ليس هناك جانب من جوانب الحياة إلا هو قابل للتفسير على أساس معرفتنا بالعالم من حولنا، وما ينتج عن هذه المعرفة من عمليات إدراكية. ولأن السرد هو الحياة في شكل من أشكالها، يغدو من الطبيعي جداً أن يحاكيها واقعياً أو يتطابق مع ما هو حقيقي فيها، وفق مجموعة من الإدراكات المعرفية التي تدعم فهمنا العقلي للسرد الطبيعي، وبالشكل الذي يجعل الروايات والقصص واقعة ضمن خانة اتصالية تواصلية لأوضاع السرد الواقعي.
لكن ماذا لو لم يحاكِ السرد الحياة؟ ولم يستنسخ العالم بشكل تقليدي كروايات ذات قصص غريبة تحكمها مبادئ لا علاقة لها بالعالم الحقيقي من حولنا، أو بعوالم قد تشبه العالم الفعلي الذي نعيش فيه لكن بسيناريوهات أو أحداث مستحيلة عملياً، مادياً أو منطقياً؟
الجواب يكمن في ما يسميه براين ريتشاردسون (السرد اللاطبيعي أو السرد المضاد Unnatural Narrative) وهو سرد لا معقول وغير منطقي، فيه يكون السارد حيوانا أو جسما جامدا، أو آلة أو جثة أو حيوانا منويا أو يتحول إلى شخص آخر، أو أشخاص يمكنهم تعذيب مؤلفهم لأنهم يعتبرونه كاتباً سيئاً، مما هو مستحيل في العالم الحقيقي. وأمثلة ذلك ما نجده في الروايات الخيالية التي يمكن لها أن تخلخل بشكل جذري مفاهيمنا الفيزيقية للزمان والمكان، بيد أن فهمنا الإدراكي يظل هو الأساس في تفسير لا معقولية، أو عدم منطقية هذه الروايات، بوصفها سردا إدراكيا وهو المصطلح الذي أطلقه ديفيد هيرمان في مقالته المهمة «علم السرد بوصفه علما إدراكيا Narratology as a cognitive science».
ولأهمية دراسة السرد اللاطبيعي في وصف الطرق التي بها تنتهك الرواية أطر العالم الحقيقية، عمد براين ريتشاردسون مع مجموعة من الباحثين الأمريكيين إلى تطوير دراسة هذا النوع من السرد، من خلال مجموعة مقالات وكتب، ومنها الدراسة الموسومة «سرديات غير طبيعية..علم السرد غير الطبيعي: ما وراء نماذج المحاكاة» 2010 لبراين ريتشاردسون وجان ألبير وستيفان إيفرسون وهنريك سكوف نيلسن. وسنقف مليا عند هذه الدراسة مناقشين محاورها وهي:
أولاـ القصص اللاطبيعية
ثانيا ـ العقول اللاطبيعية
ثالثا ـ أفعال السرد اللاطبيعية.
وسنقصر الحديث في هذا المقال على المحور الأول المتعلق بـ(السرديات اللاطبيعية Unnatural Narratives) أي المضادة التي تنتمي إلى عالم مستحيل، كسياق مادي بيئي وكزمان استرجاعي استعادي يعود إلى الوراء، أو استباقي استشرافي يتقدم إلى الأمام. عرّف ريتشاردسون الرواية المضادة، أو غير الطبيعية بأنها نصوص معادية للمحاكاة، تنتهك معايير الواقعية التقليدية (بالميتا قصة) أو تتجاوز أعراف السرد الطبيعي، أي أشكال الرواية الشفوية (أصوات غير طبيعية). وتعد رواية فيرجينيا وولف «أورلاندو» مثالاً على السرد المضاد لمفاهيم المحاكاة الزمنية. فيشيخ البطل/ البطلة بمعدل زمني مختلف عن الأشخاص المحيطين به/ بها.
والروايات غير الطبيعية هي لا تسجيلية، أو لا محاكية Antinomic narrative يمكن التعرف عليها من خلال السؤال: ماذا حدث في اليوم السابق؟ والإجابات ستكون مختلفة اعتمادا على كيفية معالجة النص. بمعنى أن عملية فهم هذه الرواية تتوقف على القارئ، الذي عليه أن يدرك باستمرار الاستحالة المادية والسيرورة التي تسير عكس التيار الطبيعي للزمان عبر نقطتين: أولا الطرق التي تتحدى بها الروايات الغريبة والمبتكرة الفهم المحاكي للسرد، وثانيا العواقب التي قد يخلفها وجود مثل هذه الروايات على المفهوم العام لماهية السرد، وما يمكن أن يفعله.
وتزعم مونيكا فلودرنيك أنه عندما نقيس الروايات بمقاسات العالم الواقعي، فإننا نأخذ التركيبة غير الطبيعية على محمل الجد، محاولين بإدراكية جديدة إعادة تعديلن أو إعادة تصنيف الأطر النصية.
ومن المرجعيات أيضا إشارة روث رونين إلى أن الاستحالة بالمعنى المنطقي أصبحت أداة شعرية مركزية، بمعنى أن التناقضات في حد ذاتها لا تقوض تماسك العالم الخيالي ولا تنتهك معاني العالم المحتملة بل تتيح مجالا جديدا لممارسة القوة الإبداعية عبر إشراك القراء في الفهم.
وقد مثل مؤلفو الدراسة موضع الرصد على الرواية المضادة، أو غير الطبيعية، برواية الكوبي أليخو كاربنتييه «رحلة العودة إلى النبع» Journey Back to the Source التي لا تحتوي على أنظمة سرد تقليدية، لكن شخصيات غامضة وترتيب زمني غير مبالٍ بالسببية وإبهامي، وفيها تصبح الأوراق فاعلا سرديا، وهي تجبر الموقع عليها على التخلي عن منزله.. ومعقولية فاعليتها تتوقف على إدراك القارئ للناحية النفسية للسرد المضاد، والكيفية التي بها يسير في اتجاه معاكس لما هو سببي منطقي.. ثم مثلوا بقصة قصيرة لروبرت كوفر وعنوانها «مربية الأطفال» The Baby sitter، وهي تصور سلسلة أحداث لا يمكن التوفيق بينها، الأمر الذي يتطلب وضع تصور إدراكي لسيناريو غير ممنطق، به تصبح العمليات غير المعقولة مثل، الأحلام والرغبات والتخيلات معقولة وواقعية أو محتملة الوقوع. وتشرح ماري لور رايان هذه القصة على أساس استراتيجية «افعلها بنفسك» وتعني أن على القارئ أن يصنع من المقاطع المتناقضة في النص مادة لقصة خاصة به.
فقصة كوفر القصيرة تقدم الحقيقة في شكل احتمالات، ترفض محاكاة الطريقة المعتادة والسيناريوهات المتوقعة، التي بها تسير الأمور، مسلطة الضوء على «أهمية التنوع كوسيلة لمكافحة ميل الإنسان إلى تقليص الحياة والخيال، إلى مصطلحات بسيطة، يستطيع أن يفهمها لكنها قد تخذله بسبب منظورها». والقصة بخروجها عن النطاق المألوف لحياتنا اليومية إنما تحثنا على التفكير باستراتيجية قرائية قد تساعدنا على فهم القصة.
وتنتقل الدراسة إلى قصة قصيرة أخرى لروبرت كوفر وعنوانها «المصعد» وفيها يواجه القارئ أربعة عشر سيناريوهاً متناقضا، وجميعها تصف رحلات مختلفة لمارتن البطل المركزي. ومما كتب عن هذه القصة أنها عبارة عن تكتل لمجموعة من الأفكار والمشاعر والإمكانيات، التي تتجسد في الشخص ومنها، تتدفق التناقضات المربكة مع الخيال التقليدي بشكل غير مقبول، لكنها مع ذلك تعمل على جعل الخيال أكثر حضوراً وتعقيداً.
وتعود الدراسة موضع الرصد إلى بعض المرجعيات التي تدعم وجهة نظر مؤلفيها حول السرد اللاطبيعي. وأول المرجعيات الفيلسوف الألماني لايبنيز وما فرضه عام 1699 من قيود على العوالم المحتملة وأن «الأشياء المحتملة هي تلك التي لا تنطوي على تناقض» وقد أثرت فلسفته هذه في الطرائق التي يفكر بها الناس في عوالم بديلة ممكنة اليوم.
ومن المرجعيات ما طرحته ماري لور رايان حول العوالم الممكنة، وأن النظرة الأكثر شيوعاً هي تلك التي تربط بين الاحتمالات الممكنة والقوانين المنطقية ومن هذا المنظور، يكون العالم منطويا على تناقضات لا يمكن تصورها. يقول أمبرتو إيكو:» إننا لا نستطيع أن نرسم أي شيء سوى «متعة هزيمتنا المنطقية الوهمية» أمام عوالم مستحيلة غير منطقية». ومن المرجعيات أيضا إشارة روث رونين إلى أن الاستحالة بالمعنى المنطقي أصبحت أداة شعرية مركزية، بمعنى أن التناقضات في حد ذاتها لا تقوض تماسك العالم الخيالي ولا تنتهك معاني العالم المحتملة بل تتيح مجالا جديدا لممارسة القوة الإبداعية عبر إشراك القراء في الفهم. وآخر المرجعيات مقال الفيلسوف غراهام كاهن في عام 1998 وفيه طرح السؤال الآتي: ما هو السيئ للغاية بشأن التناقضات المنطقية؟ وجوابه كان «ربما لا شيء». ولا يتفق نقاد هذه الدراسة مع هذا الجواب، لأن في اعتقادهم أنه لا يوجد أي خطأ في تصديق بعض التناقضات، بل إن كثيراً مما تواجهنا به الروايات والقصص من أمور محتملة منطقياً وجسدياً، يجعلنا نقترح معالجة لهذه الأمور المحتملة بدلاً من الهروب منها.
وخلاصة القول حول المحور الأول للدراسة موضع الرصد، يتحدد في الإطار النظري لعلم السرد اللاطبيعي وكيفية التعامل القرائي مع ما هو غير تقليدي وتفسيره بالاستناد إلى المعرفة الحقيقية بطريقتين: أولا، أن يحاول القارئ الاقتراب من السرد اللاطبيعي، بإعادة توجيه فهمه للنصوص والأطر التي تحويها وإعادة تصنيفها. كأن يحاول أن يفهم الاستحالة المنطقية في قصة روبرت كوفر «مربية الأطفال» من خلال إعادة تفسير ما هو مستحيل سرديا، بمجموعة من العمليات الداخلية التي تجعل السرد متوافقا مع الواقع الخارجي، أي أن النص الذي يدور حول العديد من الخيارات المختلفة ويسمح للقارئ باختيار ما هو أفضل له أو ما هو راغب فيه.
وثانياً، كبديل لهذه التحركات التي تتبع «الرغبة الإنسانية في خلق الأهمية» ـ حسب مونيكا فلودرنيك ـ فإن القارئ يستطيع ببساطة أن يتقبل حقيقة مفادها أن العديد من الروايات غير النمطية تذهب إلى ما هو أبعد كثيراً من المواقف الواقعية التي يمكن تخيلها. فلا ينظر إلى الروايات غير الطبيعية على أنها عينات هامشية، بل إن رواية تتوافق مع ظواهر العالم الواقعي كالتقارير عن مباريات كرة القدم، على سبيل المثال، ينبغي أن تجعله يدرك أن هذا النهج المحاكي يقلل من شأن الأدب، وأن من الأفضل للسرد أن يقاوم محاكاة أوصاف العالم الحقيقية، ممتلكاً القوة الابتكارية للتقنيات الخيالية.
كاتبة عراقية
أين مفهوم (غاية) في نفس يعقوب، في عنوان (السرد اللاطبيعي: رؤى إجرائية) يا (د نادية هناوي)؟!
وهنا من وجهة نظري أساس مفهوم السذاجة، عند أهل الأبحاث والنظريات الأكاديمية،
لأي موظف في النظام البيروقراطي، بشكل عام في مجال الإعلام أو السياسة أو العسكر والأمن بالذات،
بل وحتى القضاء إلّا ما رحم ربي، سبحان الله.
