعلاقات بين البلدين”.

** لغة غير دبلوماسية
ويصف بنعباد الهجوم على المغرب بأنه “خروج عن الأعراف الدبلوماسية، واستهداف بوسائل لا تنتمي إلى القنوات الرسمية”.
ويتابع موضحا أن الإمارات بدأت، بعد حصار قطر 2017، تستخدم هذه الطريقة في استهداف الدول التي تعارض توجهات أبوظبي.
ويردف: “كل دولة تقف بوجه التوجه الإماراتي تعرض نفسها لهجوم من قبل الذباب الإلكتروني الإماراتي والإعلام التابع لها، ومن بين ركائزه السوشيال ميديا”.

** توقيت مقصود
جاء الهجوم على المغرب في وقت تشهد فيه المملكة، كغيرها من الدول، حالة غير مسبوقة من الإجراءات الاستثنائية للحد من انتشار “كورونا”.
ومن أبرز هذه الإجراءات، إعلان السلطات المغربية في 20 مارس/ آذار الماضي حالة الطوارئ الصحية لمدة شهر، وتقييد الحركة في المملكة، ثم تمديدها لشهر آخر.
ويعتبر بنعباد أن توقيت الهجوم “مقصود لضرب حالة الإجماع الوطني بالمغرب في ظل انتشار جائحة كورونا”.
ويمضي قائلا: “الذباب الإماراتي حاول اللعب على وتر التفرقة الحزبية بتوجيه الهجوم نحو شخص رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، وهو الأمين العام لحزب العدالة والتنمية (إسلامي)، قائد الائتلاف الحكومي”.
وتواجه الإمارات اتهامات في دول عربية عديدة بالعداء والعمل على إفشال قوى الإسلامي السياسي، خوفا من تأثير نجاحها المحتمل على نظام الحكم الإماراتي، وهو ما تنفيه أبوظبي.
ويقول بنعباد إن رد فعل النشطاء المغاربة كان “قويا وحازما على هذه الهجمة، وأطلقوا وسما “هاتشاغ” بعنوان “شكرا العثماني”.
ويشدد البلعمشي على أن الهجمة على المغرب “أمر مؤسف، خاصة في ظروف تتطلب تعاونا بين الدول”.
وعن مدى تأثير هذه التصرفات على العلاقات الرسمية بين البلدين، يعتبر أنها “لن تكون ذات تأثير قوي على العلاقات الدبلوماسية ما دامت هذه الإساءات خارج حدود ما هو رسمي”.

(الأناضول)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول يوغرطة الشلف الجزاير:

    عندنا مثل يقول ( الذبانة تخوض القلب ، بصح ماتقتلش) نحن نقف مع الشعب المغربي الشقيق ضد أعداء الأمة.
    Nous sommes avec nous frères marocains contre les c mouches

  2. يقول loco:

    الامارت و السعودية لم يروقا لهما انسحاب المغرب من الحرب في اليمن و عدم تقليص علاقاته مع قطر بعد ان قدما ملايير الدولارات من المساعدات المالية و الاقتصادية للمغرب الذي وظف تلك الاموال في شراء الاسلحة و تطوير بنيته التحتية يعني ان المغرب اخد المال بدون مقابل

    1. يقول DZfox:

      المغرب انسحب من العدوان على اليمن بعد سقوط طائرة ف١٦ ورفض التحالف الظالم دفع المزيدوالتعويض للمغرب

    2. يقول صحراوي مغربي وأفتخر:

      المغرب رقم صعب ومن أحبه أخد منه بدون حساب ومن ومعاداه لا يجني إلا الخسارة والإفلاس ولكم في البعض الذي مازال يحقد ويتآمر عبرة…… صحراوي مغربي وأفتخر

  3. يقول اليمانى المملكة المتحدة:

    الإمارات احرقت كل أوراقها بدأ من الصومال إلى اليمن ثم جبوتى والسودان إلى سوريا وتركيا ثم قفزت إلى ليبيا ومن ثم إلى تونس والجزائر وحل بها الفشل على شواطئ المغرب وما عليها إلى المضى إلى أعماق المحيط الأطلنطي ثم الغرق. وكفى الله شر الموامنين

  4. يقول الفاشل:

    بن زايد سبب دمار الشرق الاوسط والآن وجهته إفريقيا .

  5. يقول بلقاسم:

    ولماذا يهاجمون العثماني وهل بيده الامر والنهي
    وكما نعلم جميعا فان المغرب أصبح يملك حساسية مفرطة تجاه كل انتقاد من طرف الدول العربية خشية وقوف الشعب على حقائق لا يريدها أن تظهر

  6. يقول منية الجزائر:

    المماليك في الوطن العربي وجهان لعملة واحدة

    1. يقول هيثم:

      على الأقل نحن في المغرب واضحون مع نظامنا الملكي منذ سالف القرون: نعارض إذا تطلبت الظروف المعارضة حتى نحقق مطالبنا ومكاسبنا في الحريات و الحقوق. ولا نرى في الجمهولكيات إلا الاستبداد و الخلود في الكرسي والمثال الساطع في هذا الباب هو الرئيس المخلوع الذي تشبت بالعهدة الخامسة حتى وهو لا يحرك ساكنا ولا ينبس ببنت شفة.

  7. يقول محمود الدوسري:

    لا وجود في دويلة الإمارات لحرية التعبير وكل ما يصدر في صحافتها هو مجرد أبواق وصدى لنظام المشيخة فقد صنفت منظمة مراسلون بلا حدود الدولية دويلة الإمارات في المرتبة 131 عالميا في مؤشر حرية الصحافة وجاء في آخر تقاريها :*يجد الإعلاميون في الإمارات والمدونون أنفسهم تحت مجهر السلطات بمجرد إدلائهم بتعليق ينطوي على شيء من الانتقاد. فعادة ما يُتهمون بالتشهير أو إهانة الدولة أو نشر معلومات كاذبة بهدف تشويه سمعة البلاد، حيث تنتظرهم أحكام قاسية بالسجن لفترات طويلة…* وهي بذلك من بين الدول الأكثر إنتهاكا لحق حرية الرأي، فهل مثلها يعطي الدروس لغيرها من الشعوب الأخرى؟ فاقد الشيء لا يعطيه.

  8. يقول العربي بن مهيدي:

    اي استقلالية في القرار، بل تدبدب في المواقف حسب المصلحة، الم تساهم في قصف اليمنيين قبل ان تنسحب لما تبين ان هذه الحرب لن تكون نزهة ؟

  9. يقول أيمن:

    الإمارات والسعودية يعاملان المغرب كتابع مطيع ، ولماتمرد عليهم وأراد التغريد خارج السرب هاجموه عن طريق الذباب الإلكتروني …من يهن يسهل الهوان عليه.
    السؤال المطروح : هل سيستمر المغرب في تمرده على وكلائه أم سيعود لبيت الطاعة ؟

  10. يقول منية الجزائر:

    عندما تعود الصدقات ستعود معها الصداقات …….

1 2

إشترك في قائمتنا البريدية