السودان يتضامن مع إثيوبيا ضد مصر… و«التوك توك» مركبات إجرام ترهب المواطنين

حسنين كروم
حجم الخط
1

القاهرة ـ «القدس العربي»: أبرزت الصحف المصرية الصادرة يومي السبت والأحد 7 و8 مارس/آذار، خبر المكالمة الهاتفية التي تلقاها الرئيس عبد الفتاح السيسي من رئيس المجلس السيادي السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان، الذي أكد للرئيس عمق العلاقات بين البلدين الشقيقين والعمل على تطويرها، ورد الرئيس عليه بالأسلوب نفسه، لكن أحدا لا يعرف إن كان البرهان شرح للسيسي اسباب انحياز السودان إلى إثيوبيا، ورفضه حضور اجتماع واشنطن الأخير، تضامنا مع إثيوبيا التي لم تحضر، ووقعت مصر لوحدها بالأحرف الأولى على الاتفاق.

كما أرسل الرئيس السيسي رسائل إلى ملوك وأمراء السعودية والكويت والأردن والإمارات وسلطنة عمان والبحرين، شارحا لهم ما انتهى إليه الموقف مع إثيوبيا.
أما الموضوعات الأكثر اجتذابا للأغلبية فكان فيروس كورونا، والخوف من انتقاله إلى مصر، بعد اكتشاف حالات إيجابية على إحدى البواخر النيلية في الأقصر، وأرسلتهم وزارة الصحة إلى مركز العزل الصحي في مدينة السلوم في أقصي غرب مصر، وكذلك الخسائر التي تكبدتها شركات السياحة الدينية بعد تعليق السعودية العمرات.
ومن الموضوعات الأخري الأكثر اجتذابا لاهتمامات الأغلبية فكانت عن وصول كل من فريقي الزمالك والأهلي إلى ربع نهائي بطولة افريقيا. والمقالات كانت عن الكورونا وموقف السودان المربك بشأن سد النهضة واليوم العالمي للمرأة. وإلى ما عندنا…

الخفاش هو الناقل للفيروس

ونبدأ بالفيروس الذي بدأ يثير الفزع في مصر، رغم نجاح الحكومة في منع وصوله، إلا أنه ظهرت حقيقة أن انتشار الوباء بين الصينيين كان بسبب أكلهم الخفافيش، واتضح أن لدينا في مصر خفافيش تنقل العدوى إلى الجمال، ومنها إلى الإنسان وتتمركز في مناطق معينة.

فيروس «كورونا» على الباخرة النيلية في الأقصر وقرار تعليق العمرة سبّب خسائر فادحة لشركات السياحة الدينية

كما اتضح أنها كانت السبب في ظهوره في السعودية، ولكن من حسن حظنا أن معظم الخفافيش تأكل الفاكهة ومصاصة الدماء تتواجد في الأماكن الصحراوية الحدودية، وهو ما كشف عنه تحقيق ممتاز في «الأهرام» لمحمود القنواتي جاء فيه نقلا عن الدكتور حسين علي حسين عالم علم الفيروسات ووكيل كلية الطب البيطري في جامعة القاهرة: «الفيروس موجود في الخفافيش، وانتقل منها للإنسان، ولهذه المجموعة خواص بيولوجية تخدع الجهاز المناعي للخلية، ولا تشعر بها الخلية، وبالتالي الاستجابة المناعية الطبيعية للإنسان لا تعمل عند الإصابة بهذا الفيروس، حيث يوقف الاستجابية المناعية لهجومه المباغت السريع وخواصه المتحورة، وبالتالي يكتسب القدرة على التكاثر بكميات كبيرة جدا، ثم ينتشر داخل أحشاء الجسم المصاب، وبذلك لم يتمكن الجهاز المناعي من الهجوم والمقاومة قبل ظهور الأعراض.
وبالفعل درست هذه الخواص وعرفت مع فيروسات مكيرس وسارس، وهما من نوع فيروس الكورونا الجديد نفسه. وهذا بالنسبة لتأثيراته المناعية خاصة الأنتروفرون الطبيعي للجسم وهو بروتين مناعي يفرزه الجسم عند مهاجمة الفيروس، فيحد من تكاثر الفيروس أثناء العدوى المبكرة، وفي حالة خداع جهاز المناعة وعدم إفراز الأنتروفرون أو بروتينات في الجسم فتتأخر المواجهة المناعية، فيتكاثر الفيروس، وبالتالي تكون كمياته كبيرة في ظل غياب الحماية المناعية.
وسبب العدوى التلامس مع الخفافيش وأكلها والتعامل معها، ففي الصين يربونها في عشش ويبيعونها ويأكلونها، حيث وجدت عشش في سوق ووهان التي انطلقت منها الإصابة وانتشرت.
عند رفع السقوف الخشبية تكون فيها مستعمرات من الخفافيش وكذلك بالنسبة لفيروس ميرس في السعودية انتقلت العدوى نتيجة تساقط الفيروس من الخفافيش على جسم الجمال فنقلت العدوى، وسمي فيروس الشرق الأوسط، وكان هناك تصور خطأ في البداية، أن الجمل هو العامل الأساسي لفيروس ميرس، وهو أحد أنواع كورونا، واتضح بعد ذلك أن الخفاش العامل الأساسي، وينتقل للجمل فينقله للإنسان أما فيروس كورونا الجديد ينتقل من الخفاش للإنسان بلا وسيط، لانه حصل على فترة تأقلم كافية في الخفافيش، واكتسب قدرات خاصة على مدى فترة في الصين، وبالتالي يخرج الفيروس من الخفاش جاهزا وينتقل للإنسان، وتكون عنده ضراوة، وأكل الخفافيش منتشر في جنوب الصين وشوربة الخفاش لديهم ليست مغلية، بل هي منقوعة وبالتالي تنتقل العدوى. أما المجموعة الثالثة من الكورونا التي تصيب الدواجن فلا تنتقل للإنسان، وهذه مجموعة جاما من الكورونا، وانتقلت من الحياة البرية للدواجن، وتصيب الشعب الهوائية لها ويوجد لها لقاحات في الدواجن وهي تحت السيطرة».

التعامل مع الفيروس

ونشرت مجلة «الإذاعة والتلفزيون» تحقيقا لصبري عبد الحفيظ، اكد فيه الخبراء خلو مصر من هذا الوباء وجاء فيه: «أمام طوفان التشكيك في الإجراءات المصرية والشفافية التي تتعامل بها مع الفيروس، لاسيما بعد اكتشاف حالات إصابة في فرنسا وكندا لأشخاص عائدين من مصر، خرجت منظمة الصحة العالمية عن صمتها وحسمت الجدل بشأن الحالات التي تم اكتشاف إصابتها بالفيروس في مصر. وقالت المنظمة إن «الحالات المؤكدة في فرنسا كانت في زيارة سياحية لمصر، وما زال مصدر ومكان الإصابة قيد التحقيق». وقال الدكتور أشرف العدوي الخبير في منظمة الصحة العالمية، إن هناك تعاونًا وثيقًا بين مصر ومنظمة الصحة العالمية منذ إنشاء المنظمة، مشيرًا إلى أن هذا التعاون يتم تكثيفه في حالة ظهور أمراض أو أوبئة أو انتشار فيروسات على المستوى الدولي. وأوضح أن مصر تتعامل بشفافية مع الأزمة وليس هناك أي شيء يمكن أن تخفيه القاهرة، أو أي دولة في العالم، لأن التعتيم يؤدي إلى تفشي الفيروس وانتشاره بما يفوق القدرة على مواجهته. مؤكدًا أن الحملات التي تسعى للتشكيك في الجهود الرسمية ليست في محلها ويجب عدم الالتفات إليها. وأضاف أن مصر ملتزمة ببروتوكول العلاج الذي وضعته منظمة الصحة العالمية في 20 يناير/كانون الثاني من العام الماضي، وتم تحديثه في 28 يناير 2020. موضحًا أن البروتوكول يوضح الإجراءات الصحية التي يجب على الحكومات توفيرها والتعامل بها في مواجهة الفيروس، وأضاف أن مصر لديها خطة واضحة للتعامل مع الفيروس، وهذه الخطة تم التصديق عليها من منظمة الصحة العالمية، وتشمل أماكن العزل والعناية الصحية، ووجود مستشفيات مجهزة وأطقم طبية مدربة، والاهتمام بإجراءات مكافحة العدوى، ولفت إلى أن مصر لديها كل الإمكانيات المؤهلة لمواجهة الفيروس في حال انتشاره. موضحًا أن مصر لديها مستشفيات مركزية وعامة في جميع المحافظات وفي كل مستشفي توجد أقسام أو أماكن للعزل، فضلًا عن وجود مستشفيات كبرى للأمراض الصدرية والحميات تنتشر في المحافظات وفي القاهرة. وأكد على أن مصر استطاعت مواجهة فيروس أكبر وأسرع انتشارًا من فيروس كورونا، ومنها فيروس أنفلونزا الطيور في عام 2009، واستطاعت التعامل مع الفيروس ومكافحته والقضاء عليه. وأشار إلى أن فيروس كورونا ضعيف جدًا، ويمكن مواجهته باتباع الإجراءات المتعارف عليها من استخدام المطهرات وغسل اليدين بالماء والصابون، وتجنب الأماكن المزدحمة، لاسيما أن الفيروس ينتشر عن طريق التنفس أو الرذاذ، وأعراضه تتشابه مع أعراض البرد أو الأنفلونزا وهو يصيب الجهاز التنفسي ويسبب التهابًا رئويًا حادًا».

السائحة التايلندية

لكن المفاجأة التي واجهت الحكومة كانت في اكتشاف عدد من حالات الإصابة على متن باخرة سياحية في الأقصر، وبسرعة أصدرت كل من وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية بيانا مشتركا عن الواقعة جاء فيه: «كشف بيان وزارة الصحة والسكان ومنظمة الصحة العالمية أن سائحة تايوانية من أصل أمريكي هي السبب وراء نقل فيروس كورونا لـ12 مصريًا من العاملين على متن باخرة نيلية مقبلة من أسوان إلى الأقصر. أعلنت كل من وزارة الصحة والسكان ومنظمة الصحة العالمية اليوم اكتشاف 12 حالة إيجابية لفيروس كورونا المستجد «كوفيد -19» حاملة للفيروس ولم تظهر عليهم أي أعراض، وذلك على متن إحدى البواخر النيلية المقبلة من محافظة أسوان إلى محافظة الأقصر. وأوضح الدكتور خالد مجاهد مستشار وزيرة الصحة والسكان لشؤون الإعلام، والمتحدث الرسمي للوزارة، أنه كان على متن الباخرة سائحة تايوانية من أصل أمريكي، وفور عودتها إلى بلادها تم ورود معلومات من منظمة الصحة العالمية واللوائح الصحية الدولية، باكتشاف إصابتها بفيروس الكورونا، وأشار تقرير المنظمة إلى أنها الحالة الأساسية المسببة للعدوى للحالات التي تم اكتشافها index case. مشيرًا إلى أنه على الفور قامت وزارة الصحة والسكان، وفق إرشادات منظمة الصحة العالمية باتخاذ كافة الإجراءات الوقائية والاحترازية حيال المخالطين للحالة، وعمل الفحوصات اللازمة. وأكد مجاهد أنه تمت متابعة الحالة الصحية لجميع المخالطين لها والمتواجدين معها على متن الباخرة خلال 14 يومًا، ولم تظهر عليهم أي أعراض، لافتًا إلى أنه تم إجراء تحاليل الـ «pcr» لهم في اليوم الـ 14 أي في نهاية فترة حضانة الفيروس، وثبت وجود 12 حالة إيجابية لفيروس الكورونا أي حاملة للفيروس من المصريين العاملين على الباخرة، بدون ظهور أعراض».

العدو الشرس

أما علاء عبد الهادي في «اليوم السابع» فيقول كانت: «أمامي فرصة ذهبية لشراء صندوق ماسكات للوجه بسعر رائع.. لم ينتظر ابني ردي على تليفونه وأضاف: سوف أشتريه، لا يوجد ماسك واحد في أي صيدلية، واذا وجدته فالماسك الذي كان يباع بجنيه أصبح الآن بعشرين جنيها ولن تجده.. إنها « فوبيا الكورونا» التي اجتاحت العالم خلال أقل من شهرين، بعد إعلان الصين أن فيروس كورونا المتحور، خرج عن نطاق السيطرة وتحول إلى الحالة الوبائية، كل شىء توقف: الأنشطة الثقافية، جوائز الصحافة العربية التي كانت مقررة هذا الشهر، معرضا أبو ظبي للكتاب والقرائي لكتب الطفل في الشارقة، ولندن للكتاب وغيرها. وكثير من المهرجانات الفنية والسياحية تتراجع، والسائح الصيني الذي كان يقود بورصات السياحة العالمية انكمش والتزم بيته، ولم يعد مرحبا به، الزيارات العائلية أصبحت في أضيق نطاق، ويا ويلك لو «عطست» بجوار أحد، أو في وسيلة نقل عامة أو في مسجد، ستجد الناس تنظر إليك شزرا، كما وظفت بعض الدول الأمر توظيفا سياسيا، لمكايدة دول أخرى بينهما خلافات سياسية. أخطر شيء في موضوع «كورونا» هو عدم الوضوح في شيء، أنت أمام عدو مجهول، حتى بالنسبة للعلماء، عندما تخوض حربا فأنت تستعد بأسلحة ترد بها على أسلحة خصمك، نحن أمام عدو شرس يختطف ضحاياه بعد أن ينتقيهم، ولكن لا نعرف كيف انتقاهم، وكيف أجهز عليهم، ولماذا نجا من نجا وهلك من هلك..لا توجد معلومة واحدة متفق عليها، كل مصدر يعطي ما يعتقد انه صواب، نحن أمام عدو جديد، عدو يرتدي هو الآخر «الماسك».. هل كورونا جزء من مافيا شركات الدواء الدولية، التي تقوم بتحضير العفريت ثم تصرفه، بعد أن تجني مئات المليارات من الدولارات؟ أم أن الأمر جزء من الحروب البيولوجية التي تخرج أحيانا عن نطاق السيطرة.. للأمانة لم أعد أصدق التحذيرات التي تطلقها منظمة الصحة العالمية، صدقناهم في موضوع أنفلونزا الطيور، ودمرنا ثروتنا الداجنة، وجنت الشركات الدولية الأرباح.. لكن رغم كل شيء أنا معجب بالطريقة التي تدير بها الحكومة المصرية الملف، بدون إفراط ولا تفريط، تتخذ الإجراء المناسب في الوقت المناسب، والأهم أن كل شيء تتخذه يكون بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية، ولكن الناس لا يعجبها العجب: عندما كانت مصر خالية قلبوا الدنيا، وقالوا إن الحكومة لا تقوم بشغلها، وأنها تغطي على الإصابات، وعندما تم اكتشاف حالات وأعلن عن نوعيتها ومصدرها وأسبابها، هللوا بأن مصر موبوءة، طبعا الأمر لا يعني أن الدنيا وردية، والأهم أن تتغير سلوكيات الناس بصفة عامة ، نتوقف قليلا عن «البوس والأحضان» عمال على بطال، ويتوقف بعضنا عن البصق في الشارع، ونهتم أكثر بالنظافة العامة.. رب ضارة نافعة».

المهرجانات الفنية تتحدى

ورغم ظهور حالات إيجابية إلا أن الحكومة واصلت إظهار قدرتها على منع انتشار الفيروس، ولذلك قررت عدم إلغاء مهرجان من المهرجانات الفنية العديدة في أكثر من محافظة، وهو ما أشار اليه في «المصري اليوم» الناقد الفني طارق الشناوي بقوله: «هل يُحسب لمهرجان الأقصر إقامة هذه الدورة في موعدها، رغم أن العالم كله شرقه وغربه جنوبه وشماله يرجئ أو يلغي في الوقت الراهن مثل هذه التظاهرات، التي تتطلب حضورًا جماهيريًا؟ الأمر لا يقاس قطعًا على هذا النحو، لا هو نقطة لصالح المهرجان – أي مهرجان – لو تحدى خطرًا لا يستطيع أن يدرك أبعاده، ولا هو من الممكن أن يُحسب ضده لو تراجع بسبب الخطر. كل مهرجان يتحرك وفقًا لإمكانياته ويحدد مواقفه طبقًا لما لديه من أوراق. لا أرتاح إلى عناوين دأبت الصحافة على نشرها في الأيام الأخيرة، تؤكد أن مهرجان الأقصر يتحدي أو يقهر «الكورونا» فلا أحد يتحدى أو يقهر فيروسا، ولكن مع الفيروسات ندرس أبعاد الموقف، ونحدد المخاطر ونضع كل الاحتمالات، ونلتزم بتحقيق أقصى درجات الأمان، وأتصور أن هذا هو بالضبط ما راهن عليه رئيس المهرجان سيد فؤاد، عندما قرر إقامته في موعده، ولا يعتقد أحد أنه وحده يملك القرار فلا تكفي إرادته، ولا رغبته المنفردة إذا لم تواكبها موافقات وضوء أخضر من جهات متعددة. المهرجانات السينمائية بيئة صالحة لانتشار العدوى وأيضا دور العرض وغيرها من أماكن التجمعات، ولهذا فإن العديد من دول العالم ألغت المهرجانات التي كان مزمعًا عقدها، مملكتا السعودية والبحرين مثال، بينما «كان» الذي يُعقد بعد نحو 65 يومًا أعلن مؤخرًا عن اختياره لأفلام المسابقة الرسمية، في إشارة واضحة لاستمراره بعد أن تعددت الأحاديث عن تأجيله. لدينا الشهر المقبل مهرجان الإسماعيلية للسينما التسجيلية تقيمه وزارة الثقافة المهرجان يواصل استعداده، ولم يصدر رئيس المهرجان الناقد عصام زكريا، ولا الدكتورة سعاد شوقي رئيسة المركز القومي، إلا ما يؤكد أن كل الفعاليات قائمة ولا يوجد أي احتمال للتأجيل. الأمن القومي المصري يرحب باستمرار بكل هذه الأنشطة، وبديهي أنه وفي الوقت نفسه وضع الإجراءات الوقائية اللازمة من أجل حماية المهرجان ورواده. لا توجد أبدًا في مثل هذه القرارات أي مساحات من المخاطرة ويظل الرهان على الوجه الآخر للصورة، وهم المدعوون وما هو معلن في مهرجان الأقصر، أنه لم يعتذر أحد من الضيوف، وهو ما يؤكد أن الخوف من الخطر المقبل، لم يسكن بعد مشاعر الناس. السينمائيون والدولة حسما الأمر نهائيًا وقررا إقامة المهرجانات».

