لوتسيرات- ألمانيا:أعلنت الشرطة الألمانية الأحد أنها شارفت على إنهاء اعتصام لنشطاء بيئيين قرب منجم فحم احتجاجا على خطط توسيعه، فيما تبادل الطرفان الاتهام باستعمال العنف.
في عملية بدأت الأربعاء، أجلى مئات من عناصر الشرطة حوالى 300 ناشط من قرية لوتسيرات الصغيرة في غرب ألمانيا.
وكان من المتوقع أن تستمر عملية الإجلاء أسابيع، لكن الشرطة قالت الأحد إن اثنين فقط من النشطاء لا يزالان في القرية، مختبئين في نفق.
وأوضحت أنه “ليس هناك ناشطون آخرون في منطقة لوتسيرات”.
Im @DasErste sitzt der Zuschauer in der letzten Reihe!@tagesschau enthält den Leuten das Beste von #Lützerath vor.
Wenn es jemals einen Grund für die Verleihung des Bundesverdienstkreuzes gab, dann an unseren Held im Schlamm, den #Mönch! ?pic.twitter.com/x9eJ7k5ANY#LütziBleibt!— Plapper ☭ ? (@Nachplappergei) January 15, 2023
وجذبت المنطقة التي صارت رمزا لرفض الوقود الأحفوري، آلاف المتظاهرين السبت من بينهم الناشطة السويدية في مجال المناخ غريتا ثونبرغ.
Greta Thunberg was dragged away by POLICE after the anti-coal mine demonstration's violent clashes in Luetzerath, Germany. pic.twitter.com/CSeW3tvs9T
— Cristian PM (@TheCristianPM) January 15, 2023
وقال المنظمون إن 35 ألف شخص شاركوا في التظاهرة، بينما قدرت الشرطة عددهم بـ15 ألفًا.
وأفادت الحركة المنظمة للاحتجاج بوقوع عشرات الإصابات في صفوف النشطاء، بعضها خطير لا سيما بسبب عض الكلاب وخراطيم المياه.
وقالت المتحدثة باسم الحركة إنديغو دراو إن الشرطة توسلت “العنف” أثناء محاولتها تفريق التظاهرة.
وأكدت أن عناصر الشرطة اعتدوا على المتظاهرين “بلا قيود” وضربوهم على رؤوسهم في كثير من الأحيان.
وقالت الطبيبة المنتمية للحركة بيرت شرام إن 20 ناشطا على الأقل نقلوا إلى المستشفى لتلقي العلاج. وأضافت أن بعضهم تعرض للضرب على الرأس والبطن.
من جهتها، أعلنت الشرطة إصابة نحو 70 من عناصرها بجروح منذ الأربعاء.
وقال المتحدث باسم الشرطة أندرياس مولر لوكالة فرانس برس “استُهدفنا بمقذوفات من الحجارة والوحل والمفرقعات”.
وأضاف “لم يعد هذا يصنّف ضمن التظاهر السلمي”.
وقالت الشرطة إن العديد من سياراتها تضررت، بما في ذلك بسبب إلقاء الحجارة وتلطيخها بالدهان.
نقابة الشرطة تنفي استخدام العنف المفرط
رفض ميشائيل ميرتنس رئيس نقابة الشرطة الألمانية في ولاية شمال الراين ويستفاليا، الانتقادات الموجهة لسلوك الشرطة مع المشاركين في المظاهرة المناوئة للفحم في بلدة لوتسيرات أمس السبت.
وفي تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، قال ميرتنس اليوم الأحد إن ” الشرطة تطبق القانون، وفي حال لم يعد التواصل مجديا فعندئذ تظهر للأسف مواقف كما حدث أمس. ولا أحد يريد هذا لكنه أمر لا غنى عنه من أجل تنفيذ التكليف المنوط بالشرطة”.
وأعرب ميرتنس عن أسفه لتسبب المصادمات بين الشرطة والمتظاهرين في وقوع إصابات على الجانبين، واتهم النشطاء بنشر معلومات غير صحيحة في هذا السياق، وقال إنه لم يعرف أحد عن مهمة الإنقاذ التي قامت بها إحدى المروحيات.
ورأى ميرتنس أن الشرطة قامت بـ “عمل عظيم في ظل ظروف صعبة”. وقال إنه يعتبر عملية لوتسيرات بقيادة رئيس شرطة آخن ديرك فاينشباخ “ذات طبيعة نموذجية” بوجه عام، مشيرا إلى أنه لم ير على سبيل المثال عملية بمثل هذه الشفافية من قبل حيث تم السماح لكل ممثلي وسائل الإعلام بالوصول إلى أي مكان في أي وقت.
وتابع ميرتنس أن فاينشباخ اعتمد من البداية على خطة لخفض التصعيد أتاحت مجالا كبيرا للاحتجاج السلمي ضد تعدين الفحم البني.
وجرى توقيف 12 ناشطا، كما بدأت الشرطة تحقيقات بشأن 150 شخصا، من بينها ما يتعلق بمقاومة عناصرها وإلحاق أضرار بالممتلكات.
واختبأ العديد من النشطاء على أسطح المباني في محاولة لتعقيد جهود الإجلاء.
يتم هدم لوتسيرات – التي هجرها سكانها السابقون – لإفساح المجال لتوسيع منجم الفحم المجاور.
وتدير شركة “آر دبليو إي” المنجم وهو واحد من بين الأكبر في أوروبا.
والتوسيع مستمر رغم خطط التخلي التدريجي عن استعمال الفحم بحلول عام 2030، وتبرره الحكومة بأزمة الطاقة الناجمة عن الغزو الروسي لأوكرانيا.
(وكالات)