السلطات العراقية تتهم «جهات خارجة عن القانون» بالقصف الصاروخي للمنطقة الخضراء

مشرق ريسان
حجم الخط
0

بغداد ـ «القدس العربي»: أعلن «التحالف الدولي» برئاسة واشنطن، أمس الأربعاء، إن القصف الصاروخي الذي شهدته المنطقة الخضراء في العاصمة بغداد ليلة الثلاثاء/ الأربعاء، لم يسفر عن أضرار في صفوف قواته، وفيما اتهمت السلطات الأمنية العراقية «جهات خارجة عن القانون» بالوقوف خلف الحادث، حمّلت كتائب «حزب الله» في العراق، الأمريكان، مسؤولية القصف الصاروخي بهدف «التغطية» على خسارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الانتخابات.
واستنكر أمس، الهجمات الصاروخية التي شهدتها العاصمة بغداد، إذ قال الناطق باسم عملية «العزم الصلب» التابعة للتحالف الدولي، واين ماروتو، في بيان مقتضب، «نرسل تعازينا إلى المتضررين من هجوم الليلة الماضية في بغداد».
وأضاف: «هذا مثال آخر على قيام الجماعات الخارجة عن القانون بقتل إخوانهم من العراقيين» مؤكداً «استمرار قوات التحالف بدعم الحكومة العراقية بناءً على طلب منها».
وسبق للناطق باسم عملية «العزم الصلب» أن قال: «القصف الصاروخي الذي شهدته العاصمة بغداد استهدف قاعدة عراقية».
وأشار في «تدوينة» مقتضبة إن «الهجوم الذي شهدته العاصمة بغداد استهدف قاعدة عراقية، ولم يسفر عن أي خسائر ضمن صفوف قوات التحالف».
وأعرب السفير البريطاني في بغداد، ستيفن هيكي، عن تعازيه لذوي ضحايا الهجوم.
وقال، في «تغريدة» له، «أعرب عن تعازيّ لضحايا الهجمات الصاروخية التي وقعت يوم أمس» مضيفا «أدين هذه الهجمات من قبل الجماعات المسلحة الخارجة عن القانون والتي تؤدي فقط إلى ترويع العراقيين والإضرار باستقرار العراق».

«إعاقة المنجزات»

كما أكدت قيادة العمليات المشتركة العراقية، أن إطلاق الصواريخ على المنطقة الخضراء، لن يمر دون ملاحقة وحساب.
وذكرت في بيان صحافي، إنه «مع استمرار الحكومة العراقية بتحقيق المكتسبات السيادية، ورفع مستوى مهنية وكفاءة قواتنا الأمنية وجاهزيتها لمجابهة التهديدات الإرهابية، وهو ما تكلل بالإعلان عن سحب المئات من القوات الأجنبية من العراق، تصر بعض القوى الخارجة على القانون، وعلى الاجماع الوطني، وعلى رؤية المرجعية الدينية، على إعاقة مسار تحقيق المنجزات السيادية».

خلط الأوراق

وأضاف أن «هذه القوى الخارجة على القانون تؤكد من جديد رهانها على خلط الأوراق ومحاربة الاستقرار، خدمة لمصالحها وأهدافها الضيقة البعيدة كل البعد عن المصلحة الوطنية».
وأشار إلى أن «ما شهدته العاصمة بغداد مساء الثلاثاء، من سقوط عدد من المقذوفات على ساحة الاحتفالات والمناطق المحيطة بها، وقرب مدينة الطب والزوراء وأدى إلى استشهاد طفلة وإصابة خمسة من المدنيين، لن يمر دون ملاحقة وحساب» مبيناً أن «أجهزتنا الأمنية والاستخبارية، قد شرعت بإجراءات تشخيص الجناة لينالوا جزاءهم العادل».
وفي تطور لاحق، أعلنت خلية الإعلام الأمني (حكومية) سقوط أربعة صواريخ على المنطقة الخضراء فيما حددت أماكن انطلاقها.
وذكر بيان مقتضب للخلية، «سقوط 4 صواريخ على المنطقة الخضراء في بغداد، وقد تبين أن انطلاقها كان من حي الأمين الثانية منطقة الألف دار في بغداد الجديدة».
وألحقت الخلية بيانها بتبيان جديد جاء فيه: «لاحقاً لخبر سقوط الصواريخ، حيث تبين أن عددها هو 7 صواريخ، أربعة منها سقطت في المنطقة الخضراء، والصواريخ الثلاثة سقطت خارجها، أحدهم سقط قرب مدينة الطب، وآخر عند باب حديقة الزوراء والثالث انفجر في الجو، كما أن مكان انطلاقها كان من شارع الضغط في حي الأمين الثانية، وقد أسفرت عن استشهاد طفلة وإصابة 5 أشخاص. جميعهم مِن المدنيين».
واتهم الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة، اللواء يحيى رسول، «البعض» بإيجاد ذريعة لقصف مناطق في بغداد بهدف زعزعة الأمن. وقال رسول في «تغريدة» له على «تويتر» أمس، إن «الحكومة العراقية تواصل العمل من أجل عراق آمن مستقر، إلا أن البعض يعمد على إيجاد ذريعة لقصف مناطق في العاصمة بهدف زعزعة الأمن». وتابع بالقول: «كانت النتيجة استشهاد طفلة وإصابة خمسة مدنيين لا ذنب لهم».
في المقابل، عدت «كتائب حزب الله» قصف السفارة الأمريكية في بغداد أنه «تغطية على خسارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للانتخابات الرئاسية».

العمليات المشتركة أكدت أن الحادث «لن يمر دون ملاحقة وحساب»… وبريطانيا تدين

وقالت في بيان صحافي أمس، إن «عملية القصف على سفارة الشر لا تخلو من أمرين أما الجهل والغباء حد الثمالة أو العمالة لترامب وفريقه».
وأضافت أن «عملية قصف السفارة جاءت للتغطية على خسارة ترامب للانتخابات، من خلال تصدير أزماته الداخلية ومحاولة جعله جنرال حرب للتغطية على فشله».
ويتزامن الحادث مع إعلان وزير الدفاع الأمريكي بالوكالة كريستوفر ميللر، خفض عدد القوات الأمريكية في العراق إلى 2500 جندي، بناءً على توجيهات من ترامب.
وذكر، في تصريحات، نقلتها وسائل إعلام عالمية، بأن «قرار خفض القوات اتخذ بناء على توجيهات الرئيس ترامب وبعد التشاور مع مجلس الأمن القومي والقادة العسكريين».
وأكد «خفض عدد القوات الأمريكية في العراق من 3200 إلى 2500، مع بدء سحب جزء من القوات الأمريكية من أفغانستان والعراق خلال الساعات المقبلة». في الموازاة، أكد وزير الخارجية، فؤاد حسين، أن الولايات المتحدة نفذت خطوات بشأن تخفيض قواتها في العراق، مشيراً إلى أن القوات المتبقية «غير قتالية».
وقال، خلال مؤتمر صحافي عقده أمس، «عقدنا اجتماعاً مهماً مع السفير الأمريكي والقادة العسكريين العراقيين لبحث نتائج الحوار الاستراتيجي» مبينا أن «الحوار أشار إلى إعادة انتشار القوات الأمريكية خارج العراق وأكدنا على جدولة الانسحاب». وأضاف، أن «هناك خطوات نفذت من قبل الجانب الأمريكي بشأن تخفيض قواتها في العراق» لافتا إلى أن «القوات المتبقية الأمريكية في العراق غير قتالية».
وأشار إلى أن «قوات التحالف جاءت بناءً على طلب من الحكومة العراقية» منوهاً إلى أن «العمل المستقبلي مع الجانب الأمريكي مستمر في مجال المعلومات الاستخبارية والاستشارات العسكرية وتدريب القوات العراقية».

وجود عسكري أمريكي

أكد خبراء أمنيون، أن عملية تخفيض حجم الوجود العسكري الأمريكي في العراق ستستمر بعض الوقت، ما قد يتسبب بصعوبات في مهام القوات المتبقية.
وقالت الخبيرة في شؤون العراق في «معهد الشرق الأوسط» في واشنطن، راندا سليم، في تصريح لوسائل إعلام أمريكية أمس، إن «عملية تخفيض حجم الوجود العسكري الأمريكي مستمرة منذ بعض الوقت، والقوات الأمريكية في العراق حاليا هدفها تدريب القوات العراقية وتبادل المعلومات الاستخبارية معها في قتالهما ضد داعش والفصائل المدعومة من إيران».
ورأى خبير عسكري أمريكي، أن خطوة سحب القوات الأمريكية لن تكون لها انعكاسات على الوضع في العراق وأفغانستان.
وأفاد محللون أن تقليل العدد قد يجعل المهمة أصعب، أكد آخرون أن العدد المتبقي قادر على القيام بهذه المهمة، فالجيش الأمريكي أصبحت لديه الخبرة الكافية للتعامل مع الأوضاع في العراق في ظل وجود عدد أقل من الجنود على الأرض. ومن وجهة نظر الفصائل الشيعية المسلحة، فإن تقليل عدد القوات الأمريكية في العراق «لا يساوي شيئاً» مع مواصلة المطالبات بخروج جميع القوات الأمريكية من البلاد.
وفي تصريحات نقلتها مواقع إخبارية مؤيدة لـ«فصائل المقاومة الإسلامية» قال، رئيس المجلس السياسي لحركة «النجباء» علي الأسدي، إن «تخفيض عدد القوات الأمريكية المحتلة في العراق لا يساوي شيئا لدينا في الحسابات الواقعية، فما يعنينا في هذه الحسابات هو مشاهدة آخر جندي محتل وهو يغادر أرضنا» تعليقاً على قرار «البنتاغون» الأخير.
وأشار إلى «محاولات البعض لتبرير وجود الاحتلال» مضيفا: «مهما حاول الآخرون تزييف الحقائق، تبقى أيديه ملطخة بدماء شهدائنا».
وأكد أن «الشعب العراقي لم يكن يوما عاجزا عن أخذ حقه حتى ينتظر ما يجود به المحتل من تخفيض عدد جنوده» ماضياً إلى القول: «ننصح المحتل أن يسرع في إخراج آخر جنوده من العراق كي لا تذهب مجريات الأحداث إلى طرق مسدودة».
وفي مطلع كانون الأول/ يناير الماضي، صوّت مجلس النواب، على قرار يُلزم الحكومة، برئاسة عادل عبد المهدي حينها، بإخراج القوات الأجنبية، الأمريكية خصوصاً، من الأراضي العراقية، ردّاً على مقتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، ونائب رئيس هيئة «الحشد الشعبي» أبو مهدي المهندس، بغارة أمريكية بحدود مطار العاصمة بغداد.
وكان ترامب، قد قال أثناء اجتماعه مع رئيس الوزراء، مصطفى الكاظمي، في واشنطن في آب/ أغسطس الماضي، إن «القوات الأمريكية ستغادر العراق» لكنه لم يعط جدولا زمنيا أو مستويات محددة للقوات. وحتى بعد إعلان بغداد هزيمة تنظيم «الدولة الإسلامية» في أواخر عام 2017، استمرت القوات الأمريكية وقوات التحالف الأخرى في عملها بتدريب القوات المحلية وتنفيذ ضربات جوية وعمليات مراقبة بطائرات من دون طيار لمنع عودة عناصر التنظيم.
وبحلول أواخر عام 2018 كان هناك ما يقدر بنحو 5200 جندي أمريكي في العراق، وكانوا يشكلون الجزء الأكبر من قوات التحالف البالغ عددها آنذاك 7500 وفقا لمسؤولين أمريكيين.
وحسب مراقبين فقد تسببت عشرات الهجمات الصاروخية ضد القوات الأمريكية وضد السفارة الأمريكية في المنطقة الخضراء في بغداد بمقتل وإصابة عسكريين أمريكيين وعراقيين.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية