السيسي الإمام الشرعي لأنه أمير الجيوش الذي عزل السلطان.. والشعب المصري لا يبحث عن بطل بل عن أمل

حجم الخط
2

القاهرة ـ ‘القدس العربي’ أبرز ما نشرته صحف أمس الخميس 13 فبراير/شباط كان الزيارة التي قام بها المشير عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع ومعه وزير الخارجية نبيل فهمي لروسيا، ورغم أنها من الناحية التشكيلية جاءت ردا على زيارة مماثلة سابقة لمصر قام بها وزير الدفاع والخارجية الروسيان في شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وبحث الاتفاق على صفقة سلاح تم وكثر الكلام عنها، فانها تكتسب أهمية كبيرة لأنها أول نقطة ينفذها السيسي في برنامجه الانتخابي، وهي تنويع مصادر السلاح وعدم إبقاء الجيش المصري تحت رحمة التسليح الأمريكي.
صحيح أن مصر لن تتحول كلية نحو السلاح الروسي، وصحيح أيضا أن حجم الصفقة، كما يعلن عنها لا تتجاوز ثلاثين طائرة ميغ 29 وصواريخ دفاع جوي، لا يذكر بجانب أعداد الطائرات الأمريكية التي يملكها سلاح الطيران المصري، الا أن المغزى هو الأهم ويتمثل في إشعال الروح الوطنية المطالبة بعدم التبعية لأمريكا وتأكيد التحالف المصري السعودي الإماراتي ضد سياسات أمريكا، لتمكين الإخوان من حكم المنطقة، وذلك بتحويلهما الصفقة، خاصة ان الزيارة سبقتها زيارة رئيس الوزراء الدكتور حازم الببلاوي للسعودية، وزيارة رئيس الأركان الفريق صدقي صبحي للإمارات، وقبلها بيوم اجتمع عمرو موسى مع السيسي وصرح بأنه اخبره ترشحه، أي أن العملية مخطط لها من الناحية السياسية ليكون استقلال الإرادة السياسية بعيدا عن الهيمنة الأمريكية، واستعاده ذكريات كسر مصر احتكار السلاح بصفقة الأسلحة السوفييتية عام 1955، لإثارة حماسة المصريين الوطنية، أول ما ينفذه السيسي في برنامجه ووراءه دعم عربي.
وأشارت الصحف إلى اغتيال الإرهابيين ضابطا وجندي شرطة في الاسماعلية، وقيام عدد من الإخوان بقتل أمين شرطة وجرح آخر كانا يحرسان كنيسة العذراء في عين شمس بالقاهرة. وقرار حكومي بحظر استخدام التوك توك والموتوسيكلات لمدة عام، وتأجيل الدراسة في جامعة الأزهر إلى الثامن من شهر مارس/اذار لاستكمال أعمال الإصلاح في المباني، واستمرار الإضراب الجزئي للأطباء، وكذلك عمال المحلة. والى بعض مما عندنا:

الشيخ عادل نصر: رفضنا الخطاب
التكفيري لما فيه من مخالفات شرعية

ونبدأ بالمعركة الدائرة بين الإخوان المسلمين وجمعية الدعوة السلفية وحزبها السياسي (النور) ومن تابع هذه المعركة من بدايتها المبكرة أي حتى قبل ثورة يناير 2011 عندما نشأت جمعية الدعوة السلفية في الإسكندرية، ثم بعد الثورة وما تبعها من تشكيل حزب النور وحصوله على المركز الثاني في انتخابات مجلس النواب بعد حزب الإخوان (الحرية والعدالة) ومواقف كل منهما من القضايا المطروحة وحل المجلس بحكم من المحكمة الدستورية العليا، ثم موقفهم في انتخابات رئاسة الجمهورية ورفضهم من البداية تقدم أي مرشح إسلامي لها لإحساسهم بخطورة هذه القفزة، وإنها ستؤدي الى كارثة على التيار الإسلامي وبعدها تأييدهم لعبد المنعم أبو الفتوح في المرحلة الأولى وبعدها بروز الخلافات واتساعها مع الإخوان ورفضهم لسياستهم في الاستحواذ على الدولة وصدامهم مع كل قوى المجتمع، وهو ما أدى إلى تقدمهم بمبادرات لتحقيق المصالحة بين الإخوان والمعارضة، وهو الأمر الذي رفضه الإخوان ورحبت به المعارضة إلى أن انتهى الأمر بالمشاركة في عملية الإطاحة بالإخوان وبمرسي. هذه التطورات وما كان يرافقها من تغيرات من جانب قادة حزب النور وجمعية الدعوة السلفية والحرص على متابعتها وقراءة ما يكتبونه في جريدتهم أو يدلون به من أحاديث تكشف عن أننا أمام جماعة لم يكن لها أدنى علاقة بالعمل السياسي أو حتى القراءة في السياسة، سرعان ما بدأت تمتلك ناصية لا الفهم السياسي للواقع الذي تتحرك فوقه والقوى الموجودة عليه، وإنما امتلكت قدرا بارزا من الدعاء وسرعة التكيف في الحركة مع الثبات على مواقفها الشرعية الرئيسية وتفسير مواقفها استنادا إلى الشرع، بينما رأينا الإخوان الذين عملوا بالسياسة منذ نشأتهم عام 1928 وخاضوا تجارب عديدة ومتنوعة، إلى أن بدأوا يتغيرون مع مرشدهم الثالث المرحوم عمر التلمساني ويتعلمون العمل مع خصومهم التاريخيين وامتلكوا قدرا كبيرا من المرونة. لذلك فان ظاهرة جمعية الدعوة السلفية وحزبها النور جديرة بالدراسة وفي عدد جريدة ‘الفتح’ يوم الجمعة الماضي واصل الشيخ عادل نصر عضو مجلس شورى الجماعة إلقاء المزيد من التوضيح على موقفهم بالقول:
‘وكما كان موقفنا واضحا حاسما في رفض الخطاب التكفيري لما فيه من مخالفات شرعية وانحرافات منهجية وإحياء لمسالك أهل البدع والأهواء من الخوارج، كان موقفنا واضحا وحاسما كذلك في رفض خطاب العنف والإثارة والتهييج ودعوات الصدام والمواجهة الدموية، التي تصبح نتيجة طبيعية لإطلاق الأحكام بتكفير المسلمين من دون مراعاة الضوابط الشرعية. وكما بينا أن رفضنا لخطاب التكفير كان من منطلق ثوابتنا المنهجية وأصولنا الشرعية كذلك رفضنا للعنف والصدام فهو ليس تخاذلا ولا جبنا، بل مراعاة لاعتبارات تاريخية، ونعني هنا ‘تاريخ الصحوة’ حيث إن كل تجارب الصدام، باءت بالفشل وجلبت المفاسد العظيمة من سفك للدماء وإزهاق للأرواح بلا طائل، وتعطيل للدعوات وفتنة للعباد وتشويه للإسلاميين، كما رأينا في الستينيات والسبعينيات وأحداث 81 وأحداث التسعينيات هذا في مصر، أما عن أحداث الجزائر فحدث ولا حرج..! فهل يعقل بعد كل هذا أن نعيد نفس التجارب ونقع في نفس الفخ؟ فلو استجبنا إلى دعوات الحشود والمواجهة لتكرر سيناريو الجزائر بتمامه ولزادت الدماء ولضاع كل ما بين أيدينا وللفظ الشعب الإسلاميين جميعا ورماهم بـ’الإرهاب’. وقد رأينا ما حدث في عهد مرسي حين عين محافظا للأقصر من الجماعة الإسلامية فثارت الدنيا ولم تقعد ورفضه أهل الأقصر ولم يستطع أحد ان يمكنه من عمله حتى أعلن استقالته كل ذلك لأنهم لم ينسوا لهم تاريخهم الدموي وعملياتهم السابقة رغم أنهم أعلنوا رجوعهم وخطأهم واعتذارهم كما في مراجعاتهم. فالعاقل من أتعظ بغيره..!’.

حزب النور يبحث في الكتاب
والسنة عن مصالح البلاد والعباد

ونشرت الجريدة في العدد نفسه حديثا مع الدكتور أحمد شفيق عضو الهيئة العليا للحزب في محافظة الشرقية أجراه معه زميلنا علي منصور وألقى فيه أضواء أخرى علي موقفهم من الإخوان بقوله :
‘المكاسب التي حققها ‘النور’ من خلال المشاركة في خارطة الطريق أنه بين بوضوح أن هناك جزءا كبيرا من الإسلاميين ليس طرفا في المشكلة، ولكنه طرف في الحل وحافظ على الهوية الإسلامية في التعديلات الدستورية وأعلى مرجعية الشرعية في الدستور، ومنع وجود حاجز نفسي سميك بين الناس وبين الإسلاميين، مما حافظ بدوره على الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى، حيث إن هذا الحاجز كلما زاد منع الناس من سماع الموعظة وعدم قبول الدعوة، كما منع من وقوع حرب أهلية في البلاد.
أما بالنسبة لإضعاف الإسلاميين من خلال المشاركة فهذا لم يحدث، والحقيقة أن المشاركة كانت محافظة على ما تبقى من قوة الإسلاميين في المجتمع، والإخوان المسلمون هم السبب حقيقة في إضعاف الإسلاميين وقلة شعبيتهم من خلال ممارستهم فترة الحكم والممارسات التي قاموا بها بعد عزل الدكتور محمد مرسي وعدم سماعهم لنصح الناصحين والتمسك برأيهم فقط، سواء أكان صحيحا أم خطأ فهم من اضعفوا التيار الإسلامي بذلك، أما حزب النور فيبحث في الكتاب والسنة عن أقرب القرارات للشريعة ولمصالح البلاد والعباد’ .

