الرئيس العراقي يشيد بدعم الجيران والتحالف الدولي في محاربة تنظيم «الدولة»

مشرق ريسان
حجم الخط
0

بغداد ـ «القدس العربي»: أقيم في العاصمة الاتحادية بغداد، الأربعاء، حفل تأبيني «رسمي» لإحياء الذكرى الثانية لحادثة اغتيال نائب رئيس «هيئة الحشد الشعبي» أبو مهدي المهندس، وقائد فيلق القدس، في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، وعدد من رفاقهما بضربة جوية أمريكية في محيط مطار العاصمة بغداد، وسط دعوات لضرورة إنهاء الأزمات في المنطقة، والإشادة بدور جيران وأصدقاء العراق، وقوات التحالف الدولي، في دعم القوات العراقية بحربها ضد تنظيم «الدولة الإسلامية».
وانطلقت، فعاليات الحفل التأبيني الرسمي لإحياء الذكرى في بغداد بحضور رئيس الجمهورية برهم صالح، ورئيس «الحشد» فالح الفياض، ورئيس أركان «الحشد» عبد العزيز المحمداوي، ووزير الداخلية، عثمان الغانمي، ووزير الدفاع، جمعة عناد، ورئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي فائق زيدان، وعدد آخر من المسؤولين السياسيين وقادة في «الحشد» على قاعة مسرح المنصور في ‍بغداد.

شخصيتان «مؤثرتان»

وقال صالح في كلمة له خلال الحفل، إن «القائد الشهيد أبو مهدي المهندس نائب رئيس هيئة الحشد، والقائد الإيراني الكبير الحاج قاسم سليماني، شخصيتان مؤثرتان كبيرتان في بلدنا» مبينا أن «القائد قاسم سليماني أتى في لحظة عصيبة وشارك مع قواتنا المسلحة ومواطنينا في التصدي لداعش والتصدي لخطر هجمة كبيرة كانت تعصف بنا».
وأضاف: «لقد غادرنا الشهيدان وهما مؤمنان أن الشهادة غاية المراد وأن الجود بالنفس أقصى غاية الجود في سبيل نصرة المظلوم والوقوف بوجه الظالم».
وزاد: «نستعيد بفخر الانتصار الذي تحقق على داعش الإرهابي وإفشال مشروعه الخبيث الذي كان يهدد المنطقة والعالم وتمكنا من تحرير مدننا من دنس الإرهاب بوحدة شعبنا بمختلف أطيافه ومكوناتهم وبسالة القوات المسلحة من الشرطة والجيش والحشد والبيشمركه وبفتوى الجهاد الكفائي للمرجع الأعلى السيد علي السستاني (دام ظله) حيث كان لها الدور الكبير في مواجهة المصيرية وبالدعم من الجيران والأصدقاء والتحالف الدولي».

«مسؤولية وطنية كبرى»

وتابع: «اليوم نحن أمام مسؤولية وطنية كبرى تتجسد بالانتصارات المتحققة وتعزيزها والعمل على عدم تكرار المآسي الإرهابية وقطع الطريق على خلايا التطرف والإرهاب التي تنشط بين الحين والآخر في محاولة يائسة للعبث بأمننا واستقرارنا ويستوجب ذلك توحيد الصف الوطني وتكاتف من أجل حماية السلم المجتمعي، ويتطلب أيضاً الإصلاح البنيوي والجذري لتأمين الحياة الحرة الكريمة للمواطنين وللشعب، وذلك وفاء للشهداء الأبرار الذين ضحوا بالأرواح الكريمة للذود عن الوطن وكرامته».
وأتمّ صالح يقول: «ينتظرنا اليوم استحقاق مهم على انعقاد البرلمان الجديد للشروع لتشكيل الحكومة الجديدة التي يجب أن تكون مقتدرة على النهوض بمهامها والتصدي للتحديات التي توجهها بلدنا والمنطقة، ولابد من تحقيق الإصلاح الجذري والبنيوي وتلبية تطلعات الشعب والمواطنين في كل أنحاء العراق، وذلك من خلال تثبيت الحكم الرشيد وترسيخ مرجعية الدولة، وأن تكون دولة مقتدرة محترمة بسيادة كاملة وتسخر موارد البلد لخدمة الشعب».
وأكد ضرورة «إنهاء الأزمات التي استحكمت المنطقة كونها حاجة ملحة ومصلحة مشتركة للجميع».
وزير الداخلية عثمان الغانمي، قال، في كلمة ألقاها نيابة عن رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، إن «شهادة القادة أبو مهدي المهندس، وضيف العراق الحاج قاسم سليماني، ستبقى نبراسا تضيء الحرية لكل الشعوب المتطلعة للحرية والسلام، ونستلهم القيم والمبادئ وروح الشهادة منهم».

استذكار رسمي لحادثة اغتيال سليماني والمهندس ودعوات لإنهاء الأزمات في المنطقة

وأضاف أن «من دواعي الفخر والاعتزاز بهذا اليوم أن نحتفي في الذكرى السنوية الثانية لرفاق العقيدة والسلاح الذين رووا بدمائهم الزكية أرض العراق بجريمة تبقى شاخصة على مر التاريخ».
وتابع: «عندما نتذكر البطولات التي خاضها القادة الرفاق في مسيرة طويلة استنزفت فيها كل القدرات والطاقات لقد كانوا المثل الأعلى لكل مقاتل قارع الإرهاب في فترة استولى على أكثر من 45 في المائة من مساحة العراق».
أما، رئيس مجلس القضاء الأعلى فائق زيدان، فأوضح في كلمته أن «الكثير من السادة الحضور عايشا الشهيدين سواء على الصعيد السياسي أو العسكري، لذلك لا أضيف جديدا لما تعرفوه من صفات إيجابية كانا يتحليان في مقدمتها التدين الخالص والشجاعة والتواضع والزهد، ومجمل هذه الصفات جعل منهما متلازمتين وكان أحدهما مكملا للآخر».
وأضاف أن «الشهيدين استجابا لفتوى المرجعية الدينية دون تردد والتف الناس حولهما وأعلنوا الحرب على الإرهابيين حتى تم تحرير الأرض» مشيرا إلى أن «الشهيدين بذلا جهدا كبيرا في تحقيق النصر واستحقا بجدارة وصف المرجعية الدينية لهما قادة النصر».
وتابع أن «الشهيدين سيبقيان مشاعل حق تهدي إلى طريق الحق، وستبقى صورهما في ضمائر الشرفاء» مؤكدا أن «الشهداء كانوا ومازالوا تلك النجوم التي تصحح لنا البوصلة وسيوفا ستقطع يد الخيانة والإجرام».
وخاطب رئيس مجلس القضاء الأعلى، المهندس وسليماني، قائلا: «لقد كان فراقكما صعبا أوجع قلوبنا جميعا. جعلكما الله في أعلى المراتب وأعاننا على فراقكما ورغم الألم إلا أن شهادتكما ستبقى فخرا وتاجا على رؤوسنا».
أما وزير الدفاع العراقي، جمعة عناد، فأشار إلى إن، حادثة اغتيال سليماني والمهندس «لم يشهد لها التاريخ من قبل».
وقال عناد في كلمة ألقاها خلال الحفل التأبيني الرسمي، إن «في مثل هذه الأيام طالت أيدي الغدر كوكبة من قادة النصر أبو مهدي المهندس وقاسم سليماني بعملية لم يشهد لها التاريخ من قبل».
وأضاف، أن «قادة النصر بذلوا الغالي والنفيس من أجل إحراز النصر لتحرير العراق من براثن الإرهاب الداعشي، وكان لهم الدور الفاعل وأمضوا في الميدان ليالي قاسية، حيث كان العدو يحتل ثلث العراق وكانت لديه قدرات كبيرة».

«نبراس لدول المنطقة»

في السياق ذاته، اعتبر رئيس ائتلاف «دولة القانون» نوري المالكي، تجربة «الحشد» أنها أصبحت «نبراسا لدول المنطقة».
وقال إن «العراقيين استجابوا لفتوى الجهاد الكفائي بأسلحتهم الشخصية» مبيناً إن «حربنا ضد داعش مؤلمة لكنني اعتز بها كونها أثبتت أن العراق لا يمكن احتلاله بسهولة».
وأشار إلى أن «تجربة الحشد الشعبي وما سطره الشهيدان أصبحت نبراسا لدول المنطقة» موضّحاً أن «قادة النصر استجابوا لفتوى المرجعية الرشيدة في ملحمة تاريخية خلال معارك داعش».
وتابع أن «فتوى المرجعية الدينية واستجابة الشعب لها درست في معاهد استراتيجية بالعالم» لافتاً إلى أن «قرار الكثير من الدول هو أن ينتهي العراق لكن الكلمة كانت للفتوى واستجابة الشعب».
كذلك، عدّ رئيس «الحشد» فالح الفياض، إن الانتصار على تنظيم «الدولة الإسلامية» يعدّ «منجزاً عراقياً وطنياً» سيُكتب لشعب العراق.

«منجز وطني»

وقال في كلمته إن «الانتصار على داعش منجز عراقي ووطني هائل سيكتب لهذا الشعب، والقادة الشهداء تقدموا الصفوف ليحققوا منجزا تاريخيا ويبنوا عزا لهذا البلد، وأن ضيف العراق قاسم سليماني كان ناصرا لهذا الشعب».
وأضاف إننا «نجدد العهد والوفاء للشهداء القادة وسنكون سدا منيعا بوجه الإرهاب، وماضون مع الحكومة في تسديد استحقاق انسحاب القوات الأجنبية من البلد» مستدركا: «لا مجال لكل متخرص يحاول أن يفرق في وقت السلم يوم اجتمعت دماؤهم في وقت الحرب».
وأشار إلى أن «هذا الحفل يعبر عن حبكم وحرصكم لإحياء هذه الذكرى الأليمة التي ارتكبت على أرض العراق وطالت ضيف العراق المكرم الحاج قاسم سليماني الذي جاء فردا متطوعا ناصرا ومحبا لهذا الشعب، وشاء الله سبحانه أن يراق دمه على هذه الأرض، والقائد أبو مهدي المهندس العزيز الحبيب الذي أفنى عمره بالدفاع عن هذا الوطن وتوج تلك الرحلة بذلك الاستشهاد المميز الذي رفعه بدرجة عالية بين الشهداء».
وتابع أن «ما حصل في طريق المطار أمر جلل وكبير ترتبت عليه آثار في العلاقة بين العراق والولايات المتحدة».

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية