الشرطة التركية تعتقل 193شخصا… واردوغان يؤكد انه ‘تم احباط المؤامرة’ ضد حكومته

حجم الخط
0

عواصم ـ وكالات: ذكرت تقارير إعلامية تركية امس الثلاثاء أن الشرطة اعتقلت العشرات خلال مداهمات الليلة قبل الماضية وذلك بعد يوم من تحذير أحد الوزراء من أن الحكومة ربما تستعين بالجيش لإنهاء الاحتجاجات المستمرة منذ قرابة ثلاثة أسابيع.
واعتقلت قوات الأمن التركية امس عشرات الأشخاص خلال مداهمات لمنازلهم وأماكن عملهم في اسطنبول وأنقرة بإطار احتجاجات منتزه غيزي.
وذكرت صحيفة (حرييت) إلى أن عدد الموقوفين في اسطنبول وحدها بلغ 193 شخصاً، بينهم 22 اتهموا بـ’تنظيم احتجاجات عنيفة ودعوة الناس إلى المشاركة في مظاهرات غير قانونية’، وسيجري التحقيق معهم لمدة 4 أيام.
ومن بين المعتقلين صحافية كانت ضمن أعضاء الوفد الذي التقى أردوغان في 12 حزيران/يونيو ثم إطلاق سراحها.
وكان نائب رئيس الوزراء التركى بولنت أرينتش قد قال الاثنين إن الحكومة ربما تستخدم القوات المسلحة إذا فشلت الشرطة فى إنهاء الاحتجاجات.
ودافع رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان عن تصرفات الشرطة تجاه المتظاهرين خلال اجتماع للكتلة البرلمانية لحزبه ‘العدالة والتنمية’ في أنقرة.
واعلن اردوغان الثلاثاء ان ‘المؤامرة’ التي اعدت ضد حكومته الاسلامية-المحافظة من قبل متظاهرين قطعوا الشارع على مدى اكثر من اسبوعين قد ‘احبطت’ بفضل تعبئة مناصريه.
وقال اردوغان في خطابه الاسبوعي امام نواب حزب العدالة والتنمية في البرلمان ان ‘الشعب احبط هذه المؤامرة عبر تجمعه بمئات الالاف’ خلال لقاءات نظمها الحزب الحاكم في نهاية الاسبوع في انقرة واسطنبول.
واضاف ان ‘الشعب وحكومة حزب العدالة والتنمية احبطا هذه المؤامرة’ مشددا على ان هذه التجمعات تشكل ‘الصورة الحقيقية’ لتركيا وليس تلك التظاهرات التي نظمها بحسب قوله ‘خونة ومتآمرون معهم في الخارج’.
وقال رئيس الحكومة التركية ان ‘هذه المؤامرة احبطت وهذا السيناريو اصبح في سلة المهملات قبل بدء تطبيقه’.
من جهة اخرى دافع اردوغان مجددا عن قوات الشرطة التي تواجه انتقادات شديدة بسبب عنفها تجاه المتظاهرين معتبرا انها ‘نجحت في اختبار الديموقراطية’.
واضاف ‘سنعزز بشكل اضافي شرطتنا وسنزيد بشكل اضافي قدراتها على التدخل’ ضد المتظاهرين.
واوضح ان حزب العدالة والتنمية قرر تنظيم تجمعات كبرى جديدة اعتبارا من الجمعة في ثلاث مدن اخرى في تركيا تحت شعار الدفاع عن الحكومة.
ونقلت وكالة ‘الأناضول’ التركية للأنباء عن أردوغان القول ردا على الانتقادات التي وجهت لاستخدام الشرطة الغاز المسيل للدموع، إن ‘استخدام الغاز المسيل للدموع ضد المحتجين هو حق للشرطة غير قابل للجدل. تستخدم الشرطة قوتها عندما تتعرض للعصيان أو المقاومة’.
وأعلن أردوغان أن أنصاره سوف ينظمون المزيد من المسيرات حول البلاد محذرا ‘ المحرضين’ من محاولة ‘ اللعب على وتر الانقسامات الطائفية’ ومحاولة تقويض الوحدة الوطنية ‘.
وكانت الاحتجاجات التى نظمتها جماعات بيئة فى 31 آيار/مايو الماضى لوقف مشروع بناء مبنى فى منتزه جيزى فى إسطنبول قد تحولت إلى غضب تجاه ما أسماه المتظاهرون بالحكم السلطوى المتنامى لاردوغان.
وقالت نافى بيلاى مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الانسان إنها قلقة بشأن استخدام الشرطة للقوة المفرطة واعتقال المتظاهرين للحد من الاحتجاجات وطالبت بمعاقبة مرتكبي مثل هذه الأعمال.
وأضاف بيلاى فى جنيف ‘ من المهم ان تدرك السلطات أن الرد المفرط في العنف على المظاهرات الذى أدى لوقوع إصابات مازال يمثل الجزء الأكبر من المشكلة ‘.
وألغى وزير العدل التركي سعد الله أرجين زيارته للبرلمان الأوروبي حيث كان من المقرر أن يزوره اليوم لمناقشة الإصلاحات التى يجب أن تقوم بها بلاده للانضمام للاتحاد الأوروبي وذلك على خلفية التوترات بشأن قرار صدق عليه البرلمان الأسبوع الماضى.
وانتقد البرلمان تركيالاستخدام قوات الشرطة ‘ القوة غير المتكافئة والمفرطة’ لمواجهة المتظاهرين كما انتقد أردوغان ‘ لعدم استعداده… لاتخاذ خطوات نحو المصالحة ‘.
وقال إلمار بروك مدير لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان اليوم إن البرلمان ألغى زيارة وفده لتركيا هذا الأسبوع.
ونفت وزارة الخارجية الامريكية بقوة الاثنين اي ضلوع لمنظمات امريكية او افراد امريكيين في حركة الاحتجاج المناهضة للحكومة التركية منذ نهاية ايار/مايو الماضي.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية جينيفر بساكي ردا على سؤال حول الادعاءات بهذه الخصوص التي اوردتها وسائل الاعلام التركية ‘نرفض كليا الاتهامات التي مفادها ان مجموعات او اشخاصا امريكيين هم مسؤولون عن المظاهرات في تركيا او ساهموا في تأجيجها’.
واعربت واشنطن عن رأيها مرات عدة بلسان نائب الرئيس جو بايدن او وزير الخارجية جون كيري بما يجري في تركيا منذ المظاهرات الاولى في 31 ايار/مايو. وقد انتقدت الولايات المتحدة انقرة خصوصا بسبب اللجوء ‘المفرط’ للقوة من قبل الشرطة.
واوضحت بساكي ‘ركزنا على الدعوات الى الهدوء وضبط النفس. ما زلنا حليفا قويا لتركيا’.
وانتقد وزير الخارجية الألماني جيدو فيسترفيله مجددا التعامل العنيف من قبل قوات الأمن التركية مع المتظاهرين.
وفي مقابلة مع محطة ‘دويتشه فيله’، قال الوزير الألماني الثلاثاء إن المظاهرات تعتبر علامة على نضح المجتمع المدني.
وأوضح فيسترفيله أنه عندما يتمكن المجتمع المدني من ممارسة الحق في التعبير عن الرأي والتجمع فينبغي على كل ديمقراطية أن تسعد بذلك الأمر ولا تتخوف منه.
وأعرب فيسترفيله عن اعتقاده بأن المجتمعات الحرة فقط هي القادرة على خلق الإبداع اللازم للنجاح في عصر العولمة على المستوى الثقافي والحضاري والمجتمعي والاقتصادي أيضا.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية