الناصرة – «القدس العربي»: لم يسعف اهالي قرية العراقيب في النقب داخل أراضي منطقة 48 لجوئهم الى مقبرة قريتهم المهدومة عشرات المرات، فقد لاحقت الجرافات الاسرائيلية أمس الأهالي المقتلعين من ارضهم بعدما لجأوا الى المقبرة واقاموا فيها الخيام والعرائش. ولم تكتف آلات التدمير بهدم الخيام بل تعدّت ذلك الى هدم المصلى الذي يتم فيه الوضوء وغسل الموتى، وتمادت آليات القمع لتطال مئذنة المصلى في المقبرة وتجعلها حطاما.
وقد حاول اهالي القرية استصدار امر من محكمة الصلح في الرملة يمنع تنفيذ أوامر الهدم بشكل مؤقت الى حين البت النهائي بعد مناقشة الموضوع في المحكمة، وقد نجحوا باستصدار امر كهذا الا ان السلطات الاسرائيلية سارعت لاستصدار أمر آخر يتيح لهم تنفيذ الهدم دون تأجيل. وقد حاول عضو الكنيست طلب ابو عرار وعضو الكنيست السابق طلب الصانع بكل الوسائل منع تنفيذ الهدم من خلال التوجه الى عناصر الشرطة وقيادة عصابات الهدم، الا انهم لم يبدوا أي تفهم لمطالب اهالي العراقيب.
من جهة أخرى حاول النائب حنا سويد منذ صباح الخميس الاتصال مع ممثلي الشرطة في اللواء الجنوبي وممثلي وزير الأمن الداخلي ووزير الداخلية لإرجاء قرار الهدم الى حين البت في الالتماس الذي سيقدمه الأهالي الى المحكمة المركزية، لكن يبدو ان دافع الانتقام وإحراز نقطة في صالح المؤسسة الحاكمة كان الدافع الأقوى في تنفيذ قرار الهدم والاخلاء فور صدور القرار مباشرة. وقال سويد ان هذه العملية الهمجية لن تثني أهالي العراقيب عن التمسك والتشبث بأرضهم وقضيتهم، بل ستزيدهم عزما وإصرارا وصمودا في صراعهم على حقهم، وبقائهم في ارضهم.
وأكد سويد لـ»القدس العربي» ان هذا التطاول على شرعية القانون والعربدة السلطوية الحاقدة تمس بشكل كبير بمعايير سلامة الحكم وشرعية القضاء والانصياع للقوانين الأساسية التي من المفروض ان تحمي الحريات الأساسية لكل مواطن وكل انسان.
وديع عواودة