فتوى الشيخ صبرة القاسمي تثير جدلا

وإلى اخوتنا في التيار الإسلامي ومعاركهم وما يصدر عنهم كهذه الفتوى التي أصدرها الشيخ صبرة القاسمي رئيس الجبهة الوسطية بأن السيسي هو الإمام الشرعي. ونشرت جريدة ‘الشرق’ التي تصدر كل ثلاثاء عن شركة أونست للعقارات تحقيقا في صفحتها الخاصة عن هذه الفتوى أعده زميلنا أحمد الجدي بسؤال القاسمي نفسه قال:
‘الهدف من قوله هذا الأمر هو الرد على الإخوان بالدين كما يروجون لأكاذيبهم التي لا يستطيع البسطاء الرد عليها بالدين أيضا، المشير السيسي توافرت فيه شروط الإمام الشرعي وفقا للفقه الإسلامي القديم الذي اعتبر أمير الجيوش الذي يخرج عن السلطان ويولي بدلا منه سلطانا آخر إماما شرعيا فما بالك بأن المشير السيسي قد عزل مرسي وعين المستشار عدلي منصور وبموافقة الشعب المصري، فهذا الأمر يجعله اماما شرعيا وفقا للفقه الإسلامي الجديد، ووفقا لمعايير الديمقراطية الحديثة الملتزمة بالإرادة الشعبية’.

الشيخ الشبراوي: دار الإفتاء المصرية
فقط لها حق إصدار الفتاوى

وعلى الجانب الآخر رد الشيخ محمد عبد الخالق الشبراوي شيخ الطريقة الشبراوية الخلوتية على هذه الفتوى قائلا: ‘الجبهة الوسطية ليس لها أن تفتي في الدين فهؤلاء ولدوا من رحم حزب الحرية والعدالة الباطل الذي تدعمه أمريكا وأتي بالتزويد لحكم مصر وبالتالي فهم لا يصلحون لإصدار مثل تلك الفتاوى التي تتعارض مع صحيح الدين، وعلي الرغم من ذلك فالجميع يعلم مدى حبي وتقديري للمشير عبد الفتاح السيسي.
ثانيا قال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم من خرج عن الامام مات ميتة الجاهلية، فأين الامام ونحن والعالم أجمع في انتظار السيد المهدي المنتظر والمخلص سيدنا عيسى عندما يقتل المسيح الدجال، وعلى هذا فلابد من قاضي القضاة أن يتصدر لهذه الفتوى لأنهم يريدون بها بلبلة الرأي بهذا الكلام ودار الإفتاء المصرية هي المنوط بها إصدار الفتاوى وليس أي شخص أو جهة’.

ود. ناجي الشهابي يتفق
مع فتوى الجبهة الوسطية

وفاجأ الدكتور ناجي الشهابي رئيس حزب الجيل الديمقراطي الجميع بتقبله لتلك الفتوى وقال: نعم أتفق مع الجبهة الوسطية في اعتبارها، ولنا في التاريخ أسوة وقدوة، فالشيخ الجليل عمر مكرم عزل الوالي الشرعي المعين من قبل الخليفة العثماني وعين القائد العسكري محمد علي واليا على مصر باسم الشعب وهذا ما يؤكد صحة الكلام الذي قالته الجبهة الوسطية.

