الرئيس اللبناني يكلف مصطفى أديب بتشكيل حكومة جديدة

سعد الياس
حجم الخط
1

بيروت- “القدس العربي”:

90 نائباً من أصل 120 سمّوا السفير اللبناني لدى المانيا مصطفى أديب رئيساً مكلّفاً لتشكيل الحكومة التي ستكون المحك للتسوية التي رعاها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

وإذا تمّ تجاوز المحطة الأولى للتسمية باختيار أديب من بين ثلاثة أسماء طُرحت رسمياً هي رئيس مجلس ادارة طيران الشرق الاوسط محمد الحوت، والمدعي العام التمييزي القاضي غسان عويدات والسفير أديب، فإن المحطة الأدّق هي التشكيلة الحكومية وشكلها وحجمها وتوزيع الحقائب وخصوصاً وزارة الطاقة المصدر الرئيسي للهدر المالي والفساد والتي كان يصرّ “التيار الوطني الحر” على تسلّم هذه الوزارة على مدى حكومات متتالية.

وفور انتهاء الاستشارات النيابية، استدعي الرئيس المكلف إلى القصر الجمهوري، حيث شكر النواب الذين أعطوه ثقتهم، وأمل “التوفيق في هذه المهمة لاختيار فريق عمل من اختصاصيين للانطلاق بالعمل بسرعة والذي من شأنه أن يضع البلد على الطريق الصحيح”.

وقال: “في هذه الظروف العصيبة التي يمر بها وطننا لا وقت للكلام والوعود والتمنيات والوقت للعمل من أجل تعافي وطننا لأن القلق كبير لدى جميع اللبنانيين. قبلت المهمة، والفرصة أمام بلدنا ضيقة ويجب على كل الكتل أن تعي ذلك. وأقول للبنانيين قدرنا أن نتغلّب على الأحزان والأوجاع والقيام من جديد وإيماننا بوطننا بأنه سينهض من جديد وادعوا لنا بالتوفيق”. 

ومن القصر، انتقل أديب الى الأرض حيث تفقّد أضرار انفجار المرفأ في الجميزة ومار مخايل. وفيما تفاعل معه بعض المتضرّرين ايجاباً، فإن آخرين فوجئوا بحضوره ورفضوا حضوره ما لم تُعلَن حقيقة وسبب الانفجار. وقد وعد أديب بالإسراع بالتحقيقات وتحديد ملابسات الانفجار.

جدول الاستشارات

وكانت الإستشارات النيابية الملزمة التي انطلقت صباح اليوم في قصر بعبدا انتهت الى تسمية السفير أديب  بـ90 صوتاً مقابل 16 صوتاً للسفير نواف سلام، و7 من دون تسمية وصوت لكل من الوزيرة السابقة ريّا الحسن والوزير السابق الفضل شلق، علماً أن 8 نواب كانوا تقدّموا باستقالاتهم من المجلس النيابي ولم يشاركوا في الاستشارات التي وصفها بعضهم بـ”المسرحية”.

وقال الرئيس نجيب ميقاتي الذي كان في طليعة المواعيد مع الرئيس ميشال عون، اعتبر أن “شخصاً لوحده لا يمكن ان “يشيل الزير من البير”، ولذلك يجب أن نكون يداً واحدة وقد اخترت مصطفى أديب لكي يكون جزءاً من عملية الإنقاذ”، متمنياً أن “يتم تشكيل الحكومة بأسرع وقت ممكن فلم يعد لدينا رفاهية اضاعة الوقت”. وأوضح: “أتشرف أن يكون السفير مصطفى أديب قريباً مني ولكن من طرح اسمه هو الرئيس سعد الحريري”.

الرئيس سعد الحريري أعلن تسمية “السفير مصطفى أديب لتشكيل الحكومة الجديدة”، وشدّد على “وجوب أن يكون هدفنا جميعاً إعادة إعمار بيروت وتحقيق الإصلاحات والاتفاق مع صندوق النقد لنكسب دعم المجتمع الدولي ونسيطر على الانهيار”. ورأى أنه “لتحقيق هذه الأهداف على الحكومة أن تتشكل من أشخاص معروفين بالكفاءة والنزاهة والاختصاص ويجب أن تتشكل بسرعة مع صياغة البيان الوزاري بسرعة”. وأشار إلى أن “كل الكتل النيابية أعلنت تعاونها مع الحكومة لتحقيق الهدف المنشود”، موضحاً أن “اعتراض الكتل النيابية عليه معروف ورأيتُ أن البلد اليوم بحاجة إلى حلول وإلى النهوض وليس إلى مناورات”.
وقال: “يجب القيام بالإصلاحات لاستعادة ثقة الخارج وكلنا نعلم الظروف التي أوصلت البلد الى هذا الوضع”.

وأكد الرئيس تمام أن “حمل الرئيس المكلف سيكون ثقيلاً وسندعمه وعلى المسؤولين أن يدركوا أنها الفرصة الأخيرة للبنان واللبنانيين أن ينقذوا وطنهم انطلاقاً من تفاهمهم وبدعم دولي وعربي”.

وقال: “الله يقدّرنا نقدر ندعمه ونوفّر له كلّ ما يلزم لننتقل إلى مرحلة مليئة بالأمل خلافاً للمرحلة السابقة”.

من جهته، اعلن نائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي أنه “تريّث وتحفّظ ووضع ورقة بيضاء في يد رئيس الجمهورية فيما خصّ تسمية الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة والمسألة ليست مسألة مسايرة”.

وأضاف: “لا أستطيع في أيّام المحنة التي نعيشها أن أرى مِن طرح اسم مصطفى أديب أمراً إيجابياً مع احترامي الشديد له، وكلّ هذه التّسميات هدفها الدوران حول حكومة سياسية أو تكنو – سياسية”، معتبراً أنه “لا يستطيع أن يركن لأمر غير معروف وأن يراهن على مستقبل عمل شخص لا يعرفه ليكسب الثقة المرجوّة من قِبله”.

كتلة المستقبل” التي تكلّم باسمها النائب سمير الجسر، أيدت السفير مصطفى أديب لتشكيل الحكومة الجديدة.

كتلة “الوفاء للمقاومة” التي سمّت أديب دعا باسمها النائب محمد رعد “الجميع الى تعاون ايجابي لما فيه مصلحة لبنان وخدمة الاولويات وفي طليعتها تحقيق الإصلاحات وإعمار بيروت والنهوض الاقتصادي”.

 “التكتل الوطني” المحسوب على “تيار المردة” أمل باسمه النائب فريد هيكل الخازن أن “يحمل الوزراء في الحكومة المقبلة مشروع إنقاذ البلد لأنّ لبنان بحاجة إلى إصلاحات جذريّة مطلوبة داخلياً وخارجياً “، وسمّت أديب.

وقال رئيس “اللقاء الديمقراطي” النائب تيمور جنبلاط: “نحن كلقاء ديمقراطي وكحزب تقدمي اشتراكي، مطالبنا كبيرة وطموحاتنا كبيرة. أولاً الانتخابات النيابية المبكرة، وقانون انتخابات لا طائفي، ونطالب ونحلم بدولة مدنية، وحتى تحقيق ذلك نطلب من الحكومة أن تحافظ على ما تبقّى من اتفاق الطائف، ونتمنى منها أن تركّز على الاصلاحات، لأن الشعب اللبناني يموت جوعاً، ومن أجل الشباب اللبناني الذي يهاجر لتأمين مستقبله في الخارج”. ولفت إلى أن “اللقاء الديمقراطي” والحزب التقدمي الإشتراكي سمّيا مصطفى أديب لتشكيل الحكومة”، وأمل “أن تتشكل الحكومة بأسرع وقت وتمنى لها كل التوفيق. وأعلن عدم المشاركة بالحكومة، نافياً حصول أي ضغوط بشأن التسمية.

الكتلة القومية ذكرت “أننا ضد الفراغ في المؤسسات، ونؤيّد الإسراع في تكليف وتشكيل الحكومة وسوف نسهّل الامور في هذا السياق ونؤيد التوافق السياسي. وسمّينا أديب للتشكيل”.

أما “اللقاء التشاوري” الذي يضمّ سنّة 8 آذار فلم يسمّ أحداً لترؤس الحكومة المقبلة لأسباب عدّة. واعتبر “أن اتفاق الطائف رسم حلولاً لم تُنفّذ ونواجه اليوم بدعة تتمثّل بأنّ مَن يسمّيه بعض رؤساء الحكومة السابقين السنّة يكون رئيس الوزراء، مع العلم أنّ رئيس وزراء لبنان هو لكلّ لبنان وليس لفريق من الطائفة السنية وإلغاء الفرقاء الآخرين في الطائفة”. وأضاف: “لا نعرف ما البرنامج الذي اتُّفق عليه بين الكتل الكبرى التي اتّفقت سراً ونتمنى للحكومة الجديدة النجاح والتوفيق في حلّ مشاكل البلد”.

 تكتل “الجمهورية القوية” خالف التوافق وسمّى السفير نواف سلام، وقال النائب جورج عدوان “أتينا للمشاركة في الإستشارات حتى نُظهر أنه من خلال المؤسسات يمكن إيصال كلام الناس وليس ضرورياً أن يكون كل شيء معلّباً وليس لدينا ترف الوقت وأن الآوان لتغيير الواقع”. واضاف “اخترنا نواف سلام لترؤس الحكومة المقبلة لأنّ لا تجارب مجهولة معه وموقفه السيادي معروف.آن الأوان لنأخذ نحن قراراتنا وأنّ يكون من يكلّف هو المسؤول ونحن كـ”قوات” لا نشبههم ولا هم يشبهوننا وسنصنع التغيير من قلب المؤسسات ولن نقبل بتسويات لا داخلية ولا خارجية على حساب لبنان”. وقال “كنّا صادقين بموضوع أهمّ حول الدولة المدنية وقلنا إن كل الأمور تُبحث عندما يجرّد فريق مسلح من سلاحه ،ونحن سياديون والبحث في الأمور يتمّ بعد أن يصبح قرار الحرب والسلم بيد الدولة اللبنانية”.

ورأى النائب ميشال ضاهر الذي ترك ” تكتل لبنان القوي ” أن ” حكومة مصطفى أديب بمثابة حكومة تسوية ولقد جرّبنا حكومات التسوية ونحن بحاجة إلى حكومة إنقاذ لذلك سمّيت ريا الحسن”.

النائب ادي ديمرجيان قال” سميت مصطفى أديب لرئاسة الحكومة”.

بدوره، قال النائب شامل روكز ” لم أسمِّ أحداً لرئاسة الحكومة لأن النهج والأسلوب لا يزال كما هو”.

وقال النائب أسامة سعد: “لا ندري من أين أتى رئيس الحكومة، ولم آت اليوم إلى بعبدا لتسمية أحد لان التسمية أوكلت إلى جهات ما وسياسات ما ومخابرات ما. الاستشارات لا تقرّر وباتت شكلية ولزوم ما لا يلزم ولم تعد نيابية لتسمية رئيس حكومة مع الأسف، لذلك لم أسم دياب قبل ذلك وتوقعت لحكومته الفشل ولم أسم اديب اليوم لاعتبارات مشابهة”. وأضاف: “انفجر لبنان على خراب وموت ودموع وفقر وبطالة ويأس وإحباط وهجرة، انفجر على أوضاع مزرية، نحن امام انهيار دولة”.

وسمّى النائب فؤاد مخزومي السفير نواف سلام لتشكيل الحكومة الجديدة.

وقال النائب جميل السيّد: ” طبعاً لم اسمّ احداً فالطريقة والاسلوب اللذين اعتمدا من اجل الدعوة للاستشارات لا يليقان بهذه المرحلة”. وسأل: “إلى أي مدى سيكون الرئيس المكلّف قادراً على التحرّر من الذين سمّوه وقادراً على إدارة المرحلة القادمة؟ هو آتٍ إلى دولة مصادرة ولن يكون Superman والعبرة الأساسية في تكوين الحكومة لاحقاً وإلى أيّ مدى ستكون هناك حكومة متحرّرة تستطيع أن تبني للأمام”.

وسمّى النائب جهاد الصمد الفضل شلق باعتباره “شخصاً مستقلاً لديه كفاءة ومعرفة وهو انسان مجرد ولديه خبرة كبيرة”.

 وتحدث النائب جبران باسيل باسم ” تكتل لبنان القوي” فقال: “سمّينا مصطفى اديب ل3 أسباب : اولاً نزولاً عند خيار القوة السياسية الاكثر تمثيلاً لموقع رئاسة الحكومة، وثانياً هو من اصحاب الاختصاص والخبرة بالعمل الحكومي، وثالثاً ان لديه القدرة على التواصل مع المجتمع الدولي واللبنانيين”.

وأضاف: “املنا أن يكون سائر الوزراء بمستوى اديب وان تكون هذه المرحلة قادرة على اتخاذ القرار والانجاز. وطالبنا ونجدد مطالبتنا بحكومة منتجة وفاعلة واصلاحية”.

وتابع: “علينا تقديم التزام للمحتمع الدولي الذي نطلب مساعدته ولو كان توقيعاً ونحن نلتزم تسهيل تشكيل الحكومة بسرعة وسنبدي المرونة اللازمة لذلك ويبقى الاهم ان تكتلنا سيكون الجهة الدافعة لتسهيل تشكيل الحكومة واول مهامها اعادة اعمار بيروت ومواكبة المنكوبين في بيروت”.

كتلة” ضمانة الجبل” برئاسة الامير طلال ارسلان سمّت السفير مصطفى أديب “مع الامل الالتزام ببرنامج عمل واضح وصريح محدد بوقت زمني معين لإنقاذ البلد من الوضع الاقتصادي”.

“كتلة نواب الأرمن” برئاسة النائب أإوب بقرادونيان حملت إسم مصطفى أديب.

“كتلة التنمية والتحرير” قالت “تماشياً مع ما أعلنه الرئيس بري من موقف صريح لتأييد من يرشّحه الحريري، فإننا سمّينا مصطفى اديب ليكون المكلف في تأليف الحكومة”. واضاف النائب أنور الخليل “لتكن الحكومة منتجة جامعة من اختصاصيين مشهود لهم بنظافة الكف يقومون بالانقاذ الاقتصادي والمالي والاجتماعي لانتشال لبنان من المستنقع الذي هو فيه”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول إبن كسيلة:

    هههههه…..القوم يريدون رحيله وهو ….يتجاهلهم …….كما فعل آخرون من قبله ….دون جدوة….

إشترك في قائمتنا البريدية