السيسي يتعهد بإنهاء معاناة المصريين… وأبرز مهام الحكومة الجديدة تصدير الهيدروجين الأخضر لأوروبا

حسام عبد البصير
حجم الخط
0

القاهرة ـ «القدس العربي»: بينما كانت أزمة الظلام تتواصل وتتمدد إلى طول البلاد وعرضها، باستثناء عدد يسير من المنتجعات والأماكن السياحية، وفيما بدا طلاب الثانوية العامة يدفعون بمفردهم ثمن أخطاء الحكومة، التي فشلت في تحقيق أدنى أمانيهم متجسدة في توفير الكهرباء، حتى انتهاء الامتحانات، تعهد الرئيس السيسي بان رفع المعاناة عن كاهل المصريين سيكون في صدارة اهتمام الحكومة الجديدة وقال إن «مصر رغم التحديات تمضي على طريق التنمية والنهضة»، مؤكدا أنها لن تتراجع عن هذا المسار. وأضاف خلال كلمة بمناسبة ذكرى 30 يونيو/حزيران صباح أمس الأحد: «وبإذن الله لا رجعة عن هذا المسار وتحقيق الحلم المصري في التقدم والحياة الكريمة لكل المواطنين». وتوجه بحديثه إلى المصريين، قائلا: «لكل رجل مصري وسيدة مصرية يتحملون مشاق الحياة وارتفاع الأسعار خلال الفترة الأخيرة من أجل توفير الحياة الطيبة لأبنائهم». وتابع: «إلى المكافحين الشرفاء من أبناء شعب مصر العظيم على اتساع الوطن، أعلم بشكل كامل حجم المعاناة، وأؤكد لكم أن الشغل الشاغل والأولوية القصوى للحكومة الجديدة تخفيف المعاناة وإيجاد المزيد من فرص العمل وضمان مستقبل أفضل لجميع أبناء مصر». وبدوره تعهد الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء بأن مصر ستكون مصدرا أساسيا لتصدير الهيدروجين الأخضر إلى أوروبا، وسبق لمدبولي أن تعهد قبل أعوام بأن مصر ستتحول لمصدر إقليمي للطاقة الكهربائية.
ومن أخبار المؤتمرات الدينية: بدأت دار الإفتاء المصرية، استعداداتها لعقد مؤتمرها العالمي التاسع للإفتاء، الذي تنظِّمه الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم سنويا، والذي يُعقد هذا العام في الفترة من 29 – 30 يوليو/تموز الجاري في القاهرة، برعاية الرئيس السيسي وبحضور وزراء وعلماء من أكثر من مئة دولة حول العالم ومشاركة أممية عالية المستوى من عدد من الهيئات الدولية؛ لمناقشة موضوع «الفتوى والبناء الأخلاقي في عالم متسارع». من جانبه، صرح الدكتور إبراهيم نجم مستشار مفتي الجمهورية، الأمين العام لدور وهيئات الإفتاء في العالم، بأن موضوع المؤتمر هذا العام يأتي إيمانا من دار الإفتاء المصرية والأمانة العامة بدور وهيئات الإفتاء في العالم، في تعزيز الوعي والتفاهم العالمي بأهمية الفتوى الرشيدة في إرساء منظومة المبادئ والأفكار، لتكون قائمة على الأخلاق والقيم الإنسانية المشتركة، وأضاف أننا نسعى من خلال مؤتمر هذا العام إلى تعزيز دَور المنظمات الدولية والإقليمية في تمكين الأخلاق والقيم الإنسانية وإظهار دَور الفتوى في ذلك، وإبراز الأرضية الأخلاقية المشتركة للتعاون بين مؤسسات الفتوى والمنظمات الدولية، فضلا عن تقديم الحلول الإفتائية، لمواجهة تحديات هذا البناء القائم على الأخلاق القويمة. وأشار إلى أن المؤتمر العالمي التاسع للإفتاء يتضمَّن هذا العام العديدَ من النقاشات المهمة، وَفق ثلاثة محاور رئيسية؛ الأول: البناء الأخلاقي في الإسلام ودَور الفتوى في تعزيزه، والمحور الثاني: الفتوى والواقع العالمي.. الأفكار والمبادئ، أما المحور الثالث فهو: الفتوى ومواجهة عقبات وتحديات البناء الأخلاقي لعالمٍ متسارع. وأوضح الدكتور نجم أن فعاليات المؤتمر كذلك تتضمن ثلاث ورش عمل لمناقشة موضوعات الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته في العلوم الشرعية، وصياغة ميثاق أخلاقي إفتائي للتطورات في مجالات العلوم التجريبية والطبيعية والاجتماعية، ورصد وتحليل إشكاليات المحتوى الديني والإفتائي في المنصات الرقمية وأدوات الذكاء الاصطناعي. وأشار الدكتور إبراهيم نجم إلى أنه سيتم – خلال المؤتمر- إطلاق العديد من المبادرات العالمية المهمة، منها: إصدار الميثاق العالمي للقيادات الإفتائية والدينية في صنع السلام ومكافحة خطاب الكراهية، وحل النزاعات، والدليل الإرشادي لمكافحة الإسلاموفوبيا، والدليل الإرشادي للحوار الديني، والدليل الإرشادي للدبلوماسية الرقمية، والدليل الإرشادي لمكافحة الإلحاد، والموسوعة العلمية للتدين الصحيح والتدين المغشوش.
ستنهاران حتما

