على كفوف الراحة
لميس الحديدي، وجارها بالجنب إبراهيم عيسى، أخذا عبد الفتاح السيسي على ‘كفوف الراحة’، وكذلك فعلت ‘زينة’، وهي ‘زينة’. لكن الفارق الذي لم يلحظه المشاهد العادي هنا راجع للعمل الاحترافي الذي قامت به ‘زينة بازجي’، والطريقة البلدي في الاحتفاء بالضيف من جانب لميس وجارها بالجنب، فالأسئلة متواضعة ومتهافتة. والإجابات تحتاج إلى استفسارات لا تُطرح، كما أن من إجابات السيسي ما يمثل صدمة لتواضع قدرات الرجل، ومع هذا قابلتها لميس بابتسامة بلهاء، تصنعت الإعجاب بشخصه، وكادت تهتف لهذه الفتوحات الربانية!
فالسيسي قام بحل كل مشاكل مصر المستعصية ‘بجرة لسان’، وعقب كل ‘كوبليه’ تتذكر لميس ما قالته ‘أمينة’، التي هي من ضاحية ‘مصر الجديدة’، فستدعي لفمها الابتسامة سالفة الوصف التي تدفع المرء لأن يصوم عن الزاد ثلاثة أيام بلياليهم قرفاً!
السيسي قام بحل مشكلة البطالة بألف سيارة، يملكها ألف شخص، ويعمل عليها ثلاثة آلاف نسمة، ويتم شراؤها بالتقسيط من أحد البنوك، وتذهب لسوق العبور تشتري البضاعة بالجملة وتبيعها بالقطاعي. وبالرغم من أن الفكرة لثلاثة آلاف بني أدم، إلا أن صاحبنا حل بها مشكلة 12 مليون عاطل. ومع هذا أطلقت لميس ابتسامة عريضة قامت باستدعائها من بين الأنقاض.
والسيسي قام بحل مشكلة الفقر في مصر بتقسيم رغيف الخبز إلى أربعة. ولم يقل ماذا نصنع به عندما تتم قسمته على هذا النحو؟ هل ندعو الجيران للفرجة عليه ومشاهدته صريعاً، أم نتركه هكذا ونغادر للعمل بعد أن نلقي عليه نظرة الوداع، ونعود في آخر النهار فنجده وقد تكاثر، بعد أن مكنا أطرافه الأربعة من الزواج، والمعاشرة الزوجية، وهو ما لم يتحقق في حال بقاء الرغيف صحيحاً. ومع هذا فقد ابتسمت لميس ابتسامتها العريضة.
والسيسي حل أزمة الوقود والمرور بأن اقترح على كل أربعة أشخاص ركوب سيارة واحدة. ولم يعلم سيادته، أن الناس تحشر في حافلات هيئة النقل العام، وفي مترو الأنفاق، وفي سيارات السرفيس، فوق بعضها، ولم يحل هذا أزمة المرور أو أزمة الوقود. وابتسمت لميس ابتسامة من اكتشفت أن الرغيف المصري يلد ولا يبيض!
والسيسي حل أزمة الكهرباء المستعصية على الحل، باللمبات الموفرة، مع أن هناك أجهزة أخرى تعمل بالكهرباء، كالثلاجات والمكيفات والغسالات. فلم تعد الكهرباء فقط مصدراً للإنارة كما كان الحال عليه عقب اكتشافها. ومع تواضع الحل فقد ابتسمت لميس ابتسامتها إياها، على نحو جعلني لا أتوقف عن الدعاء على ‘أمينة’ وكل سكان ‘مصر الجديدة’ وعلى ‘البارون امبان’ باني ‘مصر الجديدة’ بأن ينكد الله عليهم.
صمت السيسي
‘ زينة’ لم تأت للسييسي على قاعدة الاستقلال، فالمستقلون لا يسمح لهم بمحاورة السيسي، لذا فقد احتشدت مهنياً لتبدو مستقلة شكلاً، والفارق بين السؤال الاحترافي وسؤال لميس الحديدي، هو في الصياغة، وفي عدم الإسراف في رد الفعل الاحتفالي.
