بيروت- “القدس العربي”: لم يمر كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله حول رفض التدويل واعتباره دعوة إلى احتلال جديد مرور الكرام في بكركي، فعلى الرغم من رفض البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الرد مباشرة على نصرالله، إلا أنه قال في حديث إلى “النهار” “إن المؤتمرات الدولية عُقدت سابقاً، وقد أطلقنا الدعوة إلى مؤتمر دولي برعاية الأمم المتحدة من أجل لبنان لأن البلد وصل إلى وضع لم يعد يحتمل والأمر لا يحتاج إلى براهين”.
وأضاف “نحن لم ولن نطالب بجيوش، ولا طالبنا بدولة تحتلّنا”، مضيفاً “دعوتي ليست للتهويل أو لحرب أهلية بل بالعكس، هي لتحسين الوضع لأننا نعيش حرباً أهلية من دون حرب، فالانقسامات بين اللبنانييين أشبه بالحرب”.
وما لم يقله البطريرك صراحة ذكرته مصادر البطريركية المارونية التي ردّت على قول نصرالله “ما حدا يمزح معنا بهيدا الموضوع”، فقالت “بكركي ما بتمزح أكيد هوي يلّي عم يمزح، إذا كان مشروعنا يؤدّي إلى الحرب والخراب فليقل لنا إلى أين أوصل مشروعه البلد؟ ونقطة على السطر”.
وأكدت المصادر “أن الردّ على طروحات الراعي لا يتمّ بالتخوين أو عبر الإعلام، فإذا كانت لنصرالله ملاحظات على طروحات البطريرك فليصعد إلى بكركي ويناقشها مع الراعي، فأبواب بكركي مفتوحة أمامه، لكن لا ترضى البطريركية بلغة التخوين”.
وإذا كان موقف العهد والتيار الوطني الحر أقرب إلى موقف حزب الله في رفض موضوع التدويل، فإن رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع لم يعبّر عن رأيه صراحة حول فكرة عقد مؤتمر دولي خاص من أجل لبنان، لكنه دافع عن البطريركية المارونية وقال “بكركي لطالما كانت صخرة لبنان ومنذ 100 سنة حتى الآن لم تخذل اللبنانيين، والبطريرك الراعي استنفذ كل ما لديه لإقناع المسؤولين بوقف التدهور ولكن “ما طلع بإيدو شي”. وأضاف “بكركي ما بعمرو حدا هدّدها” وكل الكلام عن هذا الموضوع “عنتريات على الفاضي”.
جعجع: لا أحد يهدّد بكركي هذه “عنتريات عالفاضي”
ورأى جعجع أنه “بعدما وصل الوضع في البلد إلى ما هو عليه من المؤكد أنه على رئيس الجمهورية ميشال عون الاستقالة، ولكن من المفروض الذهاب إلى انتخابات نيابية وبعدها المجلس الجديد ينتخب رئيساً جديداً”.
وأيّد حزب “الوطنيين الأحرار” دعوة البطريرك الماروني وأكد “أننا دائماً مع حماة الكيان اللبناني ومع مجد لبنان الذي أعطي لكم”، وسأل: “كيف لا ندعو مع غبطتكم ومع كل السياديين الأحرار إلى مؤتمر دولي يعيد للبنان سيادته. نحن لسنا في حالة حرب من دون حرب، بل نحن رهائن يقتل منا عدد ويبقى على عدد لا يكلفهم سوى حفنة من الحصص الغذائية”.
وختم الحزب “لأولئك الذين يهدّدون ويستقوون ثم يحاضرون بالوطنية والسلم الأهلي نقول، هل أمنتم مقومات الحياة في حدها الادنى؟ كلا، أنتم أمنتم مسبّبات الممات بحدها الأقصى”.
من جهته، أكد “تجمّع موارنة من أجل لبنان” برئاسة المحامي بول يوسف كنعان أن “نداءات الصرح البطريركي، وعظات البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، تأتي بخلفية وطنية جامعة، وتنطلق من الخوف على مصير الوطن الذي تعصف به الأزمات، وتأخر الحلول الداخلية المطلوبة لتأمين شبكة الأمان”. ودعا إلى “اعتبار توجهات بكركي، خريطة طريق لدرع حماية للكيان والدولة”، مؤكداً “التمسك بما يقوله البطريرك وتدعو اليه البطريركية المارونية”، وقال “لن يثنينا عن ذلك أي رد أو تصعيد أو تهويل أو عدم فهم في الإطار الصحيح”.
حافظ علي مكانتك الدينيه الجميله واترك السياسه وحمايه الوطن لأصحابها