يا له من هوانٍ على حد رأي الدكتور وحيد عبد المجيد في “الأهرام” حين يتواصل رضوخ قوة دولية كبرى لإرادة حليف صغير في ذاته، لكنه يبدو في علاقته معها أكبر منها. تحدث الرئيس الأمريكي بايدن مراتٍ عن ضرورة أن يكون للسلطة الفلسطينية دورُ في ترتيبات ما يُسمى اليوم التالي للحرب على غزة، لكن إدارته تقفُ عاجزة عن وضع حد لإجراءاتٍ صهيونية نُقل عنه قلقُه من أن تؤدي إلى انهيارها. هذا ما نقله موقع «أكسيوس» قبل أيام تعليقا على تنبيه وزير الخارجية النرويجي إسبن بارث إلى أن احتمال انهيار السلطة الفلسطينية حقيقي في ضوء النقص المتزايد في إيراداتها، وما سماه انتشار العنف في أنحاء الضفة الغربية. ومما نقله «أكسيوس» أن خطر انهيارها يرتبطُ برفض الحكومة الإسرائيلية تحويل عائدات الضرائب إليها. فقد اتخذت الحكومة الصهيونية إجراءاتٍ مالية تعسفية متوالية، استغلالا لصيغة مجحفة تتصل باتفاق أوسلو وتقضي بأن تتولى جمع الضرائب نيابة عن السلطة، ثم تقوم بتحويل الإيرادات إليها. وكان آخر هذه الإجراءات، عشية حديث بارث والتعليق الأمريكي الذي نقله «أكسيوس»، خصم 35 مليون دولار من إيرادات ضرائب السلطة، ومنحها إلى عائلاتٍ إسرائيلية، يُزعُم أن أفرادا فيها قُتلوا في هجمات نفذها فلسطينيون. وقد بدأت تلك الإجراءات في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مع شن العدوان على غزة، إذ أوقفت الحكومة الصهيونية تحويل الإيرادات التي كانت السلطةُ تُخصصُها لدفع رواتب موظفيها في قطاع غزة، والإنفاق على برامج للرعاية الاجتماعية، ورفضت السلطة ذلك الإجراء، فتدخلت النرويج وتمكنت من التوصل إلى اتفاقٍ على أن يُحوَّلَ إلى حكومتها الجزءُ المُخصَّص لغزة، والبالغ حوالي 30٪ من إجمالي إيرادات الضرائب لتحفظه لديها. ويبدو أن خطر انهيار السلطة في هذا السياق قريب، أو قل إنه أقرب مما يعتقد كُثُرُ، إذا استمرت الحكومة الصهيونية الحالية. ولكن هذه الحكومة تواجهُ بدورها خطر الانهيار قبل أن تكمل مدتها، رغم كل المناورات التي يقوم بها رئيسُها للاستمرار في السلطة. ولهذا بات التساؤل ممكنا عن أيهما سينهارُ أولا، وهل تكون نجاةُ السلطة الفلسطينية رهنا بتشكيل حكومةٍ صهيونية ترى أن المحافظة عليها أكثر فائدة للكيان من تقويضها؟

خريف أمريكي

بغض النظر عن التنافس الانتخابي، فقد كان المشهد في مناظرة بايدن وترامب، كما وصفه جلال عارف في “الأخبار” كاشفا لعمق الأزمة التي يمر بها النظام الأمريكي. الدولة الأقوى في العالم تضع مستقبلها بين قيادة لا تملك إلا ضعفها، وأخرى تتباهى بحماقتها وقدرتها على الكذب والاحتيال. الدولة التي ما زالت تتطلع للاستمرار في قيادة العالم تبدو وكأنها انفصلت عن عالمها، لتعيش انقساماتها وشيخوختها. غابت عن المناظرة أي أفكار جديدة، وحضرت الشتائم والاتهامات الشخصية. الأداء الباهت للرئيس بايدن أضاع على الديمقراطيين فرصة توجيه ضربة قاصمة لترامب، الذي لم يقدم إلا سيلا من الأكاذيب والمغالطات، والذي رفض التعهد الواضح بقبول نتائج الانتخابات، إذا لم تكن في صالحه. خسر بايدن ولم يربح ترامب بعد، فما زالت أمامه شهور صعبة وأحكام قضائية بعضها سيصدر خلال أيام، وما زال في جعبته حصيلة أربع سنوات من الحكم، ربما كانت الأسوأ مطلقا بالنسبة لكتلة كبيرة من الأمريكيين. الانزعاج كان سيد الموقف لدى الديمقراطيين ومعظم المستقلين، الذين يرفضون ترامب في كل الحالات. تصاعدت الدعوات لانسحاب بايدن، رغم ضيق الوقت والمخاوف من صراعات داخل الحزب الديمقراطي. وحسم بايدن موقفه دون تأخير، وقرر الاستمرار في المعركة، مؤكدا مرة أخرى قدرته على هزيمة ترامب. وبدلا من محاولة إظهار حيوية مفتقدة لجأ إلى أسلوب آخر، اعترف بشيخوخته، لكنه أكد أنه ما زال قادرا على أن يقول الحقيقة وكيف يقوم بمهمته في الحكم. بالتأكيد.. المفاجآت لن تتوقف في هذه الانتخابات التي لا يستطيع أحد الآن ــ وقبل أربعة شهور فقط ــ أن يحدد المتنافسين فيها، الشيء الوحيد الذي ثبتت صحته هو موقف الأغلبية الصامتة التي كانت من البداية تقول إنها تريد انتخابات بلا بايدن ولا ترامب، وأن أمريكا لديها الأفضل من إعادة إنتاج فيلم قديم.. وفاشل، السؤال الحقيقي ليس عن بايدن أو ترامب، وإنما عن خريف أمريكا القاسي والصعب عليها وعلى العالم كله.

المناظرة

لا تزال الولايات المتحدة الأمريكية شديدة التأثير في أحوال العالم من حولها، ورغم أن محيطين اثنين يفصلان بينها وبين هذا العالم، فإن تأثيرها أقوى من أن يقف في طريقه المحيط الأطلنطي في شرقها، أو المحيط الهادي في غربها، وهذا ما جعل الكثيرين حسب سليمان جودة في “المصري اليوم”، يترقبون المناظرة التي جرت، بين الرئيس جو بايدن والرئيس السابق دونالد ترامب، ثم يتابعون تفاصيلها.. فالمرشحان الاثنان على مرمى حجر من يوم الاقتراع في 5 نوفمبر/تشرين الثاني، وكلاهما يأمل في أن يكون هو ساكن البيت الأبيض.. وفي سبيل هذا الهدف لا يدخر المرشحان شيئا. وإذا كانت المناظرة قد أثارت قلق الحزب الديمقراطي لأن بايدن المنتمي إليه لم يكن أداؤه فيها على ما يُرام، فأداء ترامب هو الآخر كان محل قلق، ولكنه أقل طبعا منه في حالة الرئيس بايدن. ومن الواضح أن مستوى أداء بايدن، الذي جاء دون طموح الديمقراطيين في الحزب، قد جعلهم يفكرون بجدية في الدفع بمرشح جديد مكانه.. كان مثل هذا الرأي يُقال همسا في مرحلة ما قبل المناظرة، ولكنه بعدها صار يُقال علنا، وستتعالى به الأصوات فيما يبدو داخل الحزب الديمقراطي، خلال الفترة المقبلة. ولأن المسافة المتبقية على الانتخابات قصيرة نسبيّا، فالشيء الذي يثير مخاوف الديمقراطيين أكثر هو أن الوقت ليس في صالحهم، ولا يعطيهم الفرصة الكافية لاختيار مرشح جديد، ولا يتسع لمثل هذا الترف في ما تبقى من شهور. ولكن السؤال هو عما إذا كان ترامب بدوره يمكن أن يكون المرشح الأنسب لبلد بحجم وتأثير الولايات المتحدة؟ إن المخاوف إذا كانت قد ساورت الديمقراطيين من أداء بايدن، فالجمهوريون الذين رشحوا ترامب في المقابل يجب أن تساورهم المخاوف أيضا.. الاختلاف بين الفريقين هو في الدرجة لا في النوع، لأن رجلا بهذا السلوك العبثي الذي يمارسه ترامب، كلما ظهر في مناسبة يظل سلوكا أصغر من الولايات المتحدة، ويظل صاحبه أصغر من أن يكون هو الواجهة السياسية بالنسبة لها. وبعيدا عن الديمقراطيين والجمهوريين، فإن القلق لا بد أن يمتد إلى الأمريكيين في العموم، ثم إلى سكان الكوكب من بعد الأمريكيين.. ومنذ البداية كان هناك فريق ثالث في بلاد العم سام يرى أنه لا بايدن ينفع ولا ترامب، وأن أمريكا في حاجة إلى مرشح آخر يعيد لها بعض ما فقدته من المصداقية على أيدي الاثنين معا.

لحظات مصيرية

يبدو المشهد في الشرق الأوسط وكأنه يراوح مكانه؛ حيث قوات الاحتلال غارقة في مستنقع غزة، و«حماس»، والفصائل الفلسطينية الأخرى ترفض تبادل الرهائن، دون وقف دائم للحرب الهمجية الإسرائيلية، ويبدو حسب محمد صابرين في “الأهرام”، وضع “حرب الاستنزاف” ملائما لقوى المقاومة، فهي في ما يبدو ترى أن استنزاف الاحتلال، وإنهاكه، وتفجير الخلافات داخله، هو أقصى ما يمكنها أن تفعله، وفي الوقت نفسه فإن “حزب الله” وبقية القوى الموالية لإيران في سوريا والعراق واليمن، تشارك حماس هدف إطالة أمد الحرب، وخوض حرب استنزاف طويلة الأمد وبتكلفة عالية، وسط حرص شديد على عدم تفجر الوضع لحرب إقليمية واسعة النطاق. وفي المقابل فإن رئيس وزراء إسرائيل نتنياهو محاصر بدعاوى فساد، ومذكرات اعتقال تودي به إلى السجن، بتهم جرائم حرب وجرائم عار، وهو أيضا محاصر بعجزه عن سحق «حماس» والمقاومة، وعدم تحرير الرهائن، بل موتهم بأيدي قواته، وعدم استعادة الردع ولا هيبة الجيش الذي بات يقهر، وتموت قواته حرقا. وباتت إسرائيل محاصرة بسؤال عريض: هل هذه الدولة الوظيفية التي تخدم وتحمي مصالح أمريكا والغرب، باتت عاجزة عن أداء المهمة، ولم تعد قادرة على حماية نفسها، والأخطر هل باتت قوى التطرف فيها تدفع في اتجاه حرب دينية تحمل مخاطر زوال إسرائيل؟ ومن الواضح أن الأوقات الأصعب مقبلة لا محالة، وباتت القوى الفاعلة في المنطقة، سواء الإقليمية أو الدولية تعيد حساباتها بشأن ما إذا كان من الممكن تبريد الوضع، وتجاهل القضية الفلسطينية، وما إذا كانت إسرائيل باتت عبئا لا مصدر قوة؟ وهل “الحياد ممكن”، وهل ينتقل صراع الغرب وروسيا والصين وكوريا الشمالية وإيران للمنطقة من “بوابة غزة”؟

تجربة زيلينسكي

أحسب أن إدارة بايدن رغم كل البلاغة، والحرص على ترميم صورتها القبيحة، بدعمها جرائم الإبادة فهي مستمرة حسب رأي محمد صابرين، في تمويل وتزويد الاحتلال الإسرائيلي بكل ما يلزمه من أسلحة فتاكة لإنهاء المهمة، وفي المقابل فإن نتنياهو؛ سواء بدافع الحصار ورغبته في البقاء في السلطة؛ لتجنب السجن، أو وهذا هو الأخطر، إدراكه من تجربة زيلينسكي في أوكرانيا، أن واشنطن والغرب لن يسمحا “بهزيمة أوكرانيا”، وبالتالي بايدن وترامب والدولة العميقة وأوروبا لن يسمحوا بهزيمة إسرائيل. من هذه الوقائع الظاهرة على الأرض بات الغرب “رهينة نتنياهو”، وأغلب الظن أننا أقرب لمحاولة “الهروب إلى الأمام”، وهذه المرة إلى لبنان، وشن حرب ضد حزب الله.. وتبدو التطورات على الأرض وحالة الانسداد الراهنة، تدفع باتجاه التصعيد، رغم أن القوى الأساسية في المنطقة لا تريد أن يمتدّ الصراع إلى أجزاء أخرى، لكنها عالقة في مواقف قد تقودها نحو الاتجاه المعاكس.. والآن نحن نشهد تصعيدا كبيرا، وتهديدا متبادلا بين إسرائيل و«حزب الله»، حول إشعال الحرب على الجبهة اللبنانية، وسبق أن حذرت طهران، على لسان وزير الخارجية الإيراني الراحل أمير عبد اللهيان، من أن هذا التطور سيدفع حزب الله إلى فتح جبهة شمال إسرائيل والجولان. ترى هل هذه أمنية نتنياهو تتحقق، فهو من زمن بعيد يبحث بأي طريقة عن نزاع يمكن أن يمتدّ إلى سائر الشرق الأوسط؟ ولا يسعى فقط لتورط الغرب وواشنطن، بل الدول العربية في حرب واسعة ضد إيران والقوى الحليفة لها في المنطقة وخارجها.. وتبدو التطورات الميدانية مهيأة للتصعيد لا التهدئة حتى الآن، فنحن نرى “حماس” تواجه تهديدا وجوديا لا رجعة عنه في غزة، و”حزب الله” والقوى المساندة تعمل على إشعال جبهتَي لبنان والجولان لتشتيت إسرائيل. وقد تتطور الأمور وتذهب الميليشيات العراقية إلى الانتشار في سوريا أو لبنان دعما لحزب الله، ولاسيما أن هذه الميليشيات كانت تتحضّر تحديدا للتدخل في لحظة كهذه. وقد تدفع هذه الخطوات إسرائيل إلى تكثيف قصفها وتورطها في سوريا، وربما حتى في داخل العراق، لكن الأمر الأهم للإيرانيين هو وجود القوات الأمريكية على طول الحدود السورية العراقية، واحتمال تدخّلها لمنع الميليشيات العراقية أو حتى الإيرانيين من تعزيز حزب الله عسكريا.