خسائر فادحة

وإلى الآثار الاقتصادية في بعض قطاعات السياحة، وعلى رأسها قطاع السياحة الدينية، العمرة والحج، بعد قرار المملكة العربية السعودية تعليق العمرات حتى إشعار آخر، ونشرت مجلة «روز اليوسف» تحقيقا لابتسام عبد الفتاح جاء فيه: «يتخوف أصحاب شركات السياحة من استمرار تعليق رحلات العمرة حتى شهر رمضان، ما يساهم في زيادة خسائرهم، اذ يقول عبد الحميد سلطان صاحب شركة للسياحة الدينية أن قرار تعليق العمرة سبّب خسائر فادحة لشركات السياحة، تجاوزت الـ200 مليون جنيه، لافتا إلى أن الشركات التي احتكرت تأشيرات العمرة تكبدت خسائر كبيرة بعد شراء تأشيرات بمبالغ هائلة لتغطية احتياجاتها خلال الموسم الذي يستمر لـ3 شهور، وانه من المتوقع أن يحرم من أداء العمرة رجب وشعبان ورمضان نحو 300 الف معتمر».

الحركة السياحية

ولكن ماذا عن الحركة السياحية إلى مصر، وهل تأثرت؟ خاصة أن الحكومة لم تضع أي قيود على دخول البلاد من مواطني أي دولة، بشرط خضوعهم للفحص وفقا لمعايير منظمة الصحة العالمية، وهو ما كان محور تحقيق في «أخبار اليوم» لأميرة شوقي وأحمد مدحت وجاء فيه:
«أكد أحمد الوصيف رئيس الاتحاد المصري للغرف السياحية أن الحركة السياحية في مصر تعمل بشكل منتظم، ولا توجد أي قيود أو حظر على سفر السائحين إلى مصر، وزياراتهم داخل الأماكن السياحية والشاطئية والأثرية فيها، وأن نسبة الإلغاءات في الفنادق والمنشآت السياحية ضئيلة جدا. مشيرا إلى أن الاتحاد وغرفه المختلفة على تواصل دائم ومستمر مع جميع المنشآت السياحية من فنادق وشركات لمتابعة الحركة السياحة الوافدة إلى مصر، مؤكدين على انتظامها وسيرها بشكل طبيعي، وأن وزارة السياحة والآثار تقوم بالتنسيق مع وزارتي الصحة والسكان والطيران المدني، وغرف المنشآت الفندقية والسياحية، لاتخاذ وتفعيل كافة الإجراءات الوقائية، التي أقرتها منظمة الصحة العالمية للوقاية من الفيروسات بصفة عامة، وفيروس كورونا بصفة خاصة. جدير بالذكر أن وزارة السياحة والآثار قامت بتعميم منشور على جميع الفنادق والمنشأت السياحية في مصر، بالتوصيات والإجراءات والتدابير الوقائية اللازمة، التي أصدرتها منظمة الصحة العالمية للوقاية من الفيروسات بصفة عامة وفيروس كورونا بصفة خاصة، لتطبيقها والعمل بموجبها. كما قامت بإخطار الاتحاد المصري للغرف السياحية وغرفة الفنادق، بضرورة تعميم منشور بالقرارات التي اتخذتها اللجنة العليا في مجلس الوزراء، والتي تلزم الفنادق والمحلات السياحية بسرعة إبلاغ وزارة الصحة عن أي حالات اشتباه، سواء للأجانب أو العاملين فيها وضرورة تعاقد الفنادق والمحلات السياحية مع أطقم طبية مدربة وذات كفاءة عالية يتم تدريبها في وزارة الصحة للتعامل مع أي حالة اشتباه في الفيروس والمتابعة المستمرة لها».

