الذكاء الاصطناعي يزيد نهم إسرائيل للقتل.. برامج استخدمت لأول مرة في “مختبر غزة البشري”- (فيديو)

حجم الخط
0

إسطنبول: قالت الباحثة الفلسطينية العاملة في مجال أخلاقيات الذكاء الاصطناعي نور نعيم إن تحديد إسرائيل أهدافاً في غزة باستخدام برنامج ذكاء اصطناعي يدعى “غوسبيل” أدى إلى زيادة عدد القتلى بين المدنيين.
وأفادت نعيم، في مقابلة مع “الأناضول”، بأن الجيش الإسرائيلي استخدم برنامج تحديد الأهداف التلقائي “غوسبيل” لأول مرة في غزة.

جيش الاحتلال الإسرائيلي استخدم برنامج تحديد الأهداف التلقائي “غوسبيل” لأول مرة في غزة

وتابعت: “ضربت إسرائيل 15 ألف هدف باستخدام تقنية الذكاء الاصطناعي المسماة غوسبيل في أول 35 يوماً من الهجمات، وهذا الرقم أعلى بكثير من عدد الأهداف التي تم ضربها في العمليات السابقة في المنطقة، حيث إن إسرائيل تمكّنت من ضرب ما يقرب من 6 آلاف هدف خلال الصراع الذي استمر 51 يوماً عام 2014″.
وأشارت نعيم إلى أن “غوسبيل” يمتلك القدرة على اتخاذ القرار، ويتمتع بخاصية القتل والتدمير بغض النظر عن عدد الأهداف، “وبالتالي فإن عدد الضحايا يمكن أن يتراوح من صفر إلى مليون”.
وأضافت: “هذا يعني أن الاستخبارات (الإسرائيلية) لديها مخزون ضخم من البيانات، ومجموعة واسعة من المعلومات عن المدنيين”.

إسرائيل تقتل آلاف الأشخاص من أجل هدف قد لا تصل إليه

وأكدت نعيم أن إسرائيل قصفت المستشفيات، رغم وجود معلومات كاملة عن المدنيين الذين يعيشون في قطاع غزة والمباني والجامعات والمدارس ومراكز الإغاثة والمصانع ومنشآت البنية التحتية.
وأردفت: “تقتل إسرائيل آلاف الأشخاص (في غزة) من أجل هدف واحد قد لا تصل إليه أبداً. شهدنا بشكل مباشر وحشية استخدام الذكاء الاصطناعي خلال الحرب”.
ولفتت إلى أن “إسرائيل لا تتوانى عن استهداف شخص حدّدته، رغم علمها بأنه دخل إلى منشآت مدنية مثل المؤسسات الرسمية أو المستشفيات أو الصيدليات، وأن هناك مدنيين حوله”.


واستطردت: “جُرح العديد من الأشخاص أو فقدوا أرواحهم نتيجة استخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي الوحشية التي لم يتم استخدامها من قبل في حروب العصر الحديث”.

الفلسطينيون في مختبر لتقنيات الذكاء الاصطناعي

وأشارت نعيم إلى أن “إسرائيل تعمل على تطوير تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي يوماً بعد يوم”.
ورأت أن “الفلسطينيين يعيشون في مختبر بشري كبير يسمح باختبار هذه التكنولوجيا”.

 “غوسبيل” يمتلك القدرة على اتخاذ القرار، ويتمتع بخاصية القتل والتدمير بغض النظر عن عدد الأهداف، وبالتالي فإن عدد الضحايا يمكن أن يتراوح من صفر إلى مليون

ولفتت إلى أن “الشركات العاملة في مجال الذكاء الاصطناعي تستفيد من هذه الخدمة المقدمة لهم (حرب إسرائيل على غزة)”.
وذكرت أن “الجيش الإسرائيلي بدأ استخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي مع برنامج Fire Factory عام 2019”.
وبينت أن “هذا النظام (Fire Factory) كان له ميزات مثل إنشاء الأهداف وتحديد الكمية المناسبة من الذخيرة، واقتراح جدول زمني للغارات الجوية”.
وقالت إن “(Fire Factory) تم استخدامه بشكل واسع لأول مرة في حرب 2021، “استمرت هذه الحرب 11 يوماً، وتم الوصول إلى 150 هدفاً بتقنية الذكاء الاصطناعي. هذه المعايير مهمة لأنه مع تقدم التكنولوجيا، يزداد نهم إسرائيل للقتل”.

هل تأخذ إسرائيل القانون بالاعتبار عند استخدام الذكاء الاصطناعي؟

ولعدم وجود تنظيم قانوني كاف لضبط استخدام الذكاء الاصطناعي في الحروب، تعتقد نعيم أن “إسرائيل لا تأخذ القوانين بعين الاعتبار في هذا السياق”.
وتساءلت قائلة: “إسرائيل التي لم تراع قانون حقوق الإنسان، الصادر منذ سنوات، في حربها التدميرية ضد الفلسطينيين، هل تأخذ القانون بعين الاعتبار عند استخدام الذكاء الاصطناعي؟”.
وشددت على “ضرورة تحديد معايير الأمن والشفافية والمراقبة وتطبيقها عند استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي”.
وأكدت نعيم أن “الذكاء الاصطناعي تستخدمه مجموعات لا تهتم بحماية الناس وتحسين ظروفهم المعيشية، وهمها الوحيد تحقيق الربح”.

تقتل إسرائيل آلاف الأشخاص من أجل هدف واحد قد لا تصل إليه أبداً. شهدنا بشكل مباشر وحشية استخدام الذكاء الاصطناعي خلال الحرب

وأكملت: “إذا استمر التقدم بهذه الوتيرة فسيؤثر على العالم كله بعد فترة. وستتحكم بالعالم المجموعات التي تمتلك هذه التكنولوجيا وتقرر من سيستخدمها. سنواجه كارثة ستفرح جزءاً صغيراً من العالم”.
وأردفت: “الذكاء الاصطناعي، أو استقلالية اتخاذ القرار في الأسلحة العسكرية المدعومة بأدوات الذكاء الاصطناعي، ستكون له عواقب خطيرة للغاية على البشرية”.
واختتمت حديثها بالقول: “لن تكون هناك بأي حال من الأحوال قوة يمكنها ردع هذه التقنيات. وهذا يزيد من أهمية قيام الحكومات والبرلمانات والمنظمات غير الحكومية ومنظمات حقوق الإنسان بسن قوانين وتشريعات تضبط وتجرم استخدام الذكاء الاصطناعي”.

وخلفت الحرب الإسرائيلية المتواصلة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي ضد قطاع غزة، حتى الأربعاء، 21 ألفاً و110 شهيداً و55 ألفاً و243 جريحاً، معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة.

(الأناضول)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية