إنهم لا يتعلمون أبدا ولا يتعظون. آخرهم الرئيس السوداني عمر البشير الذي يواجه هذه الأيام غضبة شعبية كبرى ومظاهرات ساخطة سقط فيها عدد من القتلى والجرحى، ومع ذلك تراه يكرر وصفات فاشلة جرّبها غيره دون فائدة، من بن علي إلى مبارك مرورا بالقذافي وصالح، اللهم إذا كانت زيارته الأخيرة ولقاؤه بالأسد أقنعته بالطريقة السورية التي لا بد من الاعتراف بنجاحها وهي “الأسد أو نحرق البلد” فتحقق الأمران معا… بقي الأسد وحـُـــرق البلد.
هناك مسألة على قدر كبير من الأهمية لا يبدو أن البشير يعيرها كبير اهتمام، ولا من سبقوه، وهي أن الشعوب تمل من طول حكم أيا كان مهما كان. وإذا كانت القلوب تملّ كما تمــــل ّ الأبدان على قول الإمام علي رضي الله عنه، فإن الشعوب تمل كما تمل القلوب وأكثر. لم يكن بمقدور الشعب الليبي أن يتحمل أكثر من 42 عاما من حكم “صاحب الكتاب الأخضر”، ولا مصر أكثر من 30 عاما من حكم “صاحب الضربة الجوية”، ولا اليمن أكثر من 30 عاما من حكم “الراقص على رؤوس الأفاعي”، ولا تونس أكثر من 23 عاما من حكم “صانع التغيير المبارك”، ولا سوريا أكثر من خمسين عاما من حكم “آل الأسد” بين الأب فالابن فالحفيد ربما. لا يحدث هذا في ممالك وراثية الحكم وإنما في جمهوريات تجرى فيها انتخابات دورية بل وتتحدث عن الديمقراطية والشفافية!!
الشعوب تمل والأنظمة تهترئ… فلا الشعوب في وارد أن تتحمل المزيد من هذا الحاكم، ولا الأنظمة في وارد أن يكون لديها أي جديد تخرجه من جعبتها. لم تعد الشعوب قادرة على استيعاب كلام سمعته من قادتها آلاف المرات ولم يعد هؤلاء القادة بمقدرهم هم أيضا أن يبهروا مواطنيهم بأي شيء. لهذا تلجأ أغلب الشعوب التي تعيش في ديمقراطيات حقيقية إلى تغيير رئيسها وحزبها الحاكم بين فترة وأخرى لكسر هذه الرتابة ولإعطاء الفرص للتنافس وتقديم الأفضل. وحتى حين يستمر ناجح في حكمهم لسنوات متعاقبة تراهم يجنحون في النهاية إلى تغييره، لا لشيء سوى أنه لم يعد لديه ما يقدمه.
إن مواجهة المتظاهرين العزل بالرصاص هو انتهاء لشرعية أي نظام رغم كل التبريرات المتماسك منها نسبيا والمتهافت، خاصة و قد سبق للبشير أن فعلها مع مظاهرات أيلول / سبتمبر 2013
هكذا هو البشير، أحكم قبضته على السودان فلم يرخها منذ ثلاثين عاما لم يقدم خلالها سوى رقصات بالعصا وكلاما إنشائيا يتدثر بالدين ويحتمي به لتبرير سياساته المختلفة. ما الذي يجعل السودانيين يصدقون كلامه هذه الأيام عن “مرحلة صعبة عابرة وعن رخاء مقبل” وعن أن “الله حبا السودان بكل الخيرات” وهو الذي لم يحترم من قبل أي شيء تعهد به بما في ذلك عدم ترشحه لمنصب الرئاسة. ومع ذلك ها هو يشير إلى “التداول السلمي على السلطة” في انتخابات 2020، عبارة ما كان لينطق بها لولا تحرك الشارع الغاضب الذي بمجرد أن يهدأ فلن يكررها أبدا وهي المثقلة بالمعاني ومن بينها أنه قد لا يترشح… ولكنه “سيلحس” كلامه لاحقا كما فعل من قبل أكثر من مرة.
ثم كيف لرئيس يعد شعبه بأن مستقبله سيكون أفضل وهو من يطلق الرصاص على من يريد استعجال هذا المستقبل ؟؟ ثم كيف يأتي ليتحدث عن أن قتل المتظاهرين السلميين هو من باب القصاص لأن “القصاص هو شنو؟ هو قتل مش كده… هو ردع للآخرين عشان نحافظ على الأمن”؟!! وكما قال أحد السودانيين فإن البشير عقد خلال الأسبوع الماضي فقط ثلاثة اجتماعات ذات طبيعة أمنية، مع القوات المسلحة وجهاز الأمن والمخابرات وقوات الشرطة، وأشاد بأدائهم جميعا، وفي الوقت ذاته يقول إن الأزمة اقتصادية؟؟ إذا كانت فعلا كذلك فقد كان حريا به أن يجتمع أولا مع الأجهزة المعنية بالاقتصاد والتجارة والموازنة، فيما كتب أحد المغردين عن المتظاهرين ووصف البشير المتأرجح لهم ولمطالبهم فقال موجها كلامه للرئيس: “إذا كانوا خونة فكيف تعدهم بحياة كريمة، وإذا كانت مطالبهم عادلة فكيف تصفهم بأنهم خونة”؟!.
إن مواجهة المتظاهرين العزل بالرصاص هو انتهاء لشرعية أي نظام رغم كل التبريرات المتماسك منها نسبيا والمتهافت، خاصة وقد سبق للبشير أن فعلها مع مظاهرات أيلول / سبتمبر 2013.
وعلى رأي أحد الصحافيين السودانيين الداعمين للمظاهرات فإن “السودانيين ينشدون نظاما جديدا وعاما جديدا مختلفا عن الثلاثين عاما الماضية التي أورثتهم القهر والظلم والاستبداد، وكل ما يريدونه الآن هو استرداد وطنهم المختطف”.. مضيفا أن “ما يفعله البشير ويقوله الآن ليس سوى هروب إلى الأمام، فهو لا يفعل سوى شراء الزمن وبيع الوعود”.
شراء الزمن صعب للغاية، وبيع الوعود تجارة بائرة.
كاتب من تونس
السيد محمد كريشان
السودان حالة خاصة جدا فالرئيس اسلامي التوجه ويستطيع ان يوجه شيوخ وعلماء الدين في السودان والخارج لمناصرته بفتاويهم وكان اولهم رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ علي قرداغي على عكس الانظمة الاخرى التي ذكرتها والامر المهم الاخر ان البشير مطلوب لمحكمة العدل الدولية وبخروجه من السلطة سيتم تسليمه للمحكمة ولا تستطييع اي دولة منحه اللجوء السياسي
المعنى يا اخ؟ اذا كان البشير مجرم مطلوب للعداله واذا كان هناك مجرمين مثله ملتفين بالدين يبررون جراؤمه….هل يشفع له ذلك؟ اي منطق واي انسانيه هاذه؟
إذا كان للسروج راحة في تبديلها فإن سدد الحكم أولى بتجديدها على الأقل كل ثلاث سنوات والبشير قد أزمن استيلاءه على كرسي الحكم في السودان ، كرسي أهم انجازاته دارفور وجنوب السودان وتدني قيمة العُملة السودانية جراء ركود التنمية وغيابها تماما زيادة إلى تكميم الأفواه.
” هكذا هو البشير، أحكم قبضته على السودان فلم يرخها منذ ثلاثين عاما لم يقدم خلالها سوى رقصات بالعصا … ” إهــ .
عصا موسى و عصا البشير .
كانت للنبي موسى عصا يتوكأ عليها و يهش بها على غنمه و كانت له فيها مآرب أخرى و إذا ما ألقاها أمام السحرة يوم الزينة بحضور فرعون و ملأه تبطل و تلقف ما صنعوه من سحر فتجعلهم يلقون أنفسهم سجداً قائلين آمنا برب هارون و موسى . أما عصا البشير فتشير إلى بؤسه و شقائه فيرقص بها ظناً منه أنه يرقص على على رؤوس الثعابين كما رقص سلفه على صالح فلدغه ثعبان الحوثي فقضى عليه و هكذا سيكون مصير البشير حيث سيهوي أحد الغاضبين السودانيين بهذه العصا على رأس البشير فيقضي عليه .
كيف لرئيس يقدم وعود مستقبلية لاقتصاد مزدهر
وقواته الامنية تستخدم القناصه لقتل المتظاهرين المستعجلين للمستقبل المزدهر.
يسقط بســـــــــــ حكم العسكر الفاسد
شكراً أخي محمد كريشان. كلام متوازن ويعبر بشكل جميل عن الواقع. كلنا آمل بالشعب السوداني وإرادته الطيبة وأن العام الجديد يبشرنا بخيرات الربيع من جديد. كما هو واضح من الحراك الشعبي في السودان والمطالب والشعارات, السودانيين ينشدون نظاما جديدا وعاما جديد وربيعا عربيا متواصل إن شاء الله.
*يا عمي والله حفظناها منذ كنا أطفالا..
(الحاكم العربي) لا يترك الكرسي إلا
إلى (القبر ) ..!!؟
*هيك الرجولة ولا بلاش..
سلام
السلام عليكم
تحية طيبة مباركة لك أخي (سامح) وكذا للجميع دون إستثناء
أمّا بعد..
أريد أن أضيف شيء على ما قلت..
مهما إدعى صلاحه مهما دعا وأظهر جبورته مهما تلبس بالدين وغيره يصدق عليه قول القائل:( كل حاكم وإن طالت سلامته وجبروته وغلظت عصاه ومهما طار في سماء أو نزل في مغارات أو سكن قصورا أو عمارات فهو:إمّا أن يموت ويكفن ويقبر كباقي البشر أو يقتل وتوزع دماؤه على القبائل والعروش ليصبح لا حدث بعدما كان هو الحدث وإمّا أن يعزل فيرمى في ثكنة أو سجن مهجور لا جار له إلاّ البوم والغربان والثعابين مثله)
ولله في خلقه شؤون
وسبحان الله
اللهم احفظ هذا البلد آمناً من الاشرار والمخربين والانتهازيين والفاسدين بصورة عامة…
كاتب رائع ومقال اكثر روعة
*حياك الله أخي (بولنوار ) وبارك الله فيك
وحيا الله جميع قراء ومعلقي
(قدسنا العزيزة) .
سلام
البشير سينتهي لانه لايوجد وراءه دولة كبيرة تحميه مثلما حمت روسيا بشار