الشاعر القومي الرؤيوي

حجم الخط
36

في عام الفين وستة، وبعد أسابيع على العدوان الاسرائيلي على لبنان، فيما بات يُعرف بحرب تموز، كنت ومجموعة من الاصدقاء بصحبة الشاعر الراحل سميح القاسم في مأدبة عشاء.
راح الجميع – بمن فيهم أنا – يكيل المديح لحزب الله وأمينه العام ويثني على بطولاته ومآثره العظيمة في مواجهة العدو الاسرائيلي وتلقينه درساً لن ينساه في تلك الحرب التي تفاخر بها العرب يومها من المحيط الى الخليج ورفعوا خلالها صور حسن نصر الله من طنجة الى جاكرتا.
لقد كان هناك اجماع بين الحاضرين وبعضهم اعلاميون مخضرمون على أن حزب الله وأمينه العام يمثل نهوضاً عربياً طال انتظاره في تحرير الأراضي المحتلة وبناء أوطان جديدة تقوم على الاستقلال الوطني والعزة والكرامة الوطنية والتحرر من نير التبعية للأجنبي.
ظل الحاضرون يتبارون بكيل المديح لحزب الله، بينما لم ينبس (أبو محمد) سميح القاسم ببنت شفة. بقي صامتاً يستمع بنوع من التأفف والامتعاض. ربما لم يرد أن يزعج الحاضرين، الذين تجمعوا للعشاء على شرفه.
لكن (أبا محمد) الذي لم يهادن احداً في يوم من الايام وتصدى بكلماته النارية لأبشع أنواع الطغيان، تململ في نهاية اللقاء، وقال: «اسمحوا لي يا إخوان أن أختلف معكم اختلافاً جذرياً حول حزب الله وتفاخركم ببطولاته. هذا الحزب يا إخوان ليس حزباً لا وطنياً ولا عربياً ولا قومياً كما تدّعون. وكان بودي أن يكون كذلك، لكنه مشروع ايراني يخدم اجندة قومية فارسية لا تمت للعروبة والقومية بصلة. ومخطئ من يعتقد أن الحزب يخدم اجندة عربية. والأيام بيننا أيها الاخوة. في يوم من الايام ستتذكرون قولي بأن الحزب يخوض معاركه لصالح ايران بالدرجة الاولى تحت شعارات عروبية وقومية زائفة«.
واليوم وبعد حوالى ثمانية أعوام على ذلك اللقاء مع سميح القاسم، كم عدد العرب الذين ما زالوا يعتقدون أن حزب الله حزب عربي قومي مقاوم، وكم عدد العرب الذين يعتبرونه جزءاً من مشروع توسعي استعماري ايراني في المنطقة بعد ان ابتلعت ايران العراق وتغلغلت في سوريا ولبنان واليمن والخليج ووصلت الى المغرب؟
رحمة الله عليك وإلى جنان الخلد أبا محمد.
٭ كاتب واعلامي سوري

فيصل القاسم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول محمد طاهات / عضو في رابطة الكتاب الأردنيين:

    بسم الله الرحمان الرحيم , وبالله نستعين , وبعد
    لقد فقدت الأمة العربية شاعرا كبيرا , سميح القاسم _ رحمه الله وأدخله فسيح جناته – لقد حضرت له ندوة شعرية في القاعة الهاشمية لبلدية اربد في عام 2007 عندما كانت اربد مدينة الثقافة , كان اجمهور كثيرا جدا , فلاغرابة فالشلعر كبير جدا ,وكان رحمه الله شاعر وطنيا لايشبهه الا محمود درويش _ رحمهما الله- .
    لقد قلت الحقيقة عن رأي سميح القاسم في حزب الله , فحزب الله لم يكن يوما عربيا يدافع عن لبنان من أجل لبنان , فالحزب العربي لايقتل العرب كما يفعل في سوريا وهو حقا حزب ايراني بامتياز يكره السنة ويقاتلهم , ويقف مع الظلم ضد حرية ال€شعب العربي السوري _ نصره الله على ظالميه – .
    ش€كرا على على ما كتبت .

    1. يقول مقهور:

      لم نرى من أيران كراهيه ولم نسمع فتاوى تكفيريه فتنويه والسنة فيها معززون مكرمون بل أنها لا تفرق بين هذا وذاك. أتقوا الله

  2. يقول خالد الاردن:

    الدكتور فيصل يبدو ان كرهك للنظام السوري وكل من يسانده قد شكل بينك وبين الحقيقة حاجزاً فلا تراها . ان من هزم اسرائيل هو حزب الله وان من لم يوقع على اتفاقيات الذل مع الصهاينه هو النظام السوري وان من يقف ولو بالكلام ضد اسرائيل وعربدتها على امتك اليوم هي ايران وان من يقطع العلاقات الدبلاماسية مع العدو الصهيوني هي دول امريكا اللاتينيه وفي الجانب الآخر امعن النظر . انا عربي سني ولكنني بدأت اكفر بهما واشعر بأن الكفر بهذه العروبه وهذه السنية هو الكفر الحلو بعينه .

  3. يقول نبيل الجزائر:

    الاصدقاء هم الصديق العادي وعدو عدوي ؟ ولكن انتم قلبتم الموازين فاصبح عدو الصديق عدو

  4. يقول نبيل الجزائر:

    تصحيح اقصد عدو الصديق صديق

  5. يقول زاهد_المغرب العربي:

    لكل دولة حقها الطبيعي في التمدد و النفوذ سواء كانت إيران أم تركيا أم السعودية أم مصر… و جاهل من يطالب إيران أو غير إيران بالإنكفاء مراعات لضعفه و عجزه…
    السؤال المطروح هو إلى أي حد تتقاطع أو تتضارب مصالح العرب مع إيران و كيف ندير ما تلاقى أو تعارض من مشاريعينا..
    ثم أخيرا إيران مهما إختلفنا معها جزء هام من أمتنا الإسلامية.. و لنا إنتماء تجاهها قد يفوق قوة لإنتماء العروبة ..

  6. يقول rahim:

    راح الجميع – بمن فيهم أنا – يكيل المديح لحزب الله وأمينه العام ويثني على بطولاته ومآثره العظيمة في مواجهة العدو الاسرائيلي وتلقينه درساً لن ينساه في تلك الحرب التي تفاخر بها العرب يومها من المحيط الى الخليج ورفعوا خلالها صور حسن نصر الله من طنجة الى جاكرتا.
    كيف يا دكتور يا محترم فاتت عليك هذه و انت الاعلامي المتمكن .

  7. يقول خالد:

    شكرا للدكتور الرائع فيصل القاسم
    وشكرا للشاعر الكبير الذي استنتج مبكرا ما غاب عن الكثيرين منا
    انا احد الاشخاص الذين احترموا حزب الله عندما قاتل الصهاينة
    لكني لا اجادل في اجندة الحزب وسياساته الاخرى
    ما يعنيني اكثر ان مشاركة حزب الله في القتال الى جانب الطاغية قد اخسره كل رصيده السابق
    حيث ان ضحايا الحرب في سوريا اصبحت بأرقام فلكية، وأتساءل ببراءة حقيقية :هل يستحق أي نظام في الكون حتى لو كان شريفا و وطنيا وممانعا ومقاوما عن جد( مش بالإعلام)هل يستحق كل هذه الضحايا؟؟
    هل تدمير سوريا ناسا وحضارة ومساجد يستحق كل هذا الدم؟؟
    هل المحافظة على نظام ال الاسد( مهما كانوا) يساوي تمدير الدولة؟؟
    ويساوي التخلي عن رصيد محاربة العدو الصهيوني؟؟
    لا شك ان اقدام حزب الله على الولوغ في الدم السوري الى جانب نظام مستبد جعله يخسر كل رصيده
    وهذا ما استشفه مبكرا الشاعر الكبير سميح القاسم
    وتحية مكررة للدكتور الرائع فيصل القاسم راجيا ان تبقى قلما عربيا حرا ابيا

  8. يقول رؤوف بدران - فلسطين:

    لم يحالفك الحظ هذه المرة يا دكتورفيصل في تقييم الامور حتى لو استعنت باقوال الرمز شاعر المقاومة المناضل سميح القاسم , حتىى التوقيت لمقال مثل هذا لا يصب في صالح الفقيدوالسلام.

  9. يقول كامل:

    بسم الله الرحمن الرحيم
    رحم الله شاعرنا الكبير وادخله فسيح جناته.فعلا كان عنده بعد نظر.
    لم اثق يوما لا بايران ولا بحزب الله وانظر دائما على انه حزب ايراني ولائه فقط لاايران.
    اما مايسمى بالمقاومة فهي مسرحية هزلية ظهرت للعلن مع قتل الشعب السوري من قبل هذه المقاومة .
    مايلفت النظر هي تصريحات حسن نصر الله على حرب غزة بانه لم يطلب منه المشاركة.
    عندما طلبت منه ايران المشاركة بقتل السوريين لم يتردد لحظة.

  10. يقول بابكر/ السودان:

    ولماذا لم تفتح إيران حدودها لمن يتطوع للقتال في سوريا – ضد بشار .. وفي فلسطين .. ؟!

1 2 3 4

إشترك في قائمتنا البريدية