أمير قطر ورئيس الصومال في لقاء سابق
الدوحة -“القدس العربي” – إسماعيل طلاي:
وصل الرئيس الصومالي محمد عبدالله فرماجو إلى الدوحة في زيارة رسمية، يلتقي خلالها أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني غداً الاثنين، “لبحث العلاقات الأخوية المتميزة بين البلدين الشقيقين، والقضايا العربية والولية ذات الاهتمام المشترك”، بحسب وكالة الأنباء القطرية.
وكان في استقبال الرئيس الصومالي والوفد المرافق لدى وصوله مطار حمد الدولي جاسم بن سيف السليطي وزير المواصلات والاتصالات، وحسن بن حمزة أسد هاشم سفير دولة قطر لدى جمهورية الصومال، ومختار علي يوسف القائم بأعمال السفارة الصومالية الفيدرالية لدى الدولة.
وتعدّ زيارة الرئيس فرماجو الثانية له إلى قطر، واللقاء الثالث الذي سيجمعه مع الشيخ تميم في أقل من عام، حيث سبق لهما اللقاء على هامش قمة منظمة التعاون الإسلامي في اسطنبول في كانون الأول/ ديسمبر الماضي، قبل لقائهما مجدداً في زيارة رسمية للدوحة قام بها الرئيس فرماجو في أذار/ مارس من العام الماضي.
وخلال لقائهما شهر كانون الأول/ ديسمبر الماضي، أعرب الرئيس الصومالي عن شكره للشيخ تميم عن دعم دولة قطر المستمر لجمهورية الصومال وحكومتها، من أجل بناء دولة آمنة ومستقرة، وسعيها لتحقيق تنمية مستدامة، وذلك من خلال دعمها المشاريع التنموية المتعددة.
وبحسب وكالة (قنا) ينتظر أن يتطرق زعيما البلدين إلى أبرز القضايا العربية والدولية الراهنة في ضوء الأزمات الدولية والإقليمية المتصاعدة، وكذلك التحديات الاقتصادية والأمنية التي لاتزال قائمة في جمهورية الصومال، فضلا عن المخاطر التي يتعرض لها الأمن والاستقرار في منطقة البحر الأحمر والقرن الإفريقي.
تقدير قطري للموقف الصومالي من أزمة الحصار
وينظر القطريون بكثير من التقدير للموقف الصومالي من الأزمة الخليجية، حيث التزم الرئيس الصومالي موقف الحياد من الأزمة الخليجية، رغم الضغوط التي مارستها دول الحصار، الأمر الذي تسبّب لاحقا في توتر العلاقات بين الصومال والإمارات العربية المتحدة بدرجة خاصة، على رفض دولة الصومال التدخلات الإماراتية في الشأن الداخلي لبلد أفريقي، ودعم أبو ظبي لولاية تطالب بالاستقلال.
ومقابل الضغوطات الإماراتية على الصومال، نجحت قطر في كسب ثقة السلطات والشعب الصومالي بفضل الدبلوماسية القطرية القائمة على دعم وتنفيذ العديد من المشاريع الحيوية في الصومال، إلى جانب دعم قطر المعلن للمصالحة الوطنية بين الصوماليين.
كما قدمت قطر عديد المساعدات للحكومة والشعب الصومالي، بينها مساعدات عسكرية لدعم الشرطة الوطنية من دولة قطر، تتكون من ثلاثين سيارة للدفع الرباعي، خصصت لمهام قوات الشرطة الوطنية.
كما قام في وقت سابق وفد فني من هيئة الأشغال العامة “أشغال” بزيارة الصومال، تحقيقاً لأهداف مذكرة التفاهم الموقعة بين”أشغال” وصندوق قطر للتنمية، لتقديم خدمات ومشورات فنية، وإدارة المشاريع الممولة من قبل الصندوق خارج دولة قطر.
210 ملايين دولار مساعدات قطرية للصومال منذ عام 2010
وعلى صعيد المساعدات الإنسانية، تعدّ الصومال إحدى الدول الثلاث التي استفادت من تبرعات قطرية بقيمة 26.7 مليون دولار أمريكي خلال 2017 لخطط الاستجابة الإنسانية والتبرعات الطوعية الأخرى، خُصّص منها 90.7 % من الدعم لثلاث دول، وهي سوريا واليمن والصومال.
ومنذ عام 2010 قدمت قطر للصومال 210 ملايين دولار أمريكي كمساعدات إنمائية، مثلما وقعت الدوحة مع الحكومة الصومالية اتفاقية ثنائية بقيمة 200 مليون دولار بتاريخ 28 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، والتي تركز على خلق فرص العمل، ودعم البنية التحتية، والتعليم والتمكين الاقتصادي، وغيرها من القطاعات الاقتصادية التي ستنفذ بالشراكة مع الأمم المتحدة، بحسب ما ذكره في وقت سابق السفير طارق بن علي الأنصاري مدير إدارة التعاون الدولي بوزارة الخارجية القطرية.
سابع رئيس أفريقي يزور الدوحة
وعلى الجانب الآخر، تؤكد زيارة الرئيس الصومالي استمرار نجاح الدبلوماسية القطرية في حشد التأييد الدولي ضد الحصار المفروض عليها، حيث تعد زيارة الرئيس فرماجو السابعة لرئيس أفريقي إلى قطر منذ بدء الأزمة الخليجية في الخامس من حزيران/ يونيو الماضي.