السيول تضرب عاصمة كردستان وتمتد لثلاث محافظات… وتحقيق في مشاريع «شوّهت تضاريس المدينة»

مشرق ريسان
حجم الخط
2

بغداد ـ «القدس العربي»: اجتاحت السيول، فجر أمس الجمعة، مدينة أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق، مخلّفة قتلى ومفقودين، فضلاً عن أضرار مادية ثقيلة لحقت بممتلكات السكّان، قبل أن تمتد إلى محافظات شمالية أخرى، متسببة بانهيار جسرٍ في نينوى، ومحاصرة عائلات في مدينة كركوك، وسط إصدار السلطات الكردية جملة تحذيرات من استمرار موجة الأمطار والسيول في الأيام المقبلة.
ووفقاً للناطق باسم الدفاع المدني، في إقليم كردستان العراق، سركوت كارش، فإن «الحصيلة الأولية (حتى وقت إعداد التقرير) التي حدثت جرّاء السيول، هي وفاة سبعة مواطنين غرقاً، فضلاً عن وفاة شخص واحد بصاعقة» مبيناً أن «هناك ثلاثة أشخاص مفقودين حتى الآن».
وأضاف أن «أربعة أشخاص قد أصيبوا من كوادر الدفاع المدني وجرف سيارة تابعة للمديرية» مشيراً إلى «إصابة اثنين من المواطنين» حسبما أفاد المسؤول الكردي للوكالة الرسمية.
وأكد أن «هناك خسائر كبيرة مادية بالمنازل والسيارات (قدّرتها مصادر صحافية بأكثر من 100 سيارة)».
لكن مواقع إخبارية كردية أفادت أن عدد الضحايا ارتفع إلى 11 شخصاً، بينهم شخصان يحملان الجنسية التركية والفلبينية.

موجة أمطار جديدة

وحذرت المديرية العامة للأرصاد الجوية والزلازل في إقليم كردستان، من موجة أمطار جديدة خلال الـ24 ساعة القادمة.
وقالت، في بيان لها، «حسب التوقعات، فإن هنالك احتمالية لهطول أمطار غزيرة خلال الـ 24 ساعة المقبلة، فضلا عن حصول برق في العديد من مناطق شمال شرق محافظة أربيل مثل قضاء كوية وقضاء طقطق والنواحي المحيطة بهما، وإدارة رابرين وإدارة كرميان».
وفي وقتٍ سابق من أمس، قال محافظ أربيل، أوميد خوشناو، في بيان إنه بالإضافة إلى الضحايا، «سجلت أضرار مادية، لحقت بعدة بلدات وأحياء، جراء الفيضانات التي اجتاحت أربيل، بعد هطول أمطار رعدية غزيرة على المحافظة».
وأضاف أن «فرق الإغاثة والإنقاذ تحاول الوصول إلى المناطق المحاصرة بمياه الفيضانات، وأكثر المناطق المتضررة من الفيضانات هي قوشـتبة، ودارتو، وزيان، وزانـكو، ومام زاواة».
وحذر المحافظ، كذلك السكان، من مغادرة منازلهم. وقال: «نطالب المواطنين، إذا لم يكن هناك عمل ضروري، ألّا يخرجوا من منازلهم وخارج مدينة أربيل، إذ يتوقع هطول أمطار إضافية وتوجد مخاوف من حصول فيضانات بمركز المدينة وأطرافها». ووثّقت صور ومقاطع فيديو تناقلها مدوّنون ومواقع إخبارية محلية، حجم الدمار الذي خلّفته السيول، فضلاً عن تضرر عدد كبير من الطرق، وإغلاق أخرى.
وكان محافظ أربيل، قد أعلن، في بيان سابق، أنه «لسوء الحظ، هناك الكثير من الفيضانات في المناطق الحدودية لمحافظة أربيل من حوالي الساعة 4:00 صباحا (بالتوقيت المحلي) والمناطق المتضررة من الفيضانات ليست سهلة أمام فرق الإنقاذ للوصول إليها». وطلب من بعض مواطني أربيل، مساعدة السلطات المعنية نتيجة الفيضانات التي ضربت الأحياء السكنية.
وتوقعت الأرصاد الجوية العراقية، هطول أمطار غزيرة في مدن عدة، تستمر حتى يوم الثلاثاء المقبل.

توقف إمداد الطاقة

إلى ذلك، أعلنت وزارة الكهرباء في إقليم كردستان العراق، أمس، توقف تام لإمداد الطاقة في محافظة دهوك، وفي أجزاء من محافظة أربيل نتيجة الأضرار التي لحقت بخطوط النقل ذات الضغط العالي، ووحدات للإنتاج بسبب الأمطار الغزيرة والسيول التي اجتاحت معظم المناطق والمدن في الإقليم.
وقالت في بيان، «بسبب الأمطار الغزيرة التي اجتاحت معظم أنحاء إقليم كردستان، ولا سيما أربيل ودهوك، تعرضت عدة خطوط لنقل الطاقة ذات الضغط العالي، ووحدات إنتاج الكهرباء إلى أعطال مما تسبب بتوقف تام للطاقة في دهوك، وأجزاء من أربيل».
وأضاف البيان أن «فرق التحكم في كهرباء الإقليم، ومحطات الطاقة في المحافظات تمكنت من معالجة المشكلة خلال مدة قصيرة من الزمن، وإعادة إمدادات الطاقة إلى وضعها الطبيعي».
كما أشار البيان إلى أنه «في الوقت ذاته اتخذت فرق الكهرباء الإجراءات الفنية اللازمة لمنع الناس من التعرض إلى الصعقات الكهربائية، ولاسيما في الأحياء التي تغمر المياه مغذياتها الكهربائية».
وأجرى رئيس إقليم كردستان العراق، نيجيرفان بارزاني، أمس، اتصالاً هاتفياً مع محافظ اربيل، أوميد خوشناو، لمتابعة وضع تلك المناطق في عاصمة الإقليم التي غمرتها المياه بسبب الأمطار الغزيرة، معربا عن أسفه لسقوط عدد من الضحايا والجرحى، إضافة إلى الضرر الكبير الذي لحق بعدد من المنازل جراء ذلك.
وذكر بيان صادر عن رئاسة الإقليم، أن «الرئيس بارزاني أكد على ضرورة أن تعمل الجهات المعنية، والمؤسسات الحكومية بسرعة وعجالة على إنقاذ أرواح المواطنين، والقيام بكل ما يلزم لتقديم المساعدة للمتضررين في أقرب وقت ممكن، وأن تستعد المستشفيات لاستقبال الضحايا، وتقديم العلاج لهم».
محافظ أربيل، أوضح لرئيس الإقليم «ما آلت إليه الأوضاع وعمليات الإغاثة من قبل فرق الدفاع المدني» مجددا تأكيده على أن «المؤسسات ذات العلاقة تتابع الوضع والتطورات باستمرار وهم على استعداد لمواجهة أي طارئ».
كذلك، وجه رئيس حكومة إقليم كردستان العراق، مسرور بارزاني، الجهات المعنية باتخاذ الإجراءات اللازمة لمساعدة المتضررين جراء سيول وفيضانات أربيل.
وقال، في بيان صحافي أمس، إنه «بأسف بالغ توفي عدد من المواطنين نتيجة السيول والفيضانات التي تشكلت بفعل الأمطار الغزيرة في القرى والمناطق في مدينة اربيل وتسببت بخسائر مادية كبيرة».
وأكد أنه وجه الجهات المعنية بـ”اتخاذ إجراءات سريعة لمساعدة المتضررين من الفيضانات وفعل ما يلزم لتأمين احتياجاتهم».
كذلك، عزّا نائب رئيس وزراء اقليم كردستان، والقيادي في حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، ومقرّه السليمانية، قوباد طالباني، في برقية، ذوي ضحايا فيضانات أربيل، فيما كلف الجهات المعنية لنجدة المتضررين، مضيفا، أنه «سيتم تفعيل الجهود لنجدة الأهالي من المتضررين جراء الفيضانات».
وجاء في نصّ بيان لطالباني، «للأسف وبسبب تأثير موجة الأمطار والسيول التي اجتاحت حدود محافظة أربيل، توفي عدد من المواطنين وتم الحاق أضرار مادية كبيرة بأملاك المواطنين».
وأضاف: «في وقت نعرب عن حزننا مع ذوي ضحايا هذه الكارثة الطبيعية، فإننا كحكومة إقليم كردستان سنقوم بتفعيل الجهود لنجدة المتضررين والذين تضرروا بسبب تأثير هذه القوة الطبيعية».
في السياق أيضاً، وجه رئيس الجمهورية، برهم صالح، في رسالة، تعازيه إلى ذوي ضحايا فيضانات أربيل.
وكتب، على «تدوينة» على صفحته الرسمية في «تويتر» يقول: «نتوجه بأعمق تعزينا إلى ذوي ضحايا فيضانات أربيل العزيزة، أرجو من القدير أن يتغمدهم بواسع رحمته ويسكنهم فسيح جناته والصبر والسلوان للجميع، ننتظر من الجهات المعنية الإسراع بمساعدة المتضررين».
في مقابل ذلك، أكدت رئيس برلمان إقليم كردستان العراق، ريواز فائق، أن السيول التي اجتاحت محافظة أربيل، ناجمة عن مشاريع أدت إلى «تشويه تضاريس» المدينة، فيما كشفت عن تشكيل لجنة برلمانية للتحقيق.
وذكرت، في بيان صحافي أمس، «للأسف، غمرت المياه الليلة الماضية، مع ارتفاع معدلات هطول الأمطار، عدة أحياء في أربيل، مما تسبب في خسائر فادحة وأضرار مادية للفقراء».
وأضافت: «من هنا نعلن أنه في برلمان كردستان، وعلى الرغم من مخاوفنا وتعاطفنا مع هذا الحادث المأساوي ومشاطرة معاناة أسر الضحايا، فإننا نكلف لجان البرلمان المعنية بالتحقيق في هذا الأمر في أقرب وقت ممكن، ويجب على حكومة إقليم كردستان وجميع الأطراف المعنية إجراء تحقيق جاد في حل هذا الوضع بشكل جذري».
وشددت بالقول: «لا يمكن أن تكون استمرار توسعة المدينة عشوائياً وتشويه تضاريس المدينة القديمة التي يعود تاريخها لآلاف السنين، وتغيير مجاري المياه ومخارج السيول فيها».
ودعت إلى «إيقاف ما يجري حالياً وتوجيه الجهود والطاقات في خدمة تطوير المدينة والبنية التحتية وقطاع الخدمات، ضمن خطة تطوير تؤمن الطمأنينة لجميع الطبقات وخاصة الفقراء».
وسرعان ما امتدت السيول إلى مدينة السليمانية، التابعة لإقليم كردستان العراق، قبل أن تُكمل طريقها صوب بلدة آلتون كوبري في كركوك. وتسببت تلك السيول بغلق طريق آلتون كوبري – الدبس، بالإضافة إلى إنغمار عدد من الأحياء السكنية بالمياه الجارفة.

إجلاء عائلات محاصرة

وأعلنت خلية الإعلام الأمني (حكومية اتحادية) إجلاء عدد من العوائل المحاصرة نتيجة السيول في محافظة كركوك.
وذكر بيان للخلية، «بالاضافة إلى واجباتها في ملاحقة المطلوبين وتطهير الأراضي، القوات الأمنية في محافظة كركوك تقوم بإجلاء العديد من العوائل المحاصرة نتيجة السيول».
وأضاف «على صعيد متصل، أدت الأمطار الكثيفة، صباح اليوم (أمس) إلى سقوط الجسر الحديدي (جسر الكوير) وتوقفه عن الخدمة بشكل كامل، وبدأ الجسر بالانجراف مع السيول بشكل بطيء ضمن قاطع قيادة عمليات نينوى».

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الكروي داود النرويج:

    “اللَّهُمَّ سُقْيَا رَحْمَةٍ ، لَا سُقْيَا عَذَابٍ”
    ولا حول ولا قوة الا بالله

  2. يقول مُتَابِعٌ:

    وَأَجْرَى رَئيسُ إِقْليمِ كُرْدِسْتانَ العِراقِ ، نيجيرْفانِ بارْزاني ، أَمْسِ ، اتِّصَالًا هَاتِفِيًّا مَعَ مُحافِظِ ارْبيلْ ، أُومِيدْ خُوشْنَاوْ ، لِمُتابَعَةِ وَضْعِ تِلْكَ المَناطِقِ فِي عاصِمَةِ الإِقْليمِ.
    هَذَا بَدَلًا عَنْ اَنْ يَقومُ بِتَفْقِدِ المَواقِعِ المَنْكوبَةِ شَخْصِيًّا.

إشترك في قائمتنا البريدية