القاهرة ـ “القدس العربي” : اتسعت الهوة بين المواطنين وكثير من التجار الذين باتوا محل شك من قبل الأغلبية، التي باتت تشكو من تزايد ظاهرة تجار الأزمات، الذين يستغلون الظروف الراهنة ويعمدون لرفع أسعار السلع كافة.
وأمس الأربعاء 2 مارس/آذار سعى الرئيس السيسي، لطمأنة المواطنين مشددا على أن الدولة سوف تساندهم، وطالب البرلمان بمساعدة الحكومة في وضع اشتراطات البناء، ونصح المواطنين بإيداع أموالهم في البنوك للحصول على عائد مجز، بدلا من بناء مزيد من الشقق وقال السيسي، خلال كلمته في افتتاح عدد من المشروعات القومية، في قطاعي الإسكان والطرق: “ليه تبني عمارة مش هتتسكن لما ممكن تشيل الفلوس في البنك توفر لك عائدا مناسبا” – وأكد أن وضع اشتراطات للبناء الهدف منه التنمية وليس إيذاء المواطن، مع عمل مخطط حضاري. وقال الرئيس، “مش هنعمل مكان نحط فيه جامع إلا لما يكون فيه كنيسة، حتى لو عملنا حاجة صغيرة تتسع لـ 100 أو 150 فردا. من جانبه قال رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي: استطعنا تنفيذ مشروعات كانت أحلاما في فترة زمنية قياسية. فيما حذرت الدكتورة هالة السعيد وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية، من خطورة الزيادة السكانية قائلة: شهدنا زيادة 25 مليون مواطن خلال 10 سنوات بمعدل 2.5 مليون مواطن سنويا، معقبة: «كل سنة بنزيد دولة جنب مصر، والموارد الطبيعية محدودة، والدولة لها دخل مثل رب الأسرة، والزيادة السكانية تمثل ضغطا شديد على الموارد»، وكان من المهم وضع خطة لتكامل جميع مؤسسات الدولة والقطاع الخاص للتوعية بخطورة الزيادة السكانية.
ومن الأخبار السارة: أكد الدكتور إبراهيم عشماوي مساعد أول وزير التموين، ورئيس جهاز تنمية التجارة الداخلية، أن أسعار السلع الأساسية ستشهد تخفيضات بنسبة تصل إلى 15% في شهر رمضان، لافتا إلى أن الحكومة تتصدى لأي موجات تضخمية، وزيادات سعرية، ويتحمل المواطن القليل من هذه الزيادات في الأسعار. ومن التقارير الخاصة بالمرأة: شاركت الدكتورة مايا مرسي رئيسة المجلس القومي للمرأة، في اجتماع وزراء الاتحاد الافريقي للدورة العادية السادسة للجنة الاتحاد الافريقي الفنية المتخصصة للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة، الذي عقد افتراضيا، بحضور ممثلي 34 دولة، هدف الاجتماع تبادل الخبرات على المستوى القاري حول قضايا المرأة. ومن أخبار الفنانين: وجه الفنان سمير صبري الشكر لكل من اهتم بالسؤال عنه، خلال فترة مرضه ودخوله المستشفى، قائلا: “مكنتش متخيل أبدا إني هلاقي الحب ده كله على إثر دخولي المستشفى”. وأضاف: “أنا بقول لنفسي اتكل على الله واصبر، إن بعد العسر يسرا، وفي حاجات كتير الواحد لما بيتعب بيفتكر أن أهم حاجة هي الصحة.
البحث عن حل
قضية تردي احوال التعليم باتت الشغل الشاغل للكثيرين، ومن بينهم الدكتور وجدي زين الدين في “الوفد”: حاجة شديدة جدا إلى رؤية جديدة لنظام التعليم في مصر لإحداث تغيير حقيقي يتماشى مع روح العصر، الذي نحياه الآن.. والجميع بلا استثناء يعترف بوجود فساد كبير في العملية التعليمية متأصل من عقود طويلة مضت، وتراكم العديد من المشاكل بشكل يدعو إلى الحسرة والألم، وبالتالي لا بد من نسف العملية التعليمية الحالية. الوزير طارق شوقي مثل كل الوزراء الذين سبقوه، أعلن أن هناك بالفعل حالة فساد في التعليم، ولم يعد هناك وقت آخر لاستمرارها.. والرجل لم يعترض مطلقا على خوض غمار الحرب على فساد التعليم، لكن رغم إعلانه هذا، هل بدأ بالفعل في المعركة ضد فساد التعليم؟ الحقيقة أننا فعلا في حاجة إلى أن يشارك الجميع في هذه الحرب، والوزير وحده أو بمفرده لا يمكنه أن يحقق الإصلاح المنشود للعملية التعليمية، بل إن تحديث وتطوير التعليم مسؤولية جماعية لكل المتخصصين في هذا الشأن. التعليم في مصر ليس مبانى وفصولا أو منشآت فقط، إنما هو منهج دراسة ومعلمون يقومون بالتدريس، فالمناهج الدراسية يجب استبدالها بأخرى لا تعتمد على الحفظ والتلقين، في حين أن الأمر يحتاج إلى فهم وتدبر وإعمال العقل، وقياس المهارات مما يعلمه أهل التعليم في طرق التدريس المختلفة الحديثة، والابتعاد عن الطرق القديمة البالية، التي تسببت في وجود تلاميذ حتى مرحلة التعليم الأساسي لا يعرفون القراءة والكتابة. والمعلمون في أغلبهم يحتاجون إلى إعادة تأهيل من جديد، لأن نظامهم الحالي لا يتفق مع طبيعة المرحلة الراهنة في مشروع بناء الدولة الجديدة.. ويتسبب هؤلاء المعلمون في كوارث لا تحصى ولا تعد، وضاعت مهمتهم في خلق أجيال جديدة واعية، وكل هم المعلمين أن يحفظ التلاميذ لمجرد دخول الامتحانات، والمشكلة أيضا في المعلمين أنهم لا يريدون تغييرا في طريقة تدريسهم. قضية التعليم في مصر لا يجوز أن تترك للوزير وحده.
لا نوم ولا راحة
صراحة الرئيس التي وصلت كما أوضح كرم جبر في «الأخبار» حد الصدمة، في مداخلته أثناء إطلاق المشروع القومي لتنمية الأسرة تحتاج ما يلي، أولا: إعلان حالة التأهب القصوى، على مستوى الدولة والحكومة والمجتمع كله، للوصول إلى «حالة الرضا» التي هي مفتاح الاستقرار وعموده الفقري. ثانيا: لن يتحقق الاستقرار إلا بالعمل الشاق بلا نوم ولا راحة من أجل تحقيق التنمية، والوصول إلى معدلات تعالج الفقر والمشكلات التي طرحها الرئيس بصراحة متناهية. ثالثا: عندنا موروث قديم عبر عنه فيلم سينمائي بعبارة «اللي ملوش أهل الحكومة أهله» ويجب أن يسقط هذا الشعار، لأن الناس والحكومة والدولة والجميع عليهم المسؤولية نفسها. رابعا: الناس والتعليم.. ليست المسألة الحصول على شهادة لا تصلح حتى للتعليق على الجدران، إنما تعليم حقيقي يرتبط جذريا بسوق العمل، ليس بالكلام ولكن بالفعل، وإجراء حوار مجتمعي موسع يضع الأجندة الحقيقية لإصلاح التعليم، وليس الكلام الإنشائي. خامسا: الناس والتعليم.. البطالة مسؤولية مشتركة بين الحكومة والناس، لأنهم يريدون الشهادة ولو بالغش فتكون النتيجة هي بطالة حملة الشهادات، بينما يحتاج سوق العمل تخصصات لا يجدها. سادسا: الناس والتعليم.. لم تختف مافيا الدروس الخصوصية، ولا الهروب من المدارس، ولا تردي مستوى المباني والبشر، لأن «الأفكار العميقة» أقوى من أي تغيير. سابعا: السكان.. الزيادة في كل سنة 2.5 مليون نسمة، بحجم دولة، ولم تحقق برامج تنظيم الأسرة الأهداف المأمولة، لعدم الوصول إلى الأسباب الحقيقية للانفلات. ثامنا: السكان.. مهما بلغت معدلات التنمية، فلن يشعر الناس بالتحسن، لأن الأفواه المفتوحة تلتهم كل شيء. تاسعا: السكان.. من يولد اليوم يحتاج بعد 6 سنوات إلى مدرسة ورعاية صحية، وبعد 25 سنة إلى مسكن مستقل وفرصة عمل، وبعد 20 سنة سيصل سكان مصر إلى 150 مليونا، يعني كارثة محققة إذا لم يتم تداركها من الآن. عاشرا: الصحة.. كلما تم التوسع في الخدمات الصحية تزداد الحالة صعوبة مثل زيادة قوائم العمليات الجراحية، ونحتاج لــ1000 مستشفى جديد، تكلفة إنشاء كل واحد 20 مليون جنيه غير التشغيل وأجور الأطباء والعمالة.
انتبهوا أو انتظروا
إذا جاز لنا أن نضع عنوانا لحديث الرئيس، خلال إطلاق برنامج «تنمية الأسرة المصرية»، فسوف يكون العنوان الذي اقترحه سليمان جودة في “المصري اليوم” مكون من أربع كلمات كالتالى: قسوة الواقع وبشاعة الحقيقة. وإذا شاء أحد منا فليراجع عناوين الحديث الرئاسي منشورة أو مذاعة، وسوف يجد فيها من الصراحة ما لا يجده في أي حديث رئاسي آخر.. وليس من شك في أن الاعتراف بالمشكلة، هو بداية الطريق إلى حلها، كما أن الإقرار بحجمها هو بداية الإحساس بمدى خطورتها. ومما يلفت الانتباه، أن ثلاثة أرباع كلام الرئيس خلال اللقاء كان عن الصحة، وعن التعليم، وعن رغبته في أن يعطيهما اهتماما أكبر، وإنفاقا أعلى، وأولوية أكثر.. وربما تكون هذه هي البداية التي ستجعل الرئيس يأخذ من أي بند في الميزانية العامة للدولة، ليضيف إلى ميزانية التعليم وميزانية الصحة دون تردد.. فكل جنيه ننفقه عليهما هو إنفاق في مكانه الصحيح، وهو استثمار مضمون العائد، وهو جهد مضاف في بناء مستقبل. خُذ يا سيادة الرئيس من أي بند في الميزانية العامة، ثم ضع وأنت مطمئن في ميزانية الصحة وفي ميزانية التعليم، لأنهما الأساس الذي يقوم عليه بناء الدولة، وليس من الممكن، ولا من الوارد، ولا من الجائز، أن يقوم بناء على غير أساس. وهل هناك واقع أقسى أو حقيقة أبشع من أن نعرف من الرئيس، أن 300 ألف من خريجي الجامعات تقدموا لاختبار مبرمجين، فلم ينجح منهم سوى 111؟ عدد المتقدمين يساوى عدد سكان دول حولنا وفي العالم، ومع ذلك فليست هذه هي المشكلة الحقيقية، وإنما المشكلة هي في عدد الذين نجح منهم.. إنك لو جربت أن تحسب نسبة الناجحين من بين مجمل المتقدمين، فلن تحصل على نسبة يمكن فهمها أو استيعابها، لأن الذين نجحوا أقل من أقل القليل. هذه النسبة الناجحة أو الناجية، هي العنوان القاسي للتعليم في بلدنا، وهي الحقيقة البشعة لمستوى ما يحصل عليه الطالب من تعليم..
نناصر من؟
هكذا وجدنا أنفسنا كما يقول خالد حسن في “الوفد” في حيرة بين الجبهتين.. موقف أوكرانيا من فلسطين، معروف، وهو تأييد الاحتلال الإسرائيلي، ولكن الوضع الأخلاقي يلزم الفلسطينيين رفض أي احتلال لبلد آخر، وهو بالطبع ما تحتمه علينا الأخلاق، التي ربما تبتعد عن المصالح. أما موقف روسيا من القضية الفلسطينية فأفضل بكثير من مواقف الدولة الأوكرانية التي ترى نفسها أقرب إلى إسرائيل والولايات المتحدة في الموقف من فلسطين، ومن قضايا العرب عموما. لكن ربما اتجاه بعض الدول إلى فرض عقوبات على روسيا وأهمها عزل روسيا ورفض الغاز الروسي واستخدام سلاح الغاز، ربما يكون عائد خير على المنطقة العربية، التي ربما تحظى بنصيب من توزيع الغاز عوضا عن روسيا التي تحتل المرتبة الأولى في إنتاج الغاز الطبيعي..علينا أن نكون أكثر حذرا في إعلان موقف التحيز إلى أي من الجهتين، خاصة في ظل حالة الغيوم وأخبار تفكير الدب الروسي في التراجع، وفتح باب المفاوضات خاصة بعد الخسائر التي يتكبدها الجيش الروسي في حربه أثناء غزو أوكرانيا، علاوة على قسوة العقوبات، وأولها رفض الغاز الطبيعي الروسي. إذا المسألة لم تحسم بعد لصالح أي طرف والمصالح ما زالت غير واضحة.. أما عن الأخلاق التي هي الأبعد تماما عن عالم السياسة الحالي، فهي غالبا ما تجنب أو محظورة في عالم بعيد كل البعد عن مبادئ الخير والأقرب إلى سلك طرق المصالح.. أو كما يقول البراغماتي وليم جيمس عن الحقيقة بأنها «مطابقة الأشياء لمنفعتنا، لا مطابقة الفكر للأشياء». لا شك في أن استمرار الحرب سيكون له نتائج مؤثرة في المنطقة العربية، وأن حالة التفكير والحياد لن يستمرا كثيرا، رغم أنهما الأفضل والأكثر أمانا.. ولكن رغم كل الغيوم لا أتوقع قيام حرب عالمية ثالثة.
بمفردهم يقاتلون
يرى مرسي عطا الله في “الأهرام” أنه مهما قيل عن دعم وتأييد دولي واسع تقوده أمريكا وحلف الأطلنطي لرفع درجة الصمود والتصدي لأوكرانيا في مواجهة الغزو الروسي، فإن لسان الحال لدى عامة الشعب الأوكراني ما زال يقول إننا نقف وحدنا في مواجهة وأعنف وأخطر حرب شهدتها القارة الأوروبية، منذ أن وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها عام 1945. وهذا الشعور الغالب في الشارع الأوكراني يعبر عن قسوة وضراوة الحرب التي تواجهها أوكرانيا أمام غزو مسلح واسع النطاق بالطائرات والدبابات والمدافع وبالأساطيل، والأهم والأخطر من ذلك كله أن الحملة العسكرية الروسية، لم تقتصر على اقتحام الحدود، وإنما اهتمت أيضا بالتسلل خلف الخطوط بعمليات إنزال خاطفة إلى مشارف وقلب العديد من المدن الأوكرانية، لكي تثير الرعب وتدمر وتفجر تحت جنح الظلام وكأنها «جيوش أشباح» يشعر بها الأوكرانيون، دون أن يروها ويحسون بأثر ضرباتها، دون أن يستطيعوا الإمساك بها. أكثر ما يخشاه الأوكرانيون أن يقتصر رد الفعل من جانب أمريكا وحلف الأطلنطي على إمدادهم بالأسلحة والذخائر المعتادة للدبابات والطائرات، وإصدار العديد من العقوبات المالية والاقتصادية ضد روسيا، التي في ما يبدو تحسبت لكل ذلك عسكريا واقتصاديا ونفسيا، قبل أن تشرع في الذهاب لحملة الغزو، ولا شك في أن إصرار بوتين على مواصلة الحرب حتى ترفع أوكرانيا رايات الاستسلام، أدى إلى تزايد الشعور في مختلف الأوساط الرسمية والشعبية داخل أوكرانيا بأنهم كانوا غارقين في الوهم، حين تصوروا أن أمريكا وشركاءها الأوروبيين في حلف الأطلنطي لن يقفوا مكتوفي الأيدي أمام الغزو الروسي وأنهم سيكتفون فقط بإطلاق التصريحات وتوجيه الإنذارات وإنزال العقوبات التي سبق لروسيا أن ضربت بها عرض الحائط في أزمات سابقة، وأبرزها عقوبات عام 2014 عند بداية الأزمة الأوكرانية عقب استعادة روسيا لجزيرة القرم.
يجب الحذر
هل هناك مخاطر تواجه العرب في ظل الحرب الروسية.. فاروق جويدة في “الأهرام” لديه ما يخاف منه: لم يكن العالم العربي في حاجة إلى انقسامات جديدة، وجاء التدخل الروسي واجتياحه الأراضي الأوكرانية ليضع الدول العربية أمام اختيارات صعبة بين روسيا وأمريكا.. العلاقات بين الدول العربية، خاصة دول الخليج تحتل مكانة خاصة في ظل اتفاقيات البترول والدفاع المشترك والمصالح، التي امتدت عشرات السنين.. وعلى الجانب الآخر فإن الوجود الروسي حقيقة لا ينكرها أحد، خاصة عندما وقف الاتحاد السوفييتي مع الدول العربية في قضايا كثيرة، مهدت لعودة روسيا إلى علاقاتها القديمة، وارتبطت بعلاقات اقتصادية مع عدد من الدول العربية في صفقات السلاح وبرامج التنمية.. الدول العربية في حيرة الآن أمام أمريكا وروسيا، خاصة إذا امتدت المعارك ولم تحقق روسيا أهدافها من التدخل في أوكرانيا، أو إذا تدخلت أطراف أخرى في الحرب ووجد العالم العربي، أن الظروف تفرض عليه أن يختار.. أكثر من دولة عربية في حاجة إلى السلاح الروسي، وقد تحتاج إلى قطع غيار يصعب توفيرها، كما أن البترول من أهم المجالات التي لا يمكن الاستغناء عنها مع الشركات الأمريكية، ولا شك في أن هناك دولا لا يمكن تحديد مواقفها.. إيران تؤيد التدخل الروسي، وتركيا ـ رغم عضويتها في حلف شمال الأطلنطى إلا إنها تعمل ألف حساب لروسيا ـ أما إسرائيل فهي دولة بلا مبدأ، وتلعب على كل الحبال.. وسط هذا كله فإن الثلاثي إسرائيل وإيران وتركيا، يريد أن يأخذ مكانا في ظل النظام العالمي الجديد.. من هنا فإن على العالم العربي أن يحدد أهدافه أمام أطماع الآخرين، بحيث يدافع عن استقلاله ولا يتحول إلى أداة في أيدي الآخرين.. لدى الدول العربية أوراق كثيرة يجب أن نحافظ عليها، وفي مقدمتها البترول والموقع، والملايين الذين يمثلون قوة اقتصادية وعسكرية لا يستهان بها.. المهم أن تراجع الدول العربية حساباتها ومواقفها بما يحفظ أوطانها وشعوبها.. العالم يعيش فترة عصيبة في خسائرها وتضحياتها وأيضا مكاسبها، وأرجو ألا تكون الشعوب العربية من الخاسرين.
وجهة نظر
قبل أن يعلق على الحرب الدائرة الآن على الأرض الأوكرانية، هناك سؤال مُلح طرحه أسامة غريب في “المصري اليوم” هو: لماذا تصر الولايات المتحدة ومعها الغرب الأوروبي على معاداة روسيا ومحاصرتها وإقامة الأحلاف ضدها، بينما الإمبراطورية السوفييتية انهارت من زمان والدولة الروسية الحالية لم تعد لها الأحلام ولا التوجهات أو الأدوات التي تهدد بها الغرب؟ لماذا والسياسات الروسية في الكثير من الملفات أصبحت تتماهى مع السياسات الأمريكية وتكملها؟ للتدليل على ذلك يمكن النظر للدعم الذي كان يقدمه السوفييت للعرب في مواجهة إسرائيل، بعد أن تحول إلى تدليل روسي لحكام تل أبيب، وعدم الممانعة في أن يقوموا بقصف الأراضي السورية متى شاؤوا، دون أن يقدم الروس لسوريا ما تحتاجه من دفاع جوي من أجل لجم العربدة الإسرائيلية في الوقت الذي يقدمون منظومة إس 400 لتركيا العضو في حلف الناتو. إذا كانت الحاجة إلى وجود عدو يسمح للمجمع الحربي الأمريكي بالتوسع والازدهار، هي ما يدعو الناتو إلى مناصبة روسيا العداء، فإن هذا غير ضروري لأن العدو موجود بالفعل (الصين)، وهو أكثر خطورة وبأسا وزحفا نحو تسيد العالم.. لكن يبدو أن آثار الحرب الباردة ما زالت تؤثر في النظرة الغربية إلى روسيا. بطبيعة الحال لا يعني هذا أن روسيا حمل وديع، لكنه يعني أن شراستها غير موجهة بالأساس نحو أمريكا وحلفائها.
فلسفة بوتين
الخطاب الذي ألقاه بوتين في فبراير/شباط الماضي، وفق رأي أسامة غريب سردية تاريخية لأصل المشكلة بين روسيا وأوكرانيا، عندما وجه لوما شديدا للقادة الروس اعتبارا من عام 1924 فصاعدا، عندما قام لينين بإنشاء أوكرانيا من أجزاء من روسيا القيصرية وبولندا والمجر ورومانيا، وكذلك عندما ألحق ستالين منطقة القرم بأوكرانيا، وهي أرض استولى عليها الروس أو استردوها من الدولة العثمانية، وآخر الملومين في خطاب بوتين هو غورباتشوف آخر الزعماء الشيوعيين، الذي وافق على تحويل أوكرانيا إلى دولة مستقلة تذهب إلى حال سبيلها ومعها أجزاء من أراض روسية. ومن أهم المقتطفات في خطاب بوتين هو إشارته إلى الطلب الذي تقدم به هو شخصيا عام 2000 إلى الرئيس الأمريكي الأسبق كلينتون بالانضمام إلى حلف الناتو، ذلك الطلب الذي قوبل بالرفض.. وقد علق بوتين على هذا مخاطبا أمريكا وحلفاءها: حسن.. أنتم لا تريدون أن ترونا كأصدقاء أو حلفاء، ولكن لماذا تتخذون منا عدوا؟ العرض السابق لا يقصد منه الانحياز إلى الحملة العسكرية الروسية ضد أوكرانيا، لكنه يهدف لعرض صورة متوازنة، بعد أن سادت رؤية واحدة موجهة قادها الإعلام الغربي لشيطنة طرف ومنح الطرف الآخر مسوح الرهبان.. لا يا سادة لا توجد في السياسة الدولية براءة أو عفوية، والذين حاصروا الدب الروسي عند الجدار، ورفضوا أن يقدموا أي ضمانات أمنية لدولة كبرى، يريدون أن يقيموا قواعدهم وينصبوا صواريخهم على حدودها الغربية.. هؤلاء يتحملون دم الأوكرانيين ودم الروس كذلك.
مخاوف مشروعة
الكل يسأل عن تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية على مصر، وتأثيراتها السلبية على واردات القمح، إلى جانب موجة التضخم العالمية المصاحبة لهذه الحرب، في البداية أكد محمد أحمد طنطاوي في “اليوم السابع”، أن
الحكومة المصرية بدأت سياسة التحوط مبكرا منذ بداية جائحة كورونا العالمية في 2019، وبدأت في وضع سيناريوهات، وخطط بديلة للتعامل مع الأزمات والأحداث الطارئة، وأهم ما نفذته هو ضمان مخزون استراتيجي قوى من السلع الأساسية والاستراتيجية، مثل القمح والسكر والزيت والحبوب في مختلف أنواعها، حتى لا تقل في الأسواق، أو يحدث نقص في مستويات إمدادها، لذلك لم تحدث أي أزمة في المنتجات الغذائية تحديدا خلال الفترة الماضية، نتيجة الوفرة في الأسواق، والتحوط الحكومي الناجح في التعامل مع الموقف. قد تكون هناك مشكلة في ارتفاع الأسعار خلال الفترة المقبلة، إلا أن هذه التداعيات يجب أن نتحملها جميعا حكومة وشعبا ونسلم بها، فليست هناك بدائل متاحة، كما أن الاحتياطي الاستراتيجي من القمح يكفي 4 أشهر مقبلة. هناك نقطة مضيئة أيضا في موضوع احتياطي القمح، ترتبط بأن المحصول الجديد سوف يدخل موسم الحصاد خلال 40 يوما تقريبا، وناتج مصر من القمح المحلى يكفي 55% من الاحتياجات، وهذا يعني حوالي 7 أشهر مقبلة، بما يؤكد أن موقف مصر آمن تماما حتى شهر ديسمبر/كانون الأول المقبل، لذلك فلا داعي للقلق. في الوقت الذي يشهد العالم اضطرابات سياسية واقتصادية، يحاول البعض استغلال الأزمات ورفع الأسعار واحتكار السلع، خاصة في التوقيتات التي تتزامن مع اقتراب شهر رمضان المبارك، لذلك يجب أن تكون الرقابة فاعلة ومؤثرة تجاه هذه العناصر، التي تحاول المتاجرة بالأزمات، وتحقيق أكبر قدر من المكاسب على حساب المواطنين، لذلك يجب الإبلاغ الفوري عن أي شخص يحاول احتكار السلع، وتعطيش الأسواق من أجل رفع الأسعار، خاصة أن كل مؤسسات الدولة تقدم ما لديها من حلول متاحة وممكنة لتوفير العملة الصعبة، من أجل كفاية احتياجات الاستيراد من الخارج، وضمان تأمين السلع الاستراتيجية.
حرب ومتحور
فى زمن الحرب يرى الدكتور محمد صلاح البدري في “الوطن”، أنه لا أحد بمعزل عن الأذى، حتى أن كان يعيش في أقاصي هذا الكوكب.. لا حدود للتأثير على الجميع، بل ربما تغلبني الفلسفة لأُقرر أنه لا منتصر أو مهزوم.. فالكل خاسر، وإن بدا لوهلة أنه ربح معركته قصيرة الأمد، أو حتى نجح في ما كان يصبو إليه. المشكلة أن العالم ما زال يعاني من تبعات «كوفيد» اللعين.. ما زالت الأزمة الاقتصادية التي نتجت عن إغلاق استمر شهورا تلقي ظلالها على العالم كله.. ما زالت جرعات اللقاح لم تصل إلى أكثر من ثلثي سكان هذا الكوكب، بل ما زال «كوفيد» نفسه يبحث عن مزيد من القوة أو الانتشار بمتحوراته التي ينتجها كل فترة. تصريح مثير للاهتمام صدر من منظمة الصحة العالمية منذ أيام قليلة، يفيد بأن معدلات التلقيح المنخفضة نسبيا في أوكرانيا قد تتسبّب في كارثة إنسانية، إن استمرت الحرب فترة طويلة.. فطبقا للتقارير الدولية المعلنة، فإن عدد الذين تلقوا اللقاح حتى منتصف شهر فبراير/شباط الماضي، لم يتجاوز الخمسة عشر مليونا بنسبة لا تتجاوز 35% من تعداد السكان.. معظمهم تلقى لقاح «فايزر» أو «موديرنا» الغربيين.. فكيف يمكن لدولة يبلغ تعداد سكانها الأربعين مليونا تقريبا أن تستمر في برنامج التطعيم؟ بل كيف ستحصل على نصيبها من اللقاحات في ظل مقاطعة عالمية متوقعة للدب الروسي وللمنطقة بأسرها؟ الإجابة أوضح من أن يتم ذكرها.. فكارثة صحية واضحة للجميع تبدو قريبة الحدوث على أراضى أوكرانيا.. كارثة ربما تقترب في تأثيرها من كارثة ذلك المفاعل النووى الذي انفجر في ثمانينيات القرن الماضي على الأرض نفسها، لقد عانى العالم خلال العامين الماضيين كثيرا من هذا الفيروس اللعين.. وانتظر البعض أن تؤدي تلك المعاناة إلى التعاون وتوحّد الجهود للوصول إلى النجاة واستمرار الحياة بالشكل الذي نعرفه.
الموتى لا يطالعون الفيسبوك
قال الدكتور عادل رفعت في “البوابة” بتنا نطالع في كل يوم عشرات المنشورات حول حالات وفيات يحولها مرتادو الفيسبوك إلى أضعاف مضاعفة كنوع من المجاملة، مع أن الأولى الاتصال بأهل المتوفى وتعزيتهم وزيارتهم للتسرية عنهم والوقوف إلى جانبهم في مصابهم. لكننا نقبل هذا من باب التعبير عن مشاطرة الأحزان، أما تلك المنشورات التي هي بمثابة رسائل إلى الموتى بمناسبة وغير مناسبة، علاوة على أنها تجدد الحزن في قلوب كل المتابعين، أو الكثير منهم فإنها قد تتحول إلى نهج عام يشغلنا عما يجب أن نفعله من أجل هؤلاء الموتى. شيئا فشيئا تتحول حياتنا إلى واقع افتراضي يفتقد لدفء المشاعر والمحبة والتقدير، التي تتعمق بتكبدنا مشقة حضور المناسبات المختلفة بأنفسنا، وصاحب ذلك ظهور الكثير من المصطلحات مثل الزواج الافتراضي والطلاق الافتراضي وغيره، ما أثار الكثير من الجدل، ثم وصل الأمر إلى رسائل إلى الموتى يكتبها الكثيرون. لا أقصد تلك المنشورات التي يطلب أصحابها الدعاء للميت أو قراءة الفاتحة له، أو حتى تلك التي تحكي المآثر الطيبة للموتى ولو من باب اذكروا محاسن موتاكم، بل أقصد المنشورات التي هي عبارة عن رسائل طويلة أو قصيرة يحكي أصحابها قصة آلامهم مع الفراق ويسردون قصصا تراجيدية تدمى لها القلوب، قبل أن تدمع الأعين وتلك تؤذي ولو بعض قرائها. ولا يكون نصيب الذي نشرها من أغلب من قرأوها إلا “نكدت علينا الله ينكد عليك”. وإذا تأملنا مقولة الفيلسوف كلود برنار في تعريفه للحياة بأنها الموت، نفهم أن الموتى أحياء انشغلوا بتفاصيل حياتهم عن الأحياء الموتى، الذين باتوا يسلمون أنفسهم لأفكار خزعبلية تحت دعاوى التطور التكنولوجي، الذي يفرض نفسه علينا. لذا أردت، وكلي حب وتقدير لهؤلاء الذين يكتبون رسائل لموتاهم عبر الفيسبوك، أرجوكم اقرأوا لهم القرآن أو ادعوا لهم بالرحمة وصلوا من أجلهم، أو اصنعوا لهم صدقة جارية تكون في ميزان حسناتهم، وتوقفوا عن كتابة تلك الرسائل، فالموتى الأحياء لا يقرأون الفيسبوك، بل هم مشغولون بأمور أعمق وأهم.
جندي مجهول
قرر علي هاشم الانحياز لحواء في “فيتو”: المرأة لعبت دورا مهما في بناء الحضارات وصناعة التاريخ الإنساني الحافل بالأحداث والتحولات الكبرى.. وكم من نساء باهرات لعبن دور البطولة في صنع الأحداث ومواجهة الأزمات، وكن مصدر إلهام ودعم كبيرين للرجل. وفي تاريخنا القريب ما يؤيد صحة ما ذهبنا إليه؛ فالمرأة المصرية ضربت أروع الأمثلة في تحريك الأحداث، ونصرة الوطن ودعم الدولة.. تحملت المرأة ما لا يتحمله بشر في معركة الإصلاح الاقتصادي، التي فرضت على الجميع أعباء تصدت لها بجسارة، وأحسنت تدبير شؤون بيتها بوصفها وزيرة مالية الأسرة، التي يعولها رجال، أو بوصفها المرأة المعيلة التي تكيفت ببراعة مع ظروف مادية معقدة، ضاعف صعوبتها ما فرضته جائحة كورونا من تداعيات مريرة، اقتضتها أن تتفانى في التقشف واقتصاد النفقات توفيقا بين الموارد والنفقات. ودائما ما تثبت المرأة أنها الجندي المجهول في كل المعارك، وهي مدرسة إن أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق، كما يقول الشاعر.. وهي الجامعة وهي كل شيء في حياة أبنائها ودورها الوطني راسخ لا غبار عليه، وهي التي امتثلت لأمر ربها وحملت روحه في أحشائها ليأتي المسيح عليه السلام رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم التي اصطفاها على نساء العالمين. المرأة هي أم سلمة التي أخذ رسول الله بمشورتها في صلح الحديبية.. والمرأة هي التي أجبرت نابليون بونابرت القائد الفرنسي الأشهر إلى اعتزال الحروب وقيادة الجيوش.. وهي التي فجرت مشاعر الحب لدى امرؤ القيس أعظم شاعر عاش في التاريخ، وهي التي قال عنها الأديب يحيى حقى: “أنا من دون زوجتى لا أساوي شيئا.. إنها النظام في حياتي وهي التي تحد من نزواتي وانطلاقاتي البوهيمية”. أما الكاتب الكبير توفيق الحكيم فقد قال رغم عداوته للمرأة، إن عواطف المرأة ودموعها لا تثير فينا غير الابتسام، ومن يدري لعل الحقيقة غير ذلك، وإن القيم السائدة بيننا لا تعدو أن تكون أوضاعا اجتماعية قديمة تعيش فينا، والدليل على ذلك أن المرأة تتغلب علينا دائما بدموعها ومنطقها، وتحقق كل ما تريد. أما ما يدهش حقا فهو ما توصلت إليه أحدث الدراسات من أن المرأة ذلك الكائن الرقيق المشهور بضعفه، هي أكثر قوة وقدرة على التحمل من الرجل.
نعمة الذاكرة
اهتم الدكتور خالد منتصر في «الوطن» بدراسة دولية كبيرة أجريت على واحد من أخطر الأمراض تأثيرا في البشرية، وهو «الزهايمر»، الدراسة عبارة عن اختبار دم تم تطويره في كلية الطب في جامعة واشنطن في سانت لويس، وقد أثبت الاختبار دقة في اكتشاف علامات مبكرة لمرض «الزهايمر». في دراسة تنطوي على ما يقرب من 500 مريض من ثلاث قارات، صرح رئيس فريق البحث: «دراستنا تظهر أن اختبار الدم يكشف بدقة عن لويحات الأميلويد المرتبطة بمرض الزهايمر، حتى بين المرضى الذين لم يتعرضوا بعد للأعراض المعرفية». و«نظرا لأن هناك أدوية جديدة متاحة، فقد يُحدد اختبار الدم من الذي قد يستفيد من العلاج، بما في ذلك تلك المجموعة الموجودة في مراحل مبكرة للغاية من المرض». اختبار الدم يقيّم ما إذا كانت لويحات الأميلويد بدأت تتراكم في الدماغ بناء على نسبة مستويات بروتينات بيتا الأميلويد في الدم، لقد اتبع الباحثون منذ فترة طويلة اختبار دم منخفض التكلفة، كبديل لمسح الدماغ باهظ الثمن، الذي يبلغ متوسط تكلفته من 5000 دولار إلى 8000 دولار في المرة، بينما أي اختبار آخر يحلل مستويات البروتين من الأميلويد بيتا وTAU في السوائل المخاطية، يكلف نحو 1000 دولار، ولكنه يتطلب عملية بذل من العمود الفقري، وهو إجراء مزعج، اختبار الدم الجديد قيمته 500 دولار، ويقلل نصف التكلفة. وتجد الدراسة أن الفحص مع اختبارات الدم وحده يمكن أن يكتمل في أقل من ستة أشهر، وطرح هذا الاختبار الغرض منه، تقديم المعلومات التي ستساعد التقييم الطبي ورعاية المرضى، الذين لديهم بالفعل أعراض الانخفاض المعرفي، وسيُتاح الاختبار في أوروبا، وبالطبع لم يغطِّ الاختبار بعد معظم التأمين الصحي، وهذه مشكلة كبرى، تظهر الدراسة الحالية أن اختبار الدم لا يزال دقيقا للغاية، حتى عند إجرائه في مختبرات مختلفة بعد بروتوكولات مختلفة، وفي مختلف الأفواج عبر ثلاث قارات، لم يعرف العلماء إذا كانت الاختلافات الصغيرة في أساليب أخذ العينات، مثلما إذا كان يتم جمع الدم بعد الصيام أو نوع مضاد التجلط المستخدم في معالجة الدم، وهذا يمكن أن يكون له تأثير كبير على دقة الاختبار.
لعنه الله وأخزاه وعجل بسقوطه ليقدم إلى مشنقة الحق
(ويحق الله الحق بكلماته ولو كره المجرمون)