للحظة خفنا. من تصريحات وزير المالية يئير لبيد فهم بانه يوجد خطر حقيقي لاتفاق مع الفلسطينيين. الائتلاف في خطر! ولكن جاء رئيس الوزراء ليطلق صافرة تهدئة. لا اتفاق ولا بطيخ. اسرائيل والفلسطينيون بعيدون عن الاتفاق، قضى نتنياهو. يمكن لنا أن نهدأ. ‘يقلون من السماع عن مطالبنا’، أوضح رئيس الوزراء، ‘ولكن فقط اذا ما استجيبت هذه سيكون بوسعنا التقدم الى اتفاق’. السيد نتنياهو لم يستخف بالتهديد: ‘الدولة توجد تحت هجوم وينبغي الدفاع عنها’. إذ معروف ان اسرائيل نتنياهو (‘الدولة’) توجد منذ سنين تحت هجوم اتفاق. يجب عمل شيء ما، ورئيس الوزراء، بطريقته، يفعل، ولا يمكن لاحد ان ينكر ذلك. من يريد أن ينصت الى امطالبناب يمكنه بالتأكيد ان يسمع اهمها: ألا يكون اتفاق. اذا ما أُخذ بهذا المطلب، بالتأكيد سيكون اتفاق: نوافق على مواصلة الوضع الراهن. اذا ما كانت استجابة لمطالب اسرائيل الامنية الشرعية، فسيكون هنا سلامتPax Israeliana. إذ ما الذي طلبناه؟ أن يستمر البناء في المستوطنات بكل القوة (نمو طبيعي)، وان تبقى المصادرات، السلب، الاعتقالات الادارية، الحرمان من حقوق المواطن، الحواجز، مهزلة ااحقاق القانونب في المحاكم العسكرية، أوامر قائد المنطقة، التشريع الرامي الى تخليد الحكم طويل السنين على امة اخرى، بالضبط كما هي؟ طلبنا ان تستمر المساعدات الامنية الامريكية دون أسئلة وان يعلن عن البؤر الاستيطانية غير القانونية كقانونية، وان يقبل الفلسطينيون الفكر الصهيوني بتفسيره الليكودي. هذا كل شيء. هذه هي مطالبنا الشرعية. اللاسامي وحده لا يستجيب لهذه المطالب. اذا ما نجح الفلسطينيون ومنفذو كلمتهم (لنقل جون كيري) في التغلب على اللاسامية الاصيلة لديهم، فيقبلوا هذه المطالب الصامتة، فسيكون اتفاق. ليس مع الفلسطينيين، ربما، ولكن مع اسرائيل بيتنا ومع يوجد مستقبل مثلا. وبالمقابل نحن بالتأكيد مستعدون لان تلتقط لنا الصور مع عربي ما في ساحة خضراء ما. بل ان رئيس الوزراء سيصافحه، وبعد ذلك نعيد العربي الى قريته. ليس قبل ان يجتاز تفتيشا أمنيا جذريا، بالطبع. الامن هو الامن. في هذا لا يمكن اجراء تخفيضات. ولكن اذا كانت الصورة تقلقكم، فأزيلوا القلق من قلوبكم. هناك رؤيا اخرى. نحن بعيدون عن الاتفاق مع الفلسطينيين. شكرا للرب. ‘ لدولة اسرائيل ليس ملحا الوصول الى اتفاق مع الفلسطينيين. اتفاق ليس ببساطة قبولا بلا شروط لمطالبنا هو موضوع معقد من ناحية السياسة الاسرائيلية الداخلية، ولاسرائيل كما هو معروف لا يوجد سوى سياسة داخلية. كل قبول لمطلب الطرف الاخر، مهما كان معقولا هو بتعابير اسرائيلية ‘تنازل’، تنازل ‘أليم’. نحن لا نحب الالم. هذا الورم الخبيث الذي نبت في جلدتنا ليس مؤلما حاليا، اما العملية التي تستهدف انقاذ روحنا المتألمة فاننا نفضل إذن الامتناع عنها. يوجد لهذا الكثير من الفضائل. منذ أن توقفنا عن الجدال في ‘الاحتلال’ باتت اجواء افضل في البلاد. يمكن الجدال في الغناء الشرقي وفي الاهرامات. هذه جدالات هامة في الماضي ابتلعها الاحتلال. فليذهب الاحتلال إذن. مللناه. وفي هذه الاثناء في كل يوم يمر سنبني مدماكا آخر في الدولة ثنائية القومية خاصتنا، ورؤيا معمر القذافي عن يسراطين يتجسد بالملموس. في يسراطين سيعيش جنبا الى جنب مواطنون ‘يهود’ وغير مواطنين ‘فلسطينيين’. نحن، المواطنين، سنواصل التفكير عن يسراطين كديمقراطية. ولكن هذه ستكون ديمقراطية مميزة، ديمقراطية لا توجد فيها حقوق لنسبة كبيرة من السكان. لنا سيبدو هذا على ما يرام تماما. اعتدنا. ماذا سيفكر في هذا باقي العالم؟ ماذا فكر فيه منذ الان؟ إذهب لتفهم النفسية اللاسامية. في هذه الاثناء يمكن لنا أن نهدأ. فنحن بعيدون عن الاتفاق.’