الشركة المصنعة لقمصان منتخب الدنمارك متهمة بالتغاضي عن الجرائم بحق المسلمين الإيغور في الصين 

سليمان حاج إبراهيم 
حجم الخط
5

الدوحة “القدس العربي”: تواجه الدنمارك والشركة المصنعة لقميص منتخبها الوطني، التي افتعلت ضجة ضد مونديال قطر المرتقب، عاصفة انتقادات ودخلت في متاهة، بعدما سعت قبل أيام لتوجيه انتقادات للدولة العربية، وفق تعليقات وتصريحات عدد من المسؤولين.

وجمعت “القدس العربي” عدداً من الوثائق والبيانات، تكشف حقائق اعتُبرت “صادمة عن شركة هاميل، المصنعة لقمصان منتخب الدنمارك الوطني، الذي يستعد لارتدائه في قطر”.

وتتراوح المعلومات المتواترة بين “انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان” و”تورط مالكها بفضيحة بعد ضبط صواريخ ومتفجرات داخل إحدى شاحنات الشركة مؤخرا”، كما تعرضت لانتقادات بسبب نشاطها في دول مثل الصين وغيرها، دون اكتراث بحقوق الإنسان في تلك المناطق.

وتعرضت الشركة التي صنّعت قميصاً لمنتخب الدنمارك يحمل رسائل ضد قطر، أول دولة عربية تنظم المونديال، لسيل من الانتقادات، بسبب ما وُصف أنه تحامل على قطر. كما عاب مسؤولون وناشطون ما قالوا إنها تجاوزات الشركة التي حاولت تقديم دروس في الحقوق.

وكشف المجهر الأوروبي لقضايا الشرق الأوسط، وهو هيئة مستقلة، عن معلومات مثيرة حول شركة هاميل إنترناشيونال (Hummel International)‏ المصممة لقميص منتخب الدنمارك، والتي أطلقت حملة اعتُبرت محرضة ضد دولة قطر عشية استضافتها مونديال كأس العالم 2022.

الشركة الدنماركية وانتهاكات الإيغور المسلمين

وذكر المجهر الأوروبي، أن شركة هاميل تمتلك معارض في العاصمة السعودية داخل مول “الرياض بارك“، وأنها تتجاهل الانتقادات الحقوقية الموجهة إلى المملكة لتفضيلها مصالحها التجارية.

وكشف أن مصانع شركة هاميل في الصين وباكستان وبنغلاديش، كانت هيئة الإذاعة البريطانية BBC ربطتها بانتهاكات مروعة يشهدها إقليم شينجيانغ، حيث تتعرض أقلية الإيغور المسلمة للاضطهاد والقمع الممنهج.

ويتضح أن سلسلة توريد شركة هاميل القادمة من الصين لا تخضع لأي رقابة، في وقت تتجاهل إدارة الشركة التقارير الموثقة عن اضطهاد الإيغور، وقمع حقوق الإنسان لصالح مكاسبها، لا سيما بعد أن تزايدت إيرادات الشركة العام الماضي من 511 مليون كرونة دنماركية، إلى 1.858 مليار.

وذكر المجهر الأوروبي أن شركة هاميل أوقفت أنشطتها في إقليم التبت عام 2012 خوفاً من تأثر أعمالها مع الحكومة الصينية، التي تعتبر الإقليم خاضعاً لسيادتها رغم عدم الاعتراف الدولي بذلك.

ومقابل هذه العلاقة التي اعتبرت متناقضة حيال تعاملها مع حقوق الإنسان في الصين، خوفاً على مصالح الشركة هناك، شن عليها ناشطون حملة واسعة لفضح تلك الممارسات.

وكشف موقع “أوروبا بالعربي” أن ناشطين في الدنمارك احتجوا أمام شركة “هاميل إنترناشيونال” المصممة لملابس منتخب الدنمارك، رداً على انتهاكات الشركة في الصين. ووضع المشاركون في الاحتجاج ملصقات على أبواب معارض الشركة.

 وحملت الملصقات شعارات ضد الشركة، وأن إنتاجها يتم بالسُخرة والعبودية في الصين.

 كما هتف المحتجون بحسب التقرير الذي اطلعت عليه “القدس العربي”، ضد العاملين في فروع الشركة، وقالوا: “عار عليكم.. شركة عبودية”.

وهاجمت صحيفة DR الدنماركية واسعة الانتشار، الشركة، على خلفية ما اعتبرته شنّ الشركة حملة تحريض مدفوعة ضد دولة قطر.

 وقالت الصحيفة DR في تقرير لها، إن “شركة هاميل بينما تهاجم قطر، تغض الطرف عن دولة أخرى تنتهك حقوق الإنسان من بينها المملكة العربية السعودية والصين”.

وأبرزت الصحيفة علاقات شركة هاميل مع الصين، البلد الذي يقمع بشكل منهجي، وفقاً لمنظمة العفو الدولية، الأقليات العرقية المسلمة بالتعذيب والحبس والمراقبة والاضطهاد الديني وغسل الدماغ.

وترتكب الصين في إقليم شينجيانغ، فظائع على نطاق يرقى إلى مستوى الجرائم ضد الإنسانية، حسبما خلصت إليه منظمة العفو الدولية.

و”هنا، تبدأ رمزية قمصان كأس العالم في أن تصبح لعبة خطيرة”، كما يقول جيسبر أولسن، الذي يؤكد أن الكفاح من أجل حقوق الإنسان و“صنع في الصين”. ويقول “إن الأمرين لا يسيران معا حقا”.

ووفق للصحيفة الدنماركية، فإنه يتم إنتاج أكثر من نصف الملابس التي تصممها شركة هاميل في الصين وباكستان وبنغلاديش.

وكانت الشركة رفضت العام الماضي التأكيد أن منتجاتها التي تصنع في الصين، تم إنتاجها في إقليم شينجيانج الذي تتعرض فيه الأقليات للقمع الممنهج.

ويظهر ذلك أن شركة هاميل لا تسيطر على سلسلة التوريد الخاصة بها، وتتغاضى عن انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان خدمة مصالحها، بحسب عدد من التقارير اطلعت عليها “القدس العربي”.

صواريخ وأسلحة في شاحنات الشركة الدنماركية

وتفجرت مؤخراً فضيحة جدديدة للشركة وتخضع للتحقيق من قبل جهات عدة.

وكشف المجهر الأوروبي، أن مالك الشركة انخرط في فضيحة عندما تم اكتشاف أن إحدى شاحناته كانت محملة بالصواريخ.

وفي التفاصيل التي نشرها الموقع، تعرض مالك الشركة كريستيان ستاديل، لفضيحة عندما تم اكتشاف أن إحدى سفن الشحن الخاصة به كانت محملة بالصواريخ، وذلك بعد أن تم إيقاف سفينة من شركة الشحن التابعة لعائلة ستاديل في فنلندا وبحوزتها 69 صاروخا أرض- جو، و150 طنا من المتفجرات.

 كما اتضح أن سفينة ستاديل تم إلغاء رحلتها على شاطئ Alang الهندي، والذي يشتهر بتجاهل ظروف العمل والبيئة السيئة.

ومنذ أيام، اتهمت “هاميل” الشركة الراعية للمنتخب الدنماركي، دولة قطر بالتقصير في شأن فقدان الآلاف من عمال ملاعب كأس العالم حياتهم، وذلك خلال بناء منشآت مونديال كأس العالم.

وكانت اللجنة المنظمة لكأس العالم في قطر، اعتبرت تصريحات “هاميل” حيلة تسويقية منافقة؛ لأن إنتاج ملابسها الرياضية يتم في الصين، وهي دولة سجلها في مجال حقوق الإنسان ليس ناصعاً.

متابعة الدنمارك قانونياً

 احتجت جهات رسمية قطرية وناشطون على موقف الدنمارك وعدد من المنتخبات المشاركة في مونديال 2022، بسبب رسائل موجهة ضد الدولة العربية التي تنظم لأول مرة بطولة كأس العالم.

وانتقد عدد من المغردين خطوة منتخب الدنمارك ارتداء قميص يحمل رسائل وُصفت بأنها تحريضية ضد قطر.

وتفاعل المجتمع القطري حول قرار شركة “هاميل” وطمس شعارها على القميص الرسمي خلال مشاركته في مونديال قطر، احتجاجاً على ما قالت إنه سجل الدولة الخليجية في ما يتعلق بحقوق الإنسان.

وسبق أن صرّح رئيس الفيفا، جياني إنفانتينو، عندما سئل عما إذا كان الاتحاد الدولي سيقدّم أي التزام تجاه عائلات الأشخاص الذين لقوا حتفهم في الاستعدادات للبطولة، أن المنظمة الرياضيّة تحقق في “كل هذه الأمور”.

دعم فلسطين بالمقابل

توسعت دائرة الحملات الداعية لدعم القضية الفلسطينية وفضح الانتهاكات الإسرائيلية تزامناً وبطولة كأس العالم 2022 في قطر.

وتأتي الحملة التي تسجل تفاعلاً والخطوات التي ينوي عدد من المنتخبات الغربية اتخاذها، دعماً لقضايا موازية، مثل الحرب الروسية في أوكرانيا، أو مناصرة قضايا المثليين.

وتتحرك مؤسسات فلسطينية وتطلب من الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، السماح لمنتخبات الدول العربية ارتداء شارات ولافتات قمصان تبرز الانتهاكات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين خلال بطولة كأس العالم.

وأطلقت مؤسسات فلسطينية حملة واسعة للضغط على الفيفا للسماح للمنتخبات العربية والصديقة لفلسطين، بعرض مواقفها السياسية والاحتجاجية بشكل حر، ومن دون أي حجب، أسوة ببعض المنتخبات الأوروبية التي ستعلن مواقف تدعم فيها أوكرانيا وحقوق العمال وغيرها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول ابراهيم الامازيغي:

    كل الدول الإسلامية تغض الطرف عن إبادة مسلمي الايغور…ببساطة لأنه لا مصلحة لهم في قضيتهم…لا نفط لا مصالح اقتصادية او سياسية…

  2. يقول أسامة كلّيَّة سوريا/ألمانيا:

    عدة دول أوربية تقوم بهذه الحملة ضد قطر ومنها ألمانيا كما شاهدت بنفسي على القنوات الألمانية. بينما تتغاضى عن ماهو أسوأ من ذلك في حالات أخرى. السؤال ماهو الدافع خلف ذلك، الحقيقة وحقوق الإنسان. نتمنى ذلك!

  3. يقول بالتوفيق لقطر:

    بيت قطر من صخر و لا يؤثر فيه كل هذا الحصى. واضح أن دوافع الحملة هي الإساءة لقطر و ليس اللهفة على حقوق الإنسان. نتمنى التوفيق لقطر في هذا المجال الرياضي و في كل المجالات و أن يكفيها شر الكائدين.

  4. يقول قلم حر في زمن مر:

    هههههههه الدنمارك وأخواتها يكيلون بمكيالين، ويتاجرون بحقوق الإنسان لابتزاز الحكومات و البلدان ليس إلا، وإلا فكل ذلك نفاق في نفاق،. كان الأولى بالدنمارك ان تنظر في جرائم دويلة الصهاينة الملاعنة بحق الفلسطينيين الأبرياء العزل المساكين الصامدين في وجه ابرتهايد الصهيونية البغيضة هذي سنين وسنين ???

  5. يقول zerradabdellatif:

    الايغور اكذوبة خلقتها أمريكا وصدقها الخوانجية في العالم العربي . ليت حكومتنا توفر لنا ما توفره الحكومة الصينية للاغور . أن تعتنق مجموعة من الناس دينا معينا لا يعني أن من حقها الانفصال عن الدولة الام . وانا اتكلم عن دراية تامة لا يوجد أي اضطهاد لمسلمي الصين ، كل ما تطلبه منهم الحكومة الصينية أن يحافظوا على جنسيتهم الصينية

إشترك في قائمتنا البريدية