«مدّ يدك لتصافح الفراغ»
قال لنا العدو وهو يعانق نفسه
«لا تجاهر بالألم»
قالت الرصاصة وهي تعبر اللحم
«احبسي دموعك»
قالت المرأة لنفسها وهي تخفي كدمة زرقاء
وهي تحايل ورم اللكمة
«لا أريد أن أموت»
قال الطفل الناجي من الانفجار
«أريد قاربا لا يغرق»
جملة في مفاوضة الهروب
جملة الغريق
العالم يخزّن كل شيء
مستودعات تختزن الطعام والعلف
والكحول ومواد التنظيف
العالم يخزّن كل شيء
ويستهلك نفسه
من جلود الكائنات
صنعنا الحقائب والأحذية
من عظامهم صنعنا القلائد والتحف
كنا نضحك..
إننا الكائنات الأعلى التي جعلت من القتل فنا مبهجا..
العيون تحتقر.. ترسل النظرة كأنما طعنة في الكبد
العيون تحتقر
والفم يقول كلمات ملأى بالترحيب
الذي أدار خدّه الأيسر
سقط مغشيا عليه
«نعم.. نعم.. نعم…»
كنا نصرخ موافقين
بينما قلوبنا يأكلها الغيظ
الحديقة
أطفال يخربون أعشاش الإوز
يكسرون البيوض
إوزة تبكي صغارها الذين لن يجيئوا
«مدّ يديك»
قالت المعلمة وهي ترفع المسطرة عاليا
وتهوي بها على الأصابع
«مدّ لسانك»
قال الديكتاتور وهو يحرّك أصابعه
في أعين المقص
«اسكت وتعوّد»
يواسي الجنود بعضهم بعد المعركة
«اسكتي وافتحي رِجليكِ»
يقول زوجٌ للطفلةِ/الزوجة
الشجرة لا تعاند الفأس
الشجرة تهوي ساحبة معها ذاكرة العصافير
ذاكرة الضوء وهو يصيرُ ظلا..
٭ شاعرة سورية
جميل جداً