الدوحة “القدس العربي” -إسماعيل طلاي:
تسلم أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الاثنين، رسالة خطية من أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، تتعلق بالعلاقات الأخوية الوطيدة بين البلدين وآخر مستجدات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الكويتية.
وقام بتسليم الرسالة، مبعوث سمو أمير دولة الكويت، الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية، خلال استقبال سمو الأمير له والوفد المرافق، في مكتبه بالديوان الأميري.
وغادر الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح الدوحة الاثنين، وكان في وداعه بمطار الدوحة الدولي الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، وحفيظ محمد العجمي سفير دولة الكويت لدى الدولة.
وجاء زيارة مبعوث أمير الكويت ضمن جولة خليجية جديدة، بدأها الأحد، وتشمل السعودية والبحرين، استمرار لجهود الوساطة التي يقوم بها أمير الشيخ صباح الأحمد الصباح منذ بداية الأزمة الخليجية في الخامس من حزيران/ يونيو الماضية.
ونقلت وكالة الأنباء الكويتية (كونا) في وقت سابق، عن الديوان الأميري أن مبعوث أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح غادر متوجها إلى السعودية والبحرين لنقل رسالتين خطيتين إلى العاهلين السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز والبحريني الملك حمد بن عيسى.
ولم توضح الوكالة فحوى الرسالتين اللتين يحملهما المبعوث الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية.
جهود الكويت تصطدم بـ “تماطل” دول الحصار
ومنذ بداية الأزمة، لم يوفر أمير الكويت جهودا لمحاولة التقريب بين الأخوة الفرقاء في مجلس التعاون، بيد أن جهوده اصطدمت برفض مطلق من دول الحصار للجلوس إلى طاولة الحوار، في مقابل الاستعداد المبدئي لدولة قطر للتفاوض على حل للخلافات، شرط ألا يمسّ بسيادتها.
وفي مقابل رفض دول الحصار للحوار تارة، والتشبث تارة أخرى بمطالبها الثلاثة عشر التي كانت قد أعلنت تخليها عنها، بدا موقف قطر ثابتا منذ اليوم الأول للحصار في إعلان استعدادها للحوار.
وإلى جانب الوساطة الكويتية، ألقت الولايات المتحدة بجهودها مرارا لحث دول الحصار على الجلوس لطاولة الحوار، وآخرها ما ذكرته وسائل إعلام أمريكية على لسان وزير الخارجية الأمريكي الجديد بومبينو الذي انتقد “تماطل دول الحصار”، داعياً إياها إلى إنهاء الحصار فوراً.
قطر: الاستعداد للحوار ليس شيكاً على بياض
وفي ظل استمرار دول الحصار في اتباع منطق “حوار الطرشان”، أعلنت قطر مرارا تمسكها بالحوار دون أن تقديم تنازلات تمس بسيادتها، كما جاء على لسان نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن الذي قال في محاضرة له الأحد بجامعة قطر إن “دعوة دولة قطر للحوار سبيلا لحل الأزمة ليست شيكا على بياض ليتم فرض الشروط عليها، بل نحن مستعدون للحوار وبحث المخاوف وفقا للقانون الدولي، ودون المساس بسيادة دولة قطر ومقدرات شعبها، ونرى هذه العوامل منطقية، ومتى ما قبلت بها دول الحصار فنحن موجودون”.
ونوّه الشيخ محمد بن عبد الرحمن إلى أن “دولة قطر ترى وجوب أن يكون هناك اتفاق إقليمي جديد يضمن حماية الدول كبيرها وصغيرها وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، إضافة للتركيز على ترسيخ المبادئ الرامية لتعزيز التعاون في مجالات الاقتصاد والتنمية، وهو ما طالب به أمير البلاد في مؤتمر ميونخ للأمن”.
وجدّد ترحيب دولة قطر بالوساطة الكويتية التي يتبناها أمير قطر الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة لحل الأزمة الخليجية، بالإضافة إلى أي جهود أخرى تصب في هذه الوساطة.