‘التصريحات ‘المعتدلة التي تصدر في الايام الاخيرة عن طهران أو تعزى لزعمائها في وسائل الاعلام، لا’ تهدئ روع المحافل السياسية في اسرائيل. فهم يشاهدون العناق الدولي والعطف الذي يحظى به الرئيس الجديد روحاني، ويخشون من أن يستغله لاغراضه في زيارته الى الجمعية العمومية للامم المتحدة في نيويورك الاسبوع القادم. وكما نشر في ‘معاريف’ فان’وزير الخارجية الايراني محمد ظريف، سيلتقي على هامش الجمعية العمومية للامم المتحدة مع سفراء الاتحاد الاوروبي الى الامم المتحدة، وسيحاول ان يجند لديهم تأييدا لحل وسط في موضوع البرنامج النووي. ومن’المتوقع لروحاني نفسه أن يلتقي بوزيرة الخارجية الاوروبية كاثرين اشتون، المسؤولة من القوى العظمى عن المفاوضات مع ايران، التي ستستأنف الشهر القادم. ويحتمل أن يلتقي الرئيس الايراني بالرئيس الامريكي باراك اوباما، في ما سيكون، اذا ما تم، لقاءً تاريخيا كفيلا’بان يشق الطريق لخلق قناة امريكية ايرانية مباشرة بالنسبة لازمة النووي. في خلفية هذه الاحداث سيكون تصريح الزعيم الروحي الايراني، علي خامنئي الذي قال مؤخرا في لقاء مع قادة الحرس الثوري انه ينبغي ابداء ‘مرونة شجاعة’ وتقديم تنازلات، من دون نسيان الهدف، كما حرص على التأكيد. ‘ اما نتنياهو، على عادته، فلا يسمح للتصريحات المعتدلة من طهران بان تحرفه عن خطه الاعلامي. وفي الجمعية العمومية للامم المتحدة يعتزم تحذير الاسرة الدولية من الاستجابة الساذجة للعرض الايراني الذي قد يأتي. وهو يخشى بشكل خاص من رفع العقوبات عن ايران، مما سيضيع هباء أثر الضغط الذي اشتد على القيادة’هناك. وسيصل الزخم الايجابي حول الايرانيين ذروته بالضبط قبل نحو اسبوع من’زيارة نتنياهو الى الولايات المتحدة، ولقائه مع الرئيس اوباما وخطابه امام الجمعية العمومية. وفي هذه الاثناء، في تل ابيب يشككون بمصداقية التقرير الذي ظهر أول أمس في مجلة ‘دير شبيغل’ الالمانية، وبموجبه فان الايرانيين مستعدون لاغلاق المنشأة لتخصيب’ اليورانيوم في بوردو مقابل رفع العقوبات الاقتصادية. في وزارة الخارجية فوجئوا بالتقرير وقالوا انهم لا’ يعرفون بوجود مثل هذا العرض. ولكن محافل استخبارية غربية تصر على ان العرض الايراني كفيل بان يتضمن التزاما بالسماح بزيارات مفاجئة الى المنشآت النووية. واضافة الى ذلك، فان الايرانيين كفيلون بالموافقة ايضا على القيود المفروضة على منشأة التخصيب في نتناز. ولكن نتنياهو لا ينتظر تفاصيل’ العرض الايراني، اذا كان هذا قائما على الاطلاق. وفي بداية جلسة الحكومة امس قال ان ‘السبيل الى وقف البرنامج النووي الايراني يستدعي أربع خطوات’: وقف كل أعمال التخصيب لليورانيوم وليس فقط التخصيب الى مستوى متوسط بمعدل 20 في المئة؛ اخراج كل اليورانيوم المخصب من الدولة؛ اغلاق’ منشأة التخصيب في بوردو؛ ووقف مسار انتاج البلوتونيوم الذي هو سبيل آخر للوصول الى سلاح نووي. ومن المتوقع لنتنياهو’أن يكرر هذه المبادئ في لقائه مع اوباما وفي خطابه في الامم المتحدة. وعلى حد قوله، ‘فان دمج كل الاجراءات الاربعة هذه يشكل وقفا حقيقيا للبرنامج النووي والى أن’ تتم ينبغي تشديد الضغط على ايران’. ولكن يبدو أن التفاؤل بالنسبة لامكانية الوصول الى صفقة مع ايران تسلل منذ الان الى قلوب الامريكيين، الروس والاوروبيين،’على خلفية الصفقة مع سورية. وبشكل علني على الاقل يسير نتنياهو على ذات الخط مع الاتفاق الامريكي الروسي بشأن سورية، ولكنه يحرص على التشديد بان”تهديدا عسكريا مصداقا’ فقط يمكنه ان يؤدي الى نتائج حيال ايران ايضا. والى جانب ذلك فانه يحرص على مواصلة ذكر حق اسرائيل في وقف الايرانيين بنفسها اذا لم ينجح العالم في ازالة الخطر. ‘
