إن ليتل روك، وهي عاصمة ولاية أركنسو في الولايات المتحدة، مدينة صغيرة جاء منها الرئيس الامريكي بيل كلينتون. وإن أفخم مبنى في هذا المكان هو المبنى المدهش لمتحف بيل كلينتون الذي يأتي بين الفينة والاخرى لقضاء عطل فوق سقفه. أُقيمت في قاعة المتحف المركزية ثمانية حيطان ضخمة نُقش على كل واحد منها أدبيات سنة ولاية من سنوات ولاية الرئيس وتحتها صورة مركزية تشير الى جوهر عمل الرئيس في تلك السنة، وهو ما يسمى التراث الذي خلفه الرئيس في تلك السنة. خُصصت ثلاث صور من الصور الثماني لنا وتتناول الصراع الاسرائيلي العربي: احداها من سنة 1993 في التوقيع على اتفاقات اوسلو؛ وصورة اخرى من سنة 1994 مع التوقيع على اتفاقات السلام بين اسرائيل والاردن؛ ومرة ثالثة في كامب ديفيد حينما عرض ايهود باراك كل شيء ومنه السيادة على جبل الهيكل لكن ياسر عرفات رفض. إن هذه الصورة هي الصورة الشهيرة التي يُصر فيها ايهود باراك على ان يدخل ياسر عرفات غرفة التفاوض قبله، وقد أصبح نصف جسم كلينتون في داخل الغرفة. ولا يوجد في المتحف أية كلمة عن مونيكا ليفنسكي وعن قضايا محرجة اخرى، بل يوجد فقط كلينتون صانع السلام والباحث عنه. فاز باراك اوباما بجائزة نوبل للسلام في الاسابيع الاولى من ولايته الاولى. ومن السابق لأوانه الى الآن ان نُخمن ماذا سيكون المحتوى الذي سيزين سنوات تراثه في المتحف الذي سيقام تشريفا له، وماذا سيكون نصيب اسرائيل أو الشرق الاوسط كله في متحف اوباما في المستقبل. مرت منذ كانت الصورة الشهيرة لرابين وعرفات وكلينتون مع ميداليات جائزة نوبل للسلام، عشرون سنة، وجعل الواقع الدامي في الشرق الاوسط المراسم البراقة وراء البحر بغيضة وغير محتملة مثل ساحة العمليات تقريبا. لهذا لم توجد في اللقاء أمس في واشنطن أبواق فرح أو كوكتيلات. فكيري وليفني ومولخو وعريقات واشتية واينديك، كلهم يعرف بعضهم بعضا ويعرف بعضهم آراء بعض منذ فترة طويلة. ولم يسأل أحد لماذا أنتم هنا ولا من الذي يقف على رأس الهرم. من الواضح للجميع أنهم في المقدمة بسبب عظم التوقعات. وقد أوضحت ليفني أمس أنها لن تُجري التفاوض من النقطة التي تُرك فيها في فترة اولمرت. وليس من الواضح بالضبط ايضا مبلغ الحرية الذي أُعطي لها أو مسألة المسائل وهي: هل ومتى ستُفتح خرائط ويبتون ‘القرارات الصعبة’؟.