بغداد ـ «القدس العربي»: أكد رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، قرب الإعلان عن جدول زمني لانسحاب قوات التحالف الدولي المناهض لتنظيم «الدولة الإسلامية» من الأراضي العراقية، وفيما أشار إلى أن مبررات وجود القوات الأجنبية قد انتهت، رأى أن لا حاجة لوجود 86 دولة على أراضينا، وسط دعوات سياسية لاعتماد مبدأ احترام السيادة كشرط أساس في التعامل الأمني مع دول الجوار.
وقال في مقابلة مع قناة «بلومبرغ» الأمريكية في بغداد، إنه «لم تعد المبررات موجودة. ليست هناك حاجة لوجود تحالف» مضيفا: «لقد انتقلنا من الحروب إلى الاستقرار، و(داعش) لم يعد تمثل أي تحد حقيقي».
وأوضح أن «مبررات وجود التحالف الدولي انتهت وليس هناك حاجة لوجود 86 دولة» منوها بأنه «وفق الرؤية والتقييم بدأنا حواراً صريحاً مع التحالف الدولي تخللته مناقشات كثيرة». وأشار إلى أن «العراق يحترم خيارات الشعب الأمريكي ويتعامل مع أي إدارة تحظى بالثقة من الشعب الأمريكي، والمهم بالنسبة للعراق هو تفعيل الاتفاقية الاستراتيجية الثنائية وبناء علاقة مبنية على المبادئ المكتوبة في تلك الاتفاقية».
وزاد: «ناقشت مع الرئيس الأمريكي في واشنطن ملف التحالف الدولي، وشكلنا لجنة ثنائية في شهر آب/ أغسطس من العام الماضي بين القادة العسكريين للبدء بالحوار» لافتا إلى أن «اللجنة وصلت إلى تفاهمات حول ترتيب انسحاب التحالف الدولي، وكان من المؤمل أن تعرض النتائج والإعلان عنها، إلا أن مسألة الحرص على عدم خلط الأوراق وإحداث سوء فهم، تقرر تأجيل الإعلان من خلال المشاركة بمؤتمر دولي للتحالف ضد داعش».
ووفق له، فإن «فهم العلاقة بين الولايات المتحدة وإيران مبنية على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل، وإيران كانت داعمة للعملية السياسية وداعمة في هزيمة داعش».
وبين أن «العراق الدولة الوحيدة التي لديها علاقات ثنائية متميزة مع إيران والولايات المتحدة، ومن خلال تلك العلاقة نريد ونسعى إلى تقريب وجهات النظر بين البلدين».
وأكد: «لا نريد تصرفات الدول الأخرى، أن تربك الوضع الأمني في العراق والمنطقة. هذه استراتيجيتنا في التعامل».
ولفت إلى أن «العراق اليوم ليس كما كان في العام 2014، حيث انتصرنا على داعش بفعل التضحيات ووقفة الشعب العراقي، فضلا عن الدعم من المجتمع الدولي والاصدقاء، وداعش لا تمثل تهديداً للدولة، وتحول العراق من مرحلة الحروب إلى الاستقرار، إذ أن وجود داعش كأفراد يختبؤون في الكهوف والصحارى لا يرتقي لمستوى تهديد الاستقرار والأمن».
رئيس الوزراء العراقي: مبررات وجود قوات التحالف انتهت… ولا حاجة لوجود 86 دولة على أراضينا
وأشار إلى أن «انتهاء مهمة التحالف الدولي لا يعني إنهاء علاقته مع العراق» مؤكداً «خوض محادثات مع دول التحالف الدولي لبناء علاقات أمنية مستدامة وروابط اقتصادية وثقافية».
وتنشر الولايات المتحدة حوالي 2500 جندي في العراق ونحو 900 في سوريا المجاورة، في إطار التحالف الذي أنشأته عام 2014 لمحاربة تنظيم «الدولة الإسلامية».
وكانت وكالة «رويترز» قد نقلت عن عدة مصادر «مطلعة» في السادس من سبتمبر الجاري، أن واشنطن وبغداد «توصلتا إلى تفاهم حول خطة انسحاب» قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة من الأراضي العراقية.
وأوضحت المصادر أن الخطة تتضمن خروج المئات من قوات التحالف بحلول سبتمبر من عام 2025، والبقية بحلول نهاية العام التالي.
وينتظر الاتفاق موافقة قيادة البلدين وتحديد موعد للإعلان عنه. وقال مسؤول أمريكي كبير للوكالة: «توصلنا إلى اتفاق، وحاليا يتعلق الأمر فقط بموعد الإعلان عنه».
وكانت القيادة المركزية الأمريكية «سنتكوم» قد أعلنت نهاية الشهر الماضي، مقتل 15 عنصرا بالتنظيم في عملية نفذتها مع القوات الأمنية العراقية غربي البلاد.
واختتمت «سنتكوم» بيانها بالتشديد على أن «داعش يظل محل تهديد للمنطقة ولحلفائنا ولبلدنا، الولايات المتحدة» مؤكدة أنها و«برفقة تحالفنا وشركائنا العراقيين، سنواصل الملاحقة الحثيثة لأولئك الإرهابيين».
وحول هذه العملية، قال السوداني لـ«بلومبرغ» إن «دور القوات العراقية في مثل هذه المداهمات كشف قدرتها على محاربة داعش بمفردها». وأضاف: «يطاردونهم ويكشفون مواقعهم ويقتلونهم. هذا هو النصر الذي حققناه. هذا دليل على وصول الأجهزة الأمنية إلى مستوى من القدرات» التي سعى إليه الأمريكيون والعراقيون.
ومنتصف أغسطس/ أب الماضي، أعلن العراق إرجاء إعلان إنهاء مهمة التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، معللا ذلك بـ«التطورات الأخيرة» في ظل وضع إقليمي متوتر والخشية من التصعيد.
وأفادت وزارة الخارجية العراقية في بيان، أن المباحثات ركزت خلال الأشهر الماضية على «تقييم خطر تنظيم داعش بهدف الوصول إلى موعد نهائي لإنهاء المهمة العسكرية لعملية العزم الصلب (الاسم الرسمي للتحالف)». ويحثّ مسؤولون وسياسيون عراقيون الحكومة على وجوب المضي في طريق انسحاب قوات التحالف، مؤكدين وجوب اعتماد مبدأ احترام السيادة المتبادل مع الدول المحاورة للعراق.
وذكر «المجلس الأعلى» المنضوي في ائتلاف «الإطار التنسيقي» الشيعي، إن زعيمه همام حمودي استقبل مستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي، أمس الثلاثاء، وبحثا الأوضاع الأمنية العراقية، وسبل تعزيز الاستقرار، وتداعيات ما تشهده المنطقة من تطورات، والموقف العراقي تجاهها.
وأكد الطرفان، خلال اللقاء، أهمية «الجهود التفاوضية لإنهاء التواجد الأجنبي بكل اشكاله على الاراضي العراقية، وضرورة تعزيز التعاون والتنسيق الامني مع دول الجوار، وفقا لمبدأ الاحترام المتبادل للسيادة الوطنية والمصالح المشتركة» وفقا للبيان.
وشددا الجانبان على أن «استقرار المنطقة كل لا يتجزأ» مؤكدين أهمية «الدور الذي يلعبه العراق في تقريب وجهات دول المنطقة بما يعزز تعاونها المشترك واستقرارها».