لميس وصفت صمت السيسي بالبلاغة والعمق، والصمت البليغ لا يكون حيث يكون مطلوباً من المرء أن يتكلم، فما رأيكم لو أخذنا بالوصف، وجلسنا أمام الشاشة حيث جميل عازر يبشرنا بأنه سوف يقرأ نشرة الأخبار ثم يصمت، المدة المقررة للنشرة، ثم يغادر، فما رأيكم في صمته!
صاحبهم لديه مشكلة في الاستيعاب السريع للأسئلة، فتبدو الإجابة الواحدة على السؤال الواحد متناثرة، ومن كل فيلم أغنية، مع أنه قد يكون قد أخذ وقته من الصمت، ومن الإجابة بحركة اليدين قبل أن يتكلم.
الصمت فسرته لميس بالعمق، وفسرته ‘زينة’ بالتأثر الإنساني. ففي مقابلة صحافية مع مذيعة ‘سكاي نيوز’ قالت إن السيسي عبر عن ألمه لعدم قدرته على التواصل مع شباب ثورة 25 يناير. وأضافت: ‘شعرت بأن ذلك ما يقلق المشير ولدرجة أنني عندما سألته عن الموضوع أطرق صامتاً لحظات طويلة’.
بعض المشاهدين فسروا إجاباته التي لا علاقة لها بالسؤال على أنها هروباً، مثل سؤال ‘زينة’ حول تفسيره لكونه يحمي الإسلام ؟ فتلعثم السيسي وانتقل هارباً للحديث في موضوع آخر، إذ تحدث عن الصين وألمانيا.
هذه الطريقة في الرد، حدثت مع أسئلة أخرى ولم يكن هروباً، ولكن لعدم الاستيعاب من ناحية، ولعدم إجادة الحديث من ناحية، ولافتقاده القدرة على المناورة وهي ما تميز من يعمل بالسياسة من ناحية أخرى.
فقد طلبت منه لميس أن يتكلم عن أبنائه، وإذا به يذكر أن احدهم يعمل بالمخابرات العامة، والآخر يعمل في الرقابة الإدارية. وربما تذكر كثيرون عندما التحق ابن الرئيس محمد مرسي بوظيفة متواضعة بمطار القاهرة، فقد كانت الضجة الإعلامية التي أثيرت حول الموضوع سبباً في تركه للوظيفة.
نعلم أن التعيين لا بد أن يكون قد جرى وفق قواعد المحسوبية، لكن كان يمكن والأمر بيده ألا يُطرح مثل هذا السؤال قبل التصوير، فاذا طرح أمكن تداركه في المونتاج. أو أن يقول مثلاً إن أبناءه كانوا متفوقين في دراستهم فتم قبولهم وفق قواعد النبوغ العلمي، ولن يطالبه أحد بتقديم شهادات تخرجهم في الجامعة.
وكان يمكن للسيسي، أن يقول إنهم تقدموا لشغل الوظائف المعلن عنها في ‘الصحف ومن وراء ظهره، وحرصوا على استبعاد لقب السيسي من البيانات، وأن مهنة الأب لم تكن مطلوبة في الأوراق. وأنه فوجئ بتعيينهم من وراء ظهره وغضب ونام ليلته بدون عشاء، ولأن له في الرؤى باعترافه، فيمكنه أن يقول إنه شاهد في المنام شخصاً يلبس أبيض في ابيض، وينزل عليه من السماء، ويقول له بصوت جهير: ‘أنا الناموس’.. ‘ لا تغضب يا عبد الفتاح’. ‘وإذا غضبت فسوف أخذ منك الساعة الأوميجا’.
صحافي من مصر
[email protected]
سليم عزوز
الف تحية و شكر للأستاذ سليم عزوز المحترم ـ لقد وصفت السيسي و ضحالة فكره بطريقة ابداعية. وتأكيد لكلامك ما قرأته اليوم من ان طبيباً استشارياً في الطب النفسي قد حلل شخصية السيسي وقال: “أنه شخصية نرجسية، فضلاً عن أنه ديكتاتور ضحل فكرياً، يسعى ليقدم نفسه على أنه المنقذ والمخلص للبلاد وهذا على عكس حقيقته. – ومن خلال حواراته بدا أنه لا يملك سوى ورقة الإقصاء و الورقة الأمنية …… وهاتان الورقتان أساس شعبيته، حيث يقدم نفسه على أنه قاهر الإخوان أو مخلص الدولة من الإخوان”.
كلامك بلسم أستاذ سليم
One of the best Mr. Azzooz, best regards
الإشراقة التي تطل علينا من القدس العربي وتمسح كمد قلوبنا وتشفي غضبنا على حال مصر في عصر الانقلابيين هي تطواف الأستاذ سليم بنا بين القضايا المصرية والوضع ولكن بطريقة تسري بها عن نفوسنا ولا أريد أن أزيد في المدح ولكن ما يقلقني هو تحول الأستاذ سليم من إعجابه المعهود بالمذيعة جمانا نمور إلى زينة يازجي.
سؤال بسيط استاد بينت ان هناك قصورا وضعفا في الاستعاب عند السيسي.فهل كانت لدى مرسي اي صفة من هده السيمات التي تتحدث عنها ام ان مرسي كانت المصيبة فيه اشد وامر وتدكر عندما كان مرسي ييتكلم فيفتقر الى التركيز والتفكير المنطقي وكل ماياتي على لسانه يقوله بدون ان يكون له اي معنى.فالدي اعطى الشرعية للسيسي هوضحالة مستوى مرسي وايمقارنة موضوعية بين الاثنين ثجعل السيسي نجما وسط الظلام.وتمتع بالشجاعة وايد حمدين صباحي الدي يمتلك كاريزما رئيس يشرف مصر والامة العربية.حتى نتجاوز اربعين عاما من الضحالة
الامام العزوزي / لا أعتقد أنك يا أستاذ تعني ما كتبت و ارجو أنك ترمز الي العكس, الدكتور مرسي الذي وضع أرقاما و حدد آجالا لبرنامجه يقارن بالسيسي الذي يريد أن يحل مشكلة البطالة بألف سيارة و الكهرباء بالمصابيح الاقتصادية و غيره, السيسي لن يقود مصر العظيمة الا الي مزيد من التسول و المزيد من التبعية المعيشية. الضحالة عند السيسي دون كل المصريين أصحاب العقول النيرة و المستويات الأكاديمية المرموقة.
زينة يازجي وليست بازجي
ابداع مابعده ابداع
انت دائما في السليم ياأستاذ سليم
والله يجعلك وشعب مصر الغلابة من السالمين
ولا حول ولا قوة الا بالله
رائع كالعادة يا أستاذ ..ولكن عذاب السيسي في الكلام ربما مرده “الفيلترات ” الأربع التي يمر بها لسانه ..هههه
والله انا مستغرب من اغلب الشعب المصري ، كانوا يتحينون اي هفوة من مرسي لفضحه ، بينما سكتوا على مبارك ٣٠ سنة ، وكان ممكن ان يظل السكوت اكثر من ذلك ولا ادري هل هم فعلا مقتنعون بالسيسي اعترافا باخلاصه ، أم لانه أزاح مرسي ،
احسنت وابدعت يا استاذ عزوز بارك الله فيك
اما السيسي فهو يتعذب لانه لا يملك ما يقول
تسمع بنظرية الفيض لابن سينا
ملخصها يا استاذ يا مبدع ان الاشياء تفيض عندما تمتلئ
اما الاشياء الفارغة فلا يمكن ان تفيض
وباختصار السيسي ما بعرف يحكي وليس لديه فكر او رؤيا او حتى شخصية قيادية
واستغرب من المصريين المنساقين خلفه كانهم حتى الام لم يكتشفوا قدراته المتواضعة مقابل رئيس دولة بحجم مصر