إزيوم- أوكرانيا: تعهد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأن يقود أوكرانيا للنصر في حربها ضد روسيا، خلال زيارة قام بها اليوم الأربعاء لبلدات استعادتها قوات بلاده مؤخرا، إلا أن مسؤولين موالين لموسكو قالوا إنهم أوقفوا القوات الأوكرانية في الوقت الحالي.
وتعرضت القوات الروسية لانتكاسة كبيرة هذا الشهر، بعد أن شنت القوات الأوكرانية هجوما خاطفا شاركت فيه القوات الخاصة في منطقة خاركيف في الشمال الشرقي، ما أجبر روسيا في بعض الأحيان على انسحاب سريع وفوضوي.
وقام زيلينسكي اليوم الأربعاء بزيارة مفاجئة إلى مدينة إزيوم، على بعد حوالي 15 كيلومترا من خط المواجهة الحالي في الشرق. وقدم الشكر لقواته على تحرير المدينة، وهي مركز لوجستي مهم.
وقال زيلينسكي في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي تزامن مع الزيارة “يرفرف علمنا بلونيه الأزرق والأصفر في إزيوم التي تم تحريرها من الاحتلال. وسيكون ذلك هو الحال في كل مدينة وقرية أوكرانية”.
وأضاف “إننا نتحرك في اتجاه واحد فقط- للأمام ونحو النصر”.
وفي وقت سابق من اليوم، سلم زيلينسكي قلادات لعسكريين شاركوا في عملية تحرير بالاكليا، وهي مدينة أخرى تم استعادتها خلال الأيام الماضية. وقال مواطنون وعناصر من الشرطة المحلية للصحفيين إن مدنيين قتلوا خلال أشهر من الاحتلال الروسي.
ولا يتسنى لرويترز التأكد من صحة هذه المزاعم بشكل مستقل. وتنفي روسيا تعمد استهداف المدنيين.
ويقول الرئيس إن جيشه حرر حوالي 8000 كيلومتر مربع من الأراضي منذ بداية الشهر حتى الآن، وهي مساحة تعادل تقريبا مساحة جزيرة قبرص.
ولم يتسن لرويترز بعد التحقق من حجم النجاح الذي تقول أوكرانيا إنها حققته في ساحة المعركة.
وتحدث المستشار الرئاسي الأوكراني أوليكسي أريستوفيتش عن احتمالات التحرك في مقاطعة لوغانسك الشرقية، والتي تُعرف مع دونيتسك باسم دونباس، وهي منطقة صناعية رئيسية قريبة من الحدود مع روسيا.
وقال أريستوفيتش في مقطع مصور نُشر على موقع يوتيوب “يوجد الآن هجوم على ليمان ويمكن أن يكون هناك تقدم في سيفرسك” ، في إشارة إلى بلدتين. وتوقع معركة من أجل السيطرة على بلدة سفاتوفو، حيث قال إن للروس مستودعات للتخزين.
وقال “وهذا هو أكثر ما يخشونه- أن نأخذ ليمان ثم نتقدم على ليسيتشانسك وسيفيرودونيتسك” وهما بلدتان متجاورتان في منطقة لوغانسك.
من جانبه، قال دينيس بوشلين، زعيم جمهورية دونيتسك الشعبية التي يديرها وكلاء لروسيا، إن القوات الموالية لموسكو نجحت في صد القوات الأوكرانية التي حاولت اختراق ليمان، وشمال المدينة وجنوبها.
وأضاف “لم تنجح محاولات العدو”.
وردا على سؤال عما إذا كانت أوكرانيا قد وصلت إلى نقطة تحول في الحرب المستمرة منذ ستة أشهر، قال الرئيس الأمريكي بايدن إن من الصعب التكهن بذلك.
وأضاف “من الواضح أن الأوكرانيين حققوا تقدما كبيرا. لكنني أعتقد أن الطريق لتحقيق ذلك (التحرير الكامل) سيكون طويلا”.
وكان البيت الأبيض، الذي قدم أسلحة ودعما بمليارات الدولارات، قال في وقت سابق إن الولايات المتحدة من المرجح أن تعلن عن حزمة مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا في “الأيام المقبلة”.
وقال متحدث أمريكي إن القوات الروسية تركت مواقع دفاعية، لا سيما في خاركيف، ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا، وما حولها.
ومنذ أن تخلت موسكو عن معقلها الرئيسي في الشمال الشرقي يوم السبت، في أسوأ هزيمة لها منذ الأيام الأولى للحرب، استعادت القوات الأوكرانية السيطرة على عشرات البلدات في تحول مذهل في مسار القتال.
ولا تزال القوات الروسية تسيطر على حوالي خُمس مساحة أوكرانيا في الجنوب والشرق، لكن كييف الآن في حالة هجوم في كلا المنطقتين.
دمار
في إزيوم التي تم استردادها، شهد زيلينسكي رفع العلم الأوكراني أمام مبنى مجلس المدينة المتفحم.
وعلى الطريق الرئيسي، طال الدمار جميع المباني من حمام عمومي مهجور أحدث انفجار فتحة في أحد جوانبه ومتاجر لبيع اللحوم وصيدليات ومتجر أحذية وصالون تجميل تحمل كلها آثار الشظايا.
وقال زيلينسكي للصحافيين “أعرف هذه المنطقة جيدا. المنظر صادم، لكنه ليس صادما بالنسبة لي لأننا…رأينا الصور نفسها من بوتشا، من المناطق الأولى التي تمت استعادتها من الاحتلال. نفس المباني المدمرة، والقتلى”.
وبعد انسحاب القوات الروسية في وقت سابق من الحرب، عُثر على قتلى مدنيين في بلدة بوتشا بالقرب من كييف.
وعلى الطريق المؤدي إلى إزيوم، وُضعت علامة (زد) على محطات الحافلات، وهو الرمز الذي تستخدمه القوات الروسية لتعريف نفسها، واصطف حطام الدبابات وناقلات الجند المدرعة المتفحمة على جانب الطريق.
وقالت ليوبوف سينا البالغة من العمر 74 عاما، وهي ترتدي قلنسوة وردية اللون لفتها حول رأسها لتمنحها الدفء، إن السكان ما زالوا خائفين.
وأضافت “لقد انتظرنا رجالنا لوقت طويل. بالطبع نشعر بحال أفضل. نشعر بالسرور. لكننا نشعر بالخوف أيضا.. خوف من عودة الروس إلى هنا”.
ومضت قائلة “لأننا عانينا طوال هذه الأشهر الستة. عشنا في أقبية. مررنا بكل شيء يمكن أن نمر به. لا يمكننا على الإطلاق أن نقول إننا نشعر بالأمان”.
وأشارت إلى عدم وجود غاز أو كهرباء أو إمدادات مياه في البلدة، قائلة إنها لا تعرف كيف سيصمد الناس في الشتاء.
وفي خطوة تشير إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان لديه أهداف كبرى من حربه عندما أمر بإرسال قوات إلى أوكرانيا في 24 فبراير شباط، قال ثلاثة أشخاص مقربين من القيادة الروسية لرويترز إن بوتين رفض اتفاقا مشروطا مع كييف في بداية الحرب.
وأوضحوا أن الاتفاق كان سيلبي مطلب روسيا بعدم انضمام أوكرانيا لحلف شمال الأطلسي. إلا أن الكرملين قال إن تقرير رويترز “لا علاقة له على الإطلاق بالواقع”. وأضاف أن طموحات أوكرانيا القائمة للانضمام إلى الحلف العسكري الغربي لا تزال تمثل تهديدا لروسيا.
وفضلا عن انتكاساتها في أوكرانيا، تواجه السلطات الروسية أيضا تحديات في جمهوريات سوفيتية سابقة أخرى مع اندلاع قتال عنيف بين أذربيجان وأرمينيا واشتباكات بين حرس حدود قرغيزستان وطاجيكستان.
وسيتم بحث الوضع في الجمهوريات السوفيتية السابقة هذا الأسبوع خلال قمة في أوزبكستان حيث سيلتقي بوتين بالزعيم الصيني شي جين بينغ ويبحث أوضاع الحرب في أوكرانيا.
(رويترز)
لن يكون النصر سهلا على روسيا القيصرية القادمة ?