رسائل الهدهد

الاستطلاع الجوي الذي نفذته الطائرة المسيرة الإيرانية الصُنع «الهُدهُد» وكم الصور التي التقطتها هذه الطائرة للعديد من المواقع الإسرائيلية العسكرية والمدنية شمال إسرائيل، يؤكد حسب طارق عباس في “المصري اليوم” أن إسرائيل باتت مخترقة، وأن قدرتها على الردع تتلاشى وتتآكل، وأن خططها المبنية على أساس كونها أقوى بلدان الشرق الأوسط تحتاج لإعادة نظر ومراجعة، خاصة أن ما خسرته في حربها على قطاع غزة ستخسر أضعافه، إذا ما تورطت في حرب ضد حزب الله، الذي أراد من خلال استطلاع الهُدهُد أن يبعث بالعديد من الرسائل إلى الإسرائيليين، لعل أهمها: أولا: رسائل سياسية مؤداها أن حزب الله لن يُكرَه على تسوية لا يريدها، ولن يقبل بتنازلات، ما دامت الحرب مستمرة في قطاع غزة، وعلى الحكومة الإسرائيلية أن تُعيد حساباتها مرات ومرات، قبل أن تفكر في الاعتداء على حزب الله ولبنان، لأن المواجهة هذه المرة لن تكون مثل سابقاتها، فإذا كانت إسرائيل قد حاربت في جبهات عربية عدة، وحققت انتصارات كثيرة وكبيرة في فترات زمنية محدودة، فإنها هذه المرة قد تدفع أثمانا باهظة، لأن الإمكانيات العسكرية للمقاومة أصبحت أكبر وأعظم، والظروف التي تحيط بإسرائيل أخطر. والدعم الدولي لها يتقلص. وعلى قادة إسرائيل – في ضوء هذه المستجدات- القبول بالتسوية السياسية من أجل إيقاف الحرب الدائرة في غزة والحد من التوتر والتصعيد المتنامى على الخط الأزرق، الذي قد يؤدي إلى إشعال حرب شاملة في الشرق الأوسط، قد يحترق بها الجميع، وفي المقدمة إسرائيل.

نجاح مبهر

ثاني الرسائل من وراء “الهدهد” وفقا لطارق عباس، استخباراتية، فمثلما تمتلك إسرائيل التكنولوجيا الضرورية للقيام بعمليات استخباراتية باستخدام أحدث الأجهزة والمُعَدات الضرورية اللازمة لتلك المهمة، فإن حزب الله الآن أصبح منافسا لإسرائيل في هذا الميدان، ومالكا لتكنولوجيا عسكرية متطورة. مكّنته من القيام بعملية استطلاعية ناجحة والتقاط صور مهمة للعديد من المواقع الإسرائيلية العسكرية والاقتصادية والتجارية والسكانية، دون أن تنجح الأخيرة في اكتشافها ورصدها والتعامل معها، في إشارة إلى أن تفوق إسرائيل في المجال الاستخباراتى بات في أقل درجاته، وأن فشلها في اكتشاف عملية طوفان الأقصى في أكتوبر/تشرين الأول المنصرم قابل للتكرار. ثالثا: رسائل عسكرية، لقد تمكن حزب الله من أن يكون لديه بنك أهداف يمكن استغلاله عند الضرورة، وتوظيفه كسلاح سبق أن أشهرته إسرائيل ضد السكان الغزيين، ما يعني أن الخراب الذي عم في غزة على يد الصهاينة سيتكرر ضدهم على يد حزب الله، وستكون الأضرار والخسائر الإسرائيلية في مستوى خسائر الغزيين. رابعا: رسائل للولايات المتحدة، وقد أريد أن يكون توقيتها متواكبا مع زيارة المبعوث الأمريكي عاموس هوكشتاين إلى لبنان من أجل التأكيد له على استحالة الفصل بين مساري الحرب في غزة والتصعيد في جنوب لبنان، وأن «حزب الله»غير معنى بالدعم المتواصل من جانب الأمريكيين لإسرائيل، لأنه يمارس المقاومة كخيار استراتيجي، انطلاقا من أرضية شعبية وعسكرية صلبة. جدير بالملاحظة أن فيديو الهدهد، نُشِر تحت عنوان الحلقة الأولى، وهذا يعنى أن هناك حلقات تم تصويرها، وربما يُعلَن عنها قريبا، فيا تُرى ما المواقع الجديدة التي سينجح الهدهد في تصويرها؟ وما مدى خطورتها وأهميتها للأمن القومي الإسرائيلي؟

