“القدس العربي”- وكالات: دعا رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية، فايز السراج، أمين عام الأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، لتقديم إطار زمني محدد لاستراتيجيته الجديدة بخصوص أزمة بلاده.
جاء ذلك في كلمة ألقاها السراج، الأربعاء، باسم بلاده، أمام فعاليات الدورة الـ72 للجمعية العامة للأمم المتحدة.
وقال السراج “على المجتمع الدولي أن يبعث رسالة واضحة للمعرقلين(لم يسمهم) بأنه لا مكان لحل عسكري وإنه جاد في التوصل إلى تسوية للأزمة الليبية”.
واستطرد “وذلك مع أخذ التدابير اللازمة لمن يتعامل حتى يومنا هذا مع أية كيانات موازية لحكومة الوفاق الوطني، في مخالفة واضحة لقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة”.
والأربعاء أعلن غوتيريش، في اجتماع رفيع المستوي بمقر المنظمة الدولية بنيويورك، تفاصيل الاستراتيجية الأممية الجديدة الرامية إلى إيجاد حل سياسي للأزمة في ليبيا.
وأوضح أن الاستراتيجية “تستند إلى 7 محاور رئيسية، وتتطلب توافر الثقة والقيادة والإرادة السياسية لدى جميع المعنيين بالأزمة”.
وتتضمن الاستراتيجية سبع أولويات رئيسية هي: إعادة تنشيط عملية سياسية شاملة، وبناء المصداقية مع الشعب الليبي، وتعزيز الترتيبات الأمنية.
هذا إلى جانب تنسيق المشاركة الدولية بما في ذلك الجهود التي تبذلها الدول المجاورة لليبيا بحيث تكون جميعها جزءا من جدول أعمال مشترك واحد.
وتشمل الاستيراتيجية أيضا، تحسين الظروف الاجتماعية والاقتصادية لليبيين، وتعزيز المعايير الدولية طويلة الأمد بشأن المهاجرين، و تأمين الدعم الذي يمكن التنبؤ به للمساعدة الإنسانية.
وأكد السراج أن “الاتفاق السياسي (الصخيرات نهاية 2015) هو حجر الزاوية الذي يمكن التأسيس عليه لتسوية الخلافات السياسية، وبناء مؤسسات الدولة وهياكلها الحكومية، وتهيئة الظروف للانتقال السلمي إلي مرحلة الاستقرار”.
وأوضح أن “المجلس الرئاسي ليس طرفا في الصراع وإنما هو الرافد لتحقيق التوافق والمصالحة الوطنية الشاملة، ووضع أسس الدولة الليبية المنشودة التي تضم الجميع دون تمييز أو إقصاء”.
وحذّر السراج من “التحديات الأمنية المتعلقة بمواجهة تنظيم داعش وغيره من المجموعات الإرهابية”.
وتابع في النقطة ذاته “حيث بدأت بعض البؤر الإرهابية الجديدة في الظهور بعد فرار فلول داعش من دول آخري كالعراق وسوريا ما يستدعي توحيد المؤسسة العسكرية في كامل البلاد لبناء جيش وطني قادر علي حماية الوطن والقضاء على الإرهاب”.
واعتبر أن “ليبيا، مثلها مثل الدول الأوروبية ضحية للهجرة غير الشرعية” وقال إن جزءا كبيرا من الميزانية الليبية يتم استقطاعه لمواجهة ظاهرة تدفق المهاجرين غير القانونيين على بلاده سعيا لعبور البحر المتوسط إلى أوروبا.
ومنذ أن أطاحت ثورة شعبية، في 2011، بالزعيم الراحل، معمر القذافي، تتقاتل في ليبيا كيانات مسلحة عديدة.
فيما تتصارع فعليًا على الحكم حاليًا حكومتان، إحداهما في العاصمة طرابلس (غرب)، وهي الوفاق الوطني برئاسة فائز السراج، والأخرى في مدينة البيضاء (شرق)، وهي “الحكومة المؤقتة”، الموالية لخليفة حفتر.