كل الأديان ستعاني، في أي نظام إلحادي،
فلذلك عرض الموضوع وكأن الصين، أو أمريكا كنظام، ضد دين معين خطأ،
دولة آلة الحداثة (الروبوت)، يا م جمال العاني، ملحدة، أو بلا مشاعر واستيعاب مفهوم الإيمان، بأي شيء،
إن كانت النسخة من الغرب (رأس مالية أوربية/فرنسية أو غيرها)، أو كانت النسخة من الشرق (شيوعية أو دولة بنظامين)، ليس هناك فرق،
ثم المنافسة، في أي سوق، لمنتجات زراعة أو صناعة أو خدمات، تحتاج أيدي عامل، رخيص الأجرة (مهاجر/أجنبي)، أي غير مواطن، داخل في اتحادات ولو تقاعد وغيره من الحقوق في دول مجلس التعاون في الخليج العربي أو الفارسي، على سبيل المثال لا الحصر، ومن هنا كان ذكاء مفهوم (الكفيل) بالذات،
والذي مع الأسف، بدأ محاربته، بعد 2/8/1990، وبداية تنفيذ رؤية جورج بوش الأب، الترتيب الجديد للعالم في مؤتمر مدريد للسلام عام 1991، في الذكرى الخمسمائة لطرد اليهودي والمسلم من أوربا دولة (ثقافة الأنا) المسيحية بكل أنواعها، سبحان الله،
الإشكالية دولة الكيان الصهيوني، بمساعدة الثنائي (ياسر عرفات ومحمود عباس) في قيادة منظمة التحرير الفلسطينية، في الشق السياسي منه، رفضت ذلك،
وخرجت لنا بخزعبلات (أوسلو)، عام 1993، ومن حينها والعالم في دوامة، سياسية ولا حول ولا قوة إلّا بالله، وبعد 2008 في دوامة اقتصادية، وبعد 2020 في دوامة صحية،
الآن، محاكمة الشرطي الأمريكي، في قضية المظلوم الأمريكي الذي بقي يصيح (أمي، لا أستطيع التنفس)، لمدة دقائق، حتى مات،
اعترضت قناة (فوكس نيوز) على طريقة اتخاذ حكم المحكمة، ولذلك تبين لنا أن أساس هذه الطريقة هي الفقيه مالك والمالكية، في الوصول إلى أي حكم، في أي محكمة، سبحان الله؟!
ومن هنا السؤال، هل هدف الإسلام، ولغة القرآن
https://youtu.be/YoitGMcsvM8
من أجل، الاعتكاف والتدبّر، أم من أجل الاحتكاك لحل مشاكل الناس اليومية، على أرض الواقع؟!
لأن زاوية الرؤية، هي مفتاح حل أي مشكلة، حتى لمشكلة السرطان، أو مشكلة الكيان الصهيوني، سبحان الله،
فمن يرغب في أي حل، لأي موضوع، عليه تغيير زاوية الرؤية أولاً،
حتى يستطيع، استيعاب المشكلة بشكل كامل أولاً،
ولذلك أنا أشكر محافظ تايبيه، ورئيس مجلس إدارة وحوكمة العمل الإسلامي الخيري في تايوان، في رؤيتهما في عام 2019، والتي على ضوء ذلك، قمنا بالتطوير،
لأن لولا زاوية رؤيتهم، لما استطعت تغيير زاوية رؤيتي لتنفيذ مشروع (صالح) التايواني، لتطوير عملية تكامل مشروع (الفاتح) التركي، مع مشروع (القدوة Mentor) السنغافوري، الذي أدّى إلى كل مشاريع (e) حتى وصلنا، إلى e-Currency and Blockchain.
ونحن في مشروع سوق صالح (الحلال)، نعمل على تأسيس الجيل الثاني من e-Currency and Blockchain على الأرشيف العثماني، ونحن ليس لنا علاقة بشهادة (الحلال) الماليزية، التي لها علاقة، بالمحتوى، بينما نحن لنا علاقة بالتدوين لأي إتفاق تجاري حتى يكون حلال، أي بلا غش أو فساد أو تعدي على حقوق الدولة أو فلان وعلان من أطراف الإتفاق.
من أجل استرجاع كل حق من حقوق الأوقاف الإسلامية أو غيرها بعد تقسيم الدولة العثمانية وتكوين كيانات سايكس وبيكو ما بين أهل نهري دجلة والنيل وما بينهما من دول.??
?????