السيسي والسوداني يطالبان بضغط دولي لوقف حرب غزة

حجم الخط
0

بغداد ـ «القدس العربي»: طالب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس وزراء العراق محمد شياع السوداني، أمس الثلاثاء، «المجتمع الدولي بالضغط المكثف لإتمام اتفاق التهدئة ووقف إطلاق النار في قطاع غزة» المستمر منذ نحو 11 شهرا.
جاء ذلك خلال لقاء الجانبين، في مدينة العلمين شمال غرب مصر، وفق مصدرين رسميين في البلدين، في وقت تستضيف القاهرة فيه جولة مباحثات غير مباشرة بشأن اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة.

تبادل الرؤى

وحسب بيان للرئاسة المصرية، شهدت المباحثات «تبادل الرؤى بشأن سبل الخروج بالإقليم من الأزمات الخطيرة وتوافقت الآراء بشأن ضرورة التهدئة وخفض التصعيد الإقليمي».
وأكد الجانبان «ضرورة قيام المجتمع الدولي بالضغط المكثف لإتمام اتفاق التهدئة ووقف إطلاق النار بغزة» مشددين على «ضرورة إنهاء المأساة الإنسانية التي يشهدها القطاع، والتوقف عن التصعيد الإسرائيلي المستمر في الضفة الغربية».
وشددا أيضا على «ضرورة إطلاق مسار سياسي جاد يضمن حصول الشعب الفلسطيني على حقه المشروع والعادل، في دولته المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، باعتبار ذلك هو السبيل المستدام لإرساء السلام والأمن والتنمية في المنطقة».
وحسب بيان الرئاسة المصرية، تضمن اللقاء «الإعراب عن الارتياح للمستوى المتميز الذي وصلت إليه العلاقات بين الدولتين».
وأكد الرئيس المصري، في هذا الإطار، «تأكيد دعم مصر الكامل لوحدة العراق وسيادته وسلامة أراضيه، وكذا دعمها لجهود تحقيق الاستقرار والأمن والتنمية به، وتعزيز الروابط بينه وبين محيطه العربي».
ووفق البيان المصري «توافق الزعيمان على أن الظروف الراهنة تستوجب تكثيف العمل العربي المشترك، على المستويين الثنائي والجماعي» منوهين في هذا الصدد إلى آلية التعاون الثلاثي بين مصر والعراق والأردن.

خلال لقاء جمعهما في مدينة العلمين شمال غرب مصر

وأكدا «مواصلة العمل على إنجاح مشروعاتها وتحقيق أهدافها، لتصبح نموذجاً للتعاون العربي والتكامل الإقليمي».
كما تطرق اللقاء إلى بحث التعاون الثنائي القائم بين الدولتين، خاصة فيما يتعلق بالجهود الجارية لزيادة الاستثمارات المتبادلة والمشتركة، وكذا التعاون في مجالات البنية التحتية والتنمية العمرانية، والسياحة، والطاقة، والنقل والصناعة.
ووفق بيان لمكتب السوداني، اللقاء تضمّن «بحث العلاقات الثنائية بين البلدين، وأهمية تطوير التعاون المشترك في مختلف المجالات، بما يعزز المصالح المتبادلة بين العراق ومصر» كما تناول اللقاء القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، «وفي مقدمتها استمرار العدوان الصهيوني على أبناء شعبنا الفلسطيني في غزّة».
وأشار السوداني إلى «عمق العلاقة بين العراق ومصر التي قطعت شوطاً مهماً على مستوى التعاون المتميز، وما تشكله من محور ارتكاز يعود بالمنفعة للبلدين الشقيقين، وكذلك على استقرار المنطقة» مؤكداً «حرص العراق في التعاون والانفتاح على الشركات المصرية، خصوصاً مجالاتِ الإسكان والزراعة وإدارة المياه» لافتاً إلى «استمرار العمل في اللجنة العراقية المصرية المشتركة، ومتابعته المباشرةِ لما تحرزه من تقدّم، لاسيما التعاون في الصناعات النفطية التحويلية».
وبيّن أن «العراق المستقر هو قوّة لكل الأشقاء والأصدقاء في المنطقة» مشدداً على أن «الحكومة العراقية تنطلق من مصالح العراق العليا بمسألة التطورات في المنطقة» فيما أكد أن «العراق قادر على أن يكون ساحة تلاقٍ بين دول المنطقة والبلدان الصديقة».
وتطرق اللقاء، حسب البيان، إلى «الحرب على غزّة، والتأكيد على حقّ الفلسطينيين في إقامة دولتهم وعاصمتها القدس» وفي هذا الشأن أكد رئيس مجلس الوزراء أنّ «سكوت المجتمع الدولي شجّع الكيان الصهيوني على تجاوز كل الخطوط الحمراء» مشيداً بـ«الجهود التي تبذلها مصر في مجال العمل على وقف إطلاق النار».

التعاون الكامل

وأعرب الرئيس المصري عن اعتزازه بالعراق، وحرصه الشديد على التعاون الكامل في مختلف المجالات، وأكد أن «العراق القوي دعامة للمنطقة والبلدان العربية» مشيراً إلى «تطابق الرؤى في ما يتعلق بالتعاون المشترك، ووجود إرادة سياسية واضحة لدى البلدين إزاء التكامل» مشيداً بـ«إجراءات الحكومة في تثبيت الاستقرار والتنمية والانفتاح الاقتصادي على مستوى دول المنطقة والعالم».
وجرت، خلال اللقاء، مباحثات موسعة شملت الملفات المشتركة، خصوصاً مجالات النفط، والزراعة، وإدارة المياه، وكذلك في إطار التعاون الثلاثي مع المملكة الأردنية الهاشمية، كما تطرقت المباحثات إلى مجمل الأوضاع في المنطقة، حيث شدد الرئيسان على أنّ «التطورات الإقليمية تستدعي مواصلة التنسيق بين البلدين، ومع باقي البلدان الشقيقة والصديقة» طبقاً للبيان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية