الرباط – «القدس العربي»: حاول العشرات من المهاجرين السريين استغلال انشغال السلطات الأمنية المغربية والإسبانية بتأمين احتفالات رأس السنة الجديدة، للوصول إلى الضفة الشمالية للبحر المتوسط، منطلقين من الشواطئ المغربية.
وقالت الشرطة المغربية إنها تمكنت فجر أمس الأربعاء من إجهاض عملية للهجرة غير المشروعة وتفكيك شبكة إجرامية تنشط في هذا المجال، وذلك في سياق الجهود المتواصلة التي تبذلها المصالح الأمنية لمكافحة الشبكات الإجرامية التي تنشط في مجال تنظيم الهجرة غير المشروعة والاتجار بالبشر.
وأوضح بلاغ للمديرية العامة للأمن الوطني أرسل لـ»القدس العربي» أن إجراءات البحث أسفرت عن توقيف ثلاثة أشخاص يشتبه في تورطهم في تنظيم عمليات الهجرة غير المشروعة والوساطة في ذلك، كما تم ضبط تسعة وثمانين مرشحاً ينحدرون من مدينة اليوسفية، والذين سلموا مبالغ مالية تتراوح ما بين خمسة آلاف و15 ألف درهم (600 و1600 دولار) للمنظمين مقابل تهجيرهم بطريقة غير مشروعة.
وأضاف البلاغ أن إجراءات التفتيش مكنت من حجز ثلاث سيارات كانت تستعمل في نقل المرشحين من أماكن مختلفة نحو مكان انطلاق زوارق الهجرة غير المشروعة، علاوة عن حجز قارب تقليدي موصول بمحرك، وتم الاحتفاظ بالمنظمين الثلاثة تحت تدبير الحراسة النظرية رهن إشارة البحث الذي تشرف عليه النيابة العامة المختصة، في حين تم الاستماع للمرشحين الراغبين في الهجرة غير المشروعة، وذلك في أفق تحديد كافة الظروف والملابسات المحيطة بهذه القضية، والكشف عن جميع المساهمين والمشاركين الضالعين في هذه الشبكة الإجرامية.
وتمكنت فرق البحرية الإسبانية من إنقاذ 111 مهاجراً سرياً كانوا يستقلون ثلاثة زوارق؛ اثنان في بحر البوران، وواحد في مضيق جبل طارق، ومعظمهم من القاصرين.
وقالت وكالة الأنباء الإسبانية: استنادا إلى الإنقاذ البحري، فإن أول قارب وجد في بحر البوران وكان على متنه 66 مهاجراً، بينهم 12 امرأة. وتم الإنقاذ في الساعة الثانية بعد منتصف الليل، من يوم أول أمس الثلاثاء، بعد اعتراض قارب المهاجرين. وتمت العملية بعد أن استقبل مركز التنسيق في ألميريا تنبيهاً بمغادرة قارب من الساحل المغربي، وبعد محاولة لتحديد الموقع من طرف طائرة عادية، تم تعويضها بطائرة أخرى تابعة للبحرية الإسبانية، تمكنت من تحديد الموقع بعد 50 دقيقة من منتصف الليل.
وتلقى مركز التنسيق في ألميريا تنبيهاً جديداً بشأن مغادرة قارب آخر للساحل المغربي في اتجاه الساحل الإسباني، وتم إنقاذ 30 مهاجراً؛ بينهم ثلاث نساء وطفل. وفي مضيق جبل طارق، وفي الساعة الخامسة صباحاً، تلقى الإنقاذ البحري نداء استغاثة من أحد المهاجرين على بعد ميلين من ساحل الجزيرة الخضراء، ليتم إنقاذ 15 شخصاً.
وقالت وكالة مراقبة الحدود الأوربية «فرونتكس» إن ما يقارب 57 ألف شخص تمكنوا من الوصول إلى إسبانيا، إلى حدود 28 كانون الأول/ ديسمبر الماضي من 2018، وأن «مسار الهجرة عبر بحر المتوسط في اتجاه إسبانيا هو الأكثر نشاطاً خلال السنة الماضية 2018»، حيث مثّل أكثر من نصف حالات الدخول غير المنتظمة عبر الحدود إلى أوربا.
وفي آخر الإحصائيات الإسبانية، فان أكثر من 769 مهاجراً غير نظامي لقوا حتفهم بمياه بحر المتوسط خلال سنة 2018، وقالت الوكالة إن المغرب صنّف ضمن البلدان الأكثر تمثيلاً من حيث عدد المهاجريين السريين الذين وصلوا إلى إسبانيا، متقدماً على دولتي غينيا ومالي، وبلغت نسبة الدخول غير القانوني للمغاربة إلى إسبانيا 21 في المئة و16.1 في المئة للمهاجرين الماليين، وقالت إن عدد المهاجرين عرف انخفاضاً عبر مسار شرق البحر الأبيض المتوسط على الرغم من ارتفاع إجمالي عدد المهاجرين الذين تم تحديدهم في المنطقة الشرقية خلال الأحد عشر شهراً الأولى من السنة الماضية 2108، بنسبة 30 في المئة، بسبب الزيادة المسجلة في عدد العابرين للحدود البرية.
وأكدت أن عدد المهاجرين غير النظاميين، الذين عبروا حدود الاتحاد الأوروبي، ارتفع 30 في المائة خلال عام 2018 بالمقارنة مع عام 2017، بسبب انخفاض ضغط الهجرة في وسط البحر الأبيض المتوسط.