أنطاكيا- «القدس العربي» : شهدت مدينة عين العرب – كوباني- شرقي حلب، تظاهرات طلابية شارك فيها عدد من المعلمين، احتجاجاً على محاولات «الإدارة الذاتية» التابعة لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) منع تدريس مناهج النظام السوري التربوية. وتسببت حملات الاعتقال التي تنفذها «قسد» ضد المعاهد الخاصة التي تقوم بتدريس مناهج النظام للمراحل الدراسية الإعدادية والثانوية، بموجة غضب بين الطلاب الذين يرفضون دراسة مناهج «قسد» بسبب عدم حصولها على اعتراف دولي أو إقليمي.
وقال الصحافي الكردي شيرزان علو، إن قرارات إدارة «قسد» حول منع الطلاب من دراسة منهاج النظام، وإغلاق المعاهد الخاصة التي تقوم بتدريس ذلك المنهاج لطلاب شهادة التعليم الاساسي والثانوي، أدت إلى خروج تظاهرات في كوباني، مشيراً إلى احتمالية تمدد المظاهرات إلى مدينة الحسكة وريفها. وأكد علو لـ«القدس العربي» أن «قسد» قمعت التظاهرات بعنف شديد، واعتقلت عدداً من الطلاب واقتادتهم إلى جهات مجهولة، مبيناً أن عدد الطلاب الشهادة الثانوية والإعدادية في كوباني يقدر بنحو 3500 طالب وطالبة.
وأضاف علو، أن حساسية مسألة التعليم، تتأتى من كونها تخص مستقبل جيل من الطلاب، ومستقبل سوريا بالكامل، نظراً لأهمية العلم في بناء الدولة، مستدركاً «لذلك من الطبيعي أن يكون هناك تخبط كبير بخصوص هذا الموضوع وأن يكون هناك احتجاجات».
لكن علو في الوقت ذاته، كان ميالاً لرفض تدريس مناهج النظام السوري، في المناطق الخارجة عن سيطرة الأخير، داعياً في هذا الصدد إلى وضع منهاج جديد يحظى بقبول واعتراف دولي، أو أممي، بدلاً من المناهج التي وضعتها «قسد» التي تمجد حزباً وشخصاً محدداً (عبد الله أوجلان زعيم حزب العمال الكردستاني) شأنها شأن مناهج نظام الأسد وحزب البعث.
مظاهرات واعتقالات في كوباني رفضاً لمناهج «قسد» التربوية
وتداول ناشطون أكراد على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً لنتائج الشهادات الإعدادية والثانوية الصادرة عن مناطق النظام، تؤكد تقديم أبناء قيادات من «قسد» للامتحانات لدى النظام، ما يؤكد عدم اقتناع «قسد» بالمناهج التعليمية التي فرضتها.
وأكدوا أن في مقدمة الطلاب أبناء المتحدث الإعلامي باسم «قسد» مصطفى بالي، وابن إبراهيم قفطان رئيس حزب «سوريا المستقبل» وابن صالح علي رئيس دائرة الامتحانات لدى «قسد» وابن شقيقة آلدار خليل القيادي البارز في حزب «الاتحاد الديمقراطي».
في المقابل، نفى الرئيس المشترك لـ»مجلس سوريا الديمقراطية» رياض درار، أن تكون «الإدارة الذاتية» قد قامت بفرض مناهجها على الطلاب، مؤكداً لـ«القدس العربي» أن «الطالب يستطيع أن يختار أي منهاج لدراسته». وقال درار، لا نفرض المنهاج على أحد، والطلاب يستطيعون الدراسة بمناهج النظام، ويوجد مدارس لها. وأضاف درار، أن مناهج «الإدارة الذاتية» هي تجربة سورية ونجري نقاشات مع الأهالي حولها، وقال: «المشروع هو سوري يعمل على تغيير مناهج البعث (مناهج النظام).
وفي وقت سابق، رفض معلمون وأهالي في مناطق محافظة دير الزور شرقي سوريا، تدريس مناهج «قسد» وذلك لما يحتويه من مغالطات تاريخية وجغرافية وأكاذيب، إلى جانب شطب مادة التربية الإسلامية من المنهاج، والضعف المعلوماتي الواضح حسب المعلمين. وحسب مصادر متطابقة، فرضت «قسد» مادة جديدة تحمل اسم «الجنولوجيا» التي تغص بـ»المحتوى الجنسي» الذي لا يتوافق مع القيم السائدة والاهداف التربوية التي يسعى إليها التعليم، وفق تعبير المصادر ذاتها. يذكر أن «الإدارة الذاتية» كانت قد هددت في العام 2019، بفصل أي موظف يرسل أبناءه إلى مدراس وجامعات النظام وتحت طائلة المسؤولية «القانونية».