تونس-«القدس العربي»: كما معلوم لقي قرار رئيس الحكومة التونسية إلياس الفخفاخ والمتمثل في إطلاق إسم الراحل حمادي العقربي على الملعب الأولمبي برادس، معارضة شديدة من عدد من جماهير الرياضة في العاصمة التي تخوض أنديتها مبارياتها بملعب رادس.
فالبعض يعتبر أنه كان من الأجدى أن يطلق إسم لاعب من العاصمة على ملعب “رادس” وأن إسم حمادي العقربي يجب أن يطلق على ملعب كرة قدم في صفاقس مسقط رأس الفقيد الملقب بـ”ساحر الجيلين”. ورأت جماهير الصفاقسي، الذي لم يعرف الفقيد ناديا سواه، أن إطلاق إسم العقربي على ملعب “رادس” في العاصمة هو رسالة من الدولة لأهالي عاصمة الجنوب مفادها أنها لن تسير قدما في بناء المدينة الرياضية الجديدة في صفاقس، ولن تطلق إسم حمادي العقربي على ملعب بهذه المدينة التي أعلن عن مشروعها منذ العهد السابق، ولم تر النور إلى اليوم. كما دعا بعض جماهير الصفاقسي إلى تغيير إسم ملعب “الطيب المهيري” بصفاقس، الذي يخوض فيه فريقهم مبارياته المحلية والقارية، ليصبح ملعب حمادي العقربي عوضا عن إطلاق إسم هذا اللاعب الموهوب على الملعب الأولمبي برادس. وللإشارة فإن الطيب المهيري هو مناضل سابق ضد الإستعمار الفرنسي وتقلد منصب وزير للداخلية في عهد الرئيس بورقيبة، وكان أيضا لاعبا في الترجي، ورغم ذلك قبل أهالي صفاقس بإطلاق إسمه على ملعبهم. ولعل هذا ما جعل البعض يصر على إبراز مدى تسامح أهالي مدينة صفاقس حين قبلوا منذ عقود بإطلاق إسم لاعب سابق في الترجي العاصمي على ملعبهم الرئيسي، مقابل إصرار بعض جماهير العاصمة على رفض تسمية ملعب “رادس” بإسم العقربي رغم أن الأخير قدم الكثير للمنتخب كلاعب.
وكان رئيس بلدية رادس احتج على قرار رئيس الحكومة، معتبرا أن الملعب مقام على أرض تابعة لبلدية المكان، وبالتالي فالبلدية هي المؤهلة دون سواها لإطلاق التسميات على الملعب الأولمبي، وأن ما قام به رئيس الحكومة هو سطو على الصلاحيات ومخالف لقانون الجماعات المحلية. ولم يرد رئيس الحكومة الفخفاخ مباشرة على رئيس بلدية رادس، وإنما من خلال وزيريه للشباب والرياضة وللشؤون المحلية، اللذين أكدا أن ملعب رادس الأولمبي هو ملك للدولة التونسية من خلال وزارة الشباب والرياضة ولا علاقة لبلدية رادس به، وبالتالي لا يجوز لها أن تعترض على التسمية. وتمّ رسميا اعتماد التسمية وبات الملعب الأولمبي برادس يسمى ملعب “حمادي العقربي” ما جعل رئيس بلدية رادس يلوح باللجوء إلى المحكمة الإدارية لإلغاء هذا القرار. وستنظر المحكمة الإدارية في هذه القضية، في سابقة تبدو الأولى من نوعها في تونس، إذ لم يسبق أن اعترض شخص أو هيكل على إطلاق إسم فقيد قدم الكثير للرياضة التونسية على منشأة رياضية مهما كانت الأسباب.