رصد فتاوى التكفير والرد عليها

وننتقل إلى ‘آخر ساعة’ وتحقيق زميلتنا الجميلة آية فؤاد عن فوضى إصدار الفتاوى الذي جاء فيه: ‘قامت دار الإفتاء من جانبها بالقيام بمبادرة يتم من خلالها التصدي لفتاوى الإرهاب والتطرف، وذلك عن طريق إنشاء مرصد تابع للدار يتم من خلاله رصد فتاوى التكفير والرد عليها.
ويتركز دور المرصد بدار الإفتاء في جمع الفتاوى المتشددة في العديد من المصادر والوسائل الإعلامية للرد على ما جاء بها من مغالطات إعلامية، ويتابع المرصد بصفة يومية مقولات وفتاوى التكفير في جميع وسائط التواصل المقروءة والمسموعة والمرئية وعلى شبكة الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، ويقدم المرصد عددا من البيانات والأحاديث الصحافية، وذلك لضمان تقديم خطاب ديني وسطي مستنير وتناول إعلامي سليم وصحيح بعيد عن الإثارة والتشويه.
وأوضح الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية أن المرصد الذي انشأه دار الإفتاء رصد خلال الأسبوع الأول من تدشينه قرابة 320 فتوى شاذة وتكفيرية يجري تفنيدها والرد عليها بأسلوب علمي لتصحيح المفاهيم المغلوطة عن الدين. ان تلك الفتاوى ضالة ومضللة وهي بمثابة مصدر خطورة على المجتمع ولابد من التصدي لها وتوصيل نتاج المرصد إلى الجمهور في الداخل والخارج.
ومن أخطر الفتاوى التي قام المرصد بالرد عليها تلك المتعلقة بمسألة التفجيرات والعمليات الاستشهادية وتحرير مفهوم الجهاد. واوضح المرصد في بيان له إن الجهاد لابد أن يكون تحت راية الدولة وبموافقة ولي الأمر لأنه كانت هناك جماعات وفرق تدعو للجهاد في شكل أعمال تكفيرية وتفجيرية وانتحارية وتلصق الأمر بالدين وهو براء من ذلك.
إن ادعاء أنصار بيت المقدس الجهاد في سبيل الله اجتهاد خاطئ لأن من يحمل السلاح ويريق الدماء ويحرض ويشارك في العنف مفسد وخارج على إجماع الأمة. ان فتوى قتل المشير السيسي وفتاوى تحريم الاستفتاء تدخل في نطاق الدعاوى والفتاوى الشاذة والباطلة’ .

على الرئيس أن يملك موهبة
اتخاذ القرار الصائب في الوقت المناسب

والان إلى أبرز ردود الأفعال على إعلان زميلنا وصديقنا حمدين صباحي ترشحه لانتخابات الرئاسة أمام المشير عبد الفتاح السيسي وسبحان ربك مقلب القلوب ومغير الأحوال من حال إلى حال فقد أصبحت المنافسة الآن بين أثنين جذورهما السياسية موحدة وخلفها ظل خالد الذكر .
ولذلك قالت يوم الأحد زميلتنا الجميلة في ‘الأخبار’ فاتن عبد الرازق ـ ناصرية: ‘أتمني أن يتمتع رئيسنا القادم ‘بالكاريزما’ العالية للزعيم عبد الناصر وبحكمة ودهاء السادات، وأن يملك فن وموهبة اتخاذ القرار الصائب في التوقيت المناسب.. أتمناه رجلا يستطيع أن يوحد الشعب والجيش والشرطة في منظومة حب وانتماء للوطن، تزيل ما صنعه التحزب والفرقة وحكم الإخوان من آثار سلبية.. وأن يتمتع بالصلابة التي تمكنه من إعادة الأمن والاستقرار باعتبارها الركيزة الأساسية لتحقيق انطلاقة اقتصادية توفر الرخاء الذي يستحقه شعب مصر’.

من حق حمدين أن يرشح
نفسه ويعرض برنامجه

وفي جريدة ‘الكرامة’ لسان حال حزب حركة الكرامة قالت في يوم الأحد نفسه جميلة أخرى هي زميلتنا نهال عهدي ـ ناصرية: ‘لا اعرف ولا أفهم لماذا قامت الدنيا ولم تقعد عندما أعلن حمدين صباحي نيته في الترشح للانتخابات الرئاسية إذا كلفه الثوار بذلك، وانه لن يشق الصف وسيؤيد المشير عبد الفتاح السيسي إذا قرر الترشح للرئاسة وكان برنامجه السياسي يعبر عن ثورتي 25 يناير و30 يونيو. ما العيب أو الخطأ في ما قاله حمدين حتى تنهال عليه اتهامات الخيانة وانه من الطابور الخامس و’ايش جاب لجاب’. وتنطلق الأقلام والحناجر والخناجر لتمزق الرجل الذي حصد ما يقارب خمسة ملايين صوت في الجولة الأولى من انتخابات 2012 وتعاملنا معه كبطل شعبي. من حق حمدين أن يرشح نفسه ويعرض برنامجه ومن حقك ان ترفضه وتنتقد ما يطرحه وتنتقد غيابه وبطء حركته بعد الثورة، تتهمه بالبعد عن الشباب وانه لم يطور التيار الشعبي ولم يسع لتجميع الأحزاب في جبهة الإنقاذ لحزب قوي كل هذا من حقك. لكن ما ليس من حقك ولا حقي ان تجرد الرجل من كل تاريخه السياسي وتتجاهل وقوفه في وجه الإخوان وانحيازه الكامل لثورة الثلاثين من يونيو/حزيران. هل موقفك هذا رفض لحمدين وهل هو نفس الموقف لو كان منافسه مثلا عبد المنعم أبو الفتوح؟’.

سيختار المصريون رئيسهم
بالتصويت في صناديق الانتخاب

ثم نعود لـ’الأخبار’ يوم الثلاثاء لنكون مع زميلتنا الجميلة نهاد عرفة ـ ناصرية ـ ونقرأ لها قولها عن حمدين:’ترشحه يضعنا على طريق الديمقراطية بانتخابات تنافسية حقيقية ويخرس الألسنة الخارجية الرافضة لترشح المشير عبد الفتاح السيسي، وبفوز المشير عبد الفتاح السيسي بانتخابات الرئاسة، وهذا هو المتوقع، سيغلق الباب نهائيا أمام كل من تقول بهتانا وزورا بأن ثورة الثلاثين من يونيو كانت انقلابا، لأنه سيفوز في انتخابات حقيقية وليس استفتاء، وستشهد مصر مرحلة جديدة ورائعة في التحول الديمقراطي. وأنا علي يقين بان الشعبية الجارفة للمشير عبد الفتاح السيسي سيقابلها بالدرجة نفسها برنامج قوي يحقق طموحات الشعب.
كما أنني علي يقين بأن حمدين صباحي سيقدم أيضا برنامجا قويا لتحقيق طموحات المصريين ومع البرنامجين سيكون الفائز هو الشعب المصري وسيصبح قادرا حتى البسطاء منه على المقارنة بين البرنامجين وسيختار الشعب المصري رئيسه بالتصويت في صناديق الانتخاب، وسترى مصر خلال السنوات القادمة احلى وأجمل سنوات منذ عهود طويلة حتى لو كانت هذه السنوات ستحملنا الكثير من الصعاب’.

حمدين ليس مرشحا
لتجميل الصورة فقط

ونترك الناصريات الجميلات لنتجه إلى ناصري من الجنس الخشن وهو زميلنا محمد هشام وقوله يوم الأربعاء في ‘التحرير’:
‘… حمدين ليس مرشحا لتجميل الصورة هو مرشح بجد وحقيقة له شعبية اهتزت وتراجعت ممكن حصل لها اختراق وخلخلة من أصحاب المصلحة، لكن الرجل يقف وراءه تيار شعبي بغض النظر عن أن هذا اسم لكيان افتراضي يحتاج إلى مزيد من العمل الجماهيري من الناس التي آمنت بخطابه الموحي بالصدق في الانتخابات السابقة، بجانب رصيده في الشوارع والبيوت من نضال حقيقي ثلاثين سنة وأكثر، وهو نضال يمكن أن نختلف او نتفق حوله أيضا لكنه نضال في كل الأحوال’.

طوق نجاة الانتخابات القادمة

والى ناصري آخر هو محمد بيومي رئيس حزب الكرامة السابق وقوله في اليوم نفسه في ‘المسائية’ الحكومية التي تصدر عن مؤسسة أخبار اليوم:
‘القرار الشجاع الذي اتخذه المناضل حمدين صباحي القى بطوق النجاة للانتخابات التي أرادها البعض عودة للوراء ما قبل ثورة يناير/كانون الثاني عندما كانت الانتخابات الرئاسية شكلية على شكل استفتاء على شخص واحد، وأتصور أن المشير السيسي يريدها انتخابات رئاسية تنافسية حقيقية يتمكن فيها الشعب المصري أن يكون اللاعب الرئيسي’.

لا قيمة للحرية إذا لم
تكن قابلة للممارسة والاختيار

ثم نترك الناصريين إلى غيرهم في اليوم نفسه ـ الأربعاء ـ ونتجه إلى زميلنا وصديقنا في ‘الأهرام’ صلاح منتصر وقوله في عموده اليومي المتميز ـ مجرد رأي: ‘على عكس الذين حاولوا تكسير مجاديف حمدين صباحي الذي كان أسبق من اعلن ترشحه لرئاسة الجمهورية فأنني أحييه بشدة على قراره.
أولا: لأنه بذلك يؤكد أنه لا قيمة لأي حرية إذا لم تكن قابلة للممارسة والاختيار.
ثانيا: لأن الرجل صاحب تجربة جنى فيها أكثر من خمسة ملايين صوت في الانتخابات السابقة، مما يعني أن هناك من أيدوه فعلا من قبل حتى إن بدا أن التجربة هذه المرة مختلفة.
ثالثا: لإيمانه بأن لديه برنامجا يستطيع أن يتقدم به ويقنع به الناخبين سواء كانوا متحمسين له من قبل أو الذين يفكرون في ضرورة ألا تقع مصر تحت تأثير مرشح واحد لأن ذلك يضر أكثر مما ينفع.
رابعا: لأنه من الضروري على من اختار السياسة عملا أن يثابر في طريقه بلا يأس وحمدين أكبر نموذج لمن اختار العمل بالسياسة بعد أن حورب بسبب عقيدته الناصرية من الحصول على حقه في العمل بوظائف الدولة’.
وقد أكمل زميلنا وصديقنا الرسام الموهوب جمعة فرحات ناصري بالرسم كلام صلاح بأن أخبرنا في ‘الفجر’ أنه كان على أحد المقاهي وسمع أثنين يقول أحدهما للثاني:
أنا لو من المطبلاتية والمنافقين للسيسي أروح اشكر حمدين صباحي لأن ترشحه هيخليها انتخابات بجد.

تعذيب البشر في ظل الوضع
المستجد غدا خبرا عاديا!

وننتقل الان الى ‘الشروق’ عدد يوم الاربعاء ومقال الكاتب فهمي هويدي الذي عنونه بـ” كلهم شركاء في الجريمة’ والذي يقول فيه: ‘لابد أن يدهشنا أن تعذيب البشر في ظل الوضع المستجد غدا خبرا عاديا في وسائل الإعلام المصرية، بحيث ما عاد يفاجئ القارئ ولا يحرك شيئا لدى منظمات حقوق الإنسان، في حين يقابل بصمت وعدم اكتراث من جانب الأجهزة الأمنية، وبمضي الوقت صار الأمر مألوفا وأصبح القارئ يطالع أخبار التعذيب بعين ناعسة، وكأنه يقرأ إعلانات أفلام الموسم.
خلال الأسابيع الأخيرة ظلت بعض الصحف والمواقع الإلكترونية تتحدث عن أخبار التعذيب التي ينقلها الآباء والأمهات ويتحدث عنها المحامون، ذلك أنه بعد أحداث 25 يناير/كانون الثاني بوجه أخص التي قتل فيها أكثر من مئة شاب وفتاة، وتم اعتقال نحو ألف شخص ارتفع منسوب القصص المنشورة، وهي التي ما برحت تروي عذابات الشباب والفتيات الذين تم اعتقالهم وجرى إيداعهم في مراكز الشرطة أو معسكرات الأمن المركزي، وعذابات الأهالي الذين يهانون أمام السجون حين يتوجهون لزيارة ذويهم، ويظلون يبحثون عنهم مرة في أبو زعبل ومرة ثانية في طرة وثالثة في سجن العقرب… إلخ، أما المحامون فلم يكونوا أفضل حظا من غيرهم، لانهم بدورهم لم يسلموا من الإهانة والتنكيل حين يتوجهون للقاء موكليهم. الأمر الذي يصور المدى الذي وصلت إليه استباحة كرامات البشر، وفي الوقت ذاته فإنه يعطى انطباعا قويا بأن الأجهزة الأمنية أطلقت أيديها في التعامل مع المعتقلين بدون حسيب أو رقيب. في استعادة لفظاظة وجموح سلوك الشرطة في عهد مبارك والعادلي.
أحدهم خالد السيد نشرت له بوابة يناير وصفا لرحلة العذاب والترويع التي تعرض لها بعد القبض عليه. قال إنه وزميل له (ناجى كامل) أودعا قسم الأزبكية، الذي وصفه بأنه سلخانة، حيث كان التعذيب مستمرا فيه طوال اليوم، وضعوهم في غرفة صغيرة حيث ظلوا يسمعون منها صراخ المعذبين الذين كان ينقل إليهم الهلع والرعب…. في سجن أبوزعبل التقى خالد شبابا أجبروا على الوقوف 16 ساعة متواصلة في قسم الأزبكية. ومن حل عليه التعب منهم كان يضرب ويشتم هو وأهله. حتى مرضى السكر والضغط حين يقعون مغشيا عليهم كانوا يجبرون على الوقوف بمجرد إفاقتهم….
أضاف خالد السيد في رسالته المنشورة انه يوجد في سجن أبوزعبل عشرات المعتقلين منذ شهر يناير وهؤلاء يعذبون بشكل دوري، ولا يعرف عنهم أحد أي شيء، لا أهاليهم ولا محاموهم. علما بأن إدخال الأدوية للمحبوسين ممنوع حتى بالنسبة لأصحاب الأمراض المزمنة، ومن رابع المستحيلات ان يستدعى طبيب السجن لأي مريض، أو يحال المريض تحت أي ظرف إلى مستشفي السجن لإسعافه…
هذه واحدة من عشرات الشهادات الموجودة على شبكة التواصل الاجتماعي، التي لم تحرك شيئا لا لدى منظمات المجتمع المدني الحقوقية أو غير الحقوقية، ولا لدى وزارة الداخلية التي لم تكترث لا بالتحقيق في الوقائع المنشورة ولا في تصويب المعلومات أو حتى تكذيبها، أو الاعتذار عنها، ربما باعتبار أن المعلومات المذكورة أصبحت أمرا عاديا لا تستحق شيئا من ذلك. من كان يتصور أن يكون ذلك مصير شباب الثورة؟ ومن يصدق أن تقف كل مؤسسات الدولة متفرجة على ما يجري؟ وهل يمكن ان تكون تلك من سمات مرحلة ما بعد 30 يونيو. ومقدمات الرئاسة الجديدة؟ ــ انني اترك لغيري أن يجيب، لكن ما استطيع قوله إن ما جرى ويجري لأولئك الشباب جريمة تلوث بالعار صفحة كل الذين يتصدرون المشهد السياسي الراهن في مصر، ولا استثني منهم أحدا’.

من يريد الخير لمصر فليكف يده عن شبابها

ونبقى في ‘الشروق’ ولكن عدد امس الخميس ومع الكاتبة اهداف سويف وخطابها الى الاستاذ محمد حسنين هيكل الذي تقول له فيه: ‘أستاذنا الكبير، تحياتي وسلامي، وبعد..
نفيتم أكثر من مرة أنكم تكتبون البرنامج السياسي للمشير عبدالفتاح السيسي، وفي ‘صالون التحرير’ ــ حسب ‘الشروق’ يوم الثلاثاء ــ ‘قالوا إنني أكتب البرنامج الانتخابي له، هل يمكن لأي أحد أن يكتب إن شاء.. المفروض أن يضع هو البرنامج بنفسه’. ومن المفهوم طبعا أن حضرتك لن تكتب إن شاء، ولكن أي مرشح انتخابي يضع برنامجه متفاعلا مع رؤية ونصائح من يثق فيهم، ومن المؤكد أن رأيكم ورؤيتكم من أهم ما يؤثر في المشير إن لم يكن أهمها على الإطلاق.
أستاذنا، معروف عنكم أنكم تثمنون تعددية الأصوات ووجهات النظر في المجال العام، وينتشر الحديث اليوم عن وقوفكم الفعلي في حماية بعض ‘بؤر’ هذه التعددية، وربما يكون هذا هو الذي يُبقي مساحة ــ محدودة ومهددة، لكنها على أي حال إلى الآن مفتوحة ــ في الإعلام لخطاب يتحرك على محور مغاير للخطاب السائد. وفي هذا الإطار أتمنى أن يتسع صدركم لبعض التساؤلات والملحوظات أثارتها عندي قراءة تقرير صالون التحرير.
(1) صَعُب عليّ فهم مقولة اننا ‘قبل أن نقف على طريق المستقبل يجب ألا نتحدث أو نسأل عن اتجاه المسيرة’.
المستقبل مفروش أمامنا ــ أو بالأصح أمام الأجيال الشابة ــ كالأفق، أي اتجاه تمشى فيه ستصل إلى المستقبل. السؤال هو ‘أي مستقبل سنصل ــ أو سيصلون ــ إليه؟’ يعني هناك مستقبل، مثلا، يحافظ على الشكل الذي نحن عليه منذ أربعة عقود أو يزيد، فتكون التحسينات الجزئية والسطحية لأحوال عامة الناس، وتعالج فيه المشكلات بدرجة تسمح بنوع من الاستقرار والاستمرارية للشكل الذي هو في مصلحة قلة قليلة قريبة من مركز الحُكم، مع تشديد قبضة الأمن وعقوبات الاحتجاج بأنواعه. وهناك مستقبل آخر، مثلا، فيه يفسح المجال لتفعيل وتمكين طاقات الناس وإرادتهم، فينتجون حلولا مبتكرة وجذرية لمشكلاتهم، وهو مستقبل يفتح الباب لحدوث تغييرات كبيرة في المجتمع، ويوجب انحسار دور المؤسسة الأمنية وابتعادها عن مجالات السياسة والرأي. وهناك ‘مستقبلات’ أخرى ممكنة، وأتصور أن اختيار أي المستقبلات نريد يحدد الاتجاه الذي نمشى فيه. فإذا كان الشخص ‘ا’ يرى أن الطريق الذي يجذبه إليه الشخص ‘ب’ يوصل إلى مستقبل غير الذي يريده أليس له أن يتساءل بل أن ‘يحرن’ ويرفض الاستمرار إلى أن يتوافق الاثنان، وبوضوح؟
(2) ‘الشعب المصري لا يبحث عن بطل لكنه يبحث عن أمل’
معكم كل الحق، فالشعب المصري اكتشف في يناير 2011 انه لا يحتاج إلى بطل، واكتشف أنه يستطيع أن يدبر أموره بنفسه، وأنه ليس قاصرا أو عبيطا، وللأسف للأسف للأسف لم تنتزع له المجموعات التي ‘مثلته’ أمام المجلس العسكرب حق إدارة أموره بنفسه، ولم يتح له رئيسه المنتخب، محمد مرسب، أن يدير شؤون نفسه، ثم جاءت أحداث يوليو/تموز 2013، مع إحباطات الشهور التي سبقتها، مع سوط الخطاب الإعلامي، فأعيد إنتاج الشعب الباحث عن بطل. وقد وجده، وجد البطل الذي يعده بالحماية وبـ’الحنان’، ووجد معه الأمل ــ والأمل ما زال ذلك الأمل الذي عبر عنه في يناير: الأمل في الحياة الكريمة. والحنان بالأفعال وليس بالكلمات، فإن وفر البطل للشعب الحياة الكريمة استقر الشعب في كنف البطل، وإن لم يوفرها البطل خرج الشعب مرة أخرى حاملا مسؤولية نفسه يبحث عنها وعن الأمل…..
(5) الأجيال الجديدة ‘مظلومة فهي لا تعرف حقائق العالم، هذا الشباب جزء كبير من جموحه إن محدش بيكلمه، سايبه، بيكلم نفسه.. هم مضطرون أن يكلم بعضهم بعضا لأن محدش بيكلمهم لا فيه قيادة ولا حكم ولا أحزاب ولا جماعات ولا مثقفون بيكلموهم كل واحد بيكلم نفسه’….
ان الشباب لا ينتظرون أن يحدثهم مثقفون أو أحزاب أو قيادات، فهم سئموا حديثنا وخاب ظنهم فينا وما يريدونه منا الآن هو الابتعاد لكي يحاولوا هم إصلاح ما أفسدناه نحن.
(6) ‘الحلول عند الشعب’
فعلا. والشعب في الواقع هو الشباب. والمستقبل له وليس لنا. الماء والغذاء والطاقة هي المشكلات الكبيرة القادمة للعالم أجمع. والشباب في العالم أجمع يحاول مواجهتها. تعلمون أن العالم كله الآن يموج بحركات الشباب يبحث عن نظام بديل يتيح له، وللأرض، الحياة. وشبابنا جزء من هذا المد.
كل هذا، سيدي، لأطلب منكم ــ في النهاية ــ أن تنصحوا من تنصحون: من يريد الخير لمصر فليكف يده عن شبابها، فمن يعادي شباب بلده ويقتله ويحبسه ويعذبه ويجرحه ويهينه ويحبطه ويثبط همته إنما يعادى بلادنا نفسها ويعادى مستقبلها الممكن. أصبتم تماما أستاذنا، حين قلتم إننا على مفترق طرق، نكون أو لا نكون. الأخطار التي تتهدد كوكبنا الأزرق البديع لم يسبق لها مثيل، والأقدر على مواجهة هذه الأخطار هم من سوف يحيون في هذه الأرض بعدنا، فلنفسح لهم المجال، وليكن إسهامنا في المجال السياسي في بلادنا الآن هو حمايتهم ــ فقط حمايتهم’.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول علي:

