القاهرة ـ “القدس العربي”: لا تتوقف النهاية الأسطورية للسنوار عند مشهد الغياب من الحياة الدنيا وتكراره مشهد الصحابي الجليل الذي رفع الراية بشماله حينما بترت يمينه وشكّل رحيله عاملا رئيسيا في بدء إيقاظ أمة المليار من سباتها، وما يشهده العديد من المدن والقرى في عالمنا العربي من تعليق صوره أمام واجهات المحلات، وعلى شاشات الهواتف المحمولة من قبل شباب وفتيات وربات بيوت.. هي الأقدار إذن أراد العدو تشويه سيرته وكان للسماء أن تخلد سيرته وشعبه للأبد.
ونعت النقابة العامة للفلاحين الزراعيين، شهداء المقاومة الفلسطينية وفي مقدمتهم يحيى السنوار رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، الذي نال الشهادة وفي يده البندقية مدافعا عن أرضه وعرضه، وقال الحاج محمد عبدالستار النقيب العام للفلاحين الزراعيين، إن أرواح الشهداء لن تذهب هباء، وسوف تخرج أجيال كثيرة تثأر لتلك الأرواح الطاهرة، ولن تفرط في شبر من أرض فلسطين.
قال الرئيس السيسي، إن مصر كانت لديها أزمة البطالة وكانت نسب البطالة مرتفعة جدا، حيث وصل حجم الخريجين في مصر سواء من الجامعات أو المدارس والمعاهد المختلفة، إلى رقم يتراوح بين 700 ألف إلى مليون خريج، ونحتاج إلى توفير نحو مليون فرصة عمل سنويا، موضحا أن عدد المصريين في 2011 كان 80 مليونا واليوم وصل عددنا إلى 106 ملايين. وكشف الرئيس، خلال حديثه في النسخة الثانية من المؤتمر العالمي للسكان والصحة والتنمية البشرية، أن نسبة البطالة وصل 6.5% وهذا يعني أن استهداف ومجابهة التحدي وتوفير فرص عمل تم العمل عليه بشكل جيد جدا، في إطار البنية الأساسية للدولة المصرية حتى تعبر الحالة التي كانت بها البنية متخلفة: «ترتيبنا 22 دلوقتي على العالم ولكن مش عاوزة أقول ترتيبنا الوقت ده كان كام». وقال رئيس الوزراء، الدكتور مصطفى مدبولي: إننا مضطرون لتحريك أسعار الوقود تدريجيا حتى نهاية 2025، لافتا إلى أنه لمدة 6 أشهر مقبلة لن يتم تحريك أسعار الوقود. وأكد أن الدولة تحاول التيسير على المواطن وتتحمل العبء الأكبر. طبيا قدمت المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية الدكتورة حنان حسن بلخي، شهادة القضاء على الملاريا لوزير الصحة والسكان الدكتور خالد عبدالغفار، تقديرا لإنجاز مصر.. قضائيا قضت محكمة جنايات القاهرة بمعاقبة أحمد ياسر المحمدي، لاعب كرة القدم في نادي الريان القطري، وشقيق نجم الزمالك السابق حسين ياسر المحمدي، بالسجن المشدد لمدة 3 سنوات لاتهامه بالاعتداء الجنسي على فتاة في دولة قطر منذ عامين. كما قررت المحكمة الاقتصادية، أمس الأحد، تأجيل محاكمة الشيخ محمد أبو بكر وميار الببلاوي في اتهامها بتبادل الألفاظ والعبارات المسيئة عبر مواقع التواصل الاجتماعي لجلسة 2 نوفمبر/تشرين الثاني. استمعت هيئة المحكمة لدفاع الإعلامية ميار الببلاوي، الذي قدم حافظة مستندات تتهم الشيخ محمد أبو بكر بالسب بألفاظ وعبارات مسيئة عبر مواقع التواصل الاجتماعي. بينما طلب، أحمد مهران محامي الشيخ محمد أبو بكر بتأجيل نظر القضية للاطلاع، مؤكدا أن ميار الببلاوي قدمت الشكوى ضد موكله باسم ميار الببلاوي وهو اسم مستعار، وأن اسمها الحقيقي منال محمد توفيق، مشيرا إلى أن ذلك يؤدي إلى بطلان وانعدام الشكوى وانعدام أثرها القانوني.
