السودان: الجيش يصد هجوماً بالمسيَّرات على مدينة شندي… وقوات الدعم تهاجم مستشفى الفاشر الجنوبي

ميعاد مبارك
حجم الخط
0

الخرطوم- «القدس العربي»: ندد حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، بهجوم قوة تابعة للدعم السريع، على مستشفى الفاشر الجنوبي، واعتدائها على الكوادر الطبية العاملة هناك، مما أدى إلى خروجه عن الخدمة.
وحسب مصادر محلية تحدثت لـ” القدس العربي”، اعتدت القوة المهاجمة على الكوادر الطبية العاملة في المستشفى واختطفت عدداً من مرافقي الجرحى الذين يتلقون الرعاية الصحية، في المستشفى الوحيد العامل في المدينة إلى حين توقفه مساء السبت.
بالتزامن، أسقطت المضادات الأرضية التابعة للجيش السوداني، أمس الأحد، مسيرات استهدفت قيادة القوات المسلحة في مدينة شندي، التي تبعد 150 كيلومتراً شمال العاصمة الخرطوم.
وقالت مصادر محلية تحدثت لـ” القدس العربي” إن خمسة طائرات انتحارية مسيرة، استهدفت مقر الفرقة الثالثة التابعة للجيش في مدينة شندي في الساعات الأولى من فجر الأحد، تصدت لها الدفاعات الأرضية للفرقة على دفعات، مما أثار حالة من الرعب بين السكان المحليين.
وأشارت إلى هدوء الأوضاع في المدينة، وسط انتشار للقوات الأمنية ومنسوبي الجيش، ورفع الاستعدادات العسكرية.

المسيرات تهدد المناطق الآمنة

وتوالت مؤخراً على نحو متصاعد هجمات الطائرات المسيرة الانتحارية على أهداف عسكرية في مناطق سيطرة الجيش التي كانت تعد آمنة إلى وقت قريب.
وأسقطت المضادات الأرضية للجيش السوداني في 19 مايو/ أيار الماضي طائرتين مسيرتين، في منطقة الفاو العسكرية بولاية القضارف شرق البلاد.
في 26 أبريل/ نيسان الماضي، أعلنت قيادة الفرقة 19 مشاة التابعة للجيش في مدينة مروي أن قوات معادية- لم تسمها- قامت باستهداف مطار مروي بثلاث مسيرات انتحارية.
وذلك بعد يومين من إعلان الجيش التعامل مع ثلاث مسيرات أخرى كانت تحلق في محيط المدينة التي تضم مطاراً عسكرياً تابعاً للجيش يعد الأقرب للحدود السودانية المصرية.
وصدت في ذات الأسبوع دفاعات الجيش هجوماً نفذته طائرات مسيرة على مقر الفرقة الثالثة مشاة في مدينة شندي بولاية نهر النيل شمال السودان، بعد ساعات قليلة من زيارة رئيس مجلس السيادة السوداني القائد العام للجيش عبد الفتاح البرهان للمدينة.
وكذلك استهدفت ثلاث طائرات مسيرة في 9 نيسان/ أبريل الماضي، مقر جهاز المخابرات العامة بولاية القضارف شرق السودان. في وقت ردت المضادات التابعة للجيش على الهجوم، وأسقطت إحدى المسيرات. وقبلها بأسبوع، قصفت طائرة مسيرة إفطاراً رمضانياً نظمته كتيبة “البراء بن مالك” المحسوبة على الإسلاميين في مدينة عطبرة التي تبعد 310 كيلو مترات شمال العاصمة السودانية الخرطوم.
وأودى الهجوم بحياة العشرات من منسوبي الكتيبة التي تحارب إلى جانب الجيش في الحرب ضد قوات الدعم السريع. وعلى الرغم من استخدام الأطراف المتقاتلة في السودان المسيرات منذ بداية المعارك، إلا أن وصول هجماتها إلى المناطق الآمنة يعد نقلة في أهداف العمليات القتالية. وأثار هجوم الطائرات المسيرة والإطلاق الكثيف لمضادات الطائرات حالة من الهلع بين المدنيين في المدن التي ظلت بعيدة عن معارك الجيش وقوات الدعم السريع المستمرة منذ أكثر من عام. إلى ذلك، قالت قوات الدعم السريع إن الطيران الحربي التابع للجيش استهدف “سوق قندهار” مما أدى إلى مقتل وإصابة العشرات.

خروج مستشفى الفاشر عن الخدمة

وتسيطر قوات الدعم السريع على السوق الشهير ببيع المواشي، غرب مدينة أمدرمان منذ الأيام الأولى للحرب المندلعة في البلاد منذ أكثر من عام.
وفي الفاشر العاصمة التاريخية لإقليم دارفور، وآخر معاقل الجيش، هناك، تتصاعد وتيرة المعارك على نحو عنيف منذ 10 مايو/ أيار الماضي، وسط حصار محكم تنفذه قوات الدعم السريع للمدينة.
وحسب مصادر محلية تحدثت لـ” القدس العربي” تسللت قوة تابعة لقوات الدعم السريع من الناحية الجنوبية للمدينة، حيث هاجمت المستشفى الجنوبي، حيث اختطفت عدداً من المرافقين واعتدت على مدير المستشفى والمدير الطبي بالضرب والإهانة.
وأشارت إلى استيلاء تلك القوة على سيارة إسعاف وأدوية ومستخدمات طبية، بعد أيام قليلة من تنفيذ الجيش عملية إسقاط جوية لمساعدات طبية.
وتعرض المستشفى الجنوبي لهجمات مدفعية عديدة خلال الأسابيع الماضية، أودت بحياة متطوعين ومرضى بينما أصيب العشرات، كما لحقت أضرار فادحة في مبانيه وعطلت خدمات المياه والكهرباء جزئياً في بعض مرافقه.
ويعاني المستشفى الوحيد العامل في المدينة، من نقص حاد في الكوادر الطبية والمستخدمات العلاجية، بينما يستقبل عشرات الجرحى والمصابين بشكل يومي منذ تفجر الأحداث في الفاشر في العاشر من مايو/ أيار الماضي.
وقال حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي في تصريحات صحافية إن “الجيش السوداني والقوة المشتركة للحركات المسلحة تصدت لهجوم قوات الدعم السريع الذي كان سيقود إلى كارثة إنسانية في المدينة”.
وأضاف: “قامت قوات الدعم بالهجوم على المستشفى الجنوبي وإهانة طاقم إدارته والعاملين هناك، وروعوا المرضى والمرافقين”.
وكان مناوي قد حذر من محاولات قوات الدعم السريع اجتياح الدعم السريع الفاشر، مشيراً إلى أنها تحشد مجموعات كبيرة من المرتزقة حول المدينة في إطار استعدادها للهجوم.
وما كانت إلا ساعات قليلة، حتى تحول تحذير حاكم إقليم دارفور إلى واقع، حيث شنت قوات الدعم السريع هجوماً على الفاشر، من ثلاثة محاور شمال وجنوب وشرق المدينة.
وأعلن الجيش السوداني والقوة المشتركة، صد الهجوم وتكبيد قوات الدعم خسائر فادحة في الأرواح والعتاد.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية