السيسي يواصل دعوته للمصريين لتقليل طعامهم وتخفيض أوزانهم… ويحرج محافظ القاهرة

حجم الخط
1

القاهرة ـ «القدس العربي»: لا يتوقف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عن الحديث عن طعام المصريين، فينتهز الفرصة في كل مرة ليتحدث فيها لدعوتهم لتقليل ما يتناولونه من طعام، إما بدعوى الحفاظ على الصحة العامة، أو توفير نفقات المعيشة، أو بسبب الأزمات الاقتصادية التي تمر بها البلاد.
آخر هذه التصريحات جاء خلال كلمته في افتتاح عدد من المشروعات في مجالي المياه والإسكان، أمس الأول السبت، حيث أعلن أن «نتائج المسح الطبي لمبادرة 100 مليون صحة التي تنفذها وزارة الصحة المصرية، تحمل مؤشرا كبيرا، حيث أن أصحاب الأوزان الطبيعية وما أقل يقدرون بـ 25٪، والباقي يعاني السمنة وزيادة الوزن».
وطالب بـ«تخصيص برنامج رياضي في الجامعات والمدارس وإقامة سباقات ماراثون للمشي والجري بشكل دوري، فضلًا عن الدعوة للرياضة للحدّ من الأوزان الكبيرة والسمنة المفرطة، والحدّ من أمراضها».
ووفق تصريحاته، فقد «طلب من هالة زايد وزيرة الصحة المصرية، شرح أزمة ارتفاع الأوزان بالأرقام».
وتابع: «المعيار هو مقدار الزيادة وزنك زيادة؟ كل واحد يشوف بطنه ووزنه قد إيه هيعرف إنه رايح لهذا الطريق، وهذا الحديث يجب أن نعلمه للمواطنين في المدارس والمساجد والكنائس».
وزاد: «على الإعلام أن يختار ضيوفا يهتمون بصحتهم وأوزانهم. من يظهر في البرامج الإعلامية وعبر شاشات التليفزيون يجب أن يكون بناء على هذا الأمر»، متسائلا حول الأشخاص الذين يعانون من السمنة: «ما هي المسافة التي تستطيع أن تسير، وأنا هنا أتحدث عن الشباب مش كبار في السن».
وقال: «أتمنى من الدولة أن تنتهي من مكننة البيانات قبل 2020، لنتمكن من الوصول إلى بيانات نستطيع من خلالها معرفة مكاننا».
وطالب بـ«ضرورة أن تكون الرياضة مادة أساسية في المدارس والجامعات»، مؤكدا أنه «لا بد أن تركز جميع مؤسسات ووزارات الدولة بالتعاون مع وسائل الإعلام، على خلق التوعية الصحية لدى المواطنين المصريين، عن طريق تطبيق برنامج متكامل».
وأثارت تصريحات السيسي عن أوزان المصريين، موجة من الجدل والسخرية على مواقع التواصل الاجتماعي.
وكتب عبد الله الطحاوي على «الفيسبوك»: «الاستبداد من أسباب السمنة، حيث يؤدي للاكتئاب الذي يفتح شهية الإنسان للطعام، والاستبداد يؤدي للسمنة لأنه يؤدي إلى الفقر وسوء تغذية التي هي أحد أسباب السمنة حيث تزاد النشويات وتقل البروتينات. خلاصة الاستبداد جرثومة كل فساد زي ما بيقول الكواكبي».
وكتب علي المهدي: «السمنة تكون غالبا بسبب الوجبات غير المتوازنة، التي تأتي من نقص البروتينات والخضار والفاكهة، لذلك من الممكن أن نجد فقراء وزنهم زائد بسبب تناول النشويات فقط لأنها الأرخص ثمنا، ولو الفقير وجد البروتينات مثل الدجاج واللحوم و الأسماك ستجد المصريين أوزانهم مثل غصن البان، فالفلاحة المصرية الجميلة التي كنا نجد جسدها مثل عارضات الأزياء كان يعود لتوافر الوجبات الصحية الرخيصة».
المهندس أحمد ماهر، مؤسس حركة «6 أبريل»، قال إن «حديث «السيسي عن الرياضة كان إيجابيًا جدًا». وكتب على حسابه على «الفيسبوك»: «عندي رأي ربما لا يعجب كثيرين، أنا أرى أن كلام رئيس الجمهورية عن أهمية الرياضة شيء جيد «.

مواطنون يسخرون: السمنة نتيجة الاستبداد والفقر والاكتئاب

وتابع «الرياضة مهمة مثل الأكل والشرب والتعليم، لكن السؤال، أين يمارس المصريون الرياضة، هل توجد أماكن لممارسة الرياضة في المدارس؟ وأين مراكز الشباب والساحات الرياضية، وأين خطة الدولة؟ وهل توفير أماكن لممارسة الرياضة مسؤولية المواطنين أم الدولة ؟».
وتساءل أيضاً: «هل الطرق في مصر مؤهلة لركوب الدراجات؟ هل لدينا حارات مخصصة للدراجات مثل الدول اللي تشجع المواطنين على استخدامها؟ وهل أصلاً الطرق في مصر آمنة للسيارات والمشاة؟».
لم تكن هذه المرة الأولى التي يتحدث فيها السيسي عن أوزان المصريين، وطعامهم، ففي شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، علّق على مقطع فيديو خاص بمسابقة «أفضل جامعة»، خلال جلسة «كيف نبني قادة المستقبل»، ضمن فعاليات النسخة الثانية من منتدى شباب العالم، إذ قال: «نصف هذا الوزن يجب أن يخفض».
وأضاف: «لن يكون الإنسان قادرًا على العطاء ووزنه زائد، أنا أرى الأولاد والبنات في الجامعة وزنهم زائد، يعني عدم وجود رياضة، على المواطنين أن يسيروا كثيرا «.

«دعوة للصبر»

وفي يوليو/ تموز الماضي، دعا السيسي، المواطنين إلى الصبر، مبدياً استعداده لتناول وجبة واحدة يومياً من أجل بناء مصر.
وفي كلمة خلال افتتاحه عددا من المشروعات في قطاع الكهرباء في العاصمة الإدارية الجديدة عبر «الفيديو كونفرانس»، وصف ما تحقق في قطاع الكهرباء والطاقة في مصر منذ 2014 بـ«الخيال»، قائلاً إن «الدولة تعمل بخطة غير مسبوقة على جميع المستويات».
وأضاف: «أقف أمام 100 مليون إنسان في حاجة للتعليم والأمل والعلاج، وهذا كله لا يتحقق بالطعام والشراب»، مستطردا «قسمًا بالله لو كان الموضوع وجبة واحدة في اليوم لبناء أمة، أقسم بالله لأستمر بقية عمري أتناول وجبة واحدة».
إضافة إلى كلامه عن ضرورة تخفيض أوزان المصريين، برز أمس أمس أيضاً ما قام به السيسي مع محافظ القاهرة، اللواء خالد عبد العال، حيث فاجأه خلال افتتاحه عدة مشروعات في الجبل الأصفر بعدة أسئلة لم يستطع الإجابة عليها، ما وضعه في موقف محرج على الهواء مباشرة، أثناء نقل الافتتاح على شاشات التليفزيون.
وكانت أسئلة السيسي «هل ستغطي المرحلة الثانية من مشروع تطوير المناطق العشوائي في الأسمرات الـ46 ألف وحدة سكنية المتفق عليها أم لا؟ ما ميزانية صندوق العشوائيات في المحافظة؟، كم يبلغ دخل المحافظة؟ وكم عدد مشروعات الكباري التي تم تنفيذها في الأربع سنوات الماضية في المحافظة؟».
وتقدم المحامي المصري سمير صبري، المعروف بكثافة بلاغاته ضد المعارضين، ببلاغ إلى النائب العام ضد عبد العال، يتهمه فيه بـ«الإهمال في مهام وطيفته».

«جريمة إهمال»

وذكر المحامي في البلاغ، أن السيسي قال: «أنا لا أقصد حاجة، لكن أنت ستجلس مع مواطنين وستتحدث معم، فلا بد أن تكون تعرف كل شيء حتى تستطيع الرد».
وبين صبري أن «الرئيس قال إنه لا يقصد بالمثال محافظ القاهرة تحديدًا، لكنه يوجه حديثه لكل المسؤولين، للحفاظ على مصداقيتهم لدى المواطنين، لحمايتهم من الخداع والتضليل».
واختتم المحامي بالقول: «وأمام جهل المحافظ بالأوضاع الذي سأله فيها الرئيس، فإن ذلك يشكل أركان جريمة الإهمال في تأدية المبلغ ضده لعمله المعاقب عليها بقانون العقوبات، وبذلك لا يسع المبلغ إلا التقدم بهذا البلاغ ملتمسًا التحقيق فيه، وفي حالة ثبوت التهمة إحالة المبلغ ضده اللواء خالد عبد العال محافظ القاهرة للمحاكمة العاجلة».
يذكر أن عبد العال هو أحد قيادات وزارة الداخلية، وسبق وشغل منصب نائب وزير الداخلية، ومدير أمن العاصمة، وحصل على نوط الامتياز من الطبقة الأولى من السيسي، وظل يشغل منصب مدير أمن القاهرة، حتى تم تعيينه فى أواخر شهر أغسطس/ أب الماضى محافظاً للقاهرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول تونسي:

    يذكرني هذا بمسرحية الزعيم و دعوته الى المشي من و الى مكان العمل وتنبيهه من مضار الأكل … شر البلية ما يضحك

إشترك في قائمتنا البريدية