الرئيس الموريتاني الأسبق يصعد من جديد هجومه على الرئيس عزيز

حجم الخط
0

نواكشوط ـ «القدس العربي» ـ من عبد الله مولود: أثار بيان جديد شن فيه الرئيس الموريتاني الأسبق العقيد علي ولد محمد فال أمس هجوما شديد اللهجة على نظام الرئيس الحالي محمد ولد عبد العزيز، تساؤلات لدى الرأي العام المحلي حول الأسباب الكامنة وراء تصعيد الرئيس الأسبق لنبرة معارضته للنظام الحاكم.

العلاقة اللغز

وبالنظر لعلاقة القرابة الماسة بين الرجلين ولكون الرئيس السابق هو من أعان الرئيس الحالي على الالتحاق بالجيش والترقي داخل المؤسسة العسكرية، ولكون الرجلين هما اللذان دبرا الإنقلاب الذي أطاح بالرئيس معاوية ولد الطاع عام 2005، كل هذا جعل الكثيرين يعتقدون بأن معارضة ولد فال للرئيس عزيز مجرد معارضة ظاهرية شكلية مع الإجماع على أنها «لغز كبير ومحير».
وقد ضاعف الرئيس العقيد ولد فال مؤخرا بياناته المعارضة للرئيس ولد عبد العزيز، حيث أكد في آخر بيان له أمس «أن خطورة اختطاف، من أسماه، المتمرد العسكري للحكم في موريتانيا لا تقتصر فقط على تجويع وترويع شعبها وتركيع نخبها وتشويه سمعتها وازدراء وعدم احترام أهلها، وإنما تجاوزت كل ذلك إلى درجة أصبحت تنذر بانفجار الوضع إذا ما استمرت على ما هي عليه».

القضاء على فصل السلطات

وأضاف في لهجة عنيفة لم تستخدمها قط المعارضة الراديكالية «..قد قضى المارق على كل مرجعية قانونية في البلد، سواء كانت دستورية أو قضائية أو تشريعية؛ إذ تم التلاعب بالآجال القانونية لانتخاب البرلمانيين الذين ما يزال أغلبهم خارج الشرعية ومنتهي الصلاحية، ناهيك عن تحويل القضاء إلى أداة طيّـعة في يد السلطة التنفيذية تكرسها في أغلب الأحيان لتصفية حساباتها الشخصية».
وتحدث ولد فال عن «تدمير مرتكزات الوحدة الوطنية والسلم الاجتماعي التي تم، حسب تعبيره، التلاعب بها وسخرت لإرضاء النزوات الشخصية للمتمرد العسكري بغية تمكينه من البقاء في سلطة ضحى ويضحي في سبيلها بالوطن والمواطن».
«وهكذا وصلت الأمور في موريتانيا، يضيف ولد فال، إلى مرحلة تنذر بكارثة حقيقية، لا يمكن تشبيهها إلا بوضعية البقالة التي يديرها بقال واحد بدون شركاء ويفتقد الخبرة والتجربة كما لا يمتلك الترخيص لمزاولة العمل الأمر الذي يجعل استمراره في استيراد وتوزيع بضاعته الفاسدة والمنتهية الصلاحية والخارجة على كل المعايير، تصرفا خطيرا سيسمم لا محالة أجواء البلد وينذر بالقضاء على سكانه».
وبعد نشر هذا البيان بدأت مواقع إعلامية بعضها موال للمصالح الخاصة، الترويج لاعتقال الرئيس الأسبق ولد فال.

ولد فال إلى السجن أو للإنقلاب

وفي تحليل لهذا الشأن بعنوان « العقيد ولد فال.. إلى السجن أم إلى»انقلاب»، كتب موقع «المحيط» الإعلامي المستقل «أن تصعيد الرئيس السابق العقيد اعل ولد محمد فال ضد نظام الرئيس محمد ولد العزيز يشكل «لغزا» لبعض المتابعين للساحة السياسية، فالرجل من موقعه السابق في السلطة (رئيسا وقبل ذلك مديرا للأمن عشرين عاما)، يدرك، قبل غيره، أن التصريحات السياسية لا تدفع الرأي العام الشعبي للتغيير، في بلد اقترن فيه التغيير بالانقلابات العسكرية».
وأضاف الموقع «ثمة احتمالات عدة لتصعيد ولد فال في هذه الظرفية أولها أن يكون ساعيا لتجاوز المعارضة الراديكالية، وفق مخطط سياسي يتصدر من خلاله زعامة ومشهد المعارضة في مراحل لاحقة، والثاني أن يكون الرجل يحضر لركوب موجة ما، خاصة في ظل إثارته لملف الجيش وعزفه على ترقيات الضباط والمظالم داخل الجيش، والثالث أن يكون ولد محمد فال أحس بالسعي لتوريطه في أحد الملفات الحساسة، ويثار في بعض صالونات نواكشوط ملف المخدرات، وبذلك يكون تصعيد العقيد «استباقا» لإجراءات قد تتخذه ضده لتكون بذلك تلك الإجراءات «تصفية حسابات سياسية» بعد موجة تصعيده».

كبش الأنبياء

وتحت عنوان «لمصلحة من يظل العقيد خارج إطار المساءلة؟»، هاجم محمد الأمين ولد أحمد في مقال، الرئيس الأسبق «مؤكدا أن العقيد اعلي ولد محمد فال، مدير الأمن «العتيد» حصل على فرصة جمع المال والثراء، مستغلا موقعه في نظام ولد الطايع، ومسخرا «وسائل» الدولة في سبيل تحقيق هذا الهدف»
وأضاف «لعب العقيد ذلك الدور الذي رسم له في الفترة الانتقالية، وتوارى عن الأنظار، حيث نسيه الموريتانيون بسرعة، رغم أنه حاول مرارا أن يذكر بنفسه دون جدوى، من خلال إطلاق مواقف مدوية، توجها بالترشح لرئاسيات حصد فيها خسارة مرة».
«حقا، يضيف الكاتب لا بد أن الرجل لا يزال يحتفظ بحماية «فلول» نظام عرابه، وإلا فلماذا لم تشمله حتى الآن حملة مكافحة الفساد والمحاسبة، فالجريمة لا تسقط بالتقادم».

اتفاق تحت الطاولة

هذا وانشغل المدنون والمغردون الموريتانيون على صفحات التواصل الإجتماعي بهذه القضية حيث أكد الصحافي المدون حبيب الله ولد أحمد «..أن ولد محمد فال، رغم ماضيه البوليسي المعروف، يبقى شخصية وطنية تركت بصماتها فى جبهات القتال دفاعا عن موريتانيا ومن الصعب جدا تصديق أنه يفكر فى أي عمل عدائي ضد شعبه ووطنه مهما قيل عن خلافاته مع الرئيس عزيز والتى لا أصدق شخصيا الكثير مما يشاع حولها وأكاد أجزم بأنهما متفقان تحت الطاولة على ما اختلفا عليه فوقها».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية