السلطات المصرية تجبر مراسلة “الغارديان” على الرحيل بسبب تقرير حول كورونا

حجم الخط
4

لندن – “القدس العربي”:

أعلنت صحيفة “الغارديان” أن مراسلتها في القاهرة قد أجبرت على الرحيل بعد تقريرها عن انتشار وباء فيروس كورونا فيها. وكان ذنب الصحافية روث مايكلسن أنها نشرت معلومات عن دراسة شككت بصحة المعلومات الرسمية عن حجم الحالات التي سجلت في مصر.

وفي تقرير أعده مايكل صافي قال إن الصحافية روث التي تعيش في مصر منذ عام 2014 تلقت نصائح الأسبوع الماضي من دبلوماسيين قالوا فيها إن الأجهزة الأمنية في البلد تريد منها مغادرة البلاد حالا بعدما سحب منها التصريح الصحافي وطلب منها الحضور لمقابلة مع السلطات المعنية لمناقشة وضع إقامتها.

بحسب التقرير، ربما كان لدى مصر مع بداية شهر آذار (مارس) حالات بمعدل أعلى 19.310 حالات وأدنى 6.000 حالة

ونشرت روث مايكلسن في 15 آذار (مارس) تقريرا نقلت فيه نتائج توصل إليها خبراء الأمراض المعدية في جامعة تورنتو وكذا المعلومات العامة والحالات الصحية والتي أشارت إلى أن معدلات انتشار الفيروس في مصر هي أعلى من تلك التي أكدتها الحكومة المصرية. وأشارت إلى دراسة نشرتها مجلة “لانسيت للأمراض المعدية” والتي قامت بتحليل السجلات وبيانات المسافرين ومعدلات العدوى والتي قدرت أن مصر ربما كان لديها مع بداية شهر آذار (مارس) حالات بمعدل أعلى 19.310 حالات وأدنى 6.000 حالة.

وكانت الحكومة المصرية قد أكدت في ذلك الوقت أن عدد الأشخاص المصابين لم يتجاوز الثلاثة. وفي ذلك اليوم الذي نشرت فيه القصة استدعيت مايكلسن إلى لقاء استمر لثلاث ساعات ونصف مع مدير الهيئة العامة للاستعلامات، ضياء رشوان. وقالت إنها اتهمت مع صحافي آخر بنشر معلومات عن دراسة غير موثوقة والتسبب بالفزع في البلاد.

وطلبت الحكومة المصرية من “الغارديان” سحب القصة وتقديم اعتذار. وفي 17 آذار (مارس) سحبت السلطات المصرية تصريح ممارسة مايكلسن العمل الصحافي. وعرضت الصحيفة على السلطات المصرية فرصة كتابة رسالة تنشر لتفنيد ما جاء في التقرير أو الدراسة الكندية لكنها لم تتلق أي رد.

وبعد يوم أرسل الدبلوماسيون البريطانيون في القاهرة والهيئة العامة للاستعلامات رسالة إلى الصحافية أن عليها مقابلة سلطة إصدار التأشيرات للصحافيين.

وقالت روث التي تحمل الجنسية الألمانية أيضا إن الدبلوماسيين الألمان في القاهرة نصحوها بعدم حضور المقابلة تحت أي ظرف: “قالوا لي: نعتقد أن حضورك اللقاء ليس آمنا وأنت في خطر وعرضة للقبض عليك ويجب عليك البحث عن طائرة” وترك القاهرة.

وكانت السلطات المصرية ستعلق الرحلات الخارجية في مساء اليوم التالي، الخميس، إلا أن الطائرات كانت مزدحمة حيث كان معظم السياح الأجانب يحاولون مغادرة مصر قبل بدء الحظر. وقالت مايكلسن إن السفارة البريطانية والجهات التي تعرفها نصحتها لأن أجهزة الأمن المصرية تحاول طردها من مصر وحالا. وقالت: “أخبرت المخابرات العامة الدبلوماسيين البريطانيين أن هناك طائرة في المساء ويريدون أن أكون عليها”. ومررت نفس الرسالة للمحامي الذي حضر المقابلة مع سلطة إصدار التأشيرات نيابة عنها. وغادرت يوم الجمعة على طائرة نقلت السياح الألمان والأجانب إلى ألمانيا يوم الجمعة.

مغادرة روث مايكلسن تعني عدم وجود صحافي متفرغ في مصر، بعدما طردت السلطات المصرية مراسلة صحيفة “التايمز” عام 2018

وتقول الصحيفة إن مغادرة روث مايكلسن تعني عدم وجود صحافي متفرغ في مصر، بعدما طردت السلطات المصرية مراسلة صحيفة “التايمز” بيل ترو عام 2018.

وقال المتحدث باسم “الغارديان”: “تعتبر الغارديان صحيفة دولية تبحث نشر المعلومات بدقة ونزاهة وفي كل الأوقات.. وفي هذه الحالة قمنا بنقل نتائج توصل إليها خبراء علم الأمراض المعدية والذين يحظون باحترام. وعرضنا على الحكومة المصرية الفرصة للتعليق والرد على تقريرنا بالطرق العادية. ونأسف لاختيار السلطات المصرية طريق سحب التصريح الصحافي من مراسلة تعمل لصحافة موثوقة ومستقلة مثل الغارديان”.

وقال متحدث باسم الخارجية البريطانية: “تدعم بريطانيا حرية الصحافة حول العالم، وطالبنا مصر بضمان حرية التعبير، وطرح الوزراء البريطانيون هذه الحالة مع السلطات المصرية”. وعندما طلبت الصحيفة من الحكومة المصرية التعليق تم إحالتها إلى رسالة أرسلتها الهيئة العامة للاستعلامات الأسبوع الماضي إلى رئيسة التحرير كاثرين فاينر، وناقشت أن بحث جامعة تورنتو الذي أشارت إليه المراسلة في تقريرها اعتمد على التكهنات وتم رفض نتائج الدراسة من منظمة الصحة العالمية.

وفي الحقيقة قالت المنظمة العالمية إنها لم تكن قادرة على التأكد من المنهجية التي اعتمدتها جامعة تورنتو في الدراسة، وقالت إن بياناتها اعتمدت على المعلومات من المستشفيات التي عادة ما يتم تأخير الإعلان عنها. وقالت المنظمة: “هناك إمكانية لوجود حالات بأعراض خفيفة لم تؤد إلى زيارة المستشفى ولهذا لم يتم الكشف والإعلان عنها”.

وأكدت مصر 336 حالة حتى يوم الإثنين و19 حالة وفاة. وتعلق الصحيفة أن حرية الصحافة في مصر تدهورت بشكل كبير منذ سيطرة الجيش على السلطة عام 2013 حيث تولى قائد الجيش السابق عبد الفتاح السيسي منصب الرئاسة. وقالت منظمة حماية الصحافيين في تقريرها العام الماضي إن 26 صحافيا اعتقلوا وتم توجيه اتهامات لهم بالإرهاب ونشر أخبار كاذبة. وتسيطر الدولة على الصحافة المحلية التي تنشر ما تطلبه السلطات. وقامت سلطات الأمن بمداهمة مكاتب آخر صحيفة مستقلة “مدى مصر” العام الماضي وتم منع الوصول إلى موقعها داخل مصر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول ابن كسيلة:

    قوم لا يطيقون….حرية الرءي و حرية التعبير….الجميع مطالب بالتهليل و التكبير للقاءد المهم

  2. يقول الليث الأبيض...:

    ما يجري في مصرا كارثة وقنبلة بيولوجية إنسانية بكل المقاييس . ١٠٠ مليون ليس بالعدد الهين و طمس الحقائق من طرف العسكر ليس الا انتقاما وقتل متعمد للأبرياء بسبق الاسرار والترصد . لا فرق بين المستشفى وسجن العقرب فكلاهما يحصد أرواح الأبرياء وبالجملة من لم يقتله القضاء سيقتله الوباء . سبحانك اللهم احفظ أم الدنيا واهلها الطيبين يارب العالمين.

  3. يقول كنعان المقدسي:

    احدى سمات المجتمع العربي من ضمن حزمة هائلة (حسب أبحاث علماء الاجتماع ) هي ” الكذب والتهرب من ذكر الحقيقة وعدم المصداقية” ، وهذه ثمرة من ثمرات الثقافة الدينية التي نشأ عليها المجتمع وروجها العديد من رجال الدين الجهلة بشؤون دينهم ومجتمعهم. يعتبرون الشخص الكاذب شخص” فهلوي” يعني شاطر أو بلغة أهل الشرق الأوسط ” حربوق” !!! فما بالك في نظام هو حصيلة هذا الجمع الهائل من البشر.

  4. يقول Rafeek Kamel:

    كان يجب فحص أرقام الغارديان بنزاهه لعل فيه شئ من الصحة كي تتفادى السلطات انتشار الوباء واذا ثبت أن الأرقام بعيدة كل البعد عن الحقيقة فيجب توجيه تهمة بث الاخبار الكاذبة لمراسلة الغارديان..وليس العكس..ماذا لو ثبت أن أرقام الغارديان صحيحة والسلطات لم تتخذ الإجراءات الكافية ؟

إشترك في قائمتنا البريدية