القاهرة ـ «القدس العربي»: توجه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بالشكر لأمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، على جهوده المبذولة التي تكاملت مع الجهود المصرية لإتمام الهدنة الإنسانية في قطاع غزة وإنجاح عملية تبادل الأسرى والمحتجزين.
وعبر في منشور على صفحته الرسمية عن التطلع لمزبد من التعاون المشترك لتلبية تطلعات الشعب الفلسطيني الشقيق وإقرار السلام الشامل والعادل في المنطقة.
وكانت وساطة قطرية مصرية نجحت في التوصل لاتفاق هدنة مدتها 4 أيام في قطاع غزة دخلت حيز التنفيذ يوم الجمعة الماضي.
مباحثات مصرية أمريكية
في حين، أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري، على ضرورة البناء على الهدنة للتوصل لوقف إطلاق النار.
جاء ذلك خلال اتصال هاتفي تلقاه شكري أمس من نظيره الأمريكي، أنتوني بلينكن، تناولا خلاله تطورات الأوضاع في قطاع غزة، والموقف من تنفيذ اتفاق الهدنة الإنسانية المؤقتة في غزة والذي تم إبرامه بوساطة مشتركة.
وحسب بيان للخارجية المصرية، فإن الوزيرين بحثا الجهود المبذولة لاحتواء أزمة قطاع غزة وتيسير دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى القطاع خلال فترة الهدنة، وأكدا على أهمية التغلب على أي معوقات قد تهدد استكمال الاتفاق.
كما شدد شكري في هذا السياق على ضرورة البناء على هذه الهدنة للوصول إلى وقف شامل لإطلاق النار، وإنفاذ المساعدات الإنسانية والإغاثية بشكل كاف ومستدام لجميع مناطق القطاع، وكذلك دعم الجهود الدولية الرامية لتحقيق هذا الهدف بما في ذلك تنفيذ قرار مجلس الأمن الصادر في 15 نوفمبر / تشرين الثاني الماضي بشأن إنشاء هدن وممرات إنسانية في قطاع غزة لاحتواء الأوضاع الإنسانية المتدهورة وغير المسبوقة التي تحدق بالقطاع. كما أحاط وزير الخارجية نظيره الأمريكي بالاتصالات والجولات التي تقوم بها اللجنة الوزارية العربية/الإسلامية، مشيراً إلى الدور الهام المنوط بالأعضاء الدائمين في مجلس الأمن في وقف الحرب الدائرة في القطاع، ووضع حد للانتهاكات غير المسبوقة من قبل إسرائيل للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني من خلال الاستهداف المتعمد للمدنيين.
كما تناولت مباحثات الوزيرين، مشروع القرار المطروح من جانب المجموعتين العربية والإسلامية أمام مجلس الأمن لمعالجة الخلل القائم في نظام إدخال المساعدات الإنسانية لغزة، مؤكداً على مسئولية الأطراف الدولية الفاعلة في ضمان دخول المساعدات بالقدر الكافي والمستدام لتخفيف المعاناة الإنسانية عن أهالي قطاع غزة.
وأكد الوزيران على أهمية استمرار التشاور والتنسيق الوثيق بشأن مختلف جوانب الأزمة، والعمل سوياً لاستعادة الاستقرار في المنطقة من خلال الدفع نحو إيجاد حل سياسي مستدام للقضية الفلسطينية استناداً إلى حل الدولتين ومقررات الشرعية الدولية، يؤدى إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
في الموازاة، قال رئيس الهيئة العامة للاستعلامات المصرية ضياء رشوان، إن مصر استقبلت في هذه الفترة، 353 مصابا من قطاع غزة يرافقهم 292 شخصا، إضافة إلى عبور 8514 شخصًا من الرعايا الأجانب ومزدوجي الجنسية و1256 مصريا، من معبر رفح.
معبر رفح
وأضاف، أن اليوم الثالث من الهدنة، شهد دخول 120 شاحنة، منها 2 وقود و2 محملة بغاز الطهي المنزلي، متجهين لشمال القطاع بالتنسيق مع الأمم المتحدة والهلال الأحمر الفلسطيني، وأن هذه الأعداد قابلة للزيادة خلال الساعات، لافتا إلى أن حجم المساعدات الطبية التي تم إدخالها إلى قطاع غزة حتى مساء أمس بلغ 2675 طنا، فيما بلغ حجم المساعدات من المواد الغذائية التي تم إدخالها إلى قطاع غزة حتى مساء أمس بلغ 9621 طنا.
وبين، أن المساعدات تنوعت بين 7047 طنا من المياه و82 قطعة من الخيام والمشمعات بالإضافة إلى 1992 طنا من المواد الإغاثية الأخرى.
وحسب رشوان، بلغ إجمالي الشاحنات التي عبرت إلى القطاع من معبر رفح 2056 شاحنة خلال تلك الفترة.
وأكد استمرار الجهود المصرية في العمل على الإسراع بعمليات نقل المساعدات الإنسانية للمساهمة في الحد من تفاقم الأزمة الإنسانية لأشقائنا الفلسطينيين في قطاع غزة.
إلى ذلك، واصل مطار العريش الدولي في شمال سيناء استقبال طائرات المساعدات، واستقبل المطار أمس 6 طائرات من عدة دول ومنظمات دولية، تحمل على متنها نحو 210 أطنان من المساعدات المتنوعة إلى قطاع غزة.
شكري يؤكد على ضرورة البناء على الهدنة لوقف شامل لإطلاق النار
وقال خالد زايد رئيس فرع الهلال الأحمر المصري في شمال سيناء، أن من بين الطائرات التي وصلت طائرة أردنية تحمل 27 طنا من الأدوية والمستلزمات الطبية مقدمة من منظمة الأونروا، وطائرة من قطر تحمل 39 طنا من المواد الغذائية والأدوية، وطائرة من الكويت تحمل 35 طنا من المواد الغذائية والبطاطين والخيام مقدمة من الهلال الأحمر الكويتي وطائرة من روسيا تحمل 27 طنا من المواد الغذائية، والمراتب والبطاطين وطائرة من الاتحاد الأوروبي تحمل على متنها 47.3 طن من المستلزمات الطبية والأدوية والمواد الغذائية.
كما وصلت الطائرة العشرين عبر الجسر الجوي من المملكة العربية السعودية والمحملة بنحو 36طنا من المساعدات المتنوعة والأدوية والمستلزمات الطبية.
وأكد زايد، أن عدد الطائرات التى وصلت إلى مطار العريش الدولي منذ 12 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بلغت 188 طائرة حملت على متنها 5000 طن من المساعدات المتنوعة، حيث تم نقلها من المطار وتخزينها في 7 مخازن ومراكز لوجستية مؤمنة في مدينة العريش، وإيصالها إلى قطاع غزة بالتنسيق بين الهلال الأحمر المصري ونظيره الفلسطيني عن طريق معبر رفح البري تباعا.
في الموازة، سيطر العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وتناول الإعلام الغربي المجازر التي ارتكبها الاحتلال بحق المدنيين، على جلسات النسخة الثانية من منتدى مصر للإعلام الذي تستضيفه القاهرة على مدار يومين تحت عنوان «عالم بلا إعلام».
منتدى الإعلام
وشهدت الجلسة الافتتاحية امس سجالا بين سفير فلسطين لدى المملكة المتحدة حسام زملط، والإعلامي المصري إبراهيم عيسى، بعد أن قال الأخير إنه لا يعتبر حركة حماس مقاومة.
وأضاف عيسى الذي أثار جدلا واسعا منذ بدء العدوان على قطاع غزة بمهاجمته المقاومة، أن أعظم دفاع عن القضية الفلسطينية والفلسطينيين هو مهاجمة حماس.
وتابع: أنا لا أؤمن أن حماس حركة مقاومة، فهل هذا يعرضني للإدانة؟
وزاد: السؤال الذي يردده الإعلام الغربي بصياغة «هل تدين حماس» سؤال منطقي ومهني ومشروع، وعلينا الاعتراف أن حماس مارست نوعا من الإرهاب في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، في إشارة لعملية طوفان الأقصى.
وزاد: مثلما تجاهلت القنوات الغربية التحليل الدقيق والمحايد، لم نر أيضا في الإعلام العربي محللا سياسيا يقدم رأيا مخالفا لحركة حماس، كما أنه لا يوجد مراسل عربي تحدث عن حجم خسائر حماس في هذه الحرب.
وهاجم عيسى منتقدي تغطية الإعلام الغربي لحرب غزة، قائلا: لا أفهم الشجاعة العربية لمحاسبة الإعلام الغربي على انحيازه في تغطية حرب غزة بينما نحن غرقى هنا في الانحياز.
وعن المقارنة بين تناول الإعلام الغربي للحرب في غزة وأوكرانيا، قال: لماذا يكون الإعلام الغربي محايدا في الأزمة الروسية الأوكرانية، هل المفترض أن نقف مع العدوان الروسي، وبالتالي لماذا نغضب من الاعتداء الإسرائيلي بنفس الحياد المزعوم؟
وقال السفير الفلسطيني لدى بريطانيا حسام زملط، إنه يجب التركيز على مصلحة الشعب الفلسطيني، لأنه هو الأولوية وصاحب الشرعية وكافة الحقوق التاريخية، مؤكدا أن الشعب الفلسطيني هو الذي يناضل ويقتل.
وأضاف: نحن أكثر طرف ندين العنف في نهجنا وسياساتنا، كما ندين أيضا قصف المدنيين على مدار تاريخنا وثقافتنا، ولم نتوار عن التعبير عن رفضنا التام لقصف المدنيين.
وواصل حديثه: الاحتلال الإسرائيلي يملك عقيدة عسكرية تداهم وتلاحق المدنيين منذ عام 1948، وحتى اللحظة الراهنة، من أجل الضغط على الفدائيين وحركات المقاومة.
وتساءل: لماذا يتم تطبيق الحياد في أوكرانيا من قبل المجتمع الدولي ولم نر ذلك لمصلحة الشعب الفلسطيني؟