السوداني لبلينكن: استمرار العدوان على غزّة وراء زعزعة الاستقرار

مشرق ريسان
حجم الخط
0

بغداد ـ «القدس العربي»: شدد وزير الخارجية الأمريكية، أنتوني بلينكن، على أهمية حماية المستشارين العسكريين للتحالف الدولي المتواجدين في العراق، من هجمات الفصائل العراقية، فيما جدد رئيس الوزراء، محمد شياع السوداني، التزام بلاده بحماية المستشارين الأجانب، مشيراً في الوقت ذاته إلى الارتباط الوثيق بين استمرار العدوان على غزّة والتصعيد الدائر في المنطقة.
وكشفت وزارة الخارجية الأمريكية، تفاصيل اتصال هاتفي جمع وزير ‏الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن مع رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، مؤكدة ‏أن الاتصال أكد على «مسؤولية العراق عن حماية المستشارين العسكريين.

تعزيز الاستقرار في المنطقة

وذكرت الوزارة في بيان صحافي، أن بلينكن تحدث مع السوداني، «وناقش الوزير ورئيس الوزراء الجهود الدبلوماسية الجارية لتعزيز ‏الاستقرار في المنطقة وأهمية منع التصعيد».
وحسب البيان، أكد الوزير الأمريكي أهمية «مسؤولية العراق عن حماية المستشارين العسكريين للتحالف من ‏هجمات الميليشيات المتحالفة مع إيران» على حد تعبيره.
وأشار إلى «تعهد الوزير ورئيس الوزراء بمواصلة التشاور مع بعضهما البعض بشأن القضايا في ‏المنطقة وتعزيز العلاقات بين الولايات المتحدة والعراق‎».
في الطرف المقابل، شدد العراق على أهمية استمرار التواصل بين واشنطن وبغداد بهدف التوصل لاتفاق يقضي بانسحاب قوات التحالف الدولي من العراق.
وطبقاً لبيان أصدره مكتب السوداني أمس الثلاثاء، فإن الاتصال الهاتفي الذي جمعه بالوزير الأمريكي بحث «تطورات الأوضاع في المنطقة، وجهود دعم الاستقرار الإقليمية والدولية».
وجدد السوداني، خلال الاتصال، «موقف العراق المبدئي من الأسباب الحقيقية وراء زعزعة الاستقرار، المتمثل باستمرار العدوان على غزّة الأبية، وضرورة أن تضطلع الدول الكبرى والمنظمات الأممية بكامل دورها لوقف الجرائم التي تُرتكب بحقّ الشعب الفلسطيني، وأن تُطبق على المعتدين القوانين الدولية الخاصة بمرتكبي الجرائم ضد الإنسانية ووقف هذا التوحش الفظيع، فضلاً عن منع خرق سيادة دول المنطقة».
كما أكد «التزام العراق بمنع أي عمل موجّه يؤدي إلى الإخلال بالأمن، أو تعريض مستشاري التحالف الدولي لمحاربة داعش المتواجدين في العراق لأي خطر» مشدداً على «استمرار التواصل بين الجانبين من أجل إنهاء مهامّ التحالف في العراق، والانتقال إلى علاقات أمنية ثنائية تصبّ في مصلحة تعزيز الأمن والاستقرار».
واستعرض وزير الخارجية الجهود الدبلوماسية الجارية لوقف التصعيد، والتزام الولايات المتحدة الأمريكية باستمرار التشاور مع الجانب العراقي بشأن قضايا المنطقة، ودعم مسار تعزيز العلاقات والتعاون بين البلدين.

مباحثات عراقية ـ أمريكية لمنع التصعيد في المنطقة

وسبق أن نقلت وكالة «تسنيم» الإيرانية عن مصادر وصفتها بالمطلعة، أن وزير الخارجية العراقي سيتوجه إلى واشنطن الشهر المقبل للإعلان رسميا عن انسحاب القوات العسكرية الأمريكية من العراق.
ووفق المصادر فإن «وزير الخارجية العراقي ووزير الخارجية الأمريكي سيعقدان مؤتمرا صحافيا خلال زيارة الدبلوماسي العراقي المقبلة للولايات المتحدة من أجل قراءة بيان حول انتهاء مهمة التحالف العسكري الدولي بقيادة الولايات المتحدة في العراق».
وأوضحت أن «انسحاب قوات التحالف العسكري الدولي من العراق، باستثناء إقليم كردستان العراق، سيبدأ في سبتمبر/أيلول 2025» على أن «تنسحب قوات التحالف العسكري الدولي من إقليم كردستان في سبتمبر/أيلول عام 2026».
يأتي ذلك في وقتٍ من المقرر فيه أن يجري بلينكن إلى الشرق الأوسط، وسط تصاعد التوترات في المنطقة.
وحسب تقارير صحافية غربية فإن الزيارة تشمل «قطر ومصر وإسرائيل».
وتكثّف واشنطن جهودها لمنع تحول الصراع في غزة إلى حرب أوسع نطاقا في الشرق الأوسط بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» اسماعيل هنيّة، والقيادي في «حزب الله» اللبناني فؤاد شكر، بغارات جوية إسرائيلية، في إيران ولبنان، قبل أسبوعين تقريبا.

«أكذوبة ومغالطة»

وأيد زعماء فرنسا وألمانيا وبريطانيا، في بيان مشترك، المساعي الأخيرة التي قامت بها الولايات المتحدة وقطر ومصر للتوسط في اتفاق لإنهاء الحرب المستمرة منذ عشرة أشهر في فلسطين.
وتعليقاً على ذلك، وصف زعيم «التيار الوطني الشيعي» و«التيار الصدري» مقتدى الصدر، البيان الأوروبي المشترك بشأن وقف إطلاق النار في غزة، أنه «أكذوبة ومغالطة».
الصدر أفاد في «تدوينة» له أن «ثلاث دول أوروبية أصدرت بياناً مشتركاً تدعم فيه وقف إطلاق النار في غزة وتدعو فيه للسلام وعدم التصعيد في المنطقة، بيد أن ذلك بمثابة ذر الرماد في العيون، وما بيانهم المشترك إلا أكذوبة ومغالطة ليس إلا».
وأضاف: «حري بهم (الدول الثلاث) وقف دعمهم الشامل للكيان الصهيوني الإرهابي الغاشم، سواء في ذلك الدعم اللامحدود للسلاح أو أي دعم مادي أو معنوي بل وحري بها عدم المساس بكل من يدعم الدولة الفلسطينية الكاملة وكل من يتعاطف مع المدنيين الفلسطينيين ويرفض الإبادة الجماعية والإرهاب الصهيوني المقيت».
ومضى يقول: «حري بهم أن يحذوا حذو بعض الدول الأوروبية للاعتراف الكامل بدولة فلسطين بدل هذا البيان المشترك الهزيل والمهلهل، ولا بد لها من إماطة اللثام عن الحقائق المكنونة وعن مواقفها السياسية الحقيقية، لا أن تعمل لأجل مصالحها أو مصالح كبيرة الشر أمريكا وانتخاباتها وكسب أصوات الشعب عبر الصناديق الديمقراطية المدعاة».
ورغم ذلك عبّر الصدر عن أمله في «الوصول إلى وقف فوري لإطلاق النار وغير مشروط، فإن عدم ذلك سيؤدي إلى بداية نهايتهم وكشف زيفهم وديمقراطيتهم وحريتهم التي لم ينل منها أحد شيئاً إلا قمع الشعوب وارتفاع معدل الجريمة ودعم المجتمع الميمي والسعي لتقليل النسل وما شاكل ذلك، فإلى ذلك تسترعي انتباهكم وإلا فلات حين مناص».

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية