الراعي إلى بعبدا: لبنان كان سويسرا الشرق وبات منعزلاً… ولا يمكننا معاداة كل الشعوب

سعد الياس
حجم الخط
1

بيروت- “القدس العربي”:

ككرة الثلج، كثرت المواقف السياسية المؤيدة لكلام البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الذي دعا رئيس الجمهورية ميشال عون إلى فك الحصار عن الشرعية وتحرير القرار الوطني وإعلان حياد لبنان.

وباستثناء حزب الله الذي لم يعلق على كلام البطريرك، فإن مواقف أغلب الزعامات السنية والدرزية والمسيحية جاءت مرحبة بموقف الراعي في انتظار ما ستخرج به زيارة الراعي بعد ظهر الأربعاء إلى قصر بعبدا للقاء الرئيس عون الذي يدعوه كثيرون إلى مصارحة حزب الله بأن الوضع دقيق ولا يحتمل الاستمرار بالسياسات المتبعة من قبله ومهاجمة الدول العربية وعدم الالتزام بالنأي بالنفس.

جدد البطريرك الراعي القول إن لبنان هو الحياد والدولة المدنية وبلد اللقاء والتعددية والعيش معاً

وقبيل زيارته بعبدا، جدد البطريرك الراعي القول إن “لبنان هو الحياد والدولة المدنية وبلد اللقاء والتعددية والعيش معاً وأتى ميثاق 43 ليكرس هذا الواقع”، وأضاف: “لبنان كان منفتحاً على كل الدول شرقاً وغرباً ما عدا إسرائيل التي احتلت أرضنا، ولذلك كان سويسرا الشرق.. اليوم بات لبنان منعزلاً عن كل العالم لكن هذه ليست هويتنا، بل هويتنا الحياد الإيجابي والبناء لا المحارب”. وتابع: “الحياد هو مطلب دولي وأوروبي وعربي، نحن نطالب بالحياد أي التزام السلامة والعدالة وحقوق الإنسان وهذا الجسر بين الشرق والغرب”، هذه الأرض لم تعرف سوى مد الجسور مع الآخرين ولا يمكننا معاداة جميع الشعوب فلنعد لطبيعتنا”، مؤكداً: “إننا نريد العودة إلى أنفسنا لا أن نكون مرتبطين بأحد”، وختم: “النضال مسؤوليتنا جميعاً ليستمر لبنان الرسالة والنموذج”.

وبعد زيارة وفدين من القوات اللبنانية إلى الديمان لتأييد مواقف البطريرك، وبعد تغريدة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، لفتت زيارة رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية الذي رأى أن “الهواجس الموجودة لدى البطريرك الراعي موجودة لدى كل شخص حريص على البلد”. ولفت إلى أنه “علينا جميعاً التحلي بالمسؤولية الوطنية في المرحلة الحالية بهدف الوصول بلبنان إلى بر الأمان”، مضيفاً: “الجميع يتحمل مسؤولية الأزمة الاقتصادية التي وصلنا إليها والآن ليس الوقت المناسب للوم أو الانتقام. وعلينا الدفع بعجلة الاقتصاد لتعزيز الثقة وجذب الاستثمارات لأنها الأساس في أي تطور أو ازدهار”.

تزامناً، حضر نداء البطريرك الراعي في لقاءات دار الفتوى التي زارها الرئيس فؤاد السنيورة على رأس وفد من لجنة متابعة مؤتمر الأزهر والعيش معاً ووثيقة الأخوة الإنسانية، وأوضح بعد لقاء مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان: “جئنا للتشاور مع المفتي في الشأن الوطني وفي مبادرة البطريرك، التي عبر عنها في عظتي الأحد في 5 و12 تموز. وفي شؤون تهم اللبنانيين في ظروف هذه الأزمات الكبيرة، ونحن نرى في كلام البطريرك الراعي مناسبة لإطلاق حوار وطني جامع يهدف إلى الحفاظ على لبنان وطناً ودولة ورسالة. وتشاورنا مع المفتي دريان في النقاط الثلاث الرئيسية في مبادرة البطريرك:

أ‌- تحرير الشرعية اللبنانية من الحصار.

ب‌- تحييد لبنان عن سياسة المحاور والصراعات الإقليمية والدولية.

ج‌- تنفيذ قرارات الشرعية الدولية 1701- 1757- 1680- 1559″.

وأضاف السنيورة: “نحن نفهم كلام البطريرك بأنه لا يمس التزام الدولة اللبنانية بما يتعلق بواجب التزام قرارات الشرعية العربية وقرارات الشرعية الدولية والإجماع العربي والقضية الفلسطينية المحقة، بما في ذلك حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى أرضهم وديارهم وعدم توطينهم. كذلك نفهم كلام غبطته بأنه ليس دعوة إلى العودة للانقسام اللبناني – اللبناني. فغبطته يريد ونحن أيضاً نريد التنبيه إلى المخاطر الجسيمة التي يتعرض لها لبنان واللبنانيون وإلى الاستحقاقات الداهمة على لبنان والمنطقة من مالية واقتصادية وسياسية وإستراتيجية”.

كذلك، فإن النائب نهاد المشنوق دعا من دار الفتوى إلى “حوار وطني حول القواعد الوطنية الثلاث التي دعا إليها البطريرك الراعي خلال الأسابيع الأخيرة، وهي “حياد لبنان، ما عدا في التزام القضية الفلسطينية المحقة، وهذا عنوان عربي كبير، وتحرير الشرعية من الاحتلال الواقع عليها، وتنفيذ القرارات الدولية المتعلقة بلبنان ومشاكله الحدودية، سواء المتعلقة بالداخل والسلاح أو بالخارج مع جيرانه”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الحراك 2.0:

    لولا سلاح حزب الله و المقاومين الشرفاء لكان لبنان مثل الضفة الغربية محتل و أجهزته الأمنية تنسّق مع الصهاينة و الذي يرى غير ذلك فهو واهم أو عنصري يكره الحزب و الغيرة من الحزب .يا شعب لبنان الحرية و الكرامة لها ثمن .قال معزول قال !!!

إشترك في قائمتنا البريدية