خسارة بالتأكيد
لا شك أن مقتل السنوار ومن قبله حسن نصر الله ومن قبلهما إسماعيل هنية شكّل ضربات قوية لحركة “حماس” ولحزب الله، ولإيران، وبشكل عام لما يسمى بمحور المقاومة. ذلك لأنه في مثل هذه المعارك، حسبما أخبرنا الدكتور أحمد عبد ربه في “الشروق”، فإن توجيه ضربة مباشرة منك إلى رأس العدو، تعد هزيمة كبيرة له. كذلك، لا يمكن إنكار أن هذه الضربات جميعا شكلت نصرا معنويا على الأقل لإسرائيل، ذلك أنه وفي خلال 100 يوم تقريبا تمكنت إسرائيل من قتل ألد أعدائها ولاحقتهم أينما كانوا (طهران، بيروت، غزة) لتثبت أن قواتها العسكرية المدعومة مخابراتيا تستطيع أن تطول المطلوبين لها في أي مكان. كذلك فإن دولة مثل إسرائيل تدار بواسطة حكومة يمينية، تستخدم منطق القوة دائما لإخضاع أعدائها، لا بد أن مثل هذه الانتصارات تدعم شرعيتها ليس فقط أمام من يؤيدها في الداخل، ولكن أيضا أمام من يدعمها في الخارج، لكن الترويج لانتصار إسرائيل في المعركة الدائرة حاليا ليس دقيقا وهذا ليس من قبيل الترويج الدعائي من جانبي لـ”حماس” أو لحزب الله، ولا لرغبة مني في رفع المعنويات المنهزمة لدى الكثير من العرب المؤيدين للقضية الفلسطينية، ولا هي كلمات لتطهير حركة “حماس” وحزب الله من الكثير من الموبقات والخطايا التي ارتكباها وطالت شعوبهما قبل أن تطول أعدائهما، ولكنه إقرار لحقيقة يعلمها الجانبان الإسرائيلي والأمريكى قبل غيرهما.
باقية ولن تفنى
انتهى الدكتور أحمد عبد ربه عند حقيقة مفادها، أنه حتى مع مقتل كل هؤلاء القادة، لم تنتصر إسرائيل بعد في حربها الدموية على غزة ولبنان.. لماذا؟ هناك ثلاثة أسباب رئيسية لذلك. أولا: لأن إسرائيل بدأت هذه الحرب وهي منهزمة بالفعل، بعبارة أخرى فإنه ومن الناحية العسكرية والسياسية والاستراتيجية، أو ما يطلق عليه المتخصصون (العوامل الجيوسياسية)، يمكننا التمييز بين معركتين حربيتين مختلفتين، وإن كانتا بالقطع مترابطتين: الأولى هي هجوم مقاتلي “حماس” المفاجئ على إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول، وهي معركة استمرت عدة ساعات وقُتل فيها أكثر من 1200 إسرائيلي وإسرائيلية، بالإضافة إلى حصول “حماس” على المئات من الرهائن، أما المعركة الثانية فهي التي شنتها إسرائيل منذ مساء السابع من أكتوبر 2023 وحتى اللحظة للانتقام من “حماس” وحزب الله، ومعهما بالطبع الانتقام من كل الشعب الفلسطيني. في المعركة الأولى حققت “حماس” نصرا قويا سواء من الناحية العسكرية أو من الناحية المعنوية، لكن في المعركة الثانية، حققت إسرائيل بعض الضربات الموجعة بالفعل، سواء بالانتقام العشوائي من السكان المدنيين في غزة وسياسة العقاب الجماعي التي حتى إن لم تصنف (بعد) كحرب إبادة، فإنها بالتأكيد احتوت على جرائم حرب حقيقية بشكل يجعل نتنياهو وحكومته عصابة حرب مجرمة وآثمة وفقا للقوانين الدولية، أو بهدم غزة وجعلها مقبرة جماعية غير صالحة للعيش الآدمي. ومع ذلك، لم تحقق إسرائيل انتصارا في المعركة الثانية (على الأقل حتى الآن)، لأن الهدفين المعلنين للحرب من قبل نتنياهو (تدمير حركة “حماس” واستعادة كل الرهائن) بالإضافة إلى الهدف غير المعلن (استغلال هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول للتخلص من القضية الفلسطينية على الأقل في قطاع غزة، وتصديرها لقوى إقليمية ودولية وفي مقدمتها مصر) لم يتحقق أي منهما.
مرعوب وجبان
مسيَّرة صغيرة كشفت أكاذيب الإعلام العبري، وكشفت حال الإعلام العربي الذي يتغذى على معلومات مضللة من الإعلام الدعائي العبري.. اخترقت المسيَّرة دفاعات إسرائيل والقبة الحديدية واستهدفت بيت نتنياهو.. ورأى محمد أمين في “المصري اليوم” فيديو وهي تحوم حول طائرة هليكوبتر وتسخر منها. لم تدركها الهليكوبتر ولم تتعامل معها كأنها شبح ثم سقطت على بيت نتنياهو في منطقة شديدة التحصين، وجاء الكلام أن نتنياهو لم يكن في بيته ساعة انفجار المسيرة.. وما زال الإعلام العبري والعربي يتكلمان لغة واحدة ويرددان أن حزب الله انتهى تماما، وأن إسرائيل قطعت رأس “حماس”. لا تقعوا في فخ الإعلام الدعائي العبري وعلى الأقل كونو محايدين.. الذين هللوا وكبروا باغتيال نصر الله ينبغي أن يعلموا أن حزب الله ليس حسن نصر الله وحده، وأن المقاومة في “حماس” ليست السنوار، كلهم حسن نصر الله عندما يدافع عن سمعته وشرفه ويتحرر من تبعيته، وكل المقاومة هي السنوار الذي قالوا عنه إنه هرب، بينما كان يقاتل بنفسه حتى النفس الأخير، ولم يكن على الحدود ليهرب إلى تركيا كما زعمت الآلة الإسرائيلية. تابعنا الأكاذيب التي يروجها الإعلام العبري وينقلها عنه الإعلام العربي، دون أن يفندها، أو حتى يتحفظ عليها وصرنا نأخذ من مصدر واحد في معركة يفترض أنها بين طرفين.. كيف أصبحنا نرى هذا الوضع مستقيما على هذا النحو؟ يؤسفنى أن أقول: كلنا نحارب مع إسرائيل.. ومع هذا أصبحت المقاومة أقرب ما تكون إلى رأس نتنياهو، ما زالت الدعاية الإسرائيلية تقول إنه لم يكن في بيته وقت سقوط المسيرة.. لكنها معنويا ضربة جامدة للغاية، المرة المقبلة «تظبط».. المهم أن إسرائيل في حالة صدمة كبرى شعبيا ورسميا، فقد اخترقت المسيرة كل الدفاعات والحصون، ولم يتم تفعيل صافرات الإنذار، ثم انفجرت في أكثر مكان أمانا بالنسبة لرئيس الوزراء وكبار القوم، وهو ما يعني أن الخطوة المقبلة ستكون النهاية، بعد أن كسروا حاجز الخوف تماما. وأخيرا اغتيال نصر الله لم يكسر حزب الله، بل ربما أقول إن ضرباته أصبحت مؤثرة جدا وتصيب أهدافها، وسوف يكون ثمنها المرة المقبلة رأس نتنياهو.
خيبة السفاح
لو صح الخبر القائل إن الجيش الإسرائيلي اعتقل بعض جنوده الذين نشروا الصور الأولية لحادث اغتيال قائد حركة “حماس” في قطاع غزة يحيى السنوار، لتأكدنا لما انتهى عنده عماد الدين حسين في “الشروق”، من أن الحكومة الإسرائيلية كانت تريد إخراجا مختلفا لعملية الاغتيال، بل إن نتنياهو لم يكن يتمنى أن يتم الإعلان الفوري وتأجيله إلى لحظة يخرجها بنفسه باعتباره ملكا للصورة والدعاية السياسية. لا ينكر أحد أن نجاح جيش الاحتلال في اغتيال السنوار في عملية عرضية وغير مخططة، نصر كبير لإسرائيل ضد واحد من أشد أعدائها خطرا عليها. رغم ذلك هناك العديد من القراءات والاحتمالات بشأن حقيقة ما حدث في هذا الاغتيال، الذي تم في حي تل السلطان في رفح الفلسطينية. الصور التي نشرها جنود الجيش الإسرائيلي في بداية الأمر تقول بوضوح، إن السنوار قتل واقفا شامخا وهو يقاوم بكل بسالة حتى آخر نفس، بل حاول مقاومة المسيرة بعصا، ولم يكن مختبئا في نفق، ولم يكن حوله رهائن إسرائيليون يحتمى بهم كدروع بشرية كما زعمت إسرائيل دائما. وبالتالي فنشر هذه الصور يظهر السنوار بطلا يقاتل حتى اللحظة الأخيرة، ويحرم نتنياهو من صورة النصر التي تمناها وانتظرها طويلا. في الصور الأولى كان السنوار يقاوم وهو ينزف. ولم يكن قد استشهد، وفي الصور التالية فإن رأسه تم تفجيره بصورة مرعبة، فهل تم إعدامه بدم بارد، أم أن قذيفة دبابات أو مدفع في مسيرة هي التي قتلته بعد محاصرته؟ المؤكد أن نتنياهو كان يريد رأس السنوار بكل الطرق فهي أفضل صورة نصر له، لكن الأكثر تأكيدا أنه لم يكن يريد السيناريو الذي حدث، وبالتالي يبدو منطقيا التحقيق مع الجنود الذين نشروا الصور لأنهم أفسدوا مسرحية كاملة.
أزهار غزة
يرى الدكتور عباس شومان في “صوت الأزهر” أن أفضل فريق من أهل غزة هم من لقوا الشهادة، فهم أحياء عند ربهم يرزقون بإذن الله، لكن المأساة في الذين هم على قيد الحياة، فكلهم يعانون من الجوع والعطش لقطع الغاصب المحتل الماء والإمدادات، وحتى وسائل الاتصال في غالب الأحيان مفقودة، وفريق آخر هُجّر إلى جنوب غزة، ولا يعلم إلا الله ما عانوه في رحلتهم، التي لم تخل من غدر العدو ولا يعلم إلا الله كيف هم بعد أن وصلوا إلى جنوب غزة، وكم فقيدا فقدوا أثناء رحلتهم، وهل وجدوا الأماكن التي تتسع لهم وقد جاوز عددهم المليون ونصف المليون نازح، أما المأساة الأشد إيلاما من ذلك كله، فهي آلاف الأطفال الذين فقدوا جميع أهلهم، منهم الرضع ومنهم من يَحبون، ومنهم من يمشون على قدميهم أولى خطواتهم ولا يدرون ما الذي يحدث حولهم ولا ما حل ببيوتهم وألعابهم وأهليهم، وهؤلاء الأطفال بكل تأكيد تعجز المؤسسات الإنسانيّة عن رعايتهم في ظل هذه الظروف التي لا يوجد معها الأمان في أي موضع، حتى هذه المؤسسات الخيريّة هي ليست في مأمن من قصف الصهاينة، وحتى لو قدر لهذه المؤسسات القدرة على إبقائهم على قيد الحياة، فإن الآثار النفسية للكبار من هؤلاء الأطفال تحتاج لجهود مهولة لإخراجهم من الرعب الذي شاهدناه على وجوههم وهم يرتعشون ليس من البرد ولكن من الفزع والخوف وآلام جراحهم.
دين في رقابنا
مآسى هؤلاء الأطفال أعلنت، حسب الدكتور عباس شومان، شهادة وفاة وتحلل مؤسسات الطفولة بكل أنواعها الأممية والإقليمية، ليس هذا فقط، بل أثبتت بما لا يدع مجالا للشك أن الشعارات التي ترفعها هذه المنظمات شعارات كاذبة كمن كتبوها، وأن جهود هذه المؤسسات ليست عامة، بل هي جهود توجه لفئات بعينها وقوميات لا تمت لنا بصلة، وأن هذه المؤسسات كغيرها من المؤسسات والهيئات المتنوعة تأتمر بأمر رعاة الإرهاب والتدمير، الكبار اسما الصغار شأنا وقيما وأخلاقا. بكل تأكيد هناك أيتام من الجانب الصهيوني فقدوا بعض أهلهم، وهناك جرحى، ولكن هيهات هيهات أن يوجد بينهم من يعاني شيئا مما يعانيه أطفال غزة، فمستشفيات الصهاينة بخير، وليست كمستشفيات غزة السابقة التي أصبحت أثرا بعد عين، ومستويات الخدمة فيها مستويات متقدمة بفضل الدعم اللامحدود من الشياطين الكبار، ولو فرض أن بعض الحالات تحتاج لعلاج لا تقدمه مستشفيات الصهاينة، فأبواب الغرب مفتوحة على مصاريعها لاستقبالهم، وتقديم أفضل رعاية طبية ونفسية واجتماعية، وكأن أطفال الصهاينة لا يصح مقارنتهم على الإطلاق بأطفال غزة، فأطفال الصهاينة الذين أصابهم الهلع من أسلحة أشد قليلا من الأسلحة التي يستخدمها الناس في معاركهم الداخلية بين العائلات في بعض محافظاتنا، أكثر هلعا وتضررا من أطفال غزة الذين أخرجوهم من تحت أنقاض الصواريخ والقنابل المحرمة دوليا، بينما بقي الآباء والأمهات جثثا تحت الأنقاض، إنها موازين الغرب الجائرة التي تكيل بمكاييل متفاوتة أكثرها إبخاسا هي التي يُكال لنا بها. لم نسمع منظمة من هذه المنظمات الفاشلة المعادية للعرب والمسلمين ذكرت أطفال غزة الذين ارتاحوا من وجوههم الكالحة، وانتقلوا إلى رحاب ربهم ينتظرون قتلاهم والساكتين على قتلهم والمحرضين ليحاجوهم عند ربهم، ولا من بقوا يتألمون من جراحهم التي لا تحتملها أجسادهم الضاوية إضافة إلى فقد أحبتهم أجمعين، لم نجد ولم نسمع منظمة واحدة ذكرتهم بكلمة خير، أما نحن فعار علينا ترك هؤلاء في معاناتهم وإن كنا نعجز عن نصرتهم عسكريا، فلا أقل من أن تسعى دول المسلمين والعرب الكثيرة لإيجاد وسيلة للوصول إلى هؤلاء البؤساء، ومد يد العون لهم.
بين السنوار وصدام
لا وجه للمقارنة بين الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، الذي ألقت القوات الأمريكية القبض عليه في 13 ديسمبر/كانون الأول 2003، بعد احتلال العراق، أو إعدامه، واستشهاد، أو مقتل، يحيى السنوار، زعيم حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، الذي قُتل على أيدى الإسرائيليين منذ أيام، بعد حرب غشيمة، ومجرمة، وعدوان سافر من الاحتلال الإسرائيلي الذي دمر غزة، وجعل حياة أهلها (نحو 2.5 مليون) مستحيلة، وقتل، وأصاب أكبر عدد من الفلسطينيين (تجاوز 150 ألفا)، لكن المقارنة من وجهة نظر أسامة سرايا في “الأهرام” ستكون أكثر دقة، ووضوحا، إذا ما تمت مع أسامة بن لادن، زعيم القاعدة، الذي قُتل في مداهمة أمريكية في 2 مايو/أيار 2011، والأهم أن القضية الفلسطينية مختلفة، لأنها قضية وطن، وحق موجود قبل «حماس»، بعقود، وسوف يستمر، ولن يموت هذا الحق برحيل السنوار، أو حتى القضاء على كتائب القسام، أو تَوارِى “حماس” كلها عن المشهد الفلسطيني وليس حكم غزة فقط. أعتقد أن المشهد الفلسطيني الراهن، أو مشهد غزة، سيختلف جوهريا في اليوم التالي لرحيل السنوار (عدو إسرائيل الأول)، وسيظل رحيله، أو مقتله، عالقا في ذهن الغزاويين، والفلسطينيين، بل العرب طويلا، فقد جاء بعد عام مرير، خاصة أنه استشهد في رفح التي تُعد جبهة قتال مفتوحة بعد أن خرج من الأنفاق التي أدرك أن وصول الإسرائيليين إليه عبرها أصبح أيسر، وأسهل، لأنها تمت محاصرتها، وأصبح الوجود فيها أخطر من الوجود فوق الأرض، ما يعكس حالة الحصار، أو الخناق التي تعيشها حركة “حماس” في الفترة الأخيرة، وأضحى الوجود في البيوت المهدمة أكثر أمانا من الأنفاق، خاصة أن حسن نصر الله الأمين لحزب الله اللبناني، وخليفته هاشم صفي الدين قُتلا وهما في الأعماق في الضاحية الجنوبية اللبنانية، بصواريخ هدمت تلك الأنفاق العميقة، وهذا درس يجب أن تتعلمه تلك الحركات أن هناك تطورا في أساليب القتال وأنواعها، فقد أصبحت الأسلحة الحديثة تصل إلى أقصى الأعماق. وأخيرا، فإن قضية فلسطين لن تهزمها أخطاء المقاومة الفلسطينية، لأنها قضية حق، واستقلال، وتقرير مصير، وستنتصر في النهاية، لأن وراءها ملايين العرب الذين يطالبون بالعدل، وحق الفلسطينيين الأصيل في دولتهم.
فلسطين هي فلسطين
مهما نفذ الجيش الإسرائيلي من اغتيالات في غزة والضفة، فستظل القضية الفلسطينية تنبض بالروح ولن تموت.. مهما هدم الجيش الإسرائيلي المنازل والمستشفيات والمدارس والمساجد والمباني الحكومية والمقرات الدولية، فستظل القضية الفلسطينية عالقة في الأذهان.. واصل بلال الدوي توقعاته في “الوطن”: مهما تمادى الجيش الإسرائيلي في غَيه وسلوكه الإجرامي تجاه الأطفال والسيدات فستظل القضية الفلسطينية في قلوبنا وعيوننا.. مهما كذب نتنياهو ومهما داس بأقدامه على قرارات الشرعية الدولية، فالأمل قائم في تحرير فلسطين.. مهما استولت إسرائيل على أراضٍ جديدة في شمال غزة وأقامت فيها مستوطنات جديدة لن تضيع أرض فلسطين وستعود ولو بعد حين.. لدينا يقين قوى بالله – سبحانه وتعالى- ولدينا أمل في أن ينتصر الحق في النهاية، ولدينا أمل في أن يعلو العلم الفلسطيني على دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود ما قبل (5 يونيو/حزيران 1967). لتعلَم إسرائيل ورئيس حكومتها نتنياهو ووزراؤه المتطرفون ونواب الكنيست، أن الاغتيالات التي يرتكبونها لا يمكن أن تُوقِف مقاومة الشعب الفلسطيني التي لن تتوقف حتى استعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، بل ستزيدهم قوة وجسارة وسينضم الآلاف من أبناء فلسطين الباسلة لصفوف المقاومين للدفاع عن قضيتهم مهما سالت دماؤهم ومهما زاد عدد المصابين يوميا.. لِتعلَم إسرائيل أن القانون الدولي يُدين إجرامها ولن تستمر القوى العظمى في حمايتها إلى أبد الآبدين.. لِتعلَم «إسرائيل» أن هناك حالة غضب عالمية سادت جميع بلدان العالم ضد التعسف والعنف والجرائم التي ترتكبها بحق المدنيين العُزل، وأن اتساع دائرة المظاهرات في دول العالم ما هو إلا نبوءة – يجب وضعها في الاعتبار- بأن الإنسانية ستستيقظ أن آجلا أم عاجلا.. لِتعلَم «إسرائيل» أن سلاحها وقنابلها وطائراتها وآلياتها العسكرية سيأتي يومٌ وستُرد في صدور جنودها وقادتها لأن الحق لا يضيع والعدل سيعلو في النهاية، وسيكون مصير قادتهم وحكومتهم السجن وستُكتب أسماؤهم في أسوأ صفحات التاريخ.
أمام أعيننا
اكتشف محمد عبد المجيد الهندي في “المشهد” أن ما يُسمى بالإصلاحات وخصخصة القطاع العام ما هي إلا مسميات براقة، لتدمير كل ما تبقى من حقوقنا ومواردنا. ما يحدث الآن في مصر ليس إصلاحا، بل هو أكبر عملية نهب منظم للموارد المصرية. في كل مرة نسمع عن “إصلاحات اقتصادية”، نجد أننا ندفع الثمن من كرامتنا وحقوقنا. ما يُسمى “الخصخصة” لا يعني سوى بيع مؤسسات هذا الوطن، وأصوله، وأرضه، وكل شيء نفخر به. ما يحدث هو نقل الملكية من الدولة، التي هي ملك لكل المصريين، إلى أيد قليلة، سواء من الداخل أو الخارج، لتصبح كل منجزات مصر ملكا لأفراد وأطراف لا يهمهم إلا الربح السريع، على حساب مستقبل شعب بأسره. ألم تشاهدوا كيف يُستباح القطاع العام في هذا البلد؟ كلما اتخذتم قرارات “إصلاحية”، بدأتم تبيعون قطعة تلو الأخرى من المؤسسات العامة، التي بنيت بدماء الأجيال السابقة، وبجهود العاملين في القطاع العام الذين أفنوا عمرهم لخدمة هذا الوطن. بدأنا ببيع الشركات والمصانع الكبرى، وها نحن نصل الآن إلى بيع أراضينا ومستشفياتنا العامة، التي كانت ملاذا للفقراء والمحتاجين، بل أصبحت الآن، تحت مسمى الخصخصة، عرضة للبيع للمستثمرين الأجانب، الذين لا يعنيهم سوى الربح. مستشفياتنا، التي يعتمد عليها أكثر من 60% من الشعب المصري، أصبحت اليوم تواجه خطر تحولها إلى مشاريع ربحية لشركات أجنبية، جشعة تسعى لجني المال على حساب صحة المصريين. كيف تبررون أن يُجلب أطباء وممرضون من الخارج في الوقت الذي يعاني فيه شبابنا من البطالة؟ كيف تبررون فتح الأبواب أمام الشركات الأجنبية لاستنزاف مواردنا بينما تعيش الأسر المصرية في حالة من الفقر والعوز؟ أنتم تقفون اليوم مع هؤلاء الذين يظنون أن بيع الوطن هو الحل لكل أزماتنا. أي إصلاح هذا؟ الإصلاح يعني تحسين الأوضاع، لا تدميرها. الإصلاح يعني تحسين التعليم والصحة والنقل، لا تدمير القطاعات التي يعتمد عليها الفقراء، هذا ليس إصلاحا، هذا بيع للوطن بأرخص الأثمان.
الأدهى مما سبق
“لن أكون مبالغا إذا قلت إنكم الآن، تحت مسميات الخصخصة والإصلاحات، تساهمون في تحويل مصر إلى دولة ضعيفة منقسمة، دولة بلا سيطرة على مقدراتها”. واصل محمد عبد المجيد الهندي كشف مآلات ما وصلنا إليه: تُسلمون الأرض والقطاع العام والمرافق الحيوية لشركات أجنبية، في الوقت الذي يعاني فيه الشعب المصري من الأزمات الاقتصادية، من ارتفاع الأسعار، من البطالة، ومن غياب الرعاية الصحية والتعليم الجيد. أنتم تفتحون أبواب مصر أمام المستثمرين الأجانب، بينما تتركون أبناء هذا الوطن يعانون. والأدهى من ذلك أنكم تحاولون تسويق هذه القرارات على أنها “إصلاحات” أو “حلول”، لكن الحقيقة واضحة. هي عملية خصخصة تدميرية تتم تحت غطاء تحسين الاقتصاد، بينما في الواقع، ما يحدث هو نقل ملكية ثروات الوطن إلى أطراف لا تعنيها مصلحة الشعب. إنها عملية نهب اقتصادي يتم تحت غطاء شعارات براقة. وكلما اتخذتم خطوة في هذا الطريق، كانت الطبقات الفقيرة في المجتمع هي التي تدفع الثمن. أنتم اليوم، بتأييدكم لهذه السياسات، تشاركون في خيانة هذا الشعب. لا يمكنكم تبرير بيع أصول وطنية تحت مسمى الخصخصة. أنتم تبيعون ليس فقط مستشفياتنا، بل مستقبلا كاملا. تبيعون القطاع الصحي الذي يعاني أصلا من الإهمال، وتبيعون التعليم الذي أصبح حلما بعيد المنال لكل أسرة مصرية. والآن، بعد أن بدأتم ببيع الأرض، والشركات، والمستشفيات، لا أظن أن هناك شيئا لم تبيعوه بعد.
ليس الأخير
الإعلام والصحافة وأبواب الشكاوى مملوءة بقصص وروايات عن سائقي النقل العام، سواء القطاع الحكومي أو الخاص، أو المشترك يتعاطون المخدرات بأنواعها كافة، خاصة أقراص الترامادول أو المورفين إلى جانب المخدرات العادية وهي الحشيش والبانجو بخلاف سائقي الميكروباص والتعاطي يكون علنا ولأن السائقين، حسب مجدي حلمي في “الوفد” مقتنعون بأن هذه المخدرات تجعلهم في حالة يقظة طول الطريق، إلا أن الحادث الناتج عنه يكون دمويا مثلما شهدنا أتوبيس طلاب جامعة الجلالة في الأسبوع الماضي، وغيره من عشرات الحوادث لأن الحادث تحمل مسؤوليته السائق وسيحكم عليه ويتم نسيان الموضوع تماما إلى أن يقع حادث آخر أكثر دموية. قضية تعاطي سائقي النقل العام المواد المخدرة منتشرة داخل المدن، خاصة في القاهرة والجيزة ومن يستقلون هذه السيارات متعودون على منظر قيام السائق ومساعده بتعاطي المخدرات أثناء الطريق. ولا أحد يسأل خاصة أن مجالس إدارات هذه الجمعيات تضم مسؤولين كبارا في المحليات ويتقاضون مكافآت شهرية كبيرة من أرباح هذه السيارات التي لا تلتزم بخط السير، كما تقوم بتقطيع الطريق مثلها مثل السيارات الميكروباص، طبعا إلى جانب سوء المعاملة للركاب وهو ما يعرف قانونا بتضارب المصالح وهو طريق الفساد. منظومة النقل العام في مصر بشقيها العام والخاص تحتاج إلى رقابة مستقلة وقوية، وان تكون لها صلاحيات تفتيش السائق في أي مكان والتعامل بسرعة مع أي شكوى وأن تكون لها أرقام ساخنة وأن تكون لها صلاحية التفتيش على شركات النقل بجميع أنواعها ومستوياتها ومتابعة الحالة الفنية للأتوبيسات بمختلف أحجامها وسائقى الأتوبيسات. فنحن في حاجة إلى قانون واضح وصريح يمنع تضارب المصالح، ونحتاج إلى إعادة النظر في الطرق الجديدة وتزويدها بالخدمات سريعا والعلامات الإرشادية وإنارتها باستخدام الطاقة الشمسية، خاصة أن رسوم العبور تضاعفت عشرات المرات.
ابن فطوطة
يقول المثل الذي يحفظه الكثيرون ومن بينهم حسين حلمي في “الوفد” “المنحوس منحوس حتى لو علقوا على رأسه فانوس”، والشخص المنحوس ليس هو الشخص “النحس” ولكن الذي ينحس نفسه، ولا يد له فيما يُصيب الناس أو الأماكن من خراب بمجرد وجوده. وهناك العديد من الحكايات التي تحكى عن تلك الشخصية العجيبة التي يتشاءم منها الناس ويقولون عنه عباراتهم الشهيرة، “وش فقر” لأن شخصية “المنحوس” الذي هو الآن على رأس أحد اتحادات الألعاب الرياضية، هو ذلك الذي تأتيه الفرصة فيهدرها ويتسبب في الفشل ويكون ذلك بسبب تراجعه وعدم درايته، أو معرفته بقيمة ما تحت يديه ويهديه شيطانه إلى استغلال إمكانيات المكان أكبر استغلال، ويتفرغ للسفر ويلف العالم، فيستحق لقب ابن فطوطة، ويترك المكان الذي يديره في حيص بيص في يد من يحاولون وما زالوا يوجدون فيه من أجل تحقيق مكاسب شخصية لهم، وتراجع النشاط وحل الإعياء على جميع عناصره، وحمل الجهة التي يديرها الكثير من الديون بسبب تركيزه على السفر وصرف بدل السفر وتلقي المنح الخاصة به من الاتحادين القاري والدولي، لذلك استحق بجدارة لقب المنحوس، الذي جاءه كل شيء لكي ينجح وفضل لقب المنحوس، الأمر الذي أوجب علينا أن نضع على رأسه فانوسا لكي يعرف الناس أنه رجل فقر.. الله لا يسامحه.
ذل في النهار
يكفى ذم الدَّين ما حفظه الناس عن آبائهم الأولين أن “الدين همٌّ بالليل وذلٌّ في النهار”، وينسحب غرم الدين على الدول كما ينسحب على الناس، لذا تفاءل حمدي رزق في “المصري اليوم” بحذر مع صدور تقرير البنك المركزي الأخير “كشف البنك عن تراجع حجم الدين الخارجي لمصر إلى 152.9 مليار دولار بنهاية يونيو/حزيران 2024، مقابل 168.034 مليار دولار نهاية ديسمبر/كانون الأول 2023 . وترجمة التقرير توحي بتراجع في الدين الخارجي بنحو 15.134 مليار دولار في الـ 6 أشهر الأخيرة.. وفي التفصيل، سجلت الديون قصيرة الأجل تراجعا 26.24 مليار دولار، مقابل 29.482 مليار دولار، وأرصدة الديون الخارجية المستحقة على الحكومة تراجعت إلى 80.178 مليار دولار مقابل 84.849 مليار دولار نهاية ديسمبر 2023. بشرة خير، بارقة أمل، تقرير ذو مصداقية متفائل، ويحض على المضي قدما في طريق سداد القروض التي أثقلت كاهل الدولة المصرية، مضى عقد ثقيل بثقل الديون، كانت العناوين قروضا تخلف ديونا، العناوين تتغير، سداد القروض وخفض الديون، تغيير للأفضل، ويجب كبح القروض، إلا في استثناءات مقدرة بقدرها ومقررة بضروريتها، سياسة القروض الخارجية مستوجب مراجعتها بالكلية، تبعاتها مريعة، هم بالليل وذل في النهار. البنك المركزي لا يكذب ولا يتجمل، والأرقام في البيان أعلاه لا بد أن تقرأ جيدا، وبأمانة، ما يغري بالتفاؤل الحذر، الاقتصاديون، عادة، لا يفرطون في التفاؤل.. في العقيدة الاقتصادية الوطنية، القروض فروض، ومصر تؤدي فروضها؛ أي قروضها، على وقتها، وطوال تاريخها الطويل لم تتأخر يوما عن سداد ما عليها راضية مرضية متحملة المشاق في طريق صعب فرضته أحداث جسام عصفت بمقدرات الاقتصاد الوطني.
مهب الريح
اقترب موعد الانتخابات الأمريكية وكل شيء في أمريكا ليس كما كان، شعب غاضب وشباب ساخط ومؤسسات متورطة في حرب على بعد آلاف الأميال، وجيش موزع في قارات العالم.. ولا شيء من ذلك كله يدرك حدود المواجهات والمعارك.. منذ زمن بعيد حسبما يتذكر فاروق جويدة في “الأهرام” لم تشهد أمريكا هذا الكم من الأزمات، فقد ورطت إسرائيل كل المؤسسات الأمريكية أموالا وسلاحا وحروبا، ولا تستطيع أمريكا الآن أن تنسحب لأن جنودها يحاربون في لبنان وغزة وسوريا واليمن والعراق.. وهناك قوى دولية في حالة استعداد وترقب في روسيا والصين وإيران، وقد تشتعل المواجهة في أي وقت في إيران أو شرق آسيا أو حدود أوكرانيا.. لا أحد يستطيع أن يتنبأ بنتائج الانتخابات الأمريكية، لأن نجاح ترامب يمكن أن يزيد الموقف اشتعالا، خاصة إذا استمر في دعم إسرائيل واتسعت دائرة المعارك ودخلت فيها أطراف أخرى.. وحتى الآن فإن الشارع الأمريكي لم يهدأ، وربما يزداد غضبا.. ويبقى السؤال: أمريكا إلى أين؟ القرار الأمريكي لم يعد يدار في واشنطن، ولكنه يصدر من تل أبيب، وهذه كارثة أكبر.. لأن إسرائيل يديرها حاكم مجنون دخل في مغامرة لن يخرج منها. وقد يدفع أمريكا، بل العالم إلى نهاية مفزعة تنهي كل شيء. الشعب الأمريكي في انتظار نتائج الانتخابات يوم 5 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، لكي يبدأ صفحة جديدة مع ضيف جديد في البيت الأبيض، قد يدفع بالسفينة إلى عالم مجهول أكثر وحشية ودمارا، أمام إسرائيل التي لا تعترف بحق أطفال غزة في وطن وحياة كريمة.