الدوحة – “القدس العربي” :
شهد الاثنين، الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، والشيخة موزا بنت ناصر رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر، الافتتاح الرسمي لمركز سدرة للطب، بحضور الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية وعدد من الشيوخ والوزراء وكبار المسؤولين في القطاع الصحي.
وقالت الشيخة موزا لدى تدشينها مركز سدرة للطب، عضو مؤسسة قطر، كمركز عالمي متخصص في تقديم الرعاية الصحية للنساء والأطفال: “بصفته مركزًا للريادة والابتكار والتميّز في مجاله، ساهمت أبحاث سدرة للطب في الانتقال بالنظام الصحيّ في قطر إلى حقبة جديدة من الرعايةِ الصحية، إذ تتفرد سدرة للطب بكونها نموذجًا رائدًا في إطلاقها لبرنامج استخدام الروبوتات في العمليات الجراحية للأطفال، وفي مركز القلب تحديدًا، فضلًا عن الاكتشافات العلمية الخاصة بأمراض السكري والقلب والأوعية الدموية وغيرها. كما أنشأت سدرة، بالتعاون مع برنامج جينوم قطر، قاعدة بيانات جينومية وطنية، لتشكّل اللبنة الأساسية للطب الدقيق وتسهل تبادل المعارف التي تساعد على فهم الأمراض البشرية بشكل أعمق”.
وأضافت: “وبذلك يمكننا القول إن مركز سدرة للطب يعـد واحدًا من أكثر المشاريع طموحًا في قطر خلال العقدين الأخيرين. وسرعان ما حقّق المركز تأثيرات إيجابية تتخطى الحدود الوطنية، فأصبح وجهة إقليمية للسياحة الصحية، يقصدها المرضى أسبوعيًا من المنطقة ومن خارجها”.
منارة للعلم والاكتشاف
من جانبه، قال بيتر موريس، الرئيس التنفيذي لمركز سدرة للطب: “تتمثل رؤية مركز سدرة للطب في التحول إلى منارة للتعلم والاكتشاف والرعاية الفائقة. لقد استطعنا تحت قيادة صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر إحراز تقدم مذهل في مدة زمنية قصيرة ووضعنا أسسًا قوية للنجاح في المستقبل. يعمل بمركز سدرة للطب نخبة من أرقى الأطباء والباحثين على مستوى العالم يتعاونون جميعًا تحت سقف واحد، وتتوفر لهم أحدث التجهيزات والتقنيات المتطورة في مستشفى جديد مدهش”.
مركز طبي أكاديمي بالمنطقة ليخدم المرضى عبر العالم
ويأتي المركز الذي يُعد من أكثر المشروعات التنموية طموحًا من نوعها في قطاع الصحة، تحقيقًا لرؤية الشيخة موزا بنت ناصر الرامية إلى إنشاء مركز طبي أكاديمي يحتل الريادة في المنطقة وتقديم رعاية صحية عالمية للمرضى من قطر والعالم. ويُلبّي المركز الجديد الحاجة المتزايدة للرعاية المتخصصة في مجالي طب النساء والأطفال من خلال العديد من الخدمات الصحية التي يوفرها لأول مرة في قطر ومنطقة الشرق الأوسط.
ويتميّز المركز فائق التطور والمزوَّد بأحدث التجهيزات التكنولوجية بتصميم مدهش أبدعه المعماري بيلي كلارك. ويعمل فيه أكثر من 4 آلاف موظف سريري وموظف دعم، يمثلون أكثر من 85 جنسية، وينطلقون جميعًا من الرؤية الطموحة لمركز سدرة للطب الرامية إلى تقديم أرقى أنواع الرعاية الصحية للنساء والأطفال واليافعين.
50 خدمة علاجية
ويقدم مركز سدرة للطب أكثر من 50 خدمة علاجية للمرضى في عياداته الخارجية وفي مستشفاه الذي يستوعب 400 سرير موزعين على 3 أجنحة. ويتميز المركز بتجهيزاته المزوَّدة بأحدث أنواع التكنولوجيا مثل التصوير بالرنين المغناطيسي أثناء إجراء العمليات الجراحية، والأنظمة الجراحية المدعومة بالروبوت، وروبوتات “دا فينشي”، وغيرها من التجهيزات الحديثة التي تساعد خبراء المركز في علاج مجموعة من المشكلات الصحية بالغة التعقيد والصعوبة.
وتشمل تخصصات الأطفال في مركز سدرة للطب أمراض القلب، والأعصاب، والمسالك البولية، وجراحات التجميل والوجه والفكين وغير ذلك من التخصصات. وقد نجح المركز في استقطاب نخبة من أبرز الخبراء على مستوى العالم في هذه التخصصات، حيث يتعاونون مع فرق طبية متعددة التخصصات تتمتع بكفاءة عالية لتقديم أفضل أنواع الرعاية الصحية للمرضى.
ويعتمد مركز سدرة للطب في تقديم الرعاية الصحية نهجًا متعدد التخصصات، أي تخصيص فريق من الأطباء والمساعدين لعلاج مريض بعينه طيلة رحلة علاجه بمركز سدرة للطب. ويتألف كل فريق من أطباء وممرضات ممارسات واختصاصيّ تغذية وخبراء في الصحة النفسية واختصاصين في إدارة شؤون حياة الأطفال وغير ذلك من الخبراء الذين يتم اختيارهم بناء على احتياجات حالة المريض.
موارد هائلة لتطوير البحث العلمي
كما يخصص مركز سدرة للطب موارد هائلة لتطوير بحوث الطب الحيوي والبحوث السريرية بهدف تحسين نتائج علاج المرضى. ويتعاون المركز في هذا الصدد مع برنامج قطر جينوم، عضو مؤسسة قطر، وهو مشروع طموح لخدمة سكان قطر يهدف إلى إجراء تسلسل لجينومات السكان القطريين ومعرفة بياناتهم الجزيئية وربط ذلك بسجل طبي إلكتروني وطني بهدف رسم خارطة طريق للرعاية الصحية المتطورة في المستقبل من خلال الطب الشخصي.
ومن ضمن الأولويات البحثية الأخرى لمركز سدرة للطب تركيزه على وضع منظومة بيانات تفصيلية عن الأمراض الوبائية لفهم طبيعة مرض السكري لدى الأطفال في قطر على المستويين البيوكيميائي والجزيئي. ويجري حاليًّا بناء بنك دقيق للمعلومات الخاصة بالسكري للوقوف على الأسباب المؤدية لهذا المرض بين جموع الأطفال، أملًا في أن يساعد هذا البنك في وصف علاج شخصي يناسب كل طفل مريض بالسكري على حدة.
وإلى جانب تقديم الرعاية الصحية المتميزة وإجراء البحوث الرائدة، يعمل مركز سدرة للطب على بناء القدرات البشرية وصقل الخبرات في قطاع الرعاية الصحية في قطر من خلال التزام واضح وشامل بأعلى المعايير في مجال التعليم الطبي وتوفير فرص التطوير المهني المستمر للعاملين في مجال الرعاية الصحية.
ودعمًا لركيزة التعليم الطبي، وضع المركز استراتيجية لتطوير مهارات القطريين، كما يوفر المركز للمتدربين من أصحاب التخصصات الطبية خبرات تعليمية استثنائية بهدف إعداد كفاءات طبية متخصصة في تقديم الرعاية الصحية للنساء والأطفال.
أفضل برامج التعليم الطبي للجيل المقبل
وتلتزم إدارة مركز سدرة للطب بتوفير أفضل برامج التعليم الطبي للجيل المقبل من أخصائي الرعاية الصحية وتقديم رعاية صحية عالية الجودة للأطفال والنساء، وذلك من خلال التعاون المثمر مع شركاء المركز الأكاديميين ومن بينهم وايل كورنيل للطب – قطر، عضو مؤسسة قطر، وجامعة قطر، والمجلس الدولي لاعتماد برامج التعليم الطبي العالي، ومراكز طبية عالمية، ومؤسسات بحثية رائدة.
وصقلًا للمواهب وبناء القدرات القطرية، أتاح مركز سدرة للطب من خلال استراتيجيته المعنية بتطوير مهارات القطريين برامجًا للتطوير المهني، والتدريب، والتوجيه، والإشراف وغيرها من البرامج. وقد تعاون الفريق المسؤول عن الاستراتيجية مع مؤسسات مرموقة مثل معهد الإدارة والقيادة، وهارفارد بيزنيس ريفيو، و”أي إتش إل إم” لجلب أفضل البرامج التعليمية إلى قطر. وسيتم دعم هذه الاستراتيجية واستكمال نجاحها مع بدء تطبيق المرحلة الثالثة منها خلال الأشهر المقبلة.
إنجازات سبقت الافتتاح الرسمي
يُذكر أن مركز سدرة للطب استقبل أول مريض داخلي في يناير 2018، بينما تقدم العيادات الخارجية خدماتها منذ مايو 2016، وقد حقق المركز العديد من الإنجازات في هذه المدة القصيرة قبل افتتاحه اليوم رسميًا، ومنها افتتاح مركز القلب التخصصي الذي استقبل منذ افتتاحه أكثر من 150 مريضًا، وإطلاق أكبر عيادة للصحة النفسية للأطفال والمراهقين في المنطقة. وإطلاق أول برنامج في الشرق الأوسط لجراحات الأطفال “الروبوتية” بهدف إجراء العمليات الجراحية وتدريب جرَّاحي الأطفال على استخدام أحدث التقنيات الجراحية. إلى جانب إطلاق برنامج للدفاع عن حقوق الأطفال لحمايتهم من إساءة المعاملة أو الإهمال في البيت أو المجتمع. كذا استخدام مجموعة من أحدث التقنيات للمرة الأولى في الشرق الأوسط، ويشمل ذلك أجهزة التصوير بالأشعة أثناء العمليات الجراحية ” MRI” الفريدة من نوعها، والحواسيب العملاقة والمايكروسكوبات ذات الكثافة العالية.