فقراء أم العكس؟

أزمة انقطاع التيار الكهربائي تركت جرحا غائرا لدى المصريين، الذين تحملوا كل إجراءات الإصلاح الاقتصادي طوال سنوات ماضية، أملا في تحسن الأوضاع. لماذا لا تراعي الحكومة النتائج العكسية، جراء انقطاع الكهرباء، والخسائر المالية والأثر النفسي على جموع الشعب. أخفقت الحكومة كعادتها في كسب ثقة الشعب، وخرج رئيسها يلقي على مسامعنا الكثير من المبررات، ليؤكد أننا لسنا على قائمة أولوياتها. يتساءل عبد الغني الحايس في “القاهرة 24”: هل نحن دولة فقيرة؟ لدرجة أن يتم التعامل معنا بهذا الشكل الفج؟ أبناؤنا طلاب الثانوية العامة وأسرهم في معاناة وتوتر، كبار السن والمستشفيات المصالح الحكومية تتوقف عن العمل علمتمونا أننا بلد يمتلك كثيرا من حقول الغاز، تكفي أجيالا وأجيالا ونصدر منها بينما لا نستطيع أن نوفر الغاز لمحطات توليد الكهرباء. يا سيدي رئيس الحكومة، عليكم أن تعرفوا أننا بلد كبير، لديه من المقومات ما يجعله في مقدمة الدول المتقدمة. نحن نطل على بحرين ولدينا شواطئ بمئات الكيلومترات، وآثار إسلامية وقبطية وفرعونية ورومانية وإغريقية، جعلت من مصر كلها متحفا مفتوحا، لدينا محميات طبيعية وعيون كبريتية، وصحارى وجبال، ومسار العائلة المقدسة، يجعلنا أهم دولة سياحية في العالم. ناهيك عن المناخ الرائع، من لديه مدن مثل شرم الشيخ أو مرسى علم أو العالمين وغيرها كثير تكفي دولة واحدة مدينة فقط من مدننا لتتباهى بها بين الأمم. لقد تأثرت السياحة لأن الكهرباء تنقطع بشكل يومي.

أخفوا الحقيقة

واصل عبد الغني الحايس، توجيه رسائله لرئيس الوزراء هل سألتم أصحاب المصانع نتائج انقطاع الكهرباء وتأثيرها على خطة إنتاجهم، فهل نحن جادين حقا لتحصيل 100 مليار دولار من تصدير منتجاتنا، وما وجه الاستفادة من قناة السويس، فهل هي لمرور السفن وفقط.. أخبرونا أن مصر أرض الخيرات، ومليئة بالثروات المعدنية، فأين ذهبت تلك الخيرات؟ يا سيدي نحن لم نكتشف مصر إلى الآن، لم نستفد من مناخها ولا موقعها ولا ثرواتها الطبيعية ولا البشرية، ولا حضارتها وتاريخها. فنحن لا نعلم هل نحن دولة صناعية، أم دولة زراعية، أم دولة سياحية، مع أننا نمتلك كل المقومات لتجعلنا كل هؤلاء. يجب أن نكف عن المؤتمرات والحوارات فقد مللنا الكلام والوعود، مؤتمر اقتصادى يليه مؤتمر آخر، ثم مؤتمر للبحث عن فرص الاستثمار، مع أنه ليس لدينا حقيبة لوزارة الاستثمار، علينا أن نبدأ بالتعليم فهو أساس كل تقدم، أن نحسن مناخ الاستثمار، ونقضي على الروتين والبيروقراطية. أن نستفيد من طيورنا المهاجرة، ومن أبنائنا في الخارج ونكسب ثقتهم، يا سيدي رئيس الحكومة عليكم أن تعلموا أننا شعب تحمل وسيتحمل الكثير من اجل رفعة وطنه، ولكنه لن يتحمل العشوائية في اتخاذ القرارات التي تجرنا إلى الخلف، لأننا لسنا فقراء نحن دولة غنية بمواطنيها وبخيرات أرضها. أتمنى عليكم سرعة تشكيل الحكومة الجديدة، وان تكون طموحاتهم موازية لطموحات الشعب المصري، وان تعلموا أن لا سياسة بدون اقتصاد، ولا اقتصاد دون سياسة، فافتحوا النوافذ لتسمعوا أصواتا تستغيث.

ليسوا لاجئين

حذر حمدي رزق في “المصري اليوم” من محاولات الوقيعة بين ضيوفنا الطيبين من أهلنا السوادنيين، والكرماء من المصريين. هناك إلحاح في الفضاء الإلكتروني على فتن الأحباب بصور مصنوعة، وحكايات مفبركة، ومرويات موهومة، وهذا لعمرى جد خطير. السودانيون في مصر ليسوا لاجئين، من لحمنا ودمنا، والمثل في وادي النيل يقول «الظفر ما يطلع من اللحم». وهو يُقال بين أبناء العمومة، والسوداني ما هو غريب، السودانيون في مصر بين أهلهم وناسهم، وفي مصر متسع لمن تقطعت بهم الأسباب. وقبلا قالها الرئيس السيسي، نصا: «مصر لا يوجد فيها معسكرات أو مخيمات للاجئين على الإطلاق.. مش بنقول عليهم لاجئين، دول ضيوفنا في مصر». خلاصة القول «معندناش معسكرات لاجئين»، ليست في القاموس المصري، هم ضيوف، مصر بحر الكرم، معلوم الكريم يبتدع أسبابا للعطاء، والكرم المصري من صنف فاخر، الكرم الحقيقي هو أن تعطي أكثر من استطاعتك، وأن تعطي ما أنت بحاجة إليه فعلا. مصر التي تعاني لا تبخل باللقمة مغموسة في عرق العافية، تطعم بها من ضاقت بهم سبل العيش الكريم في بلادهم، فقصدوا مصر. وفي هذا يقال «ألا يا دار لا يدخلك حزن ولا يغدر بصاحبك الزمان/ فنعم الدار أنت لكل ضيف إذا ما ضاق بالضيف المكان». صحيح مصر ليست غنية بالمقاييس الاقتصادية، ولكنها كريمة بالمواصفات الأخلاقية، مصر كبيرة قوي، وحضنها حنين قوي، وشعبها كريم قوي، ورغم ضيقة ذات اليد، لم تتبرم، وشعارنا في ديارنا «إن ما شالتكم الأرض تشيلكم العيون». كرم المصريين يسبغ حياة المنكوبين بالأمن والأمان والاستقرار، يستريحون بعد شقاء على شاطئ النيل بعد شتات، وادخلوها بسلام آمنين. بيوتنا مفتوحة للمحبين، ليس بيننا لاجئون، نبغض هذا الوصف على إخوتنا، ولا نتاجر بهم.

يشوي الجميع

بداية والكلام لطارق عبد العزيز في “الوفد”، ليس كل ما يعرف يقال، والكبار قالو لنا زمان، اللي مبيشوفش من الغربال يبقى أعمى، نتشارك ونتعايش أنا وأنت عزيزي القارئ في كل ما يحدث على أرض مصر، فنعيش أفراحها وانتصاراتها، وأيضا نعيش معا المحن التي قد تطرأ عليها وعلينا من آن لآخر، جميعا نتشارك فيها، فغلاء الأسعار يحرق جيوب جميع المصريين من الوزير للغفير، وغيرها من الأزمات وآخرها أزمة انقطاع الكهرباء، وليس هناك مسؤول راض عن قطع الكهرباء في مصر بداية من وزير الكهرباء والطاقة محمد شاكر، الذي يستحق منا وسام الوطنية، وعندما تتكشف الحقائق والمعلومات السرية سيكون رأيك متطابقا مع ما ذكرته، ولكنها تحديات قدر لنا كمصريين أن نعيشها. مصر تحاك ضدها مؤامرات ومكائد منذ فجر التاريخ، وقدر لمصر أن يتولى أمانتها وقيادتها بطل وطني شجاع هو الرئيس عبدالفتاح السيسي، الذي أجهض مؤامرات وأحلام دول كبرى، وغير مجرى التاريخ، وحافظ على الثوابت الوطنية والتاريخية للدولة المصرية، فاستحق وسام النبل والشرف والأمانة في زمن عز فيه الشرف. قدر لهذا البلد، أن يدفع فاتورة الوطنية والشرف، وكان الرد على الاحتفاظ بكرامتنا وإرادتنا وأرضنا، وإجهاض المخططات، هي حرب اقتصادية مفتوحة هدفها التضييق على مصر، ويا ريت التضييق فقط، بل وصلت المؤامرة إلى حد الحنق وتأليب الرأي العام بهدف هدم الدولة. كلمة أقولها للتاريخ بمناسبة أزمة انقطاع الكهرباء، والسبب كما تعلمون توقف إمدادات الغاز من خط حقل تمارا الذي يمتلكه الكيان الإسرائيلي، بموجب اتفاقيات دولية مبرمة بهذا الشأن بادعاءات توقف الحقل لمشكلة فنية.

ساعتان معقول

تابع طارق عبد العزيز كشف ما في جعبته من أسرار: أتحدث إليكم وقد قدر الله لي أن أكون ضمن هيئة الدفاع في القضية الشهيرة، وهي قضية «تصدير الغاز لإسرائيل» التي أثيرت بعد عام2011 ودرست الموضوع والعقود والملابسات والأحداث لشهور طويلة، كما تعلمون أن خط الغاز مصر- إسرائيل أبرم في 2004 بين وزارة البنية التحتية الإسرائيلية وشركة شرق المتوسط المصرية، وكانت لمصر اليد العليا في هذا الشأن، ولكن الدولة المصرية تقوم على ثوابت وقيم يجهلها الكثيرون الآن، ولم نستغل يوما حاجة إسرائيل للغاز (وكنا قادرين)، وكنا نسير وفق ثوابت قانونية تقوم على احترام الاتفاقيات الدولية، ونتيجة للزيادة السكانية المطردة في مصر، ومشروعات التنمية التي تحدث والثورة التنموية التي بدأتها مصر، وغيرها من الأمور، انقلب خط الغاز وأصبح استيراد الغاز من إسرائيل من ميناء أشدود الإسرائيلية إلى المحطة القومية في العريش، وفق اتفاقيات دولية ثابت فيها التزامات الطرفين. مصر أبرمت الاتفاقية بحرص وذكاء شديدين وحافظ المسؤولون في هذا الوقت على حقوق مصر كاملة، وتحقيقات القضية وما حوته من مستندات ومعلومات تؤكد ذلك، وبعد أن انقلب الخط من تصدير إلى استيراد بهدف التسييل، ظن البعض أن الغاز سيكون وسيلة ضغط على القاهرة وقراراتها، ولكن نسي أن 120 مليون مواطن لديهم إرادة فولاذية، لا يستطيع أي كيان التأثير عليها فمصر قراراتها ومواقفها نابعة من ثوابت وطنية وتاريخية لن تحيد عنها. أقولها بصدق إن كانت ساعتا كهرباء تخفيف أحمال، ثمنهما مواقف مصر الوطنية، واستقلال قراراتها، وإخضاعها، والتحكم في مسارها، فأعلنها أمام الجميع أنا ومعي ملايين المصريين، أهلا بالساعتين والثلاث ساعات، لانقطاع الكهرباء ولا ترضخ مصر، وتظل رايتها خفاقة تعانق السحاب.

حقك الطبيعي

من حقك أن تعبر عن رأيك في أي حدث، ومن حقك أن تراه حدثا عظيما كان لا بد أن يحدث، بل ومن حقك أن تحتفل به وتستعيد تفاصيله ووقائعه.
هذا كله حسب عبد الغني عجاج في “المشهد” من حقك كإنسان بالغ عاقل راشد تتمتع بالأهلية كمواطن…اتفقنا؟ أحسب أننا اتفقنا أن من حقك أن تحكم على أي حدث من منظورك وتجربتك، ولكن دعنا نتفق أيضا أن من حق الآخرين أن ينظروا بصورة مغايرة للحدث نفسه، ومن حقهم أن يعتبروه من الأحداث التي ما كان لها أن تحدث بالصورة التي تمت، ومن حقهم أن ينتقدوا النتائج التي ترتبت على هذا الحدث، ومن حقهم أن يقارنوا بين ما كان قبل وقوع الحدث، وما أصبح بعد وقوعه، ومن حقهم أن يتوقفوا مع الشخصيات التي مهدت للحدث، والتي برزت كصناع ونجوم له، وينظروا كيف كانوا وكيف أصبحوا ويتوقفوا أمام المكاسب التي حققوها. وفي رأيي أن كل طرف ينبغي أن يحترم وجهة نظر الطرف الآخر، فقد تعلمنا من العلوم السياسية والفكر السياسي: ليس المهم أن تقتنع أو توافق أو تتوافق مع وجهة نظر الآخر، ولكن من المهم أن تحترم الدوافع التي جعلته يتبنى وجهة النظر التي تختلف مع وجهة نظرك، وأظن أنني لست في حاجة للتذكير بأن الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية، رغم ما أراه من أن الاختلاف في الرأي أصبح ينسف الود ويجلب الاتهامات التي تصل إلى حد التخوين، فالملاحظ مع الأسف أننا لم نعد نتقبل آراء بعضنا بعضا في أي حدث مهما كبر أو صغر، حتى لو كان يتعلق بقرار حكم مباراة لكرة القدم، أو وجهة نظر في فيلم سينمائي تمت إحاطته بهالة وتصويره على أنه فتح في تاريخ السينما المصرية والعربية، ناهيك عن الأحداث الاقتصادية والسياسية وثيقة الصلة بحياة الملايين.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية