نواكشوط ـ «القدس العربي» من عبد الله مولود: استكملت السلطات العدلية الموريتانية أمس إعادة مجموعة السجناء السلفيين الثلاثة عشر إلى السجن المركزي في العاصمة نواكشوط بعد أن أبعدوا لقضاء محكومياتهم، إلى سجن صلاح الدين الواقع في أقصى الشمال الموريتاني أواخر أيار/مايو من عام 2011 والذي اغلقته السلطات الموريتانية فجر امس وهو معتقل مثير للجدل يقع في منطقة صحراوية نائية يقبع فيه سجناء ادينوا بتهم تتعلق بالارهاب.
وأكد مصدر مقرب من المجموعة لـ»القدس العربي» «أن القياديين السلفيين الثلاثة عشر قد عادوا بالفعل لعنابر سجنهم التي كانوا قد غادروها تحت الحراسة المشددة قبل أربع سنوات».
واعتبر «أن قرار إعادة المجموعة اتخذ تحت ضغط أهالي السجناء وبسبب التقارير المنددة بظروف اعتقالهم التي أعدتها منظمات حقوقية تتقدمها منظمة العفو الدولية».
وأشار المصدر «إلى أن وفاة السجين السلفي معروف ولد هيبة مؤخرا في سجن صلاح الدين سيىء الصيت في ظرف غامض أحرج السلطات وجعلها تتخذ قرار إعادة المجموعة إلى العاصمة».
وأكد «أن أهالي السجناء ظلوا قلقين على حياة أبنائهم طيلة هذه الفترة»، متمنيا «أن تسمح السلطات بزيارات أقاربهم لهم وبإجراء الفحوصات الطبية اللازمة لهم بعد هذه المعاناة وبسبب تردي أحوالهم الصحية والمعاشية».
وكانت بيانات وتقارير لعدة منظمات حقوقية محلية ودولية قد «طالبت السلطات الموريتانية بإغلاق سجن صلاح الدين باعتباره غير قانوني».
وأثارت وفاة السلفي معروف ولد الهيبة مؤخرا موجة استنكار واسعة داخل الأوساط البرلمانية والسياسية في موريتانيا.
وكان السجناء الأربعة عشر الذين توفي أحدهم وهو ولد هيبة قد نقلوا بطريقة وصفت أوانها بأنها «سرية» يوم 23 ايار / مايو 2011 بعد صدور أحكام إدانة بحقهم استنادا لتهم تتعلق بالإرهاب.
وحسب رابطة أهالي السجناء السلفيين فإن الأشخاص الذين استكملت إعادتهم أمس لنواكشوط هم الخديم ولد السمان، وسيدي ولد سيدينا، ومحمد ولد شبرنو، ومحمد عبد الله ولد أحمدناه ولد محمد سالم، ومحمد ولد عبدو، وعبد الرحمن ولد الرضى، ومحمد ولد الشبيه، وأعمر ولد محمد صالح، والتقي ولد يوسف، وسالم ولد حمود، والطيب ولد السالك، ومحمد محمود ولد السبتي الملقب دحود، ومحمد ولد خالد.
وكان تقرير أخير لمنظمة العفو الدولية قد نقل «عن ستة من هؤلاء السجناء تأكيدهم قبل نقلهم خارج العاصمة أنهم تعرضوا للتعذيب و المنع من التواصل مع موكليهم وذويهم وحتى مع أطبائهم».
ونفت السلطات الموريتانية مرات عدة هذه التهم مؤكدة أن «سبب نقل هؤلاء السجناء خارج العاصمة هو خطورتهم وانتماؤهم لمنظمات إرهابية».
كما نفت السلطات ما تضمنته تقارير الهيئات الحقوقية بخصوص تعرض أفراد المجموعة للتعذيب موضحة «أن ظروف اعتقالهم تستجيب للمعايير الدولية».
ويحاط السجن المركزي في نواكشوط الذي أعيد إليه السجناء بحراسة مشددة خوفا من أي عملية اختطاف لهم قد ينفذها متربصون من تنظيم القاعدة بالمغرب الإسلامي الذي يعتقد بأن خلاياه النائمة موجودة في أكثر من موقع.
وصدرت في حق مجموعة السجناء السلفيين المذكورة أحكام بالسجن متفاوتة المدد، ومن بينهم من صدرت في حقه أحكام بالإعدام وهم المتورطون في اغتيال سياح فرنسيين سنة 2007 قرب مدينة ألاق وسط موريتانيا.
وحسب رابطة الأهالي «فإن أفرادا من هؤلاء السجناء ينفذون منذ أشهر إضرابا عن الطعام احتجاجا على ظروف سجنهم التي يعتبرونها قاسية، وعلى تردي الأوضاع الصحية لبعض زملائهم».