غزة – “القدس العربي”: أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أن الحكومة تتجه حاليا لدراسة تخفيف القيود المفروضة بموجب حالة الطوارئ لمواجهة فيروس “كورونا” على المواطنين، لكن مع تشديد العقوبة على المخالفين لإجراءات الوقاية، في وقت بدأت فيه الترتيبات الفنية لعودة المواطنين العالقين في مصر إلى قطاع غزة.
تشديد الإجراءات ضد المخالفين
وقال الرئيس عباس خلال اجتماع للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير “لدينا 6 محافظات خالية تماما من الوباء، ويجب أن نخفف الإجراءات”، مضيفا “لكن نخفف مع الحفاظ على الإجراءات الوقائية المشددة التي يجب أن تتخذ، مثل الكمامة والقفازات وعدم التجمع”، معبرا عن أمله في أن تنتهي هذه الكارثة التي اسمها فيروس “كورونا”، وأن يهتدي العالم إلى الدواء، مشيرا إلى عملية إعادة المواطنين العالقين في الأردن، وقال :”نبذل كافة الجهود لإعادة من يرغب بالعودة إلى أرض الوطن، ونقوم بفحص العائدين، ويجب أن لا يخجل أي إنسان من الفحص”.
وانتهت مساء الخميس، دخول آخر دفعة من العالقين في الأردن للضفة الغربية، بعد جهود تنسيق قادتها عدة مؤسسات فلسطينية مع الجهات الأردنية والإسرائيلية، حيث دخل العالقون على مدار 5 أيام، وهناك اتصالات تجرى من أجل استئناف العملية من جديد لإدخال ما تبقى من دفعات بداية الأسبوع المقبل.
وأعلنت وزارة الخارجية أن فريقها المختص بأزمة “كورونا” يتابع ملف الفلسطينيين المقدسيين العالقين في الأردن من حملة جواز السفر الأردني الدائم، ويقوم بجميع التنسيقات والاتصالات اللازمة لتأمين إعادتهم إلى أرض الوطن في القريب العاجل.
وفي السياق، ذكرت وزارة الخارجية، أن عدد الإصابات بفيروس “كورونا” في صفوف الجالية الفلسطينية حول العالم بلغ 1305، و72 حالة وفاة، و527 حالة تعاف، موضحة أن فريق العمل المختص يتابع أوضاع الجالية والطلبة والعالقين والأطباء في الولايات المتحدة الأمريكية، للاطمئنان على صحتهم وسلامتهم والوقوف عند أية احتياجات تبرز في صفوفهم، خاصة المصابين بفيروس “كورونا”، حيث سجل الفريق خمس إصابات جديدة في ولايتي ميتشغن وفلوريدا حيث يرتفع عدد الإصابات إلى 714 إصابة، وتم تسجيل حالة وفاة جديدة في ولاية اوهايو للمواطن إسماعيل احمد اسعد ابو عون (87 عاما) ليرتفع عدد الوفيات لـ 47 حالة.
وكانت الخارجية قد أعلنت في وقت سابق عن وفاة في صفوف الجالية في الكويت، للمواطن باسم جبريل عواد (45 عاما)، وقالت إن السفارة هناك تتابع السفارة الأوضاع الصحية والمعيشية والطبية لأبناء الجالية والمعلمين والطلبة وتقدم لهم كل مساعدة ممكنة، خاصة في شهر رمضان المبارك.
وأكد فريق العمل المختص في الوزارة أنه تابع وعلى مدار الأيام القليلة الماضية التنسيق مع الجهات المختصة لدخول المساعدات الطبية المقدمة من شركة (CCC) لدولة فلسطين، كما أعلنت سفارة دولة فلسطين لدى جمهورية الهند أنها تتابع مع وزارة الخارجية هناك موضوع المساعدات الطبية التي ستقدمها الهند لدولة فلسطين وخاصة الادوية منها، وأكدت أنها في المراحل الأخيرة من الإجراءات.
وذكرت سفارة دولة فلسطين لدى قطر أنها حصلت على الأذونات الرسمية من السلطات القطرية والتراخيص اللازمة للشروع في حملة تبرعات من أبناء الجالية لدعم مجهود الحكومة الفلسطينية في مكافحة وباء كورونا، وبدأت التواصل مع ابناء الجالية ورجال الأعمال بجمع التبرعات.
وكان رئيس الوزراء محمد اشتية، أشاد بجهود طواقم وزارة الصحة، في تعاملها مع انتشار فيروس “كورونا”، ووصفهم بـ “جنود الصف الأول” إلى جانب كوادر الأمن، وقد تفقد العديد من أقسام الوزارة، والمختبر المركزي فيها، والتقى بالمدراء العامين، ورؤساء الوحدات في بحضور وزيرة الصحة مي كيلة.
وأكد أن أحدا في العالم لم يكن جاهزا للتعامل مع الفيروس، مضيفا “من اليوم الأول، وبإمكانيات بسيطة جدا أدرنا هذا المشهد بحكمة عالية وبتوجيه من الرئيس محمود عباس، الذي أقدم له تقريرا يوميا.، وقال أن قرارات الطوارئ لها ارتدادات اجتماعية واقتصادية ونفسية وامنية، وقال “نحن من اليوم الأول عالجنا المشهد من جهة الاحتياجات الطارئة، من ثم السيطرة على المرض، وذاهبون اليوم نحو التعافي، فهناك 6 محافظات بعد 60 يوما لا يوجد فيها أي حالة”.
وأضاف “نحن في المرحلة الأخيرة، تعلمنا درسا من هذه الأزمة، وعملنا منها فرصة لإثبات الذات والوجود، وفرض السيادة، وعلو المشهد في عيون الناس، و أوفينا بكامل التزاماتنا تجاه الموظفين والمستشفيات والموردين والعائلات المستورة”، لافتا إلى أنه جرى الذهاب نحو تخفيف إجراءات الطوارئ دون الإجحاف بالإجراءات الصحية.
وجاءت تصريحات اشتية مع استمرار العمل في إجراءات التخفيف وفتح العديد من مجالات الاقتصاد، بعد أكثر من 60 يوما على الإغلاق شبة الكامل، الذي اشتمل على الحد من حركة المواطنين أيضا.
وافتتح محافظ بيت لحم كامل حميد، خيمة في بيت لحم لأخذ عينات عشوائية لفحص فيروس “كورونا”، وتثقيف المواطنين حوله، وقال “إن هذه الخيمة للتوعية الميدانية والتثقيف من أجل الوصول إلى الجماهير والأسواق والشوارع، والتأكيد أن تغيير السلوك والثقافة والحماية الشخصية والوقاية، هي الأساس لتجاوز المرحلة”.
وفي السياق، طالب محافظ جنين اللواء أكرم الرجوب، أصحاب المقاهي في المحافظة بعدم التجمهر ومخالفة التعليمات والقانون، وأضاف الرجوب في بيان صحافي موجها رسالته لهم:”نحن نتفهم مطالبكم والضرر الذي لحق بكم جراء جائحة كورونا، لكننا لا نتفهم دعواتكم للتجمع أمام المحافظة وهذه الوقفة غير مصرح بها، وهي مخالفة للقانون ومخالفة للتدابير الوقائية المتبعة”.
وجاء ذلك بعد أن نفذ أصحاب المقاهي وقفة احتجاج أمام مبنى المحافظة، مطالبين بفتح تلك المقاهي، على غرار قطاعات اقتصادية أخرى، حيث لم تشمل تلك الأماكن في قرارات التخفيف، خشية من تفشي المرض، خاصة وأنها تشهد في مثل هذه الأوقات من كل عام ازدحامات ومخالطات كبيرة.
إلى ذلك فقد تسلمت لجنة الطوارئ العليا في جنين، 300 طرد غذائي مقدمة من اتحاد الجمعيات الخيرية في القدس، ضمن حملة فلسطين بتناديكم والتي انطلقت لتلبية الاحتياجات الأساسية لأبناء شعبنا لمواجهة وباء “كورونا”.
من جهتها، أحالت وزارة الاقتصاد الوطني، أربعة مخالفين للنيابة العامة لمكافحة الجرائم الاقتصادية على خلفية بيع سلع منتهية الصلاحية وعدم إشهار الأسعار، جاء ذلك في أعقاب تنفيذ الطواقم حتى هذه اللحظة 35 جولة رقابية على المحلات التجارية، شملت 533 محلا تجاريا تم خلالها أخطار 26 محلا لعدم التقيد بإجراءات السلامة العامة.
وفي غزة، وضعت الهيئة العامة للمعابر بوزارة الداخلية، رابطا إلكترونيا للمواطنين العالقين في مصر، والراغبين بالعودة من أجل تسجيل بياناتهم عبر ذلك الرابط، من أجل تسهيل دخولهم خلال الأيام القادمة عبر معبر رفح، وطالبتهم بمراعاة الدقة في البيانات، وقالت إن المعبر سيبقى مغلقاً في اتجاه المغادرة، وأنه لا توجد أية ترتيبات لفتحه للمغادرين في المرحلة المقبلة، وطالبت المواطنين الراغبين بالعودة بمراعاة ذلك في ارتباطاتهم وأعمالهم؛ كي لا يقعوا تحت ضغوطات مصالحهم وحاجاتهم خارج القطاع، وخاصة الطلبة أو المرتبطين بأعمالهم.
وأشارت إلى أن جميع العائدين إلى غزة، سيخضعون للحجر الصحي الإلزامي لمدة 21 يوماً قابلة للزيادة، وفق إجراءات وزارة الصحة، على غرار الدفع السابقة التي دخلت القطاع.
وقد استعرض مركز الإعلام والمعلومات الحكومي في قطاع غزة آخر التحديثات حول خطة الوقاية من فيروس “كورونا”، وجرى خلال الاستعراض إعلان الناطق باسم وزارة الصحة أشرف القدرة، الإعلان عن تعافي حالتين جديدتين من المصابين بالفيروس في القطاع، ليرتفع إجمالي المتعافين إلى 14 حالة تعافي، وقال إنه لا تزال هناك ست حالات مصابة بفيروس “كورونا” تحت العلاج بمستشفى العزل بمعبر رفح وحالتهم مطمئنة.
وقال إنه تم إنهاء الحجر الصحي لـ 1909 حالة في مراكز الحجر الصحي الأسبوع الماضي، بينهم 230 من الكوادر الطبية والشرطية وخدمات مساندة، لافتا إلى أنه تتم المتابعة الصحية لـ 481 حالة بالحجر الصحي بينهم 149 حالة من العائدين ممن كانوا من العالقين في الأردن، يقوم على رعايتهم 232 من الكوادر الطبية والشرطية والخدمات.
وأوضح أنه تم إجراء اختبارات لـ 6832 عينة، كانت منها 6812 عينة سالبة وسجلت 20 حالةإصابة بفيروس كورونا منذ مارس الماضي وجميعها كانت داخل مراكز الحجر الصحي، مشيرا إلى أنه تتم المتابعة المنزلية للحالات الـ9 المتعافية للاطمئنان على سلامتهم بما في ذلك الفحوصات المخبرية وحالتهم جيدة، إضافة إلى 5 حالات متعافية في مركز الحجر الصحي برفح.
وحلال الإيجاز الصحافي، جدد التأكيد على أن قطاع غزة أمام خطر متزايد، خاصة في ظل تحذيرات منظمة الصحة العالمية لاحتمالية لتفشي الوباء، وجرى الطلب من الأهالي الاستمرار في الإجراءات الاحترازية وتعزيز السلوك المجتمعي في اتباع إرشادات الوقاية والسلامة في كافة تفاصيل حياتنا اليومية.
وأكد القدرة أن وزارة الصحة وفقا لخطتها لمواجهة جائحة “كورونا” تحتاج إلى 59 مليون دولار وقال: “ما وصلنا حتى اللحظة من مؤسسات إغاثية 1.7 مليون دولار فقط”، وجدد المطالبة لدول العالم وكافة الجهات المعنية إلى الاستجابة الفورية لسد العجز الدوائي في المرافق الصحية وتوفير كميات كافية من مواد الفحص المخبري وأسرة العناية المركزة وأجهزة التنفس الصناعي لقطاع غزة لمواجهة جائحة كورونا.