    لست مصريا ولكني هل يلزم إغلاق معبر رفح في كل مرة يسافر فيها السيسي حتي يكون في مأمن من انقلاب ضده .
    ما ذنب أخواننا في فلسطين من الحصار المفروض عليهم .

  2. يقول Abdelsalam M Abdelrhman:

    المعادلة القائمة في مصر=النظام الأنقلابي الحاكم في مصر= (الفاشلون وهي الأحزاب المهزومة والفاشلة في كل الأستحقاقات الأنتخابية) + (الفاسدون وهم رجال الأعمال -مصاصي الدماء-الذي تربوا وكبروا وحمع أموالاهم بالطرق الحرام ومن دماء ابناء الشعب المصري)+ (المنافقون والكذابون وهم الأعلام المصري الضلالي بمختلف أشكاله)+ (أبناء مسيلمة الكذاب وهم أصحاب اللحى القائمين بأدوار المشايخ ورجال الدين والأئمة الذين يريدون تغيير قواعد دين الله)+ (البلطجية وهم الادوات القذرة التي يستخدمه الأعلام والأجهزة الأمنية بمسميات المؤيدين للنظام والمواطنين الشرفاء- طبعاً الشرف منهم براء)+ (العسكر وهي الفئة التي نمت وكبرت على استعباد العباد والولاء للأعداء ولم تنتصر بحرب واحدة في تاريخها- طبعاً هم كذبوا على شعبهم وقالوا إنتصرنا في حرب أكتوبر، ولكن العالم كله يعرف عكس ذلك-)+(الداعمون والكارهين لقيام أي ديمقراطية حقيقية عربية من أعداء الأمة ومن الأنظمة العربية القمعية الخائفة على كراسيها)+ (قطاعات من أبناء الشعب المصري البسيط-الجهله-، والأقباط، ودعاة العلمانية والليبرالية الذين لا يعرفون عن معانيها شيء). بصراحة هذه هي مكونات معادلة الأنقلاب في مصر.

إشترك في قائمتنا البريدية