القاهرة- “القدس العربي”:
حذر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي من خطورة استمرار التصعيد على المستوى الإقليمي بما له من تداعيات جسيمة على شعوب المنطقة كافة.
جاء ذلك خلال استقباله الخميس رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية وليام بيرنز، بحضور حسن رشاد رئيس المخابرات العامة المصرية.
وبحسب بيان الرئاسة المصرية، فإن اللقاء تناول مستجدات الجهود المشتركة للتهدئة في قطاع غزة، وسبل دفع المفاوضات قدما للوصول إلى وقف لإطلاق النار وتبادل للمحتجزين، وكذا النفاذ الفوري والكامل للمساعدات الإنسانية باعتباره أولوية قصوى لمصر في ضوء تدهور الأوضاع الإنسانية في القطاع.
وأضاف بيان الرئاسة، أن السيسي شدد على أهمية الدور المحوري الذي تقوم به وكالة “الأونروا” وضرورة عدم إعاقة عملها، مؤكدا على أهمية تطبيق حل الدولتين كونه مسار تحقيق السلام والأمن في المنطقة.
تطرق اللقاء إلى الأوضاع في لبنان، وكذا التصعيدات المتبادلة التي شهدتها المنطقة مؤخراً، وأكد السيسي أهمية التوصل بشكل عاجل لوقف إطلاق النار في لبنان بما يحفظ سيادته وسلامة أراضيه، ويحمي استقراره وأمن شعبه.
إلى ذلك تواصلت ردود الفعل على ما أعلنته منظمة حركة مقاطعة إسرائيل “بي دي إس”، بشأن استقبال ميناء الإسكندرية المصرية لسفينة محملة بحاويات متفجرات للاحتلال.
وقال مدحت الزاهد رئيس مجلس أمناء الحركة المدنية الديمقراطية التي تضم عدد من أحزاب المعارضة المصرية والشخصيات العامة، إن الحركة تبحث عقد اجتماع عاجل لبحث عدة مشكلات طارئة بينها ما يتعلق بما تردد عن استقبال ميناء الإسكندرية للسفينة الألمانية “كاثرين” والتي تنقل أسلحة إلى الكيان الصهيوني، لافتا إلى أن الاجتماع المزمع عقده سيطالب برد رسمي حول الواقعة وبحث المطالبة بمصادرة السفينة الألمانية إن صح ما تردد من أنباء.
وشدد الزاهد على أنه في الوقت الذي تنحسر فيه حركة توريد السلاح إلى الكيان الصهيوني الغاصب، وما تمارسه الضغوط الشعبية والرأي العام العالمي، نفاجأ بما يتردد عن استقبال مصر لإحدى السفن التي تنقل الأسلحة إلى الكيان الصهيوني ليستخدمها في أعمال الإبادة والقصف المستمر على المدنيين والعُزل في غزة ولبنان.
ولفت الزاهد إلى أن العديد من دول أوروبا مثل المملكة المتحدة وإيطاليا وهولندا وإسبانيا، بالإضافة إلى كندا واليابان، قد حظرت جزئيًا أو كليًا توريد السلاح إلى إسرائيل إثر ارتكاب جرائم إبادة جماعية وجرائم حرب بحق المدنيين، مُشددًا على أن مصر أولى بتطبيق قرارات الحظر على الكيان الصهيوني لا أن تشارك في إمداد إسرائيل بالسلاح.
وجدد الزاهد مطالب حزب التحالف الشعبي الاشتراكي بضرورة طرد البعثات الدبلوماسية الصهيونية من عواصم التطبيع ومراجعة كل الاتفاقيات التي تمس السيادة الوطنية للدول العربية.
كما جدد الزاهد التأكيد على ضرورة إعادة النظر في اتفاقية كامب ديفيد وكل مسارات التطبيع ووجود البعثات الدبلوماسية الصهيونية في القاهرة والعواصم العربية بينما يمارس الاحتلال سياسة الإبادة الجماعية والتطهير العرقي في حق الشعب الفلسطيني، وهو ما طالب به الحزب أكثر من مرة.
وكانت حركة مقاطعة إسرائيل “بي دي اس”، قالت إن السفينة التي تحمل اسم “كاثرين”، المحملة بمواد متفجرة للاحتلال الإسرائيلي، رست في ميناء الإسكندرية المصرية.
وقالت الحركة، في بيان، إن السفينة المتجهة إلى دولة الاحتلال رست في ميناء الإسكندرية، الاثنين الماضي، فيما يبدو أنها أفرغت حمولتها، في انعطافة خطيرة وغير متوقعة في مسار السفينة، نظراً لرفض بعض الدول استقبالها، كونها تحمل شحنة عسكرية في طريقها لتغذية آلة الحرب الإسرائيلية في حربها الإبادية في قطاع غزة.
وأضافت الحركة أن رسو السفينة في الإسكندرية يثير تساؤلات حول أسباب السماح لها، وهي تنقل شحنة تُستخدم في التصنيع العسكري الإسرائيلي، بالدخول إلى الموانئ المصرية، في وقت تتزايد الضغوط الدولية لمنع تدفق السلاح؛ الذي يسهم في الإبادة الجماعية ضد 2.3 مليون فلسطيني في قطاع غزة المحاصر.