تونس- “القدس العربي”: هاجم الرئيس التونسي قيس سعيد العواصم الغربية التي قال إنها تصدر بيانات للتعبير عن قلقها من تراجع الحقوق والحريات في تونس، مؤكدا أن بلاده ملتزمة بهذا الأمر ولا تحتاج لدروس في هذا المجال.
وخلال لقائه، مساء الخميس، رئيسة الحكومة نجلاء بودن، قال سعيد “هناك من يتباكى على حرية التعبير فيما يدلي بتصريحات يوميا في القنوات الإذاعية والتلفزية وما يسمى بوسائل التواصل الاجتماعي”.
وأضاف ”من المفارقات الغريبة التي لم تعرفها إلا تونس، هو أن من يهدد بالاغتيال ويكرر ذلك على مسامع الجميع هو تحت حماية الأمن، ومن يتباكى على حرية التعبير لا يملك حرية التفكير بل هو مأجور من قبل القوى التي تعمل في الظلام”.
وتابع بقوله “اليوم يتحدثون عن حرية القلم، فهل تم حجب صحيفة واحدة أو منع برنامج واحد؟ وهل تمت ملاحقة أي صحافي من أجل عمل يتعلق بحرية الصحافة؟ للأسف هذه مجرد أكاذيب وأراجيف يعلمها الشعب، وستأتي الحقيقة بالنسبة للتونسي الذي يعلم كل شي، وستأتي الحقيقة ليعلم من عبث بقوته ومن يحاول ضرب السلم الأهلية”.
كما انتقد البيانات الصادرة من العواصم الغربية والتي تحذر من تراجع الحقوق والحريات في تونس، قائلا “نحن مؤتمنون على حقوق الشعب التونسي وعلى سيادته وسيادة الدولة التونسية. ونحن لم نبعث ببرقيات ولم ندل بتصريحات تعبّر عن انشغالنا بأوضاع الحقوق والحريات في عدد من العواصم التي تصدر عنها مثل هذه البيانات. فسيادتنا فوق كل اعتبار وفكرة الحرية قمنا باستبطانها قبلهم بكثير، فلينظروا في تاريخهم قبل النظر في تاريخنا ولينظروا في واقعهم قبل أن يتحدثوا عن الأوضاع في تونس”.
وأضاف “لسنا تحت الاستعمار أو الحماية، بل نحن دولة مستقلة ذات سيادة ونعلم جيدا ما نقوم في ظل احترام كامل للقانون، وستأتي الحقائق مزلزلة ومدوية حتى يعرف الشعب ما يدبَّر له وما دبّر له في السنوات والعقود الماضية”.
https://www.facebook.com/watch/?ref=external&v=529744409025146
وجاء خطاب سعيد ردا على تصريح المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية الذي أكد فيه أن بلاده تشعر “بقلق بالغ” إزاء تقارير عن اعتقال شخصيات سياسية وقادة أعمال وصحافيين في تونس خلال الأيام القليلة الماضية، مشيرا إلى أن المسؤولين الأمريكيين يتواصلون مع حكومة تونس على جميع المستويات دعما لحقوق الإنسان وحرية التعبير.
وكان وزير الخارجية التونسي نبيل عمّار اتهم الأمم المتحدة بالتدخل في شؤون بلاده، وذلك ردا على حديث المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، فولكر تورك، عن قلقه إزاء “حملة القمع المتزايدة ضد المعارضين السياسيين والمجتمع المدني في تونس”.
الغرب يتحجج بحرية التعبير للضغط على الدول العربية ويغض الطرف على حرية الشعوب وحقوقها لا سيما الشعب الفلسيطني الذي سلبت كل حقوقه وبتعرض للتقتيل ومصادرة أراضيه.