لا صديقة ولا شقيقة

ومن آثار كورونا وخطرها إلى عودة القلق للموقف الإثيوبي المتراجع عما تم الاتفاق عليه في واشنطن، برعاية أمريكا والبنك الدولي على قواعد ملء خزان السد، بما لا يلحق الضرر الجسيم بمصر، ووقعت عليه بالأحرف الأولى، لكن المفاجأة لم تكن في موقف إثيوبيا التي رفضت الحضور للتوقيع، وإنما موقف السودان الذي تضامن معها ضد مصر وهو ما دفع محمد أمين في «المصري اليوم» للقول: «لا أفهم ولا أصدق هذا الموقف الغريب من جانب السودان في ملف سد النهضة الإثيوبي، فالسودان لم يوقع على ما تم التوصل إليه في واشنطن برعاية أمريكية، مع إن مصر والسودان دولتا مصب، وإن مساعي مصر تحفظ حق السودان، كما إن السودان تحفّظ على موقف الجامعة العربية من الأزمة، مع أنه مستفيد منه أيضًا. تصريحات السودان فيها تلميح وتلقيح ضد مصر، فهى يقول، إن إثيوبيا هي الصديق الحقيقي، وكأن مصر ليست صديقًا ولا شقيقًا للسودان. الموقف لا يمكن تفسيره أبدًا فمصر التي اعتبرت أمن السودان من أمن مصر القومي، اليوم يرى السودان أن مصر ليست صديقة بالمعني الحقيقي، ومعناه أيضًا أنها ليست شقيقة فالذي ليس صديقًا ليس شقيقًا، ويبرر تصريحاته بكلام لا يساوي وزنه ترابًا، فمصر التي لم تنم أثناء ثورة السودان خوفًا عليه ،ليست صديقًا حقيقيًا من وجهة نظر قادة السودان الجدد! وكنت أتصور أن حالة الجنون مرتبطة بعصر البشير واكتشفت في هذه الأزمة أن السودان يكن لنا كراهية كبرى. وأستغرب أن السفير السوداني في إثيوبيا يتحدث عن دور إثيوبي في التحول السوداني الحالي، وينكر دور مصر نحو تثبيت الدولة وعبور الأزمة وزاد السفير قائلًا، إن السودان ممتن لدعم إثيوبيا الحقيقي، وكأن دعم مصر كان دعمًا وهميًا، تخيل هذا هو سفير السودان الذي يمثل القادة الجدد الذين تعلموا في مصر، فهؤلاء أيضًا لا يعرفون ماذا يقولون ولا يميزون الصديق الحقيقي من الشقيق فما هذا الجنون؟ وأي سياسة يلعبونها وأي دبلوماسية يتحدثون عنها؟».

«صديقك من صدَقك لا من يصدّقك»

وفي العدد نفسه من «المصري اليوم» ذكرعباس الطرابيلي أن السودان نسي ما قدمته مصر له طوال تاريخها، ولا يبرر ذلك الموقف استفادة السودان من كهرباء النهضة، بل أكد على أن السودان ليس دولة مصب وقال: «الغريب هو موقف السودان، وإذا كنا توقفنا كثيرًا عند موقف السودان أيام الديكتاتور السابق البشير، بحكم انتمائه للفكر الإخواني الإرهابي ضد مصر، فماذا نقول في موقف السودان الآن؟ وهل يقتصر موقف السودان الآن عندما سيحصل عليه السودان من منافع وفي مقدمتها الكهرباء، وإمكانية حماية أراضيه من الغرق تحت مياه الفيضانات. الواضح لنا أن السودان سوف يحصل على مزايا أخرى، ولكن هل كل ذلك يكفي ليبرر لنا الموقف السوداني المستمر من قضية سد النهضة؟ ونحن هنا لا نتحدث فقط عن علاقات الأشقاء ولا حتى عن روح الأشقاء، ولن نتحدث عما سبق أن قدمته مصر للسودان، وكيف أن مصر فضّلت مصالح السودان حتى على مصالح مصر طوال سنوات وقوع السودان تحت الحكم الإنكليزي المباشر، حتى لو كان حكمًا ثنائيًا، وبالمناسبة السودان ليس دولة مصب، وهذا خطأ جغرافي يقع فيه معظم الناس، لأنه دولة معبر وليس دولة مصب، لأن النيل بعد أن «يعبر» أرض السودان يواصل طريقه إلى مصر ليصب فيها، والسودان ليس بحاجة إلى مياه النيل الأزرق، إذ فيه العديد من الأنهار مثل إثيوبيا أيضًا، ولكن الموقف السياسي والتنافس التاريخي بين مصر وإثيوبيا هو الذي يحرك الأمور في هذه العلاقات الحالية والقديمة بين القاهرة وأديس أبابا، نقول ذلك لأن المثل الشعبي يقول: صديقك من صدَقك لا من يصدّقك والكلام لإثيوبيا والسودان معًا».

هل سيلتفت نواب البرلمان؟

«لم تعد ظاهرة انتشار التوك توك دليلا على عشوائية شوارع الدولة وعدم انضباطها وحسب، بل صارت، كما يرى ذلك محمد سعد عبد الحفيظ في «الشروق»، دليلا على تحولها إلى ساحات للبلطجة والإجرام، بعد أن تحولت «التكاتك» إلى وسيلة للسرقة بالإكراه، وترويج المخدرات في شوارع المدن الرئيسية، ليس فقط في شوارع وحواري المناطق العشوائية.
يقول الكاتب، يوم الأربعاء الماضي، وبينما ابني الأكبر عبدالرحمن في طريقه إلى صالة ألعاب رياضية في شارع السودان بالقرب من شارع أحمد عرابي في حي العجوزة، استوقفه شابان يستقلان «توك توك» وطلبا منه المساعدة في دفعه بدعوى أنه «عطلان»، وفي لحظة انقض أحدهما، مختطفا هاتفه المحمول وسارع بالهرب أمام المارة بدون أن يلاحقه أحد.
استغاث ابني وشقيقه الأصغر بمدربهما في صالة الألعاب، حتى يلحقوا بمستقلي «التوك توك» لكنهما «فص ملح وداب»، توجهت مع ابني لقسم العجوزة، واستقبلنا رئيس المباحث المقدم مصطفى خليل وقام بالإجراءات اللازمة، من تحرير محضر إلى معاينة مكان الواقعة والتحري عن مرتكبيها.
بالطبع لم يكن «التوك توك» يحمل أي لوحات أو أرقام تدل على ترخيصه أو هوية مالكه، فهذه الوسيلة للأسف تعيث في شوارعنا فسادا، بدون أي لوحات أو أوراق ترخيص لها أو لسائقيها.
ورغم ما تردد تحت قبة البرلمان أكثر من مرة خلال السنوات الماضية عن وضع تشريع أو تعديل للتشريعات القائمة لتنظيم وتقنين عمل «التكاتك» إلا أن السادة نواب الشعب لم ينتهوا من تشريع يجبر الحكومة على ضبط شوارعنا وتنظيم عمل تلك الوسيلة، ولم ينشغل السادة مسؤولو المحليات، ومنها محافظة الجيزة ـ أكثر المحافظات عشوائية من وجهة نظري ـ بالبحث عن حل لتلك الكارثة حتى يصدر تشريع منظم. في ديسمبر/كانون الأول الماضي ناقشت لجنة الإدارة المحلية في مجلس النواب، طلب إحاطة مقدما من النائب ممدوح الحسيني؛ بشأن تفعيل الأحكام المنظمة لترخيص التوك توك بقانون المرور. وقال مقدم طلب الإحاطة أن هناك 3 ملايين توك توك على مستوى مصر، ثلاثة أرباعها يتهرب من الحصول على تراخيص؛ بسبب المغالاة في الرسوم التي تتراوح بين 5 إلى 6 آلاف جنيه شاملة رسوم تأمين، علاوة على كون غرامة تأخير الترخيص تصل لـ2000 جنيه، ما يعني أن رسوم التراخيص سنويا ستصل إلى 6 مليارات جنيه، في حالة الترخيص لكل مركبات التوك توك. وطالب الحسيني بتخفيض رسوم المؤسسة والضرائب والاكتفاء برسوم تراخيص وزارة الداخلية، لتقنين أوضاع التوك توك، وتفادي أعمال السرقات والخطف والبلطجة التي تتم من خلاله.
خلال الجلسة نفسها، ردّ اللواء ألبير زكي، وكيل الإدارة العامة للمرور في وزارة الداخلية، وقال إن تراخيص التوك توك منظمة في قانون المرور، وإن إصدار الترخيص بـ400 جنيه تقريبا، ولا يتجاوز 200 جنيه عند التجديد، مشيرا إلى أن هذه المركبة تعمل في نقل الركاب، ولها اشتراطات أخرى، وجهات أخرى تمثلها وليست متعلقة بوزارة الداخلية، مضيفا أن وزارة الداخلية تجري ضبطيات ومأموريات، ويتم فيها التحفظ على المركبة التي يقودها طفل.
الحسيني بدوره دعا إلى شن حملات من الوحدات المحلية والشرطة لضبط أي توك توك يسير خارج المناطق الشعبية، كما طالب بحصر كامل لأعداد التوك توك والأعداد المرخصة منها، واقترح مناقشة طلب الإحاطة في الجلسة العامة بحضور وزير الصناعة والتنمية المحلية.
انتهت جلسة اللجنة البرلمانية بتبادل مؤسسات الدولة المختلفة الاتهامات، وكأن كل وزارة تعمل منفردة أو في الفراغ وليس ضمن حكومة واحدة، من المفترض أن هناك تنسيقا دائما بين وزرائها، وكأن ممثلي تلك الوزارات لا يعنيهم سوى دفع الطعون عن وزاراتهم. قبل تلك الجلسة بشهور قليلة تداولت وسائل الإعلام اقتراحا حكوميا باستبدال «التوك توك» بسيارات «ميني فان»، وحسب ما نشر حينها وجّه رئيس الوزراء مصطفى مدبولي بوضع نص بقانون المرور الجديد، يفيد بإحلال «التوك توك» بسيارت آمنة ومرخصة، وسرعان ما اختفى الاقتراح الذي من شأنه الحفاظ على شوارع البلد، من تسيير وسيلة مواصلات مجهولة تستخدم في السرقات وأعمال البلطجة. لا أعلم متى ستلتفت الحكومة والبرلمان إلى خطر مركبات «الإجرام» التي ترهب المواطنين في شوارع المحروسة؟، وهل سيلتفت نواب البرلمان إلى هذا الخطر قبل أن يعود كل نائب إلى دائرته للبحث عن مقعده في الانتخابات المقبلة؟».

اليوم العالمي للمرأة

وإلى ابرز ما نشر عن الاحتفالات باليوم العالمي للمرأة، وقيام الكاتب وجيه وهبة في «المصري اليوم» بتذكيرنا بداعية تحرير المرأة المصرية فقال عنه: «في هذا اليوم «اليوم العالمي للمرأة» علينا أن نتذكر ونُذكِّر الناس بالقاضي الجليل قاسم أمين ودوره الرائد في إيقاظ الوعي المصري، منذ أن أطلق كتابه المُنير «تحرير المرأة» عام 1899، ذلك الكتاب الذي تضمن من الآراء ما هو صادم لمجتمع يرتع في التخلف منذ مئات السنين، ما أثار ثورة غضب رجال الدين والعديد من أعلام تلك الفترة من ذوي النزعات المحافظة والرجعية، من أمثال مصطفي كامل وطلعت حرب وغيرهما، ثاروا ضد قاسم أمين لأنه طالب ببعض الحقوق الأساسية والطبيعية للمرأة، ومنحها بعض الحرية في الاختلاط بالرجال، غضبوا لأنه طالب بنزع حجاب المرأة «والحجاب في تلك الآونة كان يعني النقاب أو البرقع، لم يجبُن قاسم أمين ولم يتراجع أمام ثورة الثائرين، ولم يمْضِ أقل من عامين حتى أصدر كتابه الثاني «المرأة الجديدة»- يتصدره إهداء إلى صديقه سعد زغلول- وفيه رد على نقد الغاضبين، مؤكدًا ومدعِّمًا رؤيته بشجاعة، ومؤصِّلًا لها تأصيلًا فكريًا عميقًا، يبين عن ثقافة رفيعة المستوى تعني كثيرًا وترتكز على مفاهيم الحرية والمساواة والعدالة والديمقراطية».

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول عبد الكريم البيضاوي:

    « …..الفيروس موجود في الخفافيش، وانتقل منها للإنسان”.
    بحسب المتخصصين الأوروبيين, هذا الأمر غير مؤكد لحد الساعة . إسم الفيروس ” كورونا ” يمكن القول أنه ” الإسم العائلي ” للفيروس لأنه يظهر على شكل ” تاج” ” كورونا ” باللغة الإسبانية. أنواع الفيروس المعروفة هي 10 أنواع , المشهورة منها نوعان ” سيرس ” و” سارس ” . هذا النوع الجدي ” كوفيد – 19 ” غير معروف . وبه يبلغ أنواع فيروس كورونا إلى 11 نوع.

    هم يقولون : ” ليس من المستبعد أن يكون الخفاش يحمل هذا النوع كذلك, لكن التأكيد بذلك 100 % لايوجد, هم لحد الآن لايملكون المعلومات الكافية لإجراء دراسات علمية مؤكدة في الموضوع.

    هذا فقط للتوضيح.

إشترك في قائمتنا البريدية