غزة- “القدس العربي”:
قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، إن مخطط الضم الذي تنوي حكومة الاحتلال من ورائه السيطرة على مساحات واسعة من الضفة الغربية “لن يمر”، وإن المهرجان الشعبي الحاشد الذي نظم في أريحا، بمشاركة دولية وحضور واسع، وجه لدولة الاحتلال رسالة بهذا العنوان، وأشار إلى استمرار اتصالات القيادة الفلسطينية مع مختلف دول العالم، للتصدي للمخطط.
وأكد أبو ردينة في تصريح صحافي، وهو يتحدث عن قادم الأيام مع اقتراب موعد تنفيذ خطة الضم الإسرائيلية: “المعركة مستمرة وقاسية وطويلة”، مضيفا: “لكننا نخطو خطوات هامة لإفشال كل المشاريع سواءً فيما يتعلق بسياسة الضم، ومشاريع ترمب وخطته وخرائطه”، محذرا أنه في حال إقدام إسرائيل على تنفيذ مخططات الضم فستكون هناك قرارات فلسطينية مهمة وقاسية “سيدفع الجميع ثمنها ولن نكون الوحيدين ضحايا لهذا القرار الإسرائيلي الجائر”.
حديث صريح وعلني عن ثمن لن يكون الفلسطينيون وحدهم ضحاياه
وأضاف: “القرار الفلسطيني والموقف الفلسطيني والهبّة الفلسطينية هي أساس هذه الانتصارات والإنجازات، وهذه الهبّة والاحتجاجات ستستمر على الأرض الفلسطينية وفي كل مكان يتواجد فيه الفلسطيني في العالم، والمعركة طويلة ومستمرة ولن يتراجع شعبنا قيد أنملة، إما أن تسقط المؤامرة وإما لكل حادث حديث”.
وأكد أن المهرجان الوطني في أريحا الرافض لخطة الضم الإسرائيلية، والذي شهد مشاركة الآلاف من الفلسطينيين وبحضور دولي واسع، “وجّه رسالة للحكومة الإسرائيلية والإدارة الأمريكية بأن أي محاولة للضم لن تمر، وأن الخارطة الوحيدة هي خارطة دولة فلسطين والعنوان هو رام الله والرئيس محمود عباس والقيادة الفلسطينية”.
وكانت حركة فتح التي يتزعمها الرئيس محمود عباس، نظمت عصر الإثنين مهرجانا شعبيا حاشدا، بمشاركة الكثير من المسؤولين الفلسطينيين والدبلوماسيين الأجانب، في إحدى المناطق المهددة بقرار الضم الإسرائيلي بمنطقة الأغوار بمحافظة أريحا، إيذانا بانطلاق سلسة فعاليات شعبية مناهضة لخطة الضم، والتي يتوقع أن تتسع رقعتها وتتصاعد فعالياتها الشعبية في كافة المناطق الفلسطينية، خلال الأيام القادمة، وتحديدا مطلع الشهر القادم، الذي وضعته حكومة الاحتلال موعدا للإعلان عن تنفيذ الخطة.
إلى ذلك فقد أكد أبو ردينة أنه لا يجوز أن تعتقد إسرائيل أو الإدارة الأمريكية في لحظة من اللحظات أن الخرائط الأمريكية ستمر، وكان بذلك يشير إلى خرائط “صفقة القرن” التي تنهي أي أمل بإقامة دولة فلسطينية كاملة السيادة.
وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة وهو يشير إلى إمكانية تفجر موجة غضب شعبي عارمة رفضا للخطة: “شعبنا ناضل طويلا وقطع شوطا طويلا ولن يسمح بتمرير هذه المؤامرة الجديدة”.
وأضاف: “تماما كما أفشلت القيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس محمود عباس صفقة القرن، بل دفنت هذه الصفقة، الآن نحن في مرحلة دفن سياسة الضم وكل الإجراءات الإسرائيلية”.
وأشار إلى نجاح المهرجان الشعبي في أريحا، لافتا إلى أنه حمل رسالة مهمة “تقول بالحرف الواحد إن المجتمع الدولي وعلى رأسه الأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبي، وروسيا، والصين، واليابان، وبقية الدول الهامة في العالم، وممثل المجموعة العربية، تؤيد جميعها الموقف الفلسطيني الوطني الرافض للضم، وتؤكد على الحقوق الوطنية الفلسطينية الثابتة التي لا غبار عليها”.
وشدد على تلك الحقوق التي تتمثل في إقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو من العام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، مؤكدًا أن الخارطة الوحيدة على الطاولة هي الخارطة الفلسطينية، وقال: “أما ترمب ونتنياهو ومشاريعهما فلن تقبل ولن تمر تحت أي ظرف كان”.
وأوضح أن اتصالات القيادة الفلسطينية تجري على قدم وساق ومنذ فترة طويلة مع مختلف دول العالم، لافتا إلى أن “الردود الإيجابية” التي وصلت ردًا على الرسائل التي بعثها الرئيس عباس للجنة الرباعية والرئيس الروسي فلاديمير بوتين ومختلف رؤساء العالم، تؤكد الوقوف إلى جانب الحق الفلسطيني والشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية وقرارات المجلس الوطني الفلسطيني، وقال: “هذه الشرعية التي نقبل بها على الأرض”.
وأشار أبو ردينة إلى أن كل البعثات الدبلوماسية التي دعيت إلى مهرجان أريحا الوطني حضرت دون استثناء، ابتداءً من ممثل الأمم المتحدة مرورا بالدول العظمى روسيا، والصين، واليابان، والأوروبيين، والأشقاء العرب، وقال لن يتوقف الجهد الفلسطيني الشعبي والرسمي والسياسي، والذي يديره الرئيس محمود عباس على مدار الساعة مع كافة الأطراف ويتابع دقيقة بدقيقة كل ما يجري، سواء في الشارع الفلسطيني فيما يتعلق بالحراك ضد الضم، أو فيما يتعلق بوباء كورونا الذي ينتشر هذه الأيام”.
وأكد في ذات الوقت استمرار القيادة الفلسطينية في معركتها لإسقاط خطط الضم وصفقة القرن مهما طال الزمن، مضيفا: “لن تضيع تضحيات الشعب الفلسطيني وإنجازاته الكبيرة والهائلة التي حققها بنضاله الطويل، والعالم اليوم من الأرض الفلسطينية أرسل رسالة لإسرائيل وللإدارة الأمريكية أننا مع القيادة الفلسطينية ومع الشعب الفلسطيني”.