الرئيس الموريتاني السابق يخرج عن صمته غدا والجميع ينتظر تصريحاته

عبد الله مولود
حجم الخط
0

نواكشوط- “القدس العربي”:

لم يضع الرئيس الموريتاني السابق محمد ولد عبد العزيز السلاح بعد في معركته التي يخوضها منذ أكثر من شهر للعودة إلى الساحة السياسية فاعلا قويا، عكسا لمواقف خصومه القدامى من المعارضة ولمواقف خصومه الجدد وهو من أنصار خلفه الرئيس الشيخ الغزواني.

وينتظر جميع الموريتانيين المتابعين لتحركات رئيسهم السابق ذي الأطوار الغريبة، ما سيقوله الرئيس المنصرف خلال المؤتمر الصحافي الذي قرر عقده بمنزله مساء الخميس، بعد أن رفضت فنادق محلية استضافته خوفا من تصنيفها ضمن أنصاره الذين أصبحوا قليلين بعد أن كانوا يملأون الساحة بصنوف التمجيد.

وستنقل قناة “شنقيط” الفضائية الخاصة بصورة مباشرة وقائع هذا المؤتمر الصحافي المثير.

وبهذا المؤتمر الصحافي يخرج الرئيس الموريتاني السابق من صمت طويل جاء بعد ظهور خلافات بينه مع الرئيس الغزواني الذي اعترف بوجود هذه الخلافات لكنه قلل من شأنها وأهميتها.

ويتساءل المراقبون والمدونون عن الأسباب التي دفعت الرئيس السابق للخروج عن صمته.

ويجمع الكل على أن خرجة الرئيس السابق الإعلامية المتوقعة قد تكون ردا منه على من يعتقدون بأنه هزم وهو أمر لا يمكن أن يقبله الجنرال الذي دك نظامي ولد الطايع وولد الشيخ عبد الله، الجنرال الذي أكد مرات “أنه لم يخلق ليهزم أبدا”. وينتظر أن يتحدث الرئيس السابق عن موقفه من المعركة المحتدمة حول مرجعية الحزب الحاكم، بينه وأنصاره السابقين الذين تحول غالبهم لمناصرة خلفه الرئيس الغزواني.

وكان ولد عبد العزيز يسعى للهيمنة على حزب الاتحاد الحاكم بما يتيح له التحكم في نوابه ومنتخبيه الآخرين وعبر ذلك في دواليب الحكم، وهو ما رفضه الرئيس الغزواني، وفجر الخلاف بين الرجلين.

وتوقع محللون متابعون لهذا الشأن أن يقدم الرئيس السابق رأيه في الحملة التي يقودها خصومه والداعية لمحاكمته بتهم الفساد والنهب الذي قام به خلال العشرية الماضية التي حكمها.

وزاد من إحراج الرئيس السابق تقرير نشرته محكمة الحسابات قبل أسبوع، وكشفت فيه عن نهب مبالغ ضخمة من الأموال العمومية خلال فترة حكم الرئيس السابق.

ومما يتوقعه البعض أن يتحدث الرئيس عن المكالمات التي أجراها مع قادة كتيبة الأمن الرئاسي والتي أدت لفصل قائد الكتيبة بعد إشاعات تحدثت عن محاولة انقلابية.

ولكن الأهم في التصريحات المنتظرة هو معرفة ما إذا كان الرئيس السابق قرر الخضوع للواقع والانسحاب من المشهد أم أنه قد قرر مواصلة مجابهته لخلفه الرئيس الغزواني.

وأيا كان الأمر فإن معرفة موقف الرئيس السابق مؤشر مهم بالنسبة لمستقبل موريتانيا التي يطمح أهلها لعهد مستقر بعد ما عاشوا سنوات طويلة من التأزم السياسي العام.

وبينما ينتظر الجميع تصريحات الخميس، تواصل لجنة يرأسها الوزير الأول إسماعيل ابده أشغالها للتحضير لعقد مؤتمر حزب الاتحاد من أجل الجمهورية المقرر يوم السبت الثامن والعشرين من ديسمبر الجاري، والذي يعتبر هو الآخر حدثا ينتظر الجميع نتائجه.

الحزب الحاكم يعقد مؤتمره السبت بعد المقبل وغزواني يحكم السيطرة عليه

وكلف الرئيس الغزواني هذه اللجنة التي تضم كبار السياسيين المناصرين له إلى جانب محمد عبد الفتاح وزير الطاقة والبترول المقرب من الرئيس السابق، بوضع خطة سياسية جديدة للحزب الحاكم، بما يجعل هذا الحزب تشكيلة سياسية حقيقية قوية ومقنعة وقادرة على تنفيذ برنامج الرئيس المنتخب.

ويتوقع أن يحدث المؤتمر القادم تغييرات في المكتب التنفيذي والمجلس الوطني لحزب الاتحاد.

وفي هذا السياق دعا كتاب ومدونون كبار إلى إعادة تسمية الحزب الحاكم بما يتماشى مع المرحلة ومع غربلة نظامه الداخلي والأساسي ليتلاءما مع نصوص الأحزاب العصرية الديمقراطية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية