احتفلت وسائل الاعلام باعلان الجيش اللبناني الاربعاء الماضي ضبط سيارتين مفخختين ‘واحدة في بيروت’ والثانية ‘آتية من يبرود وتقلّ ثلاث نساء متوجهات لتسليمها لانتحاريين’، مما فتح شهيّة الجيش المذكور على المزيد من الفعالية فأعلن في اليوم نفسه عن دهم مخزن للأسلحة والصواريخ في اقليم الخروب ثم أخر في منطقة السعديات.
هذه الانجازات كلها كانت نتيجة توقيف واعتراف فلسطيني من مخيم عين الحلوة في جنوب لبنان، وصفه بيان للجيش اللبناني بأنه ‘رأس حربة التفجيرات التي حصلت في أكثر من منطقة’، وما لبثت الأوصاف أن ثقلت واستفحلت في وسائل إعلام لبنانية فصار عباس ‘عقلا أمنياً وذراعاً تنفيذياً’ لا نظير لهما و’الرقم الصعب في مخيم عين الحلوة’، والمتورط باغتيال قائد عمليات الجيش اللبناني اللواء فرانسوا الحاج، والارهابي الذي حاولت اسرائيل اغتياله عام 2010 ولم تنجح.
وبعد نعت الرجل بكل أوصاف الخطورة والدهاء والتكتّم تنفتح الحكاية على ثغرة صغيرة: هذا الرجل الفولاذي الشديد الخطورة والبأس قدّم اعترافاته لاستخبارات الجيش اللبناني خلال نقله بالسيّارة إلى مكان الاعتقال، وهو أمر، يمكن أن يضفي إثارة درامية في روايات التشويق البوليسية، لكنه يستخفّ بالعقل حين يراد إقناع الجمهور بحصوله في الواقع.
والحال، أن إعلاء شأن الفظاعة والوحشية في شخصية عباس ثم الهبوط به مهبط الشخص الضعيف الركيك الذي يعترف ‘مجاناً’ وقبل أن يخضع للتعذيب يلقى هوى في الشخصية السوبرمانية لرجال الأمن والعسكر في العالم العربي، فهو دليل على رجولة وبطولة مستفحلتين في رجال الأمن تقابلان خنوثة وهشاشة ‘الإرهابيين’.
واذا كانت هذه الحبكة العجولة ترضي، عموماً، نرجسية قادة الاستخبارات بغض النظر عن جغرافيتهم، فإن استعجالهم لا تكفي قراءته بأساليب التحليل النفسي بل يحتاج، لفهمه حقّاً، قراءة سياسية أقل استغفالاً.
فاستعجال مخابرات الجيش اللبناني لزعم الاعترافات كان سيصرف بعملة أعلى ويصبح أسهل هضماً واحتراماً للمنطق وأقل انفضاحاً لو لم يتمّ ربطه التعسّفي بالمعركة التي يخوضها حزب الله والنظام السوري ضد مدينة يبرود السورية.
فالحزب اللبناني يبني دعايته الجهادية الحالية (وهي ظرفيّة ومتحوّلة بحسب الأحوال والظروف) ضد منطقة القلمون ومركزها يبرود بكونها مركز اعداد السيّارات المفخخة لإرسالها ضد ‘مناطقه’ في لبنان، والسؤال البسيط هو: لماذا تعدّ السيّارات هناك بحيث تضطر لقطع مناطق خطرة ومحاصرة لتصل إلى لبنان، ولا تعدّ في لبنان نفسه وهو المليء بالسيّارات والمتفجرات وخبراء تفخيخها؟ أما الاستغفال الآخر للمنطق فهو استخدام السيّارات المتفجرة كعذر وحجّة رغم كونها بدأت تتوالى بعد تدخّل حزب الله في سوريا وليس العكس.
وبذلك تبدو عملية الجيش اللبناني مجرّد صدى واستطالة لآلة حزب الله الدعائية لتبرير مشاركته قوات النظام السوري في قمع شعبه وفتح الدرب لاستعادة منطقة القلمون الاستراتيجية في الطريق لمحاولة النظام والفصائل الطائفية العربية المتحالفة معه لاستعادة السيطرة على حلب.
الجانب الآخر المؤسف للخبر هو السهولة التي تم تداوله بها وعدم تمحيص رواية استخبارات الجيش اللبناني، ويعود ذلك، في جزء منه، إلى ما يشبه الإجماع الإعلامي العربي والغربي على العداء والتشفّي بكل ما يخص تنظيمات السلفية المسلّحة، وهو أمر وإن كان مقبولاً سياسياً، فهو لا يبرّر المصادقة المجانية على كل ما تذكره أجهزة الاستخبارات العربية المعروفة باجتراح البطولات الوهمية.
تضرب حبكة الجيش اللبناني على وترين يلقيان هوى في الحواضن الطائفية اللبنانية، فهي تجمع عدوّين مفضّلين للنظام الطائفي اللبناني: السوري والفلسطيني.
كشفت العملية وتفاعلاتها أيضاً عن ترابط وثيق بين الجيش اللبناني وحزب الله، فالجيش لا ينفكّ يتفاخر يومياً بانجازات التشديد على المعارضة السورية واعتقال أفرادها وضباطها المنشقين، ومنع إمدادها بالسلاح، في حين يتغافل حين تدخل قوات النظام السوري الى لبنان، كما فعلت بمرورها يوم الأربعاء في عرسال، او حين تقصف مدافعه وطائراته لبنان، او حين تخرج آليات حزب الله الثقيلة وجنوده بالآلاف الى سوريا لدكّ مدنها والتنكيل بأهلها، بدلاً من التوجّه الى اسرائيل.
شو بالنسبة لجيوش المرتزقة التي أتت من 80 دولة ! ذهقننا لت او عجن !
شكرا على تسميه اللأمور بإسمها،التواطئ على الشعب السوري وثورته واظح.
شكرًا جزيلا للقدس العربي على هذا التحليل الموضوعي والحيادي تجاه الأوضاع في سوريا ولبنان كلام صحيح لقد أعمى حقد القوم على التنضيمات السلفية عيونهم وقلوبهم وضمائرهم وهم مستعدين لفعل اي شئ لإظهار خصومهم بأبشع الصور من اجل تبرير جرائم الاسد ضد الشعب السوري
لبنان منذ أعوام عديدة وهو يخضع رسميا لسيطرة مليشيات حزب الله الطائفية البغيضة ،فلا غرو إذن إن أخذت الرواية الرسمية اللبنانية جانب من يسمي نفسه حزب الله ،ولفقت في سبيل ذلك الروايات المختلقة .
يجب أن لانقاتل الفكر سواء كان شيعيا أو سنيا فذالك يكون الاحقاد ويمكن أن يستغله الخبثاء نعم للفكر والتسامح
بسم الله الرحمن الرحيم.عنوان رأي القدس اليوم هو(الرواية الركيكة لمخابرات الجيش اللبناني).وهذه الرواية التي تلصق معظم الشرور والآلام التي يعاني منها لبنان مصدرها فلسطيني وانموذجها هو نعيم عباس.
مثل هذه الرواية المفبركة لا تصمد امام التحليل المنطقي الذي تورده القدس العربي في مقالها هذا اليوم.وفي تقدير الكثيرين ان مثل هذه الروايات الهابطة هي جزء من المؤامرة الصهيوصليبية الصفوية على الكل العربي الاسلامي تزويرا وتشويها.فهذا التحالف الثلاثي القذر هدفه النهائي التهميش المهين والقمع المفرط لكل الشعب العربي الذي يشتم منه اي تململ او حراك ضد الجور والظلم والطغيان الممارس عليه من انظمته العميلة لاعدى اعداء العرب والمسلمين وكذلك من هؤلاء الاعداء انفسهم بالعلن كاسرائيل وعملائها وبالسر كايران واذرعها الدموية المتوحشة كحزب الله اللبناني والاسد في سوريا والمالكي في العراق.
ان كل من يخرج عن نطاق هذا الثلاثي تلصق به كل الصفات الوحشية المنفرة زورا وبهتانا؛كالارهب والترويع ولعمر الحق فان هذا من باب (رمتني بدائها وانسلت).
ان الهجمة الاعلامية العسكرية لهؤلاء الاعداء تصب في مصلحة تثبيت اركان الكيان الاسرائيلي اللقيط على ارض العرب والمسلمين وكذلك التمهيد الحثيث والجاد لاخراج الهلال الشيعي الى حيز التنمفيذ؛وتعايش وتعاون هذين الكيانين على قمع العرب والمسلمين واذلالهم.
والمخرج هو الادراك الواعي لحجم الاعداء ولجحورهم والاعداد الجهادي المنضبط والملتزم بعقيدته الصحيحة
شكرا لقدسنا العزيزة ع المقال والتحليل الجميلين .
* مع احترامي لكلام قدسنا العزيزة …لم تأخذ بالحسبان …أنّ ( الجيش اللبناني )
واستخباراته …يشكل ( الحلقة الأضعف ) …ف الطبخة ( الإيرانية / السورية ) ؟
* بمعنى : الصراع الآن على أشده بين : قوات الطاغية ( الأسد ) و قوات :
( حزب الله ) والحرس الثوري الإيراني …مقابل قوات الثورة السورية الباسلة
ودخل عالخط …بين الفريقين بعض المنظمات المتطرفة مثل ( داعش ) …؟؟؟
* أين قوة الجيش اللبناني من حجم وقوة …القوى المتصارعة …؟؟؟
* للأسف القول : ( الجيش اللبناني ) …نمر من ورق …ودوره أقرب الى
جهاز الشرطة منه الى جيش محترف يحمي الوطن والمواطن …؟؟؟
زد ع ذلك : لنتعترف بصراحة …الجيش اللبناني : يخشى حزب الله …ويتجنب
الضغط عليه …أو التفكير ف محاربته …مع أنّ القاصي والداني يعرف :
أنّ حزب الله : يشكل ( دولة داخل دولة ) ف لبنان …ويتصرف مثل :
الأزعر والبلطجي الذي لا يقدر عليه أحد …؟؟؟!!!
* للأسف القول مرة أخرى : ( لبنان ) …مخطوف …مخطوف …مخطوف :
من قبل ( حزب الله ) وسوريا وايران …وكان الله ف عونه وعون :
اللبنانيين المساكين المغلوب على أمرهم .
شكرا .
لكن في المقابل, لماذا لا يتم مطالبة السعودية ومجاهديها بالتوجه لأسرائيل أو على الأقل أدانتها؟
رغم انني من معارضي حزب الله الا انني لا اتفق مع هذا الأسلوب الذي لم نتعوده من جريدة القدس الرصينة. اعتقد ان الموضوع كان يستحق تحليلا اكثر عمقاً وجدية وبعيدا عن السطحية و الاستخفاف والاستظراف في غير محله.
تحية للجيش البناني على هذا الانجاز الكبير – نجاحات الجيش البناني مستمرة في تفكيك الخلايا التكفيرية حلفاء بني صهيون … الى الامام … تحية للجيش اللبناني من قلب كل فلسطيني في فلسطين و الشتات و لكل من يواجه القتلة التكفيريين الذين نكلوا باهلنا في مخيم اليرموك و فجروا العرس الفلسطيني في فنادق عمان … و يسعون لتمديد امد وجود اسرائيل … التكفيرييون و اسرائيل